ليلة من التنكيل الوحشي بالمعتكفين في الأقصى… وصاروخان جديدان من غزة خلال احتفال غالانت بعيد الفصح
عمان جو - سعيد أبو معلا
كشف صباح أمس حجم الدمار والخراب الذي أحدثه اقتحام مئات العناصر من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، خلال الفترة ما بين الساعة العاشرة ليلا من مساء أول من أمس وحتى ساعات الفجر الأولى من أمس الأربعاء، الذي يعتبر أول أيام عيد الفصح عند اليهود.
وبذل المصلون جهودا كبيرة في تنظيف آثار الدمار والخراب التي خلفها اقتحام قوات الاحتلال للمصلى القبلي قُبيل صلاة فجر، حيث استمرت الاعتداءات على المصلين خارج المسجد وفي الساحات وعلى الأبواب المفضية للمسجد.
وقضى المعتكفون ساعات في العتمة بعد قطع الكهرباء عن المسجد القبلي للسماح لقوات معززة من شرطة الاحتلال بالعمل على اقتحام المكان بعد أن دمرت نوافذ المسجد الأثرية، وأطلقت على المصلين القنابل الصوتية والغاز السام والرصاص المعدني.
واقتحم مئات من رجال الشرطة المسجد ونفذوا أكبر عملية قمع وتفريغ للمكان، بعد أن حشد المقدسيون أنفسهم من أجل قضاء وأداء سنة الاعتكاف، بهدف حمايته من اعتداءات مجموعات المستوطنين المتطرفين.
وبدأ التوتر ما بعد صلاة تراويح اليوم الثالث عشر من رمضان حيث صمم ما يقرب من 2000 مصل على البقاء في المسجد القبلي.
وتمثلت خطة شرطة الاحتلال بداية بالعمل على تفريغ ساحات الأقصى من المصلين، ومن ثم قامت بإغلاق الأبواب لمنع دخول معتكفين ومصلين جدد، ومن ثم قطعت الكهرباء عن المصلى القبلي وباشرت بعملية اقتحام وتدنيس استمرت لأكثر من ثماني ساعات متواصلة.
وتظهر الصور والفيديوهات شرطة الاحتلال وهي تدوس على سجاد المسجد بالأحذية وتطلق القنابل الغازية وقنابل الصوت، فيما حاول المصلون الدفاع عن أنفسهم بالتكبير والصراخ.
وامتدت المواجهة على مدى ثماني ساعات نفذت خلالها قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ما يقرب من 500 مصل تم اقتيادهم لمقر شرطة الاحتلال في عطروت، فيما أصيب أكثر من 50 شابا، إلى جانب تدمير إحدى عيادات الأقصى بالكامل وتخريب سجاده وإشعال حريق في أحد أجزاء المسجد.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه مناطق الغلاف، أمس الأربعاء. وقام الجيش الإسرائيلي بتفعيل صفارات الإنذار في منطقة مفتوحة بمستوطنات غلاف غزة، وحسب مراسل قناة “الجزيرة” فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كان يشارك جنود وحدة جفعاتي احتفالات الفصح ساعة إطلاق القذيفتين.
وكانت صواريخ عدة أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل بعد اقتحام الشرطة للمسجد، على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي”.
وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.
وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا قرابة الساعة 06:15 (03:15 ت غ). ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال “سنضرب كل من يحاول إلحاق الأذى بنا”.
وأضاف خلال زيارته لموقع بطارية القبة الحديدية في الجنوب “سندفعه الثمن باهظا وسنجعله يندم على تهديد المواطنين الإسرائيليين أو قوات الجيش”.
وأعرب البيت الأبيض عن “قلقه البالغ” حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، و”حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي”، وفق ما قال متحدّث باسمه الأربعاء.
كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” و”ذهوله” إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلّين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة ليل الثلاثاء.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش إنّ “الأمين العام مصدوم ومذهول للمشاهد التي رآها هذا الصباح للعنف والضرب من جانب قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد القبلي في القدس، والتي حصلت في فترة مقدّسة بالنسبة لكلّ من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي فترة يجب أن تكون للسلام واللاعنف”.
وحذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من “دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”، ورفضت الجامعة التي اجتمع مجلسها في القاهرة الأربعاء بناء على طلب الأردن “المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.
وأعربت قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام” القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى و”واعتدائها الوحشي على المصلين والمعتكفين فيه”، محذّرة من أنّ التصعيد الإسرائيلي “ستترتّب عليه تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “لا يمكن أن تبقى تركيا صامتة عن هذه الهجمات. إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو خط أحمر بالنسبة الينا”، مؤكدا أن “الفلسطينيين ليسوا وحدهم”.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن المملكة، التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، تؤكد “ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام في المنطقة”.
عمان جو - سعيد أبو معلا
كشف صباح أمس حجم الدمار والخراب الذي أحدثه اقتحام مئات العناصر من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، خلال الفترة ما بين الساعة العاشرة ليلا من مساء أول من أمس وحتى ساعات الفجر الأولى من أمس الأربعاء، الذي يعتبر أول أيام عيد الفصح عند اليهود.
وبذل المصلون جهودا كبيرة في تنظيف آثار الدمار والخراب التي خلفها اقتحام قوات الاحتلال للمصلى القبلي قُبيل صلاة فجر، حيث استمرت الاعتداءات على المصلين خارج المسجد وفي الساحات وعلى الأبواب المفضية للمسجد.
وقضى المعتكفون ساعات في العتمة بعد قطع الكهرباء عن المسجد القبلي للسماح لقوات معززة من شرطة الاحتلال بالعمل على اقتحام المكان بعد أن دمرت نوافذ المسجد الأثرية، وأطلقت على المصلين القنابل الصوتية والغاز السام والرصاص المعدني.
واقتحم مئات من رجال الشرطة المسجد ونفذوا أكبر عملية قمع وتفريغ للمكان، بعد أن حشد المقدسيون أنفسهم من أجل قضاء وأداء سنة الاعتكاف، بهدف حمايته من اعتداءات مجموعات المستوطنين المتطرفين.
وبدأ التوتر ما بعد صلاة تراويح اليوم الثالث عشر من رمضان حيث صمم ما يقرب من 2000 مصل على البقاء في المسجد القبلي.
وتمثلت خطة شرطة الاحتلال بداية بالعمل على تفريغ ساحات الأقصى من المصلين، ومن ثم قامت بإغلاق الأبواب لمنع دخول معتكفين ومصلين جدد، ومن ثم قطعت الكهرباء عن المصلى القبلي وباشرت بعملية اقتحام وتدنيس استمرت لأكثر من ثماني ساعات متواصلة.
وتظهر الصور والفيديوهات شرطة الاحتلال وهي تدوس على سجاد المسجد بالأحذية وتطلق القنابل الغازية وقنابل الصوت، فيما حاول المصلون الدفاع عن أنفسهم بالتكبير والصراخ.
وامتدت المواجهة على مدى ثماني ساعات نفذت خلالها قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ما يقرب من 500 مصل تم اقتيادهم لمقر شرطة الاحتلال في عطروت، فيما أصيب أكثر من 50 شابا، إلى جانب تدمير إحدى عيادات الأقصى بالكامل وتخريب سجاده وإشعال حريق في أحد أجزاء المسجد.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه مناطق الغلاف، أمس الأربعاء. وقام الجيش الإسرائيلي بتفعيل صفارات الإنذار في منطقة مفتوحة بمستوطنات غلاف غزة، وحسب مراسل قناة “الجزيرة” فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كان يشارك جنود وحدة جفعاتي احتفالات الفصح ساعة إطلاق القذيفتين.
وكانت صواريخ عدة أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل بعد اقتحام الشرطة للمسجد، على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي”.
وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.
وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا قرابة الساعة 06:15 (03:15 ت غ). ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال “سنضرب كل من يحاول إلحاق الأذى بنا”.
وأضاف خلال زيارته لموقع بطارية القبة الحديدية في الجنوب “سندفعه الثمن باهظا وسنجعله يندم على تهديد المواطنين الإسرائيليين أو قوات الجيش”.
وأعرب البيت الأبيض عن “قلقه البالغ” حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، و”حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي”، وفق ما قال متحدّث باسمه الأربعاء.
كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” و”ذهوله” إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلّين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة ليل الثلاثاء.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش إنّ “الأمين العام مصدوم ومذهول للمشاهد التي رآها هذا الصباح للعنف والضرب من جانب قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد القبلي في القدس، والتي حصلت في فترة مقدّسة بالنسبة لكلّ من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي فترة يجب أن تكون للسلام واللاعنف”.
وحذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من “دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”، ورفضت الجامعة التي اجتمع مجلسها في القاهرة الأربعاء بناء على طلب الأردن “المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.
وأعربت قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام” القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى و”واعتدائها الوحشي على المصلين والمعتكفين فيه”، محذّرة من أنّ التصعيد الإسرائيلي “ستترتّب عليه تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “لا يمكن أن تبقى تركيا صامتة عن هذه الهجمات. إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو خط أحمر بالنسبة الينا”، مؤكدا أن “الفلسطينيين ليسوا وحدهم”.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن المملكة، التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، تؤكد “ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام في المنطقة”.