إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كذبة نيسان


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- لماذا لا نقول كذبة شباط و ايار ؟ كذبة نيسان اصبحت مكشوفة و عارية .

لابد ان نفكر في كذبة اكبر و اضخم و اقوى .

كذبة تقول : ان كورونا لم تنته بعد و ان متحورا جديدا يقترب من المنطقة و سوف يغزو بلادنا .

و لنقل : ان الموظفين و الغلابة في رمضان لن يقترضوا من البنوك و شركات الربا و ان اجورهم تكفيهم و يوفرون منها .

و لنقل : المواطن يخرج من عمله و يصل الى بيته بسرعة وعجالة و ان ازمات المرور في الشوارع مجرد اخبار و اشاعات مغرضة يروج لها اشخاص سوداويون.

لماذا لا نبدل و نغير كذبة نيسان ؟

مر اول نيسان امس دون كذب ، و كما يبدو ان الناس تلقوا مضادات و اكتسبوا مناعة ضد كذبة نيسان .

كان عندما يمر اول نيسان تغرق الدنيا في الاخبار الكاذبة ، نيزك سوف يسقط على الارض ، و مذنب يدخل المجموعة الشمسية ، و حرب عالمية ثالثة ووباء غير يجتاح افريقيا و اسيا .

اليوم يبدو انها حقائق و ليس ثمة ما يستدعي الهلع و الترويج للكذب لتصديقها . العالم و الكرة الارضية غارقة في وحل ازمات و تناقضات و مفاجات يومية .

تسمع كلاما طيبا و جميلا و كلام يصدع الرا?س و يصيبك بالغيثان و الذهاب الى الحمام للتقيؤ ، كلام عن الواقع و المستقبل و القادم .. و نحن غارقون في وحل الحاضر و ننزف دما و دمعا وحسرة .

الثقافة الشعبية العربية حللت و بررت الكذب ، و قال العرب : ان الكذب ملح الرجال و عيب على اللي يصدق. وزينوا الكذب وقالوا كذبة بيضاء ، وذلك من باب تبرير الكذب و تناسوا انه مع مرور الوقت الكذبة البيضاء تتحول الى رمادية و قاتمة و سوداء .

كذبنا كثيرا ، وكم استهلكنا كذبا في السياسة و الاقتصاد و الصحة و غيرها .. و اكاذيب خربت اوطان و هدمتها و اكاذيب سحقت شعوبا وشردتها ، و افقرت مجتمعات ، و حرقت بناء اوطان .

و اجد من الحتمي ان نستبدل اول نيسان ، ولنخرب في تغير تقويم الكذب .صدقوني و لم تصدقوا فانتم احرار سوف نكتشف معانٍ انقلابية لمفهوم الكذب و لماذا نكذب ؟

بعد كورونا العالم بحاجة لكذب جديد ، و زهقنا اصناف تقليدية ومملة من الكذب ، و سئمنا ديبجات كذبة نسيان ، و لنبحر في شهور السنة و نصطاد شهرا سمينا ليكون عنوانا لتقويم جديد للكذب ، فاي شهر تختارون انتم ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :