ما زالت التجارب متواصلة
عمان جو - بقلم: د. ذوقان عبيدات
في رسالتك الأحد10/03/2022 شكوتَ من تباين حسابات السّرايا، وحسابات القرايا؛ معتقدا أن هناك تباينا، ولكنني أرى أن القرايا في السّرايا، والسّرايا ليست في القرايا. السّرايا تُحسب وفقَ عقلية القرايا، يعني دون وعي، ودون تخطيط، وبتقديرات خاطئة أيضا.
أخي د. مساد، كتبت أمسِ عن أن السّرايا ليست نائمة، فهي تعمل ليل نهار، ولكي تدرك ذلك، عليك متابعة حركات أزلام السّرايا في لجانهم المتعددة، حيث اكتشفوا حتى الآن عشرَ طرُق لا تطوّر التعليم، وأنهم بصدد استمرار المحاولات لعلهم يكتشفون عشرات الطرق الأخرى! فالنشامى ممن تختارهم الدولة لا يتعبون؛ لسبب بسيط، فهم يعرفون أنهم مكلفون بالعمل الشكلي والديكورات التجميلية؛ ظنا منهم أن الناس لا تتابعهم، ودليلي في ذلك مصير تقرير لجنة التوجيهي!! الذي خرج ولم يعُدْ، ودخل ولم يره أحد!! وهناك عشرات الأمثلة الأخرى.
أخي، سمعت ندوة التعليم وجودة المخرجات مع عامر الرجوب في صوت المملكة، وسمعت الشكوى من نهج اختيار الوزراء، اختلفت مع حرصك على الحصول على وزراء تربية متخصّصين، فقد جرّبنا المتخصّصين وغير المتخصّصين، الأكاديميين وغير الأكاديميين، الأطباء واللغويين، أصحاب الرؤى وأصحاب التّقى، وأصحاب البقاء، وأصحاب البلاء!! فمنهم من ترَك، ومنهم من برَك، وصار نجمَ كل لجنة، وسيّدَ كل طاولة!! تُرى لو تعرّض هؤلاء لحادث لا سمح الله ما الذي سيحدث لهذا البلد الأمين .
الوزير يا عزيزي ليس صاحب اختصاص، فالوزارة لها مجالسها الفنية ومديروها الفنيّون، فما هو مطلوب من وزير – أي وزير– حماية وزارته والدفاع عنها، وإدارة مواردها وفقَ رؤاها لا وفقَ عبقريته!! أتذكر نجاح وزارء التربية: مضَربدران، وعبد السلام المجالي، وعبد الرؤوف الروابدة الذين كبرت معهم التربية وكبروا معها أيضا، ولم يكن أي منهم تربويّا متحخصّصا، بل كانوا تربويين قادة، وليسوا مديرين!! طبعا هناك تربويون نجحوا مثل ذوقان الهنداوي وغيره، ولم ينجحوا بحكم تخصّصاتهم، إنما بحكم أنهم أصحاب رؤى!! المسؤول الناجح هو من يصعد بالعمل لا من يصعد فوق العمل، من يقود مؤسسة لا من يحتكرها.
وأخيرا أقترح عليك أن تتحدث في عمق التعليم بدلا من التذمر من السّرايا، وأن نتبادل رسائل حول خططنا لتطوير التعليم، مع حذَري بأن نمارس ذلك من أجل المتعة الفكرية. فالمسؤولون ما زالوا ثقيلي السّمع!! ومن يستمع منهم يغادر بسرعة، سواء أكان في التربية، أم في الشباب، أم حتى في الثقافة، فلا عزاءَ للمخلصين في بلدك!!!
عمان جو - بقلم: د. ذوقان عبيدات
في رسالتك الأحد10/03/2022 شكوتَ من تباين حسابات السّرايا، وحسابات القرايا؛ معتقدا أن هناك تباينا، ولكنني أرى أن القرايا في السّرايا، والسّرايا ليست في القرايا. السّرايا تُحسب وفقَ عقلية القرايا، يعني دون وعي، ودون تخطيط، وبتقديرات خاطئة أيضا.
أخي د. مساد، كتبت أمسِ عن أن السّرايا ليست نائمة، فهي تعمل ليل نهار، ولكي تدرك ذلك، عليك متابعة حركات أزلام السّرايا في لجانهم المتعددة، حيث اكتشفوا حتى الآن عشرَ طرُق لا تطوّر التعليم، وأنهم بصدد استمرار المحاولات لعلهم يكتشفون عشرات الطرق الأخرى! فالنشامى ممن تختارهم الدولة لا يتعبون؛ لسبب بسيط، فهم يعرفون أنهم مكلفون بالعمل الشكلي والديكورات التجميلية؛ ظنا منهم أن الناس لا تتابعهم، ودليلي في ذلك مصير تقرير لجنة التوجيهي!! الذي خرج ولم يعُدْ، ودخل ولم يره أحد!! وهناك عشرات الأمثلة الأخرى.
أخي، سمعت ندوة التعليم وجودة المخرجات مع عامر الرجوب في صوت المملكة، وسمعت الشكوى من نهج اختيار الوزراء، اختلفت مع حرصك على الحصول على وزراء تربية متخصّصين، فقد جرّبنا المتخصّصين وغير المتخصّصين، الأكاديميين وغير الأكاديميين، الأطباء واللغويين، أصحاب الرؤى وأصحاب التّقى، وأصحاب البقاء، وأصحاب البلاء!! فمنهم من ترَك، ومنهم من برَك، وصار نجمَ كل لجنة، وسيّدَ كل طاولة!! تُرى لو تعرّض هؤلاء لحادث لا سمح الله ما الذي سيحدث لهذا البلد الأمين .
الوزير يا عزيزي ليس صاحب اختصاص، فالوزارة لها مجالسها الفنية ومديروها الفنيّون، فما هو مطلوب من وزير – أي وزير– حماية وزارته والدفاع عنها، وإدارة مواردها وفقَ رؤاها لا وفقَ عبقريته!! أتذكر نجاح وزارء التربية: مضَربدران، وعبد السلام المجالي، وعبد الرؤوف الروابدة الذين كبرت معهم التربية وكبروا معها أيضا، ولم يكن أي منهم تربويّا متحخصّصا، بل كانوا تربويين قادة، وليسوا مديرين!! طبعا هناك تربويون نجحوا مثل ذوقان الهنداوي وغيره، ولم ينجحوا بحكم تخصّصاتهم، إنما بحكم أنهم أصحاب رؤى!! المسؤول الناجح هو من يصعد بالعمل لا من يصعد فوق العمل، من يقود مؤسسة لا من يحتكرها.
وأخيرا أقترح عليك أن تتحدث في عمق التعليم بدلا من التذمر من السّرايا، وأن نتبادل رسائل حول خططنا لتطوير التعليم، مع حذَري بأن نمارس ذلك من أجل المتعة الفكرية. فالمسؤولون ما زالوا ثقيلي السّمع!! ومن يستمع منهم يغادر بسرعة، سواء أكان في التربية، أم في الشباب، أم حتى في الثقافة، فلا عزاءَ للمخلصين في بلدك!!!