هل تحقق الحلم العربي ومن أين البداية؟
عمان جو - مهدي الشوابكة - تحت قبة الكونغرس الأمريكية بدأت تنسج أولى خيوط أول نظام دفاع عسكري جوي موحد سيجمع كل القوى الجوية لدول الشرق الأوسط فيما بينهم إسرائيل ودول عربية لمواجهة عدو واحد وهو إيران وكسر هيمنتها في المنطقة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها أمريكا لتأسيس تحالف في الشرق الأوسط يخدم مصالحها، فلو عدنا في الزمن يعود المسعى الأمريكي لتأسيس التحالف إلى الحرب الباردة مع السوفييت عندما اعتبرت واشنطن أن المنطقة قطعة واحدة في سعيها لاحتواء الشيوعية، أما مسمى الناتو العربي او تحالف الشرق الأوسط يعود لحقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي جمع قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد واتفق معهم على أهمية دورية هذه الاجتماعات والعمل على تأسيس جبهة مشتركة لمواجهة التحديات والمواجهات المشتركة سواء من ايران أو تنظيمات إرهابية، ثم أتى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وأعاد طرح مشروع التحالف العربي أو كما تمت تسميته إعلاميًا تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي " ميسا "، ويضم دول الخليج والأردن ومصر وتم الإعلان ان هذا الحلف الهدف الرئيسي منه هو التصدي للتوسع والتهديدات الايرانية في المنطقة.
مؤخرًا أعلنت واشنطن عن رغبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن زيارة المنطقة، وتبعاً للبيان الصادر من الببت الأبيض فإن الزيارة جزء من ضغط أمريكي؛ لبناء تحالف أمني يضم دولًا عربية وإسرائيل بقيادة أمريكية.
وقبل أيام، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية خبراً موسعاً يتعلق بلقاء مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية. وحسب المصدر فإن الاجتماع عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وتناول استكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وذات الصلة ببرنامجها للطائرات المسيّرة.
الصحيفة قالت إن الاجتماع الاستثنائي جاء مدفوعاً بمخاوف متعددة من دول الخليج حيال النفوذ الإيراني والتي تستشعرها إسرائيل أيضاً التي دخلت في علاقات دبلوماسية متميزة مع عدة دول عربية في الفترة الأخيرة.
وبحسب موقع "ذا ناشيونال" الأمريكي، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في اجتماعهم المرتقب في إسبانيا إلى التركيز على مواجهة نفوذ موسكو المحتمل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي منها تدريجياً.
في الآونة الأخيرة انتشرت مقتطفات بثتها قناة " سي إن بي سي " من مقابلة أجرتها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بين فيها دعمه لإنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف الشمال الأطلسي " حلف الناتو"، وقال: " سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف في الشرق الأوسط كحلف الشمال الأطلسي وإن الرؤية ومهمة هذا الحلف يجب أن تكون واضحة جدا وأن يكون دوره محددًا بشكل جيد وإلا إنه سيربك الجميع ".
قد تُعزز مخاوف الأردن تشكيل هذا الحلف وتوضع على طاولة النقاش في القمة الأمريكية العربية المرتقبة في السعودية منتصف تموز الحالي، إذ يجاور الأردن أبرز مناطق الصراع والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وبات أخيرًا يظهر قلقا من تداعيات ما يجري في الشمال السوري وسط حديث من وجود ميليشيات وقوات إيرانية قريبة من حدوده.
في يوليو/ تموز الماضي، كشف العاهل الأردني الملك عبد الله في مقابلة مع شبكة "سن إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن تعرض بلاده لهجوم بمسيّرات إيرانية الصنع.
وبسؤاله عن تحذيره السابق مما أسماه "الهلال الشيعي"، قال الملك: "أود أن أوضح هنا أنني عندما تحدثت عن الهلال الشيعي، قصدت الهلال الإيراني من وجهة نظر سياسية".
وفي عام 2004، حذّر العاهل الأردني خلال حديثه مع أحدى الصحف الأمريكية من خطر تشكل "الهلال الشيعي.
وفي تصريحات أدلى بها أخيرًا، اعتبر الملك عبد الله الوجود الروسي السابق جنوبي سوريا مصدرًا للتهدئة، مبينا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا.
بعد تصريحات العاهل الأردني عم الجدل وانتشرت التخمينات والتحليلات والتصريحات، من المتوقع ألا تنضم مصر للتحالف فبحسب موقع صحيفة العربي الجديد، فإن هناك رفضاً مصرياً تاماً لمشاركة القاهرة في أي تحالف عسكري يستهدف إيران، وإن هذا الموقف هو أحد الركائز الاساسية في عقيدة المؤسسة العسكرية المصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن "أحد الأهداف الرئيسة للزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان هو إيصال رسالة طمأنة للإيرانيين، فحواها أن مصر لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران بأي شكل من الأشكال، وذلك قبل القمة الأمريكية العربية المرتقبة في السعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة في منتصف الشهر الحالي.
وأيضا من المتوقع أن ترفض بعض دول الخليج الانضمام لهذا الحلف بسبب حالة الانقسام بين دول الخليج تجاه موقف الموقف من إيران، حيث ترى المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات أن إيران عدو ويجب التعامل معه بقوة، لكن كل من قطر وعمان والكويت يتعاملون مع إيران على أنها دولة إقليمية يجب التعامل معها على حل كل المشاكل بطرق سلمية باستخدام الحوار.
تاريخ المنطقة يشير إلى فشل كل محاولات تشكيل تحالف عسكري عربي في السابق، بدءًا من فشل محاولات الولايات المتحدة بتشكيل "حلف بغداد" في خمسينيات القرن المنصرم، وفشل محاولات إدارة الرئيس أوباما والرئيس ترامب، وهو ما سيفشل فيه الرئيس بايدن، الخطر الإيراني وحده لا يمكن أن يشكل أساسا لمثل هذا التحالف؛ فيوجد العديد من الدول العربية لا ترى إيران تهديدا لها أو خطرًا مركزيًا، وحسب التقديرات الإسرائيلية، لا تزال التحديات والعقبات كبيرة أمام تشكيل قوة عسكرية مشتركة بمشاركة "إسرائيل"، ومن أهمها الممانعة الشعبية العربية، ولكن "إسرائيل" تدعم الفكرة بقوة ليس لفائدتها العسكرية والأمنية، وإنما باعتبارها فرصة حقيقية لتطبيع وجودها في المنطقة العربية، وإعطائها "شرعية" عربية مجانية.
ولا شك أن هناك أهداف أمريكية للسيطرة على الامتداد والتدخل الروسي في المنطقة وإلغاء اتفاقية "أوبك بلس" بين العرب وروسيا لكن في المقابل في الأسابيع الماضية زار وزير الخارجية الروسي طهران وأسست هذه الزيارة لتحالف استراتيجي بين روسيا وإيران، وهذا سيزيد إيران قوة من جميع الجهات وسيخدمها التحالف مع روسيا مواجهة أي تحالف يريد تدميرها.
.
في نهاية المطاف لا يوجد أي تفاصيل ولا أي اخبار رسمية وحتى وأن قبلت جميع الحكومات الانضمام فأنها ستلقى رفض محل لا محالة لان أي تحالف مع إسرائيل هو مرفوض بالنسبة للشعوب العربية، وسيكون دخول إسرائيل بمثابة احتلال وبكل تأكيد الهدف الأول من تشكيل هذا الحلف هو خدمة المصالح الامريكية الإسرائيلية بحجة الحفاظ على أمن الحدود العربية والمنطقة من ايران وبطشها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها أمريكا لتأسيس تحالف في الشرق الأوسط يخدم مصالحها، فلو عدنا في الزمن يعود المسعى الأمريكي لتأسيس التحالف إلى الحرب الباردة مع السوفييت عندما اعتبرت واشنطن أن المنطقة قطعة واحدة في سعيها لاحتواء الشيوعية، أما مسمى الناتو العربي او تحالف الشرق الأوسط يعود لحقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي جمع قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد واتفق معهم على أهمية دورية هذه الاجتماعات والعمل على تأسيس جبهة مشتركة لمواجهة التحديات والمواجهات المشتركة سواء من ايران أو تنظيمات إرهابية، ثم أتى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وأعاد طرح مشروع التحالف العربي أو كما تمت تسميته إعلاميًا تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي " ميسا "، ويضم دول الخليج والأردن ومصر وتم الإعلان ان هذا الحلف الهدف الرئيسي منه هو التصدي للتوسع والتهديدات الايرانية في المنطقة.
مؤخرًا أعلنت واشنطن عن رغبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن زيارة المنطقة، وتبعاً للبيان الصادر من الببت الأبيض فإن الزيارة جزء من ضغط أمريكي؛ لبناء تحالف أمني يضم دولًا عربية وإسرائيل بقيادة أمريكية.
وقبل أيام، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية خبراً موسعاً يتعلق بلقاء مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية. وحسب المصدر فإن الاجتماع عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وتناول استكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وذات الصلة ببرنامجها للطائرات المسيّرة.
الصحيفة قالت إن الاجتماع الاستثنائي جاء مدفوعاً بمخاوف متعددة من دول الخليج حيال النفوذ الإيراني والتي تستشعرها إسرائيل أيضاً التي دخلت في علاقات دبلوماسية متميزة مع عدة دول عربية في الفترة الأخيرة.
وبحسب موقع "ذا ناشيونال" الأمريكي، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في اجتماعهم المرتقب في إسبانيا إلى التركيز على مواجهة نفوذ موسكو المحتمل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي منها تدريجياً.
في الآونة الأخيرة انتشرت مقتطفات بثتها قناة " سي إن بي سي " من مقابلة أجرتها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بين فيها دعمه لإنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف الشمال الأطلسي " حلف الناتو"، وقال: " سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف في الشرق الأوسط كحلف الشمال الأطلسي وإن الرؤية ومهمة هذا الحلف يجب أن تكون واضحة جدا وأن يكون دوره محددًا بشكل جيد وإلا إنه سيربك الجميع ".
قد تُعزز مخاوف الأردن تشكيل هذا الحلف وتوضع على طاولة النقاش في القمة الأمريكية العربية المرتقبة في السعودية منتصف تموز الحالي، إذ يجاور الأردن أبرز مناطق الصراع والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وبات أخيرًا يظهر قلقا من تداعيات ما يجري في الشمال السوري وسط حديث من وجود ميليشيات وقوات إيرانية قريبة من حدوده.
في يوليو/ تموز الماضي، كشف العاهل الأردني الملك عبد الله في مقابلة مع شبكة "سن إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن تعرض بلاده لهجوم بمسيّرات إيرانية الصنع.
وبسؤاله عن تحذيره السابق مما أسماه "الهلال الشيعي"، قال الملك: "أود أن أوضح هنا أنني عندما تحدثت عن الهلال الشيعي، قصدت الهلال الإيراني من وجهة نظر سياسية".
وفي عام 2004، حذّر العاهل الأردني خلال حديثه مع أحدى الصحف الأمريكية من خطر تشكل "الهلال الشيعي.
وفي تصريحات أدلى بها أخيرًا، اعتبر الملك عبد الله الوجود الروسي السابق جنوبي سوريا مصدرًا للتهدئة، مبينا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا.
بعد تصريحات العاهل الأردني عم الجدل وانتشرت التخمينات والتحليلات والتصريحات، من المتوقع ألا تنضم مصر للتحالف فبحسب موقع صحيفة العربي الجديد، فإن هناك رفضاً مصرياً تاماً لمشاركة القاهرة في أي تحالف عسكري يستهدف إيران، وإن هذا الموقف هو أحد الركائز الاساسية في عقيدة المؤسسة العسكرية المصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن "أحد الأهداف الرئيسة للزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان هو إيصال رسالة طمأنة للإيرانيين، فحواها أن مصر لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران بأي شكل من الأشكال، وذلك قبل القمة الأمريكية العربية المرتقبة في السعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة في منتصف الشهر الحالي.
وأيضا من المتوقع أن ترفض بعض دول الخليج الانضمام لهذا الحلف بسبب حالة الانقسام بين دول الخليج تجاه موقف الموقف من إيران، حيث ترى المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات أن إيران عدو ويجب التعامل معه بقوة، لكن كل من قطر وعمان والكويت يتعاملون مع إيران على أنها دولة إقليمية يجب التعامل معها على حل كل المشاكل بطرق سلمية باستخدام الحوار.
تاريخ المنطقة يشير إلى فشل كل محاولات تشكيل تحالف عسكري عربي في السابق، بدءًا من فشل محاولات الولايات المتحدة بتشكيل "حلف بغداد" في خمسينيات القرن المنصرم، وفشل محاولات إدارة الرئيس أوباما والرئيس ترامب، وهو ما سيفشل فيه الرئيس بايدن، الخطر الإيراني وحده لا يمكن أن يشكل أساسا لمثل هذا التحالف؛ فيوجد العديد من الدول العربية لا ترى إيران تهديدا لها أو خطرًا مركزيًا، وحسب التقديرات الإسرائيلية، لا تزال التحديات والعقبات كبيرة أمام تشكيل قوة عسكرية مشتركة بمشاركة "إسرائيل"، ومن أهمها الممانعة الشعبية العربية، ولكن "إسرائيل" تدعم الفكرة بقوة ليس لفائدتها العسكرية والأمنية، وإنما باعتبارها فرصة حقيقية لتطبيع وجودها في المنطقة العربية، وإعطائها "شرعية" عربية مجانية.
ولا شك أن هناك أهداف أمريكية للسيطرة على الامتداد والتدخل الروسي في المنطقة وإلغاء اتفاقية "أوبك بلس" بين العرب وروسيا لكن في المقابل في الأسابيع الماضية زار وزير الخارجية الروسي طهران وأسست هذه الزيارة لتحالف استراتيجي بين روسيا وإيران، وهذا سيزيد إيران قوة من جميع الجهات وسيخدمها التحالف مع روسيا مواجهة أي تحالف يريد تدميرها.
.
في نهاية المطاف لا يوجد أي تفاصيل ولا أي اخبار رسمية وحتى وأن قبلت جميع الحكومات الانضمام فأنها ستلقى رفض محل لا محالة لان أي تحالف مع إسرائيل هو مرفوض بالنسبة للشعوب العربية، وسيكون دخول إسرائيل بمثابة احتلال وبكل تأكيد الهدف الأول من تشكيل هذا الحلف هو خدمة المصالح الامريكية الإسرائيلية بحجة الحفاظ على أمن الحدود العربية والمنطقة من ايران وبطشها.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات