إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

معبر رفح .. حكاية تبدأ فصولها قبل بزوغ الفجر


عمان جو - إنه ذات المكان الذي لن يشعر بنعيمه إلا من سيقضي أقل وقتٍ ممكن داخله، ومن يدري فربما لن يحالفه الحظ وسيعود مجددًا في عتمة الفجر لانتظار دور قد لا ترى آخره. تلك هي صالة المغادرين بمعبر رفح.

فلم يُكتب لهذه الصالة التي لا تتجاوز مساحتها ملعبٍ محلي لكرة القدم لحظات من الفرحة إلا أثناء افتتاحها أو لمن نودي اسمه إيذانًا لصعود الحافلة المتجهة إلى الجانب الآخر من المعبر الفلسطيني – المصري.

فالشعور بهذه اللحظات السعيدة بالنسبة للمسافرين عبر هذه البوابة الدولية يُعد أمرًا نادرًا؛ فطول أسابيع إغلاق السلطات المصرية لهذا المعبر وضع حدًا لأحلام آلاف من الراغبين بممارسة حقهم القانوني والإنساني من خلال السفر.

فإذا فكرتم يومًا -كغير مسافرين -بالوصول إلى صالة المغادرين بمعبر رفح، فحتمًا ستستشعرون معنى قول النبي الأكرم محمد إن "السفر قطعة من العذاب".

ومع إعلان السلطات المصرية نيتها فتح المعبر مع قطاع غزة، فهذا يعني أن آلافًا مؤلفة من البشر سيستعدون منذ منتصف الليل لتجهيز أنفسهم للسفر، مع لحظات قلق تساورهم كل دقيقة في أن يتم تأجيل سفرهم أو سقوط أسمائهم سهوًا ضمن قوائم السفر.

من هؤلاء المُسنة عزيزة العبسي، التي ستحتفل العام القادم بعيدها السبعين وهي تجلس اليوم على كرسيها المتحرك في تلك الصالة بانتظار لفظ اسمها من أي ضابط فلسطيني لتستبدل مقعدها هذا بآخر في حافلة السفر نحو مصر.

تقول العبسي التي لا يفارقها نجلها ليسمعها ما يقوله المسئولون العاملون في المعبر إنها تحاول الوصول إلى الجانب المصري الذي لا يبعد سوى 50 مترًا على أبعد تقدير منذ 16 شهرًا".

وتضيف "مرض السكري والضغط ينخران بجسدي كما تنخر الماء في الرمال، وأنا أحتاج للسفر لأتمكن من العلاج بشكل عاجل.. وتسألني هل تعرف ماذا يعني أن ينخر الألم أجزاءً من جسدك".

لكن الأمر لا يختلف كثيرًا عمن يصغر عزيزة بـ50 سنة؛ فمحمد أبو جامع يود السفر لتركيب ساق اصطناعية بدل تلك التي خسرها في الحرب الماضية، هو الآخر أمضى نحو 50 شهرًا في انتظار السفر.

ويقول أبو جامع: "جددت هذه التحويلة العلاجية عدة مرات بعد أن انتهت صلاحيتها لعدم تمكني من السفر، واليوم آمل أن تكون تلك آخر مرة أجدد فيها الحصول على هذه الورقة".

وتغلق السلطات المصرية بوابتها من معبر رفح لأسابيع طويلة، فقد فتحت تلك السلطات المعبر لثلاثة أسابيع فقط طوال العام الماضي.

وتقول إدارة معبر رفح إن أكثر من 25 ألف مسافر يرغبون بالسفر، لكن تكدس هذه الأعداد وتمكن أقل من ألفٍ فقط من اجتياز تلك البوابة كل أشهر يحطم أحلام من يُفكر في تسجيل اسمه خشية أن يحمل عبارة "مسافر رقم 25 ألف + 1".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :