شكراً دولتك ..
عمان جو - احمد حسن الزعبي .
نزل في مجمع «طبربور» باكراً، كانت الشمس ما تزال نيئة وغير جادة لكنها تطل بوجه كامل الوضوح شرقاً ، اقترب من صاحب أحد الأكشاك وهو يغلي قهوة لعسكري ينوي أن يكمل طريقه إلى معسكره...سأله عن «السرفيس» الذي يوصله للدوار الرابع، فنصحه الرجل أن يستقل باصات مادبا التي تواصل مسيرها إلى الدوار السابع لكن عليه الانتباه وتذكير الكنترول بالنزول هناك ، وعليه أن يكون حذراً في النزول قبل النفق ، فالسير هناك كثيف والسيارات جداً مسرعة..خاف أبو يحيى من المغامرة ، وسأله عن البديل..فقال له بكل بساطة: «خذ تكسي بليرة مصاري» بوصلك ع الباب...تردد قبل اتخاذ القرار..لكن اشّر فجأة إلى إحدى سيارات الأجرة المارة من أمامه وانطلق بها إلى رئاسة الوزراء...تم إيقافه على بوابة الرئاسة وسؤاله السؤال المعتاد: «وين رايح حجي»..؟
قال للشباب الواقفين هناك انه ينوي مقابلة دولة رئيس الوزراء..سألوه ثانية: في موعد؟؟ أجاب أبو يحيى بكل صراحة: والله عمو الموعد ما في موعد!! بس بدي أشوفه دقيقتين خلاوي.. فردّوا بنفس العبارات المعتادة أيضا: «ممنوع حجي ممنوع» ثم فتحوا مقص باب الرئاسة لسيارة حالكة السواد ولامعة الهيكل وتحمل رقمين ترميزيين فقط..نظر في عيون الحرس ،ثم اختار أحدهم لأنه يشبه ابنه البكر يحيى..قال له من جديد بلغة الأب: هو يابا خليني أشوف دولته دقيقة..وإذا طوّلت أكثر من دقيقة «اكحشوني»...تنفس الشاب بعمق ثم همس له ..ممنوع والله ممنوع يا عمي.. أمسك بكتف الجندي وقال له: دقيقة يا خالي...هو «أني بدي أوكله...لا معي أشي ولا شيّاني..جايه بطاق الثوب..ِشلحوني إياه إذا خايفين منه»..ضحك الشاب الأسمر ثم تكلم جانباً مع زميله..زميله تراجع خطوتين ودخل مكتب الضابط..جرى حديث طويل بين الضابط وأحد زملائه، ثم تناول جهاز اللاسلكي وتكلم مع الضيافة...في هذه الأثناء تناول أبو يحيى سيجارة من «باكيت الجلواز» ووضع المغلف الذي بيمينه تحت إبطه واشعلها وأطلق دخانها في الدوار الرابع...بعد شفطتين...عاد إليه الجندي الدمث وطلب منه ان يطفئها فوراً..ثم أذنوا له بالدخول بمرافقة رجل متأنق يرتدي بدلة زرقاء وربطة عنق حمراء ونبّهه من جديد» معك تشوفه دقيقة» بس...هزّ أبو يحيى رأسه موافقاً ورفع سرواله من تحت الثوب وتأهب بالدخول..سلّم على دولة الرئيس: « الله يصبحك بالخير دولتك...أني سريت سروة.. بعد ما شفت منام قلت آجي أخبرك فيه..عمي رضوان الله يرحمه ورضا الله يرحمه ومرضي الله يرحمه، وعمتي رضوة الله يرحمها ، وعمتي رضية الله يرحمها..كلهم كلهم بيشكروك كثير وبيقولوا لك: يسلموا اديك ع «التأمين الصحي»!!
نزل في مجمع «طبربور» باكراً، كانت الشمس ما تزال نيئة وغير جادة لكنها تطل بوجه كامل الوضوح شرقاً ، اقترب من صاحب أحد الأكشاك وهو يغلي قهوة لعسكري ينوي أن يكمل طريقه إلى معسكره...سأله عن «السرفيس» الذي يوصله للدوار الرابع، فنصحه الرجل أن يستقل باصات مادبا التي تواصل مسيرها إلى الدوار السابع لكن عليه الانتباه وتذكير الكنترول بالنزول هناك ، وعليه أن يكون حذراً في النزول قبل النفق ، فالسير هناك كثيف والسيارات جداً مسرعة..خاف أبو يحيى من المغامرة ، وسأله عن البديل..فقال له بكل بساطة: «خذ تكسي بليرة مصاري» بوصلك ع الباب...تردد قبل اتخاذ القرار..لكن اشّر فجأة إلى إحدى سيارات الأجرة المارة من أمامه وانطلق بها إلى رئاسة الوزراء...تم إيقافه على بوابة الرئاسة وسؤاله السؤال المعتاد: «وين رايح حجي»..؟
قال للشباب الواقفين هناك انه ينوي مقابلة دولة رئيس الوزراء..سألوه ثانية: في موعد؟؟ أجاب أبو يحيى بكل صراحة: والله عمو الموعد ما في موعد!! بس بدي أشوفه دقيقتين خلاوي.. فردّوا بنفس العبارات المعتادة أيضا: «ممنوع حجي ممنوع» ثم فتحوا مقص باب الرئاسة لسيارة حالكة السواد ولامعة الهيكل وتحمل رقمين ترميزيين فقط..نظر في عيون الحرس ،ثم اختار أحدهم لأنه يشبه ابنه البكر يحيى..قال له من جديد بلغة الأب: هو يابا خليني أشوف دولته دقيقة..وإذا طوّلت أكثر من دقيقة «اكحشوني»...تنفس الشاب بعمق ثم همس له ..ممنوع والله ممنوع يا عمي.. أمسك بكتف الجندي وقال له: دقيقة يا خالي...هو «أني بدي أوكله...لا معي أشي ولا شيّاني..جايه بطاق الثوب..ِشلحوني إياه إذا خايفين منه»..ضحك الشاب الأسمر ثم تكلم جانباً مع زميله..زميله تراجع خطوتين ودخل مكتب الضابط..جرى حديث طويل بين الضابط وأحد زملائه، ثم تناول جهاز اللاسلكي وتكلم مع الضيافة...في هذه الأثناء تناول أبو يحيى سيجارة من «باكيت الجلواز» ووضع المغلف الذي بيمينه تحت إبطه واشعلها وأطلق دخانها في الدوار الرابع...بعد شفطتين...عاد إليه الجندي الدمث وطلب منه ان يطفئها فوراً..ثم أذنوا له بالدخول بمرافقة رجل متأنق يرتدي بدلة زرقاء وربطة عنق حمراء ونبّهه من جديد» معك تشوفه دقيقة» بس...هزّ أبو يحيى رأسه موافقاً ورفع سرواله من تحت الثوب وتأهب بالدخول..سلّم على دولة الرئيس: « الله يصبحك بالخير دولتك...أني سريت سروة.. بعد ما شفت منام قلت آجي أخبرك فيه..عمي رضوان الله يرحمه ورضا الله يرحمه ومرضي الله يرحمه، وعمتي رضوة الله يرحمها ، وعمتي رضية الله يرحمها..كلهم كلهم بيشكروك كثير وبيقولوا لك: يسلموا اديك ع «التأمين الصحي»!!
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات