إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأوراق النقاشية


عمان جو - حماد فراعنة

على الرغم من مكانته الدستورية كملك ورأس للسلطات ، ومن إرث أسرته التاريخية ، لم يفرض عبد الله بن الحسين رؤاه الفكرية والسياسية والمنهجية على الاردنيين ، ولذلك أطلق على رؤاه “ أوراق نقاشية “ أي أنها معروضة للنقاش ، وطالما كذلك فهي تحتمل القبول أو الرفض ، ولكنها تفترض الاهتمام ، وتطلب الحوار ، وهي بالضرورة تستوجب الاهتمام من كافة الاردنيين ، ومن مختلف طوائفهم السياسية ، وخاصة من قبل :
أولاً : الاتجاه المحافظ وشخصيات الوظيفة العامة ، الذين تربوا في حضن المؤسسة الرسمية ورعايتها وباتوا رؤساء حكومة ، ووزراء ، وباشوات ، ونواباً وأعيان ، بفضل الدولة التي علمتهم وحررتهم من الحاجة ، أبناء الريف والبادية ، وتحولوا إلى قادة بفعل “ الدولة “ وحضانتها وبعثاتها وتمويلها من جيوب الاردنيين ، ولا أستثني أحداً منهم ، نعم لا أستثني أحداً وكل من يخطر على باله ، ممن تولى وظيفة ، أقصده بالذات ، رئيساً ، وزيراً ، عيناً ، نائباً أو باشا ومن في حوزتهم ومكانتهم ، فهؤلاء المبعثرين فكراً أو مكانة وتحزباً وموقفاً هم أحوج الاردنيين للتفاعل مع الاوراق النقاشية لتأدية الواجب ، وإحتراماً للذات ، وبحثاً عن موقف واع ، ودراية لسياسة ، وإنحيازاً لتيار ، خاصة وأنهم بلا مرجعية تؤطر تفردهم ، وتمزق صفوفهم ، وتنافسهم الذاتي الشخصي الضيق غير المبرر المبعثر .
ثانياً : أحزاب التيار اليساري والتيار القومي والتيار الليبرالي ، لأنهم يجدون قواسم مشتركة فيما يقولون ويبحثون ويناضلون من أجله في ثنايا الاوراق النقاشية ، فتمدهم بسلاح ، وتعطيهم قوة محلية وطنية نحو تطلعاتهم اليسارية والقومية والليبرالية ، خاصة وأن الاوراق غير مفروضة عليهم ، ولكنها معروضة للنقاش لهم وأمامهم إن أرادوا .
ثالثاً : أحزاب التيار الإسلامي ، وخاصة حركة الإخوان المسلمين ، لأنها التنظيم الاكبر والاقوى حضوراً على المسار السياسي وسط شعبها وبين مساماته في الريف والبادية والمخيمات وأحياء المدن ، وكان لهم النفوذ والتأثير على قطاع واسع في المدارس والجامعات والمساجد ، وعلى المهنيين وقادة الرأي العام ولازالو ، سواء على أولئك الذين تركوا أو إنشقوا أو فُصلوا ، أو على أولئك القطاع من الحزبيين وشريحة أصدقائهم ، والخلاف الصادم الان حول المناهج إنما هو تعبير عن العقلية المحافظة التي كانت مسيطرة على المؤسسات التربوية والاكاديمية ، المتأثرة بفعل سياسات حركة الإخوان المسلمين ونهجها وفلسفتها الحياتية ، وبين العقلية الحداثية التي تتوسل الانخراط في قيم العصر والانفتاح والدمقرطة والتعددية والمواطنة ، ولذلك يحتاج هؤلاء ومن صفهم ومن يتأثر بهم التعامل بروح إيجابية ، مع أوراق الملك النقاشية ، كونها تقدم رؤية تستجيب لمصالح أغلبية الاردنيين وتطلعاتهم .
أوراق الملك النقاشية رؤية وفلسفة ومنهاج عمل تستوجب الاهتمام وأن تكون بوصلة ومرشداً ، بعدما أخفقنا في الاستفادة من إجماع الميثاق الوطني ، ورؤية الاجندة الوطنية ، وحصيلة عمل لجنة الحوار الوطني ، وغيرها من الاوراق الجماعية ، كي تكون أوراق الملك النقاشية أرضية بحث ، وجدلية عمل نحو رؤية تتوسل الواقعية لمستقبلنا ، ولما يتطلع الاردنيون لإنجازه وإقراره ووضع مخططات تفصيلية لهذه الرؤية لعلها تأخذنا خطوات جوهرية إلى الامام ، نحو أردن تعددي ديمقراطي تقوده حكومات برلمانية حزبية في ظل نظام نيابي ملكي دستوري .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :