إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

في زمن الاحتراف .. منظومة كرة القدم بعكس الاتجاه


عمان جو - ما هو دور الاتحاد وماهو دور النادي.. اتحدث عن اتحاد كرة القدم والاندية المنتبسة له وتحديدا اندية المحترفين!

دور اتحاد كرة القدم في الدرجة الاساسية هو رعاية المنتخبات الوطنية على وجه التحديد من خلال تشكيل المنتخبات وتوفير متطلبات الاعداد والنجاح لها واختيار الاجهزة الفنية من أعلى الكفاءات بينما يكون دور الاندية اي ناد ومنها تلك التي تمارس كرة القدم اكتشاف المواهب واعدادها وصقلها وتوفير الاجهزة الفنية وفقا لامكانات الاندية.

هذا هوالواقع والتعريف المنطقي لدور الاتحاد والاندية وخاصة بكرة القدم فهل يتم ترجمته على ارض الواقع؟

دعونا نعرض الواقع.. فمنذ ان فرض علينا الدخول بمنظومة الاحتراف والتعمق بمفهوم احتراف اللاعب على وجه التحديد بهدف حفظ حقوق اللاعب والنادي وتنظيم عملية انتقال اللاعبين وفقا لتعلميات – فيفا- منذ تلك اللحظة بدأت المنظومة والدور الاساسي للاتحاد والاندية ينقلب رأسا على عقب.. كيف ذلك ؟!

الاتحاد في الغالب هو من بات يعمل على اكتشاف المواهب واعدادهم وتوفير اعلى درجات الاعداد لصقلهم ليكونوا نجوم الغد للكرة الاردنية بينما اضحى دور الاندية البحث عن افضل النجوم وبأعلى الجاهزية الفنية العالية من اجل تعزيز صفوفها بافضل اللاعبين لتحقيق طموح جماهيرها بالمنافسة على الالقاب دون النظرالى مستقبلها!.

الاتحاد ومنذ بواكير سنوات دخول الكرة الاردنية بعالم الاحتراف اطلق مراكز سمو الاميرعلي بن الحسين للواعدين والواعدات مستفيداً من وجود الخبير العربي المرحوم محمود الجوهري كمستشار فني للاتحاد الذي جسد توجيهات سموه ووضع خطة عمل فنية طويلة الامد ونفذها من خلال اشرافه الشخصي على فريق عمل فني واداري.

ونجحت المراكز رغم الخلاف في وجهات النظر من بعض الاراء في اكتشاف نجوم اصبحوا فيما بعد من ابرز اعمدة المنتخبات الوطنية عامة والمنتخب الاول وانديتهم على وجه الخصوص ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حمزة الدردور، خليل بني عطية، مصعب اللحام، انس بني ياسين، عبد الله ذيب وغيرهم.

صحيح ان مراكز سمو الامير علي بن الحسين تراجعت كثيرا في عملية اكتشاف المواهب منذ فترة زمنية وتحديدا منذ رحيل الخبير محمود الجوهري –رحمه الله- و الذي كان يمضي ساعات طويلة في كل يوم عمل مع المراكز لقناعته الراسخه باهميتها بينما لا نلمس اية متابعة ميدانية من المستشار الفني الحالي للاتحاد ستيوارت لتلك المراكز رغم ما يبذله الكابتن خالدعوض من جهد فني علمي كبير.

ولعل هذا التراجع جعل الاتحاد يطلق اكاديمية للمواهب باشرت عملها للتو ولكن مع خسارة مديرها الفني ناصر حسان الذي اختار الرحيل الى الخارج بعدما تلقى عقدا جيدا للعمل في قطر ونخشى ان يتعارض عمل المراكز مع الاكاديمية في المستقبل القريب نظرا للتشابه في آلية العمل والهدف.

كذلك فان الاتحاد يضاعف من حجم اعداد المنتخبات وخاصة منتخبات الفئات العمرية وذلك بهدف تعويض اللاعبين من قصور الاندية في رعايتهم في ظل محدودية ميزانيتها التي تنفق على فرق الفئات العمرية وهو ما يجعل الاتحاد يطيل فترة اعداد منتخبات هذه الفئات على امتداد اكثر من عام قبل كل مشاركة رسمية خارجية.

نعود الى الاندية لنجد ان الاحتراف جعلها تصب عملها باتجاه البحث عن لاعبين جاهزين وان تتخلى عن واحد من اهم عناصر دورها وخاصة في البحث عن المواهب .

لاحظوا ان لاعبي اندية المحافظات هم في الغالب من خارج المحافظة ونذكر منها فرق : ذات راس، الرمثا، المنشية، الحسين وحتى العاصة اضحت تتعاقد مع لاعبين من محافظات الشمال بل ان الوحدات وهو اكثر الاندية فوزا بالقاب بطولات الفئات العمرية يستقطب لاعبين جاهزين وباعداد كبيرة من خارج اسوار النادي ومن خارج عمان لتعزيز صفوف فريقه الاول.

ثم دعونا نعرض واقع بطولات الفئات العمرية لاندية المحترفين لنجد الفارق الكبير في المستوى الفني من خلال تسجيل نتائج كبيرة بعدد الاهداف وهو ما يؤكد ان غالبية الأندية تشارك تنفيذا للتعمليات التي تفرض الزامية مشاركة اندية المحترفين بكافة بطولات الفئات العمرية..

هذه الوقائع التي نعيشها منذ سنوات لم نلمس اي علاج فني لها وساهم بما لا يدعو مجالا للشك بالتأثير على مسيرة الاندية والمنتخبات على حد سواء وهوما لمسته اسرة الكرة الاردنية خلال السنوات الماضية من تراجع حاد في نتائج المنتخبات والاندية وتراجع المستوى الفني.

فقد عجزت كافة المنتخبات الوطنية ولمختلف الفئات العمرية عن بلوغ نهائيات البطولات الاسيوية رغم ان تلك المنتخبات كانت في اعوام سابقة وخاصة عام 2010 بلغت نهائيات الاسيوية لكافة الفئات العمرية وحتى المنتخب الاول ومن قبل بلغ منتخب الشباب نهائيات كاس العالم في كندا بجيل من اللاعبين غالبيتهم ساهم بوصول منتخب النشامى للمحلق العالمي من تصفيات كاس العالم. وكذلك فان سجل الاندية الاردنية في البطولة الاسيوية تراجع بشكل ملفت حتى انها لم تقو على التاهل الى دور المجموعات او الدور الثاني من البطولة الثانية للاندية الاسيوية وهي كاس الاتحاد الاسيوي الى جانب تراجع مستوى اداء الفرق الكبيرة على المستوى المحلي.

في كل الاحوال فان على الاندية التي تسترد دورها الاساسي في رعاية فرق الفئات العمرية على غرار ما يفعله الوحدات و شباب الاردن والجزيرة مع اختلاف في نسب النجاح والانجاز وان تعيد بناء فرقها والاعتماد عليهم من خلال تخصيص ميزانية مالية تضمن تواصل اعداد فرق الفئات العمرية والتعاقد مع مدربين من اصحاب الاختصاص وباعلى المواصفات الفنية من اجل ان تستعيد الكرة الاردنية بريقها في كافة المحافل سواء على مستوى المنتخبات او الاندية.

دعونا نصوب وضع الكرة الاردنية بواحدة من اهم مرتكزات المستقبل وهي مسؤولية مشتركه بين الاتحاد والاندية ومن خلال اطلاق مبادرة متكاملة تضمن الاهتمام بقاعدة كرة القدم خاصة مع اطلاق اكبر قاعدة من الاكاديميات المنتشرة بكافة مدن ومحافظات الوطن حاليا والتي يفترض ان يكون عملها اضافة مهمة لقاعدة كرة القدم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :