بقي كلها غير كتفها أيها السادة
عمان جو- ربما سيكون شهر رمضان المقبل، الاصعب اقتصاديا على الناس، بسبب غلاء الاسعار، ونسب الفقر المرتفعة، وهذا يعني اننا بحاجة الى ان نساعد بعضنا بعضا بشكل كبير وفاعل.
الحكومة الحالية ساعدت بتأجيل اقساط المصارف والجهات الدائنة، وتثبيت سعر الوقود المرتفع اصلا بسبب الضرائب، وهي اجراءات تخفف الحمل، مؤقتاً، خلال رمضان، وعلى الرغم من ان الاجراءات جيدة، الا ان الازمة الاقتصادية اكبر من المحاولات لتخفيف هذه الاحمال.
هذه دعوة للقطاع الخاص، وللناس، وللجمعيات، وللمغتربين، ان يكون شهر رمضان شهر تكافل حقا، وكل هؤلاء ليسوا بحاجة الى مواعظ وارشادات، لكننا امام وضع يوجب علينا جميعا المساعدة فيه قدر الامكان، من خلال التكافل الفردي والشخصي مع الفقراء والايتام، ومن خلال حملات الجمعيات الخيرية، وما يمكن ان يقدمه القطاع الخاص للناس في هذه الظروف.
ما يحصل عليه الفقراء في الأردن من وزارة التنمية الاجتماعية يعد قليلا جدا، مقارنة باحتياجات الناس، واغلب المتبرعين يركزون على الايتام فقط، هذا على الرغم من ان عائلات كثيرة يعمل اربابها يعانون اكثر من الايتام ايضا، وكأنه يقال للبعض ان عليك ان تكون يتيما حتى نعطف عليك، ودون ذلك تتركز المساعدات الفردية على الايتام لاعتبارات دينية واجتماعية، وهذا امر محمود يجب الا يلغي حاجة الغالبية للتخفيف عليهم خلال شهر رمضان، وطوال العام ايضا.
تجار عمان القدامى في الخمسينيات وما قبلها، وما بعدها كانوا يشتهرون بحبهم لمساعدة الآخرين، وبين ايدينا حكايات كثيرة لذلك الجيل المبارك من التجار الذين كانوا يعرفون ان كل ما لديهم من مال لن يبقى منه معهم فعليا سوى الذي يدفعونه للمحتاجين والفقراء والايتام، وان كل ما لهم سيذهب ارثا، يتم توزيعه على الورثة المتأهبين، ولن يبقى معهم في آخرتهم الا المال المدفوع لله.
بين يدي الحديث الذي رواه الترمذي عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟ قالت عائشة: ما بقي منها إلا كتفها، أي أنهم ذبحوا الشاة ووزعوها على المحتاجين ولم يبق منها في البيت إلا الكتف، فقال: بقي كلها غير كتفها، أي بقي الجزء الذي تم التصدق به للفقراء فهو مدخر عند الله، وهو الذي بقي عنده عز وجل.
ربما الكلام يقال لتجار الأردن اليوم، وبعضهم فيه خير كبير مشهر او مخفيّ، برغم ما عندهم من مصاعب، ان اكبر معروف قد يفعلونه للناس، عدم الانزلاق وراء رفع الاسعار، عند كل موجة غلاء، رحمة بالضعفاء، وحتى بعموم الناس الذي يعملون ولا تكفيهم دخولهم في ظل احصائيات مرعبة تقول ان اغلبية كبيرة دخلها الشهري دون 300 دينار، ويكفي ان تبيعوا السلع في مخازنكم ومحلاتكم بالأسعار القديمة التي اشتريتموها على اساسها، وعدم الانجراف وراء اسعار السلع الجديدة التي ارتفعت، فيما مخازنكم ومحلاتكم بها سلع كثيرة مشتراة بأسعار قديمة.
تعريف الفقر اليوم، بات مختلفا، فقد نجد الاب والام يعملان لكن دخلهما لا يكفيهما بسبب التزامات الايجار والتعليم الجامعي وغير ذلك، وهذا يعني ان علينا ان نبتدع جهدا جديدا في التخفيف عن المجتمع، وأول ذلك عدم التسابق في رفع اسعار السلع والمنتجات، ما دام ذلك ممكنا، اضافة الى ابداع القطاع الخاص، عبر اطلاق مبادرات انسانية وخيرية في رمضان المقبل، وما يمكن ان يفعله الافراد على مستوى ارحامهم وجوارهم، وما يمكن ان يقدمه المغتربون ايضا من مساعدة ولو على مستوى عائلي، او على اي مستوى في ظل الظروف التي نراها.
هناك دور علينا كـأفراد، برغم صعوبة ظروفنا، وهذا الدور مهم جدا، واذا كنا نتحدث عن رمضان حصرا، فإن المشكلة اكبر من رمضان، لكننا بحاجة الى ان نضرب مثلا حسنا، في هذا الشهر المبارك، حتى لا تغيب الرحمة من بيننا، وحتى لا يتولد الحرمان والغضب اكثر.
هذه المطالعة ليست درس الجمعة – على اهمية درس الجمعة طبعا- لكنها محاولة للتذكير ان خطر الفقر، مثل النار المجنونة، اذا اشتعلت لن تستثني احدا من حرائقها… لا الغني ولا الفقير.
الحكومة الحالية ساعدت بتأجيل اقساط المصارف والجهات الدائنة، وتثبيت سعر الوقود المرتفع اصلا بسبب الضرائب، وهي اجراءات تخفف الحمل، مؤقتاً، خلال رمضان، وعلى الرغم من ان الاجراءات جيدة، الا ان الازمة الاقتصادية اكبر من المحاولات لتخفيف هذه الاحمال.
هذه دعوة للقطاع الخاص، وللناس، وللجمعيات، وللمغتربين، ان يكون شهر رمضان شهر تكافل حقا، وكل هؤلاء ليسوا بحاجة الى مواعظ وارشادات، لكننا امام وضع يوجب علينا جميعا المساعدة فيه قدر الامكان، من خلال التكافل الفردي والشخصي مع الفقراء والايتام، ومن خلال حملات الجمعيات الخيرية، وما يمكن ان يقدمه القطاع الخاص للناس في هذه الظروف.
ما يحصل عليه الفقراء في الأردن من وزارة التنمية الاجتماعية يعد قليلا جدا، مقارنة باحتياجات الناس، واغلب المتبرعين يركزون على الايتام فقط، هذا على الرغم من ان عائلات كثيرة يعمل اربابها يعانون اكثر من الايتام ايضا، وكأنه يقال للبعض ان عليك ان تكون يتيما حتى نعطف عليك، ودون ذلك تتركز المساعدات الفردية على الايتام لاعتبارات دينية واجتماعية، وهذا امر محمود يجب الا يلغي حاجة الغالبية للتخفيف عليهم خلال شهر رمضان، وطوال العام ايضا.
تجار عمان القدامى في الخمسينيات وما قبلها، وما بعدها كانوا يشتهرون بحبهم لمساعدة الآخرين، وبين ايدينا حكايات كثيرة لذلك الجيل المبارك من التجار الذين كانوا يعرفون ان كل ما لديهم من مال لن يبقى منه معهم فعليا سوى الذي يدفعونه للمحتاجين والفقراء والايتام، وان كل ما لهم سيذهب ارثا، يتم توزيعه على الورثة المتأهبين، ولن يبقى معهم في آخرتهم الا المال المدفوع لله.
بين يدي الحديث الذي رواه الترمذي عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟ قالت عائشة: ما بقي منها إلا كتفها، أي أنهم ذبحوا الشاة ووزعوها على المحتاجين ولم يبق منها في البيت إلا الكتف، فقال: بقي كلها غير كتفها، أي بقي الجزء الذي تم التصدق به للفقراء فهو مدخر عند الله، وهو الذي بقي عنده عز وجل.
ربما الكلام يقال لتجار الأردن اليوم، وبعضهم فيه خير كبير مشهر او مخفيّ، برغم ما عندهم من مصاعب، ان اكبر معروف قد يفعلونه للناس، عدم الانزلاق وراء رفع الاسعار، عند كل موجة غلاء، رحمة بالضعفاء، وحتى بعموم الناس الذي يعملون ولا تكفيهم دخولهم في ظل احصائيات مرعبة تقول ان اغلبية كبيرة دخلها الشهري دون 300 دينار، ويكفي ان تبيعوا السلع في مخازنكم ومحلاتكم بالأسعار القديمة التي اشتريتموها على اساسها، وعدم الانجراف وراء اسعار السلع الجديدة التي ارتفعت، فيما مخازنكم ومحلاتكم بها سلع كثيرة مشتراة بأسعار قديمة.
تعريف الفقر اليوم، بات مختلفا، فقد نجد الاب والام يعملان لكن دخلهما لا يكفيهما بسبب التزامات الايجار والتعليم الجامعي وغير ذلك، وهذا يعني ان علينا ان نبتدع جهدا جديدا في التخفيف عن المجتمع، وأول ذلك عدم التسابق في رفع اسعار السلع والمنتجات، ما دام ذلك ممكنا، اضافة الى ابداع القطاع الخاص، عبر اطلاق مبادرات انسانية وخيرية في رمضان المقبل، وما يمكن ان يفعله الافراد على مستوى ارحامهم وجوارهم، وما يمكن ان يقدمه المغتربون ايضا من مساعدة ولو على مستوى عائلي، او على اي مستوى في ظل الظروف التي نراها.
هناك دور علينا كـأفراد، برغم صعوبة ظروفنا، وهذا الدور مهم جدا، واذا كنا نتحدث عن رمضان حصرا، فإن المشكلة اكبر من رمضان، لكننا بحاجة الى ان نضرب مثلا حسنا، في هذا الشهر المبارك، حتى لا تغيب الرحمة من بيننا، وحتى لا يتولد الحرمان والغضب اكثر.
هذه المطالعة ليست درس الجمعة – على اهمية درس الجمعة طبعا- لكنها محاولة للتذكير ان خطر الفقر، مثل النار المجنونة، اذا اشتعلت لن تستثني احدا من حرائقها… لا الغني ولا الفقير.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات