إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المجدرة


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو-امس اكلت مجدرة، والى جانبها صحن سلطة ولبن عيران، وراس بصل اخضر وفجل .
و لا اعرف، لماذا جاءت نفسي على المجدرة ؟
و من سنوات بعيدة لم اكل مجدرة .
و اذكر اخرة اكلت مجدرة في مطعم برج الحمام في فندق الانتركونتل بجبل عمان .
و كان صديقي قادما من السفر،و توفاه الله قبل اعوام، دعاني على الغداء .
و طلب هو مجدرة، ونصحني بان اجربها .
كنت احمل موقفا من ايام المدرسة والطفولة من المجدرة .
و كنت اعمل طوشة في الدار واحرد غاضبا، واذا ما كانت امي طابخة مجدرة .
كنت افضل الزفر، ولا اكل الا اللحم الاحمر، ومنسف ولحم خروف تحديدا .
خجلت وقبلت بنصح المعزب، والعرب قالوا : الضيف اسير المعزب .
و طلبت صحن مجدرة .
صراحة، اكلت اول صحن وثاني صحن، لولا الخجل لطلبت الصحن الثالث .
و في الاثناء، ومدحت وشكرت في الطعام، وسمعني مدير الصالة .
و ذهب الى ابلاغ مدير الطعام والشراب في الفندق . وبعد دقائق، حضر مع شيف لبناني مختص في طبخ المجدرة .
و لم اكن اتوقع ان المجدرة مهمة لهذه الدرجة، وانها تحتاج الى شيف مختص، ومن جنسية عربية ايضا .
و حكى الشيف عن المجدرة، وطرق وفنون في طهيها، وكيف تقدم، وايهما افضل تقديمها مع بصل مقلي « مطرطش « على وجهها ام لا .
سجايا المجدرة اثرت في نفسي ومعدتي الى اليوم .
المجدرة كنا نحاربها ونعترض عليها، لاعتبارات اجتماعية ووراثية مرتبطة في الولع بالزفر والاكل الدسم .
و اليوم، تقدم على مينو افخر المطاعم العربية والشرقية .
تخيلوا ان التنصفيات الطبقية للطعام خادعة، وقابلة للتغير والتحول، وان الثابت والمطلق هو كذبة خدعة تاريخية .
و صدقوا اليوم في غمرة حملة مقاطعة الدجاج، وفما احوجنا الى احياء تقاليد المجدرة، واعادتها الى صدارة موائد الطعام .
السؤال عن المجدرة يتعدى مسالة الشوق لاكلة تراثية، وانها عنوان رديف ومساند لممانعة شعبية وسياسية ضد الدجاج و اقتصاد الاحتكاريات .
و كم اتمنى بعد نشر هذا السطور المتواضعة ان اتلقى دعوات من اصدقاء على المجدرة، ولنبدا من هنا بالثبات على احياء المجدرة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :