إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عنف نسوي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- وما ان نشر خبر مقتل طالبة جامعة العلوم التطبيقية ، ذاكرة الناس عادت بسرعة وعفوية الى حادثة مقتل الطالبة نيرة في جامعة المنصورة بمصر .
و لم يكن قاتل طالبة جامعة العلوم التطبيقية مبرمجا على موعد جرمي مع مقتل مهندسة اردنية بالامارات طعنا على خلفية طلبها الطلاق من زوجها ، ولا على موعد سري مع تهديد تتعرض له ابنة فنان اردني .
الصدفة تشاء ليفجر المجتمع عنفا مكبوتا ضد المرأة . وثمة مواقف ايدولوجية واجتماعية واثنية تقف وراء ملامح الجناة .
و قد يكون الجناة ضحايا للاعلام وثقافة الاستهلاك وادلجة المرأة وجسدها . القاتل ضحية بمعنى ما لانه شان امثاله من تربوا على الارهاب الجندري ، والرهاب الديني والاجتماعي من المرأة ، والعصاب الجنسي ، وهي افرازات لثقافة متطرفة ورديكالية و سامة بدات تغزو المجتمعات العربية باواسط تسعينات القرن الماضي .
الجناة سوف يحاكمون بقوانين جنائية وهذا امر طبيعي ، ولكن ما يستحق المحاكمة الاخلاقية والاجتماعية والثقافية من يغذون الكراهية وتربويات شيطنة المراة والانتقام من جسدها ، والمسالة ابعد من جريمة في خانة تضم جانيا وضحايا ، وهي ظاهرة تكمن خطورتها ، ومن حقنا ان نسال منظري الفكر الديني المتطرف عن حصتهم من هذه الجرائم ؟
ومن هنا نسال كمواطنين عن الهلع الذي دب في احشاء المجتمع ضد المراة ، والانجراف الجرمي نحو قتل وطعن وتصفية المراة جسدا ، فما كان لمجرم الجامعة التطبيقية واردنية الامارات ان يتورطا بهذه السيكولوجيا المنحرفة والاجرامية لولا ما سمعوا وشاهدوا وقراوا من ادبيات تحرض على الانتقام من المراة .
جرائم غير عادية ويجب ان توضع تحت عدسات المجهر ، وهي ذات دلالات تتجاوز عنفا عائليا وعنفا مجتمعيا وخلافات اسرية ، وهي حصيلة لارهاب فكري وثقافة الموت والقتل وفقه تكفير وتحريم المراة والانتقام من جسدها .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :