لماذا يخاف العالم من التيك توك؟
عمان جو- د. محمود أبو فروة الرجبي -يبدو أن التيك توك سيكون ساحة حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، خاصة مع الانتشار الهائل لهذا التطبيق الذي يظهر أنه يهدد كل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، لأنه الأسرع انتشارا، فرغم أن الفيس بوك ما يزال في قمة شعبية منصات التواصل الاجتماعي بعدد مشتركين نشيطين يتجاوز 2.7 مليار إنسان، ولكن التيك توك وصل في فترة قصيرة جدا إلى 1.2 مليار مستخدم نشط، ولديه مواصفات تجعله ينتشر بشكل أكبر من غيره حسب اعتقادنا.
يختلف التيك توك عن منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة في عدة جوانب، فقد اتبع أسلوبا ذكيا في جذب الناس إليه، ابتداء من طريقته الكريمة في توزيع الـمنشورات من خلال الخوارزميات التي تعتمد على سلوكيات المشاهد، ومحتوى الفيديو بغض النظر عن عدد متابعي صاحب الحساب، هذا من جهة، ومن جانب آخر وفرت خوارزميات التيك توك توزيعا أكبر للـمنشورات من خلال الاقتراحات، وبشكل مبالغ فيه، على عكس اليوتيوب مثلا، الذي يوزع بشكل محدود على متابعي صاحب الحساب، وبشكل اعتيادي بناء على اهتمامات المتابع، وهذا أدى إلى حصول كثير من صناع الـمحتوى على آلاف المشاهدات، والمتابعين في وقت قصير، مما شجع الكثيرين من صناع الـمحتوى – خاصة أصحاب السن الأصغر، والأطفال – للتوجه إلى هذه المنصة الصاعدة أملا في الحصول على النجومية، وهذا ما حصل للكثيرين فعلا.
ورغم أن التيك توك يعلن أنه متاح للأكبر سنا – 16 فصاعدا- ولكنه فعليا بدأ وكأنه تطبيق خاص بالأطفال، والترفيه البحت، ثم بدأ الناس الأكبر يتوافدون إليه، وحديثا بدأ بعض الـمحتوى الجاد يجد طريقه إليه.
وبخصوص الخوارزميات وهي الأساس في توزيع الـمحتوى من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومنها التيك توك، فهناك اتهامات واسعة حول العالم للتيك توك أنه يستعمل نمطين مختلفين من الخوارزميات، الأولى داخل الصين، وهي تشجع الـمحتوى الجاد، والعميق، والثقافي، والنمط الثاني للعالم كله، ويعتمد على ترويج الـمحتوى الترفيهي، والرقص، والأغاني، وفي حالة تم تصنيف الـمحتوى على أنه جاد لا يتم توزيعه بشكل واسع، عكس ما يحصل داخل الصين.- حسب زعم منتقدي التطبيق-.
وبغض النظر عن هذه الاتهامات التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية أولا، والتي أرى شخصيا أنها صحيحة على مستوى العالم على الأقل، إذ لم يتح لي الإطلاع عليها داخل الصين، فإن هذا التطبيق ينتشر بشكل هائل، ويأخذ من مستخدمي الـمنصات الأخرى، ويتوسع مع مرور الوقت، وهو ليس مجرد منصة، بل له أهداف قد تكون أكبر مما نتصور، ومن حق كل دولة في العالم أن تكون لها منصاتها التي تحقق أهدافها بشكل أو بآخر، ويكفي التذكير هنا باستشعار خطورة هذا التطبيق عندما هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الثالث من شهر آب سنة 2020 بحظر هذا التطبيق في الولايات المتحدة الأميركية، وفسر البعض الأمر بسبب تخوفات من تسرب معلومات الأميركيين للصين، وآخرون، لأنه مؤثر، وينشر الـمحتوى الهابط – حسب قول البعض-، وأنه يشكل أداة قوية بيد الصين لتشكيل الرأي العام العالمي باتجاهات معينة، ولم يقتصر التهديد بحظر التطبيق في الولايات المتحدة فقط، بل حصل حظر حقيقي في الهند أثناء الاشتباك الحدودي مع الصين، وباكستان أيضا لأسباب أخرى لها علاقة بالمحتوى غير اللائق في الربع الأخير من سنة 2020م واستمر هذا الحظر لعشرة أيام فقط.
وهذا يحصل الآن فقد أعطت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية مهلة حتى يوم 8 تموز 2022 لآبل وجوجل لحذف التيك توك من متاجرها، وعللت أن سبب هذا الطلب بسبب قيام التطبيق باستغلال بيانات المستخدمين ومخالفتها الأنظمة والقوانين العالمية على حد قولها.
تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي أكبر مما نتصور، ورغم أن هذه الـمنصات لا تتدخل في مضامين ما يطرح من خلالها، ولكن خوارزمياتها يمكن أن تساهم في نشر محتويات معينة تؤثر على تفكير البشر كلهم.
العالم يتوصل كل فترة إلى سلاح جديد في مجال القوة الخشنة أو الناعمة، ويبني منصاته من خلال الإنترنت والتي أثبتت أنها الأقوى في مجال القوة الناعمة، لكن السؤال الـمؤلم: أين نحن العرب من كل ذلك؟
يختلف التيك توك عن منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة في عدة جوانب، فقد اتبع أسلوبا ذكيا في جذب الناس إليه، ابتداء من طريقته الكريمة في توزيع الـمنشورات من خلال الخوارزميات التي تعتمد على سلوكيات المشاهد، ومحتوى الفيديو بغض النظر عن عدد متابعي صاحب الحساب، هذا من جهة، ومن جانب آخر وفرت خوارزميات التيك توك توزيعا أكبر للـمنشورات من خلال الاقتراحات، وبشكل مبالغ فيه، على عكس اليوتيوب مثلا، الذي يوزع بشكل محدود على متابعي صاحب الحساب، وبشكل اعتيادي بناء على اهتمامات المتابع، وهذا أدى إلى حصول كثير من صناع الـمحتوى على آلاف المشاهدات، والمتابعين في وقت قصير، مما شجع الكثيرين من صناع الـمحتوى – خاصة أصحاب السن الأصغر، والأطفال – للتوجه إلى هذه المنصة الصاعدة أملا في الحصول على النجومية، وهذا ما حصل للكثيرين فعلا.
ورغم أن التيك توك يعلن أنه متاح للأكبر سنا – 16 فصاعدا- ولكنه فعليا بدأ وكأنه تطبيق خاص بالأطفال، والترفيه البحت، ثم بدأ الناس الأكبر يتوافدون إليه، وحديثا بدأ بعض الـمحتوى الجاد يجد طريقه إليه.
وبخصوص الخوارزميات وهي الأساس في توزيع الـمحتوى من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومنها التيك توك، فهناك اتهامات واسعة حول العالم للتيك توك أنه يستعمل نمطين مختلفين من الخوارزميات، الأولى داخل الصين، وهي تشجع الـمحتوى الجاد، والعميق، والثقافي، والنمط الثاني للعالم كله، ويعتمد على ترويج الـمحتوى الترفيهي، والرقص، والأغاني، وفي حالة تم تصنيف الـمحتوى على أنه جاد لا يتم توزيعه بشكل واسع، عكس ما يحصل داخل الصين.- حسب زعم منتقدي التطبيق-.
وبغض النظر عن هذه الاتهامات التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية أولا، والتي أرى شخصيا أنها صحيحة على مستوى العالم على الأقل، إذ لم يتح لي الإطلاع عليها داخل الصين، فإن هذا التطبيق ينتشر بشكل هائل، ويأخذ من مستخدمي الـمنصات الأخرى، ويتوسع مع مرور الوقت، وهو ليس مجرد منصة، بل له أهداف قد تكون أكبر مما نتصور، ومن حق كل دولة في العالم أن تكون لها منصاتها التي تحقق أهدافها بشكل أو بآخر، ويكفي التذكير هنا باستشعار خطورة هذا التطبيق عندما هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الثالث من شهر آب سنة 2020 بحظر هذا التطبيق في الولايات المتحدة الأميركية، وفسر البعض الأمر بسبب تخوفات من تسرب معلومات الأميركيين للصين، وآخرون، لأنه مؤثر، وينشر الـمحتوى الهابط – حسب قول البعض-، وأنه يشكل أداة قوية بيد الصين لتشكيل الرأي العام العالمي باتجاهات معينة، ولم يقتصر التهديد بحظر التطبيق في الولايات المتحدة فقط، بل حصل حظر حقيقي في الهند أثناء الاشتباك الحدودي مع الصين، وباكستان أيضا لأسباب أخرى لها علاقة بالمحتوى غير اللائق في الربع الأخير من سنة 2020م واستمر هذا الحظر لعشرة أيام فقط.
وهذا يحصل الآن فقد أعطت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية مهلة حتى يوم 8 تموز 2022 لآبل وجوجل لحذف التيك توك من متاجرها، وعللت أن سبب هذا الطلب بسبب قيام التطبيق باستغلال بيانات المستخدمين ومخالفتها الأنظمة والقوانين العالمية على حد قولها.
تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي أكبر مما نتصور، ورغم أن هذه الـمنصات لا تتدخل في مضامين ما يطرح من خلالها، ولكن خوارزمياتها يمكن أن تساهم في نشر محتويات معينة تؤثر على تفكير البشر كلهم.
العالم يتوصل كل فترة إلى سلاح جديد في مجال القوة الخشنة أو الناعمة، ويبني منصاته من خلال الإنترنت والتي أثبتت أنها الأقوى في مجال القوة الناعمة، لكن السؤال الـمؤلم: أين نحن العرب من كل ذلك؟
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات