لمّا توقع البقرة!!
عمان جو - د. محمد ابو عمارة*
لما توقع البقرة بيكثروا ذباحينها أو سكاكينها، لطالما سمعت هذا المثل الذي يدل على ظهور العديد من الأعداء والكارهين والمتملقين على صورتهم الحقيقية إذا ما اهتز الشخص القوي، وهو َمثل متداول حينما ينعكس الحال من غنى إلى فقر أو من قوة إلى ضعف وكيف أن هؤلاء المتملقين يظهرون على صورتهم الحقيقية البشعة التي كانوا يخفونها تحت ستار الحب تارة والإخلاص تارة أخرى للشخص المغدور الذي كان قوياً أو ثرياً قبل سقوطه، ولكن سبب المثل أو من اين جاء فقد شاهدته في أيام العيد حين ذهبت لأضحي حيث توجهت برفقة أخي إلى مكان ذبج الأضاحي وكان هذه المرة في مكان تذبح فيه الخرفان والأبقار والجمال وصادف وجودي وقت وجود ذبح لبقرة أراد أصحابها أن يضحوا بها في سبيل الله في عيد الأضحى وشدني الموضوع كثيراً فذبح البقرة قصة وتمر بمراحل طويلة وخطيره حيث تأهب كل من في المذبح وبدأوا بنقلها من مكان تواجدها إلى مكان الذبح بصعوبه بالغة ومن ثم ربطها بطريقة سينمائية من رأسها وسحبها إلى ممر ضيق ثم ربطها بحبل آخر وسحب الحبل ضمن أكثر من مربط إلى خارج غرفة الذبح حيث أمسك به خمسة رجال من (الذبّيحة) وبدأوا بسحب البقرة إلى أن استطاعوا إسقاطها على الأرض وهم يتشبثون بالحبل وهي تحاول سحبهم والإفلات(صراع الحياه) وما بين شد وجزر سقطت البقرة أخيراً لتنهال عليها سكاكين الذبّيحة وهي تحاول أن تقاوم إلى أن سلمت الرمق الأخير... وغابت.
فشاهدت كم السكاكين التي انهالت عليها لمجرد سقوطها وشاهدت أيضاً كم الخوف الذي كان يعتري نفس حملة السكاكين منها عندما كانت واقفة على الأرض وتذكرت كم الاشخاص الذين رأيتهم بأعيني وهم يتملقون لفلان ولفلان ورأيتم أيضاً بأعيني وهم يكيلون إليه التهم والشتائم عندما اهتز مكانه أو وضعه...
وأحسست بأن هناك تقارب بين (الذبّاحين) الذين يمتهنون ذبح وسلخ الأبقار أو الجواميس وبين أولئك المنافقين الذين يمتهنون أيضاً الخداع والمكر والتقلب والظهور بمئة وجه ...
فعلاً إذا وقعت البقرة...
كثروا ذباحينها....
طبعًا أنا لا أعني أن الذبّاحين يمتهنون النفاق !
* رئيس جمعية الكتاب الالكترونيين الاردنيين
عمان جو - د. محمد ابو عمارة*
لما توقع البقرة بيكثروا ذباحينها أو سكاكينها، لطالما سمعت هذا المثل الذي يدل على ظهور العديد من الأعداء والكارهين والمتملقين على صورتهم الحقيقية إذا ما اهتز الشخص القوي، وهو َمثل متداول حينما ينعكس الحال من غنى إلى فقر أو من قوة إلى ضعف وكيف أن هؤلاء المتملقين يظهرون على صورتهم الحقيقية البشعة التي كانوا يخفونها تحت ستار الحب تارة والإخلاص تارة أخرى للشخص المغدور الذي كان قوياً أو ثرياً قبل سقوطه، ولكن سبب المثل أو من اين جاء فقد شاهدته في أيام العيد حين ذهبت لأضحي حيث توجهت برفقة أخي إلى مكان ذبج الأضاحي وكان هذه المرة في مكان تذبح فيه الخرفان والأبقار والجمال وصادف وجودي وقت وجود ذبح لبقرة أراد أصحابها أن يضحوا بها في سبيل الله في عيد الأضحى وشدني الموضوع كثيراً فذبح البقرة قصة وتمر بمراحل طويلة وخطيره حيث تأهب كل من في المذبح وبدأوا بنقلها من مكان تواجدها إلى مكان الذبح بصعوبه بالغة ومن ثم ربطها بطريقة سينمائية من رأسها وسحبها إلى ممر ضيق ثم ربطها بحبل آخر وسحب الحبل ضمن أكثر من مربط إلى خارج غرفة الذبح حيث أمسك به خمسة رجال من (الذبّيحة) وبدأوا بسحب البقرة إلى أن استطاعوا إسقاطها على الأرض وهم يتشبثون بالحبل وهي تحاول سحبهم والإفلات(صراع الحياه) وما بين شد وجزر سقطت البقرة أخيراً لتنهال عليها سكاكين الذبّيحة وهي تحاول أن تقاوم إلى أن سلمت الرمق الأخير... وغابت.
فشاهدت كم السكاكين التي انهالت عليها لمجرد سقوطها وشاهدت أيضاً كم الخوف الذي كان يعتري نفس حملة السكاكين منها عندما كانت واقفة على الأرض وتذكرت كم الاشخاص الذين رأيتهم بأعيني وهم يتملقون لفلان ولفلان ورأيتم أيضاً بأعيني وهم يكيلون إليه التهم والشتائم عندما اهتز مكانه أو وضعه...
وأحسست بأن هناك تقارب بين (الذبّاحين) الذين يمتهنون ذبح وسلخ الأبقار أو الجواميس وبين أولئك المنافقين الذين يمتهنون أيضاً الخداع والمكر والتقلب والظهور بمئة وجه ...
فعلاً إذا وقعت البقرة...
كثروا ذباحينها....
طبعًا أنا لا أعني أن الذبّاحين يمتهنون النفاق !
* رئيس جمعية الكتاب الالكترونيين الاردنيين