إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • العين فاضل محمد الحمود : «الاستقلال» .. نواة العمل وبيارقُ الأمل

العين فاضل محمد الحمود : «الاستقلال» .. نواة العمل وبيارقُ الأمل


عمان جو - فاضل الحمود - ما بات يوم في الأردن إلا ويسابق اليوم الذي كان قبله بالعزم والإنجاز لتنبت وعلى روابي الأمجاد أزهار التطور والتقدم لنؤمن جميعاً بأن المستقبل أجمل وأجمل، وأن عِطر الحياة سيبقى ينبثق من أنفاس الولاء للأردن العظيم الذي اعتصر من السحاب سُقيا ابنائه وشرع أبوابه أمام محبيه لتكتمل رواية الصدق النابع من الحق، والمُتسلحة بالعلم والإيمان والمُتكئة على الإرث الراسخ بالتاريخ، ليكون الاستقلال صفحة مشرقة بين فصول حكاياتها التي يستلهم مُدركها مدى شموخ الأردن وتلاحم أبنائه وتوافقِ إرادة أطيافه، التي جمعها الفكر البنّاء النابض بروح الولاء الخالص، فكانت الأركان على أرض صلبة يكسوها الوفاء، ويفوح منها عبق الماضي التليد وتزورها كل يوم إشراقة الأمل الجديد ليبقى حلم الأجيال يحقق ما هو أبعد من الخيال.

إن ذكرى «الاستقلال» ما هي إلا إحدى أهم عناوين العزة في الأردن العظيم، فكان الاستقلال وما زال مفتاح البناء القويم والدافع إلى المزيد من الإنجاز رغم كل التحديات والمعوقات التي تعامل معها الأردن بمرونة وحرفية استطاعت أن تجنبه ويلات ما لاح في الأفق من اضطرابات سياسية وإقتصادية وانشطارات إقليمية شتتت بُنيان الدول وجعلت أهلها يعانون من ضنك العيش وآهات الانقسامات التي وما أن دارت رحاها حتى ابتلع فيها القوي الضعيف فنطق السيف وصمت المِعول، وبات الانحدار سمة تدفع باتجاه الوراء، فعم الخراب وزاد البلاء وتحولت الدول إلى قصعات يتكالب عليها المفسدون وأصحاب المصالحِ الجهوية المُغرضة.

إننا وفي الأردن العظيم نؤمن بأن ذكرى «الاستقلال» ما هي إلا دافع كبير لمزيد من العمل الطامح إلى الإبداع، وإن كل واحد منا سيجسد هذه الذكرى بالأفعال لا بالأقوال، فما أجمل أن يكون احتفاؤنا بها من خلال العمل الصادق لله وللوطن وللمليك، لينطلق كل واحد منا باتجاه مجال إبداعه ويقدم للأردن ما يستطيع من فعل، وهو يؤمن بأن العمل البسيط المُتقن خير من العمل الكبير المنقوص، ليكون الكل شركاء، فالجندي يحرس حدود الوطن والمزارع يبذرها والمهندس يخطط لتطورها والعامل يبنيها والمعلم يصنع أجيالها والطبيب يداوي جراحها وعامل الوطن يحفظ جمالها، لتكون لغة التكامل هي السائدة فشمولية البناء تعني ضمان الرخاء وحفظ أمانة الوطن التي كانت في ذمة الأجداد والآباء، وها هي الآن في ذمتنا وغدًا ستكون بذمة أبنائنا وأحفادنا، لتستمرَ المسيرة وبيقى الاستقلال دانةً تُزين بعِقدها جيد التاريخ العتيق المتجدد الذي كُتب بقلم الأجيال وبحبر الأمل وعلى ورقِ الخلود.

إننا وبحمد الله تعالى ننعم بوجودنا على أرض طهور لم تدنسها دماء الفتن، ولم تسفيها رياح المحن تحت ظل قيادة تستشرف المستقبل بثقة وتفتح الآفاق أمام التحديث المتسم بالأصالة، وتدفع بالوطن نحو التقدم لتبقى شواهد التاريخ وسماً لا وصمة تتحدث عنها بطون الكتب، ويبقى فصل «الاستقلال» مرصعاً بالأحلام التي لا تثنيها التحديات، فالاستقلال نواة العمل وبيارق الأمل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :