غاب عمر
عمان جو- عبدالهادي راجي المجالي اجبد.... يغيب الفنان عمر العبداللات عن مهرجان جرش هذا العام , وفي معرض توضيحه للغياب ..يقول الفنان العبداللات : أنهم أرادوا أن يتنصلوا من حضوره , فقد وضعوه يوم الثلاثاء بالمقابل اعطوا للفنانين العرب أيام الخميس والجمعة , وهذه الأيام هي التي تحضر فيها العائلة الأردنية ...وبعد (مطمطة) منهم اعتذرت , وقبلوا الإعتذار ...
... أنا أصلا أذهب لجرش فقط من أجل عمر العبداللات , ليس لأن عمر صديقي ..ولكن مشروعي في الصحافة هو الهوية , ومشروع عمر في الفن كان الهوية , فقد انتج اللفظة الأردنية والنغم الأردني والتراث الأردني ونثر كل ذلك في الفضاء العربي ...وحين كان أكرم مصاروة - أمد الله في عمره - يأتي بالمطربين الأردنيين ممن هم على شاكلة عمر العبداللات إلى جرش , لم يكن يحضرهم في إطار الحشوة أو التنفيع , بل كان يقدم هويتنا وثقافتنا للعرب ....كان يريد أن يقول لهم أننا من الممكن أن ننافس ونتفوق ...
أكرم فهم جيدا مسألة الهوية في المهرجانات , وهو من وضع جرش في الإطار العربي والعالمي ...ويسجل له , أنه فهم مزاج الناس وربط الأغنية بالحدث ...كان من الممكن أن نحضر سناء موسى التي أعادت إحياء التراث الفلسطيني المقاوم بدلا من إحضار زياد برجي -أنا بصراحة لا أعرف من هو زياد برجي - كان من الممكن أن نحضر محمد عبده , لأن من هم بمثل عمري ومن هم بمثل جيلي ..ما زالوا يحنون للطرب والذوق الرفيع , كان من الممكن ..أن نحضر الكثير من المطربين الذي ارتقوا بالذائقة العربية ..
غياب عمر العبداللات لايرتبط بالشخص ذاته , وإنما يرتبط بنهج البعض ممن يريد الإنقضاض على الموروث , ويريد التحالف مع الحداثة غير المتزنة, في اطار ما يسمونه انتاج الفرح ...
سيقولون عنا أننا نحب اللون الأسود , سيقولون عنا أننا نحب التشاؤم ونكره الفرح ...سيقولون عنا أننا نغلب منطق المؤامرة على منطق التطور ورغبة الأجيال ..أعرف كل ذلك , وأعرف أننا صرنا مجرد هامش في صفحة التفكير والرأي ..لدى صانع القرار , ولكني على الأقل سأبقى امتلك من الوفاء ما يؤهلني أن اكتب عن عمر العبداللات , الفتى البسيط الذي صعد من ماركا ...من الفقر وشقاء العمر ..وظل على لهجته السلطية ولم يغير لون البشرة , لم يلوي اللسان ...بل غنى للجيش وغنى للعرش ..وغنى للحب وللتراب وللمدن ...غنى لفلسطين والقضية , وهو من انتج الأغنية الأردنية الجديدة في إطارها البدوي والحضري دون الانقلاب على الهوية والموروث ..بعد كل هذا الجهد وهذا التاريخ ..هل نكافئه بالنكران والتهميش ؟ ...
إن لم تتسع لك جرش يا عمر , تعال وسنجعلك تغني على أرض الكرك , وسنجعل القلب يقيم لك مهرجانا للفرح , غني كما تشاء واصدح كما تشاء ...وستكافئك الأرض التي أحببتها والناس , والأطفال الذين كبروا على هدير صوتك في الإذاعات والتلفاز ...القلب ياعمر لا يهمش الوطني الغيور ..وتأكد أن القلب اصدق من سجلات الدولة وقراراتها , اصدق من كل ما يدعون وكل ما يقولون ..وكل يهمسون به في الغرف المغلقة .
يبدو أن جيلي وجيل عمر لم يتبق لهم من مساحات في الفرح الوطني , فنحن مجرد خردة بشرية فائضة عن حاجات التطوير والحداثة , ونهج الفرح الجديد ....لكن في النهاية سنبقى نؤمن بالتراب الأردني فهو ينصف حين يظلمك البعض .
abdelhadi18@yahoo.com
منع من النشر
... أنا أصلا أذهب لجرش فقط من أجل عمر العبداللات , ليس لأن عمر صديقي ..ولكن مشروعي في الصحافة هو الهوية , ومشروع عمر في الفن كان الهوية , فقد انتج اللفظة الأردنية والنغم الأردني والتراث الأردني ونثر كل ذلك في الفضاء العربي ...وحين كان أكرم مصاروة - أمد الله في عمره - يأتي بالمطربين الأردنيين ممن هم على شاكلة عمر العبداللات إلى جرش , لم يكن يحضرهم في إطار الحشوة أو التنفيع , بل كان يقدم هويتنا وثقافتنا للعرب ....كان يريد أن يقول لهم أننا من الممكن أن ننافس ونتفوق ...
أكرم فهم جيدا مسألة الهوية في المهرجانات , وهو من وضع جرش في الإطار العربي والعالمي ...ويسجل له , أنه فهم مزاج الناس وربط الأغنية بالحدث ...كان من الممكن أن نحضر سناء موسى التي أعادت إحياء التراث الفلسطيني المقاوم بدلا من إحضار زياد برجي -أنا بصراحة لا أعرف من هو زياد برجي - كان من الممكن أن نحضر محمد عبده , لأن من هم بمثل عمري ومن هم بمثل جيلي ..ما زالوا يحنون للطرب والذوق الرفيع , كان من الممكن ..أن نحضر الكثير من المطربين الذي ارتقوا بالذائقة العربية ..
غياب عمر العبداللات لايرتبط بالشخص ذاته , وإنما يرتبط بنهج البعض ممن يريد الإنقضاض على الموروث , ويريد التحالف مع الحداثة غير المتزنة, في اطار ما يسمونه انتاج الفرح ...
سيقولون عنا أننا نحب اللون الأسود , سيقولون عنا أننا نحب التشاؤم ونكره الفرح ...سيقولون عنا أننا نغلب منطق المؤامرة على منطق التطور ورغبة الأجيال ..أعرف كل ذلك , وأعرف أننا صرنا مجرد هامش في صفحة التفكير والرأي ..لدى صانع القرار , ولكني على الأقل سأبقى امتلك من الوفاء ما يؤهلني أن اكتب عن عمر العبداللات , الفتى البسيط الذي صعد من ماركا ...من الفقر وشقاء العمر ..وظل على لهجته السلطية ولم يغير لون البشرة , لم يلوي اللسان ...بل غنى للجيش وغنى للعرش ..وغنى للحب وللتراب وللمدن ...غنى لفلسطين والقضية , وهو من انتج الأغنية الأردنية الجديدة في إطارها البدوي والحضري دون الانقلاب على الهوية والموروث ..بعد كل هذا الجهد وهذا التاريخ ..هل نكافئه بالنكران والتهميش ؟ ...
إن لم تتسع لك جرش يا عمر , تعال وسنجعلك تغني على أرض الكرك , وسنجعل القلب يقيم لك مهرجانا للفرح , غني كما تشاء واصدح كما تشاء ...وستكافئك الأرض التي أحببتها والناس , والأطفال الذين كبروا على هدير صوتك في الإذاعات والتلفاز ...القلب ياعمر لا يهمش الوطني الغيور ..وتأكد أن القلب اصدق من سجلات الدولة وقراراتها , اصدق من كل ما يدعون وكل ما يقولون ..وكل يهمسون به في الغرف المغلقة .
يبدو أن جيلي وجيل عمر لم يتبق لهم من مساحات في الفرح الوطني , فنحن مجرد خردة بشرية فائضة عن حاجات التطوير والحداثة , ونهج الفرح الجديد ....لكن في النهاية سنبقى نؤمن بالتراب الأردني فهو ينصف حين يظلمك البعض .
abdelhadi18@yahoo.com
منع من النشر
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات