عمان جو - لربما ان الحكماء والعقلاء يقدرون ان استضافة قطر لكاس العالم 2022 مصلحة عربية جماعية .
و ليس من عاقل لا يتمنى ان تنجح الاستضافة وتنظيم كاس العالم، وان تكون نقطة البداية لعبور دول الاقليم الى المحافل الاممية الرياضية وغيرها .
المناسبة، نعم رياضية .. وهي عنصر قوة اخر، والرياضة من القوى الناعمة، ونشعر اننا قريبون من قطر كثيرا، ولا لشيء، انما لاننا نشعر ان تنظيم كاس العالم مسؤولية وفرحة قريبة من قلب كل عربي نقي، وذلك لا يحتاج الى شرح طويل .
المكان الصح الوقوف الى جانب قطر، وان نتمنى لاستضافة كاس العالم أن تكون مميزة وناجحة، وان تتجاوز قطر في التنظيم والابداع في الاستضافة الدول التي سبقتها في تنظيم كاس العالم .
و حملت قطر رسائل كثيرة الى العالم، وبقوى ناعمة، وغزت الوجدان العربي، وليس من خلال استثمارات مالية صرفة، وخطاب دعائي، وانما الوقوف في المكان الصواب، والواجب يفترض ايضا القول شكرا لقطر، وشكرا لقطر التي سوف تجلب في نهايات العام الجاري العالم اجمعين لمتابعة تصفيات كاس العالم على ارضها وملاعبها .
في الاعوام الماضية، احتلت قطر مساحة متقدمة في المشهد السياسي الاقليمي والدولي . واختيار قطر لتنظيم كاس العالم شهادة اممية، ومد جسور قطرية مع العالم، ولربما ان تاريخ قطر المعاصر سوف يقسم ما بين حقبتين : قبل وبعد كاس العالم .
في السياسة تترجم الجهود الدبلوماسية، والقوى الناعمة، والاقتصاد الى واقع معلوم وملموس، وشبكة مصالح نافذة وضاغطة .. وتنظيم كاس العالم عبارة عن تتويج للانجاز القطري، وخطوة عبقرية وجريئة، واختلف مع كل من نظروا اليها من زاوية معاكسة، وسياسيا ورياضيا فانها خطوة تاريخية بكل المقاييس والمعايير .
لقطر رصيد حقيقي عند الشعوب العربية . وكاس العالم سوف يزيد من حضور قطر وانبهار شعوب العالم في قدراتها وامكاناتها، وانبهار مضاعف بالعقل والادارة والتفوق القطري .
في الرياضة قد نذهب كثيرا الى تعويض ما خسرناه في السياسة، وما اكثر تعقيداتها وتناقضاتها واشتباكاتها ..كاس العالم 2022 ليس اختبارا صعبا على قطر، وكلي ايمان وثقة بالرهان على قطر .