إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نصيحة للحكومة .. أجلوا حبس المدين


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو-متى سيعلن الاردن نهاية كورونا ؟ البلد بحاجة الى تمديد امر الدفاع المتعلق بحبس المدين حتى نهاية العام ، ولربما ابعد.

نعم ، اخبار كورونا جفت ، ورويدا اختفت وتداولها اصبح محصورا ، ومرت اسابيع دون الاعلان عن اصابات ووفيات يومية .

و امر الدفاع المتعلق بحبس المدين ينتهي في حزيران من العام الجاري .

من توابع ازمة كورونا واقتصاديا ، وما خلفت من ظروف معيشية واجتماعية صعبة وعسيرة على شرائح اجتماعية ، فليس معقولا ومنطقيا رفع امر الدفاع عن حبس المدين .

مئات الاف من المستفدين من امر الدفاع ، هم ضحايا لازمتين واكثر ، ولازمة كورونا ولازمة التعثر المالي ، ولازمة جديدة وليدة جراء ارتفاع الاسعار والموجة الجديدة من التضخم والارتفاع الجنوني للاسعار الناجم عن ازمة حرب اوكرانيا .

السادة الاعيان في نقاشات قانوني التنفيذ والعقوبات اوصوا الحكومة بتمديد امر الدفاع المتعلق بحبس المدين .

و لم يصدر حتى اللحظة اي ايحاء او قرار معلن ومباشر من الحكومة بخصوص اوامر الدفاع .

موضوعيا مسببات بقاء امر الدفاع مازالت قائمة ، ولا اجد ان الحكومة قد تضطر الى رفع امر الدفاع .

امامنا اسابيع قليلة عن انتهاء فترة تمديد امر الدفاع المعمول بها ، واعادة النظر والتقييم في مطبخ القرار الحكومي لربما مازال يتدارس القرار .

تعديلات قانوني التنفيذ والعقوبات ابقت على حبس المدين ، ومئات الاف من المدنيين يواجهون بعد رفع امر الدفاع مصيرا حتميا ، وسوف ينقادون الى السجون .

وفي احصاء اعداد السجناء الحاليين والمتوقعين فالارقام متطرفة . تتحدث عن ربع مليون اردني مصيرهم حتميا سيكون خلف القضبان .

ازمة التعثر المالي الحل بالحبس لا غير . فتوى حكومية ، وقد اقرها النواب والاعيان . ولكن الاهم ، السؤال عن مدى نجاعتها اجتماعيا وامنيا ؟ وما هو مصير مئات الاف من الاردنيين المتعثرين ؟ السجون الان تعاني اكتظاظا ، ومدير ادارة مراكز الاصلاح والتاهيل العميد عمار القضاة قال في مقابلة مع الزميلة عمون ان نسبة الاكتظاظ وصلت 140 % ، واعلن عن توجه لانشاء مركز اصلاح وتاهيل في الازرق .


و ما هو مصير المطلوبيين قضائيا من متعرثين ماليا بعدما يرفع امر الدفاع ؟ واين سوف يقضون فترة الحكم القضائي ؟ وهل تتحمل السجون مزيدا من الاكتظاظ بالمساجين ؟ وكلما توقفت الحكومة امام امر الدفاع المتعلق بحبس المدين تجد نفسها امام حقائق متطرفة ومرعبة اقتصاديا واجتماعيا ، وامنيا .

وفيما يقال عن تعاف والخروج من ازمة كورونا ، واذا ما تبهت الحكومة الى ارتدادت اي قرار وتسرعت في رفع اوامر الدفاع دون مراعاة وتفكير في العواقب الوخيمة التي سوف تخلفها ، فانه سيجلب كارثة على البلاد.

الازمات المتراكمة في الاردن ليست وليدة كورونا ، الارث الاقتصادي ثقيل ، والازمة الاقتصادية صعبة ومعقدة ، وقديمة .. وفيما يخص امر الدفاع المتعلق بحبس المدين ، فالفرصة التي منحت للمدنيين لم تكن « شهر عسل» ، فلا اعتقد ان احدا كان قادرا على استغلالها ماليا وقام بتسويات من الدائنين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :