كيف تنتهي الحرب؟
عمان جو- د. حسام العتوم - لم تبدأ الحرب على أوكرانيا فجأة بتاريخ 24 أذار 2022، وليست روسيا الإتحادية هي التي بدأتها أولاً كما يعتقد، لكن المخابرات الروسية, وكذلك الإستخبارات الروسية جمعت المعلومات حولها مبكراً، ولقد أكد سيرجي ناريشكين رئيس الإستخبارات الروسية بتاريخ 4 أذار المنصرم بأن حرب بلاده في أوكرانيا ارتبطت بمعلومات عن رغبة " كييف " امتلاك أسلحة نووية، وبسبب عمل النازية لديها، وهو الذي تطلب من موسكو اجتثاثه . تعود جذور الحرب العميقة إلى التفسير الخاطيء الأوكراني الغربي لمجاعة ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي على أنها استهدفت أوكرانيا من دون عموم السوفييت، وبأن الحرب العالمية الثانية 1941 1945 بدأها السوفييت بقيادة روسيا, وليس النازية الهتلرية بقيادة أودولف هتلر، وبسبب أحداث الميدان في العاصمة الأوكرانية " كييف " التي سبقت انقلاب عام 2014 الدموي, وتزامنت معه، وهو الذي ركبت موجته الإستخبارات الأمريكية، البريطانية، الغربية عامة، وتمكن من الإطاحة بآخر رئيس أوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج، والدفع بالنخبة السياسية الأوكرانية المحسوبة على التيار البنديري العنصري المتطرف إلى الواجهة، بمعنى إلى سدة الحكم في " كييف "، وتشجيع التيار النازي " أزوف "، وفصائله إلى جانب الجيش الأوكراني لإعلان الحرب على شرق أوكرانيا " الدونباس، ولوغانسك "، حيث يعيش قرابة نصف مليون روسي، وثلاثة ونصف مليون أوكراني ناطق باللغة الروسية، والتسبب لغاية الآن في مقتل نحو 14 الف قتيل منهم قرابة 500 طفل، وكل ذلك كان، ولازال يجري تحت أعين ورضا الغرب الأمريكي الذي ظهر مع بدايات الحرب - العملية العسكرية الروسية النظيفة التي لا تسهدف شعب أوكرانيا، ولم تحمل معها صفة الإحتلال، واعلنت بأنها من أجل ترسيخ السلام، ظهرت تتباكى على سيادة أوكرانيا، وعلى شعب غرب أوكرانيا، وفي وقت ماطل فيه الرئيس السابق بيترو باراشينكا في تنفيذ اتفاقية " مينسك " لعام 2015 للسلام الأوكراني – الأوكراني، غرباً وشرقاً، ومع روسيا، ومع الغرب الأمريكي كذلك، في زمن رفض فيه الرئيس فلاديمير زيلينسكي الحوار المباشر مع موسكو, ومن ثم عبر اتفاقية " مينسك لعام 2015" الجامعة، تحت تأثيرات واغراءات أمريكا، وحلف الناتو، والتحسن الإقتصادي .
ولقد تمكنت أمريكا – بايدن، بالتعاون مع بريطانيا – جونسون- رأس أفعى الأزمة الأوكرانية بعد انقيادهم للغرب, ورغم وجود شخصيات محترمة رفيعة المستوى مثل الرئيس الفرنسي ماكرون، والمستشارين ميركيل وشولتز في المانيا وغيرهم - من التأسيس المبكر للحرب الروسية، وبهدف إستنزاف روسيا، وابتزازها ليس بسبب الملف الأوكراني ( القرم، والدونباس، ولوغانسك )، ولكن عبر زرع "قنبلة نووية " على بعد مسافة قريبة جداً من العاصمة الروسية موسكو، ولم تكتفي أمريكا بما زرعته في اقليم " الاسكا " القيصري الروسي الأصل، ولا عبر المحيطات والحدود القريبة من روسيا الإتحادية، وذهبت مع حلف " الناتو " الغربي لدراسة ترحيل اسلحة ثقيلة إلى وسط عمق أوكرانيا وبالقرب من حدود روسيا، ولفتح مركز بيولوجي خطير قادر على انتاج فايروس " كورونا ", وغيره من الفايروسات الخبيثة بتمويل مباشر من ابن الرئيس جو بايدن “ هانتير "، وبالتعاون مع الموساد الاسرائيلي، وعندما كشفت موسكو المؤامرة عليها بالجوار الأوكراني، وبعدما طفح الكيل بسبب تطاول غرب أوكرانيا على الجانب الشرقي الموالي لروسيا، وبعد رسالة اقليمي " الدونباس ولوغانسك " لموسكو – بوتين للإعتراف بإستقلالهما، ولتوقيع معاهدة دفاع مشتركة معهما بالاستناد على المادة 51 7 من مواد الأمم المتحدة التي تنص على اعطاء حق الدفاع عن النفس حالة الاعتداء على دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، جمع الرئيس بوتين كبار قادة قصر الكرملين الرئاسي، واتخذ قراراً تشاوريا ديمقراطياً حاسماً قضى بتحريك عملية عسكرية روسية خاصة نظيفة لا تستهدف الأوكران، فكانت المعركة .
والحرب على أوكرانيا التي تجاوزت شهراً، وقابلها القطب الواحد برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعقوبات اقتصادية صارمة قاسية متجددة ليس على روسيا الإتحادية فقط ولكن على الإتحاد الأوروبي، وعبر تجميد كافة مشاريعه الاقتصادية مع روسيا، وفي مقدمتها " غاز2 "، والهدف المتوسط وبعيد المدى عزلة روسيا واضعافها وانهيارها، وضرب عملتها الوطنية " الروبل " الذي قابلته موسكو بإشتراط شراء مصادرها الطبيعية من خلاله عبر صادراتها، وكلها بطبيعة الحال تمنيات للرئيس بايدن وحليفه جونسون بحكم شدة حسدهما وحقدهما على روسيا الناهضة عسكرياً لدرجة - فوق نووية -، واقتصاديا كذلك ومعهما عموم الغرب من زاوية تمسكهم بأهمية الابقاء على الحرب الباردة وعلى سباق التسلح وليس بسبب أوكرانيا بكل تأكيد، والا أين هو بكاء الغرب على فلسطين ؟، ولماذا لم تعاقب اسرائيل حتى الساعة اقتصاديا بسبب احتلالها لأراضي العرب عام 1967 ولنشر المستوطنات اليهودية غير الشرعية فوقها، وهو الأمر المخالف للشرعية الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمحبط لقيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مع الاحتفاظ بالوصاية الهاشمية، وحق العودة أولاً والتعويض ثانياً .
ومن يرغب مثل الغرب الأمريكي إطفاء نيران الأزمة الأوكرانية المشتعلة لا يشعلها من جديد بالقذف إلى وسطها بالسلاح وبما تجاوز الملياري دولار، وبالمرتزقة لكي يقتلون نيابة عن أمريكا في الحرب الأمريكية – الغربية بالوكالة.
النعوت والشتائم الثلاثة التي استخدمها الرئيس الأمريكي جو – بايدن بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكيم، والتي هي (" القاتل "، و" مجرم الحرب "، و" السفاح ")، الأول بمناسبة إعتقال وسجن روسيا للمعارض الروسي " اليكسي نافلني " عامي 2021 2022 المحسوب على الغرب، وغيرهما بسبب الأزمة الأوكرانية الحالية 2022، لا تليق بمكانة شخص بايدن الذي تقدم به العمر وتجاوز الثمانين، خاصة بعد موافقة بوتين لقاء بايدن بعد النعت الأول " القاتل "، وبعد استدعاء الخارجية الروسية لسفير أمريكا في موسكو " أناتولي أنطونوف " في أعقاب النعت الثاني " مجرم الحرب "، يكرر بايدن في بروكسل نعته الثالث " السفاح "، ثم يذهب ويدعو لإسقاط النظام في موسكو محولا نفسه إلى حراكي في شوارع روسيا.
وكل النعوت سابقة الذكر تليق ببايدن خارج سلطة " البيت الأبيض "، وهو المكان رفيع المستوى المدعو اليوم لإسقاط بايدن ومعه بوريس جونسون وسط المقر الرئاسي البريطاني في لندن في شارع " داونيننغ " عبر إنتخابات رئاسية مبكرة بسبب أن القيادة حكمة ورزانة وليس تهور وصدام والإقتراب من الخطوط الحمر لأمن ليس روسيا, ولأمن العالم بعد ثبوت امتلاك كل من روسيا الإتحادية وحلف (الناتو) العسكري لأسلحة فوق نووية كفيلة بتدمير العالم والبشرية جمعاء لولا الخطوط الساخنة الأمنية والعسكرية.
وكما أقول دائما من يمتلك حق ) النعت (، يمتلك التاريخ المعاصر النظيف، وهو ليس كذلك بالنسبة لأمريكا، بينما هو كذلك وأكيد بالنسبة لروسيا، وهذه أدلتي بموضوعية.
إن من قتل أكثر من 220 الف مواطن ياباني في واقعتي " هيروشيما وناكازاكي " اليابانيتين بقنيلتين نوويتين عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية هي أمريكا نهاية الحرب العالمية الثانية وليست روسيا بكل تأكيد. وبسبب الحرب الأمريكية قتل في فيتنام لوحدها في الفترة الزمنية بين عامي 1965 ,1974 ( مليون وثلاثمائة وثلاثة وخمسون الفا ) إلى جانب مقتل أكثر من 58 الف مجند أمريكي، وبطبيعة الحال لا علاقة لروسيا بحرب فيتنام . وفي الحرب الافغانية إبان الحقبة السوفيتية والتصدي للحرب الباردة 1979 1989 قتل وجرح حوالي 100 الف أفغاني، وقتل مثلهم هناك في فترة الاجتياح الأمريكي على مدى 20 عاما منذ عام 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر التي قتل فيها حوالي 2977 مواطنا أمريكيا وغيرهم من الجنسيات المختلفة. وقصف ( الناتو ) ليوغسلافيا عام 1999 تسبب بمقتل 2.5 الف مواطن من بينهم 89 طفلا، وتجاوزت ضحايا العراق بعد عام 2003 اثر اجتياح ( الناتو ) له أكثر من مليون قتيل، ,الزعيم العربي الكبير الشهيد صدام حسين، ,هو المنتخب، اعدم بأمر من أمريكا، ,هو الذي شجبته روسيا بعد زيارات يفغيني بريماكوف السياسية الحوارية لبغداد لكي لا تسقط . وتسبب ( الناتو ) بقيادة أمريكا عام 2011 بمقتل الرئيس معمر القذافي في ليبيا بالتعاون مع ثوار ليبيا، وهو الذي ادانته روسيا ولم تفضله . وإلى سوريا عام 2011 قدمت أمريكا إلى وسط أزمتها مبكرا، وخلطت أوراق عصابتي " داعش والنصرة " واستفادت من حراكهما سياسيا واقتصاديا، وهنا في دمشق تمكنت روسيا من تقريب أمريكا عبر " جنيف " لتفكيك ترسانة الجيش العربي السوري عام 2013، ودعت روسيا إلى الحوار اليمني ومع السعودية، ولم تساند القتال الدائر، وفي أزمة الخليج عام 2017 وبعد صفقة ترمب المشهورة ( 400) مليار دولار، ذهبت روسيا لوضع أوراق الخليج فوق طاولة المصالحة . والأمثلة الشبيهة تطول.
يصعب تصور موعد محدد لنهاية حملة السلام الروسية – أي العملية العسكرية الخاصة ( الحرب ) على غرب أوكرانيا التي بدأت بتاريخ 24 أذار 2022، ما دام الهدف الدقيق هو تخليص الجوار الأوكراني من كافة المواقع العسكرية المؤذية لروسيا، واجتثاث الفاشية حسب تعبير موسكو، وروسيا غير آبهة بعقوبات الغرب الأمريكي في المقابل، ونظريتها للتعامل مع المحتاجين لصادرتها بالعملة الوطنية الروسية " الروبل" لاتزال قيد دراسة الغرب وتحت علامة استفهامهم، ولروسيا هدف النهوض والتصدي للحرب الباردة وسباق التسلح من طرف الغرب، والرد على عنتريات أمريكا وبريطانيا تحديدا، وليس كل الغرب يصطف خلف بايدن كما يعتقد، والحراك المضاد بدأ في اسبانيا، وفي فرنسا عبر تصريحات الرئيس ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أوردوغان تصدر المشهد العالمي بتسجيله موقفاً محايداً بين روسيا وأوكرانيا مع رفضه لعقوبات الغرب . ولن تخرج روسيا من أوكرانيا قبل تنفيذ " كييف " لشروطها كاملة، وقررت الإعتماد وطنيا وقوميا على نفسها، والرد بالمثل على عقوبات الغرب التي تقودها أمريكا تحديدا وبمباركة مباشرة من الرئيس جو- بايدن.
وفي الختام هنا يمكنني القول بأنه لا مخرج لغرب أوكرانيا التي أغرقت نفسها بالوحل الغربي – الأمريكي من غير العودة لصوابها عبر اختيار طريق الوسط السياسي، والالتزام بحسن الجوارمع روسيا التاريخي والجغرافي، واعتماد سياسة التوازن الدولي حفاظا على استقلال وسيادة ما تبقى لكييف من أوكرانيا، وأقصد أوكرانيا الغربية الواجب أن تحترم حضور اللغة الروسية لغة ثانية بعد الأوكرانية الرسمية، وأن لا تزج نفسها في صراع ديني مسيحي مع الكنيسة في موسكو، ولأن تساعد ذاتها للتخلص من التيار البنديري المتطرف لديها والذي يقوده فصيل " أزوف " المعروف لروسيا والمصنف بالنازية، والكلام يطول .
ولقد تمكنت أمريكا – بايدن، بالتعاون مع بريطانيا – جونسون- رأس أفعى الأزمة الأوكرانية بعد انقيادهم للغرب, ورغم وجود شخصيات محترمة رفيعة المستوى مثل الرئيس الفرنسي ماكرون، والمستشارين ميركيل وشولتز في المانيا وغيرهم - من التأسيس المبكر للحرب الروسية، وبهدف إستنزاف روسيا، وابتزازها ليس بسبب الملف الأوكراني ( القرم، والدونباس، ولوغانسك )، ولكن عبر زرع "قنبلة نووية " على بعد مسافة قريبة جداً من العاصمة الروسية موسكو، ولم تكتفي أمريكا بما زرعته في اقليم " الاسكا " القيصري الروسي الأصل، ولا عبر المحيطات والحدود القريبة من روسيا الإتحادية، وذهبت مع حلف " الناتو " الغربي لدراسة ترحيل اسلحة ثقيلة إلى وسط عمق أوكرانيا وبالقرب من حدود روسيا، ولفتح مركز بيولوجي خطير قادر على انتاج فايروس " كورونا ", وغيره من الفايروسات الخبيثة بتمويل مباشر من ابن الرئيس جو بايدن “ هانتير "، وبالتعاون مع الموساد الاسرائيلي، وعندما كشفت موسكو المؤامرة عليها بالجوار الأوكراني، وبعدما طفح الكيل بسبب تطاول غرب أوكرانيا على الجانب الشرقي الموالي لروسيا، وبعد رسالة اقليمي " الدونباس ولوغانسك " لموسكو – بوتين للإعتراف بإستقلالهما، ولتوقيع معاهدة دفاع مشتركة معهما بالاستناد على المادة 51 7 من مواد الأمم المتحدة التي تنص على اعطاء حق الدفاع عن النفس حالة الاعتداء على دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، جمع الرئيس بوتين كبار قادة قصر الكرملين الرئاسي، واتخذ قراراً تشاوريا ديمقراطياً حاسماً قضى بتحريك عملية عسكرية روسية خاصة نظيفة لا تستهدف الأوكران، فكانت المعركة .
والحرب على أوكرانيا التي تجاوزت شهراً، وقابلها القطب الواحد برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعقوبات اقتصادية صارمة قاسية متجددة ليس على روسيا الإتحادية فقط ولكن على الإتحاد الأوروبي، وعبر تجميد كافة مشاريعه الاقتصادية مع روسيا، وفي مقدمتها " غاز2 "، والهدف المتوسط وبعيد المدى عزلة روسيا واضعافها وانهيارها، وضرب عملتها الوطنية " الروبل " الذي قابلته موسكو بإشتراط شراء مصادرها الطبيعية من خلاله عبر صادراتها، وكلها بطبيعة الحال تمنيات للرئيس بايدن وحليفه جونسون بحكم شدة حسدهما وحقدهما على روسيا الناهضة عسكرياً لدرجة - فوق نووية -، واقتصاديا كذلك ومعهما عموم الغرب من زاوية تمسكهم بأهمية الابقاء على الحرب الباردة وعلى سباق التسلح وليس بسبب أوكرانيا بكل تأكيد، والا أين هو بكاء الغرب على فلسطين ؟، ولماذا لم تعاقب اسرائيل حتى الساعة اقتصاديا بسبب احتلالها لأراضي العرب عام 1967 ولنشر المستوطنات اليهودية غير الشرعية فوقها، وهو الأمر المخالف للشرعية الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمحبط لقيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مع الاحتفاظ بالوصاية الهاشمية، وحق العودة أولاً والتعويض ثانياً .
ومن يرغب مثل الغرب الأمريكي إطفاء نيران الأزمة الأوكرانية المشتعلة لا يشعلها من جديد بالقذف إلى وسطها بالسلاح وبما تجاوز الملياري دولار، وبالمرتزقة لكي يقتلون نيابة عن أمريكا في الحرب الأمريكية – الغربية بالوكالة.
النعوت والشتائم الثلاثة التي استخدمها الرئيس الأمريكي جو – بايدن بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكيم، والتي هي (" القاتل "، و" مجرم الحرب "، و" السفاح ")، الأول بمناسبة إعتقال وسجن روسيا للمعارض الروسي " اليكسي نافلني " عامي 2021 2022 المحسوب على الغرب، وغيرهما بسبب الأزمة الأوكرانية الحالية 2022، لا تليق بمكانة شخص بايدن الذي تقدم به العمر وتجاوز الثمانين، خاصة بعد موافقة بوتين لقاء بايدن بعد النعت الأول " القاتل "، وبعد استدعاء الخارجية الروسية لسفير أمريكا في موسكو " أناتولي أنطونوف " في أعقاب النعت الثاني " مجرم الحرب "، يكرر بايدن في بروكسل نعته الثالث " السفاح "، ثم يذهب ويدعو لإسقاط النظام في موسكو محولا نفسه إلى حراكي في شوارع روسيا.
وكل النعوت سابقة الذكر تليق ببايدن خارج سلطة " البيت الأبيض "، وهو المكان رفيع المستوى المدعو اليوم لإسقاط بايدن ومعه بوريس جونسون وسط المقر الرئاسي البريطاني في لندن في شارع " داونيننغ " عبر إنتخابات رئاسية مبكرة بسبب أن القيادة حكمة ورزانة وليس تهور وصدام والإقتراب من الخطوط الحمر لأمن ليس روسيا, ولأمن العالم بعد ثبوت امتلاك كل من روسيا الإتحادية وحلف (الناتو) العسكري لأسلحة فوق نووية كفيلة بتدمير العالم والبشرية جمعاء لولا الخطوط الساخنة الأمنية والعسكرية.
وكما أقول دائما من يمتلك حق ) النعت (، يمتلك التاريخ المعاصر النظيف، وهو ليس كذلك بالنسبة لأمريكا، بينما هو كذلك وأكيد بالنسبة لروسيا، وهذه أدلتي بموضوعية.
إن من قتل أكثر من 220 الف مواطن ياباني في واقعتي " هيروشيما وناكازاكي " اليابانيتين بقنيلتين نوويتين عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية هي أمريكا نهاية الحرب العالمية الثانية وليست روسيا بكل تأكيد. وبسبب الحرب الأمريكية قتل في فيتنام لوحدها في الفترة الزمنية بين عامي 1965 ,1974 ( مليون وثلاثمائة وثلاثة وخمسون الفا ) إلى جانب مقتل أكثر من 58 الف مجند أمريكي، وبطبيعة الحال لا علاقة لروسيا بحرب فيتنام . وفي الحرب الافغانية إبان الحقبة السوفيتية والتصدي للحرب الباردة 1979 1989 قتل وجرح حوالي 100 الف أفغاني، وقتل مثلهم هناك في فترة الاجتياح الأمريكي على مدى 20 عاما منذ عام 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر التي قتل فيها حوالي 2977 مواطنا أمريكيا وغيرهم من الجنسيات المختلفة. وقصف ( الناتو ) ليوغسلافيا عام 1999 تسبب بمقتل 2.5 الف مواطن من بينهم 89 طفلا، وتجاوزت ضحايا العراق بعد عام 2003 اثر اجتياح ( الناتو ) له أكثر من مليون قتيل، ,الزعيم العربي الكبير الشهيد صدام حسين، ,هو المنتخب، اعدم بأمر من أمريكا، ,هو الذي شجبته روسيا بعد زيارات يفغيني بريماكوف السياسية الحوارية لبغداد لكي لا تسقط . وتسبب ( الناتو ) بقيادة أمريكا عام 2011 بمقتل الرئيس معمر القذافي في ليبيا بالتعاون مع ثوار ليبيا، وهو الذي ادانته روسيا ولم تفضله . وإلى سوريا عام 2011 قدمت أمريكا إلى وسط أزمتها مبكرا، وخلطت أوراق عصابتي " داعش والنصرة " واستفادت من حراكهما سياسيا واقتصاديا، وهنا في دمشق تمكنت روسيا من تقريب أمريكا عبر " جنيف " لتفكيك ترسانة الجيش العربي السوري عام 2013، ودعت روسيا إلى الحوار اليمني ومع السعودية، ولم تساند القتال الدائر، وفي أزمة الخليج عام 2017 وبعد صفقة ترمب المشهورة ( 400) مليار دولار، ذهبت روسيا لوضع أوراق الخليج فوق طاولة المصالحة . والأمثلة الشبيهة تطول.
يصعب تصور موعد محدد لنهاية حملة السلام الروسية – أي العملية العسكرية الخاصة ( الحرب ) على غرب أوكرانيا التي بدأت بتاريخ 24 أذار 2022، ما دام الهدف الدقيق هو تخليص الجوار الأوكراني من كافة المواقع العسكرية المؤذية لروسيا، واجتثاث الفاشية حسب تعبير موسكو، وروسيا غير آبهة بعقوبات الغرب الأمريكي في المقابل، ونظريتها للتعامل مع المحتاجين لصادرتها بالعملة الوطنية الروسية " الروبل" لاتزال قيد دراسة الغرب وتحت علامة استفهامهم، ولروسيا هدف النهوض والتصدي للحرب الباردة وسباق التسلح من طرف الغرب، والرد على عنتريات أمريكا وبريطانيا تحديدا، وليس كل الغرب يصطف خلف بايدن كما يعتقد، والحراك المضاد بدأ في اسبانيا، وفي فرنسا عبر تصريحات الرئيس ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أوردوغان تصدر المشهد العالمي بتسجيله موقفاً محايداً بين روسيا وأوكرانيا مع رفضه لعقوبات الغرب . ولن تخرج روسيا من أوكرانيا قبل تنفيذ " كييف " لشروطها كاملة، وقررت الإعتماد وطنيا وقوميا على نفسها، والرد بالمثل على عقوبات الغرب التي تقودها أمريكا تحديدا وبمباركة مباشرة من الرئيس جو- بايدن.
وفي الختام هنا يمكنني القول بأنه لا مخرج لغرب أوكرانيا التي أغرقت نفسها بالوحل الغربي – الأمريكي من غير العودة لصوابها عبر اختيار طريق الوسط السياسي، والالتزام بحسن الجوارمع روسيا التاريخي والجغرافي، واعتماد سياسة التوازن الدولي حفاظا على استقلال وسيادة ما تبقى لكييف من أوكرانيا، وأقصد أوكرانيا الغربية الواجب أن تحترم حضور اللغة الروسية لغة ثانية بعد الأوكرانية الرسمية، وأن لا تزج نفسها في صراع ديني مسيحي مع الكنيسة في موسكو، ولأن تساعد ذاتها للتخلص من التيار البنديري المتطرف لديها والذي يقوده فصيل " أزوف " المعروف لروسيا والمصنف بالنازية، والكلام يطول .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات