السفارة التركية عن شكاوى الاعتداء على أردنيين: فردية والإعلام ضخمها
عمان جو - طارق ديلواني - سعياً نحو "الحلم التركي" الذي أسهمت المسلسلات والدراما التركية في ترويجه، اختار آلاف الأردنيين منذ نحو 10 سنوات الهجرة إلى تركيا والاستقرار فيها لأسباب تعددت ما بين البحث عن حياة أفضل أو الاستثمار والحصول على جنسية ثانية، أو حتى الدراسة والسياحة، لكن بالنسبة لكثر منهم لم تكن الصورة وردية تماماً، فعادوا أدراجهم بعد سنوات، وواجه عديد منهم صعوبة في التأقلم، في حين عانى البعض تصرفات عنصرية يرونها سمة تتصاعد في المجتمع التركي، بينما يؤكد آخرون أنها مجرد تصرفات فردية لا يمكن تعميمها.
وتشير بيانات هيئة الإحصاءات التركية إلى وجود نحو 25 ألف أردني في مناطق ومدن تركية عدة، أبرزها أنقرة وإسطنبول وألانيا، ويحتل الأردنيون المرتبة الرابعة في قائمة الجنسيات الـ10 الأعلى شراءً للمنازل في تركيا بحسب إحصائيات تعود إلى عام 2020.
تعرض أردنيون مقيمون في تركيا إلى حوادث اعتداء نادرة، لكنها زادت منسوب قلقهم، ففي عام 2021 أكدت وزارة الخارجية الأردنية تعرض عدد من الطلبة الأردنيين لاعتداء من قبل شبان أتراك في مدينة إسطنبول. وفي عام 2017 قتل أردنيان في اعتداء إرهابي هز مدينة إسطنبول، كما شهدت مدينة مرسين التركية حادثة اعتداء بالضرب المبرح على طفل أردني يقيم مع ذويه.
تقول سيدة أردنية إنها تعرضت لموقف عنصري في أحد الأماكن العامة في زيارتها الأخيرة إلى إسطنبول لمجرد ارتدائها النقاب، بينما تعبر أخرى عن قلقها من تصاعد خطاب العنصرية والتيار اليميني ضد كل ما هو عربي. وتضيف أنها تقيم في الجزء الآسيوي من إسطنبول وتتجنب الحديث باللغة العربية في الأماكن العامة، وتشير إلى تعرض عدد من الأردنيين إلى الاحتيال بعد إيهامهم بالاستثمار وافتتاح مشاريع مجزية.
وتتحدث سيدة أردنية تقيم في تركيا منذ خمس سنوات عن قرار عائلتها حزم حقائبها والعودة التي الولايات المتحدة التي تحمل جنسيتها أيضاً، بعد عجز أطفالها عن التأقلم في المدارس التركية وتعرضهم للتنمر والعنصرية بسبب أصولهم العربية.
في المقابل يتحدث المواطن الأردني "عبدالله" عن تجربته الإيجابية بعد افتتاح مدرسة عربية في أنقرة، مشيراً إلى أجواء الترحيب والود التي قوبل بها من قبل مواطنين أتراك في الحي الذي يقطنه.
ومنذ سنوات يتوافد طلاب عرب وأتراك إلى هذه المدرسة التي تدرس المنهاج الأردني ومنهاجاً تركياً وتركز على تعليم اللغة العربية من دون تسجيل أي حوادث اعتداء أو تصرفات عنصرية تذكر.
وجهة مفضلة
تعد تركيا وجهة سياحية مفضلة لدى الأردنيين، وتقدر أعداد السائحين سنوياً بنحو 100 ألف سائح، إلا أن عاملين في مكاتب سياحة وسفر أردنية يؤكدون تراجع إقبال المواطنين الأردنيين على السفر إلى إسطنبول كوجهة سياحية، لحساب وجهات جديدة مثل كوسوفو والشمال التركي واليونان وجورجيا وأرمينيا، ويشكو سياح أردنيون من تصرفات بعض موظفي المطارات التركية، بينما يعلق آخرون على استغلال يتعرضون له من قبل بعض سائقي سيارات الأجرة.
يقول مدير أحد المكاتب السياحية إن عديداً من الأردنيين يفضلون اليوم التوجه إلى مدن مثل بورصة وطرابزون، حيث يندر تعرضهم للكراهية والعنصرية كسياح قياساً بمدينة إسطنبول.
في شأن متصل اختار عدد كبير من المتقاعدين الأردنيين التوجه إلى تركيا والاستقرار فيها، وبينما نجحت قلة منهم في العيش هناك، عاد كثر بخفي حنين، بخاصة بعد الأوضاع الاقتصادية الأخيرة التي شهدت انخفاضاً غير مسبوق لسعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي وارتفاع الأسعار، فضلاً عن مواجهة عديد من الإشكاليات والعوائق وعدم القدرة على الاندماج مع المجتمع.
المعلم المتقاعد "أبوإبراهيم" باع كل ما يملك في الأردن لشراء شقة في إحدى ضواحي إسطنبول المتوسطة، وقرر العيش في تركيا معتمداً على راتبه التقاعدي الجيد نسبياً، وعلى فرق العملة بين البلدين، حيث يقدر سعر صرف الدينار الأردني حالياً بنحو 26 ليرة تركية، لكنه منذ ذلك الوقت يعاني الأمرين بسبب بعض الجيران العنصريين على حد تعبيره ضد كل ما هو عربي.
يسعى "أبوإبراهيم" الآن إلى بيع منزله الذي اشتراه بهدف قضاء معظم أيام السنة فيه، بعيداً من بلده الأردن، لكنه اصطدم بواقع جديد فرضته الأوضاع الاقتصادية في تركيا ويتمثل بقلة الطلب، ما دفعه للتفكير بتأجيره.
المتعثرون مهددون
وثمة فئة أخرى وجدت في الأراضي التركية ضالتها، وهم المتعثرون الذين تراكمت عليهم الديون، وفضلوا الفرار إلى إسطنبول أو أنقرة على أمل العمل وسداد ديونهم وتجنب السجن.
وتقدر نسبة المتعثرين في الأردن بنحو 15 في المئة من مجمل الأردنيين، وفقاً للمستشار الاقتصادي السابق في الديوان الملكي الأردني محمد الرواشدة.
ولا تطلب السلطات التركية تأشيرة مرور مسبقة (فيزا) من الأردنيين بموجب نظام التأشيرة الحرة بين البلدين، والتي لا تستدعي وجود تأشيرة لدخول الأتراك إلى الأردن أو الأردنيين لتركيا، وهو ما يفسر توجه كثر إلى الأراضي التركية بسهولة، فضلاً عن منحهم إقامة سياحية لمدة عامين، لكن منذ عام 2021 تغير المزاج الرسمي التركي وقررت السلطات عدم تجديد الإقامة السياحية للأردنيين هناك لأكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي شكل إرباكاً وتهديداً لكثير من الأفراد والأسر الأردنية، ودفع بعضهم للبحث عن دولة ثالثة تستقبلهم.
السفارة التركية تعلق
من جهتها علقت السفارة التركية في عمان على شكاوى تعرض مواطنين أردنيين لمواقف عنصرية أو اعتداءات بالقول إن مثل هذه الحوادث فردية ولا تشكل ظاهرة، كما لا يمكن اعتبارها حالاً عامة نظراً إلى وجود نحو 450 ألف سائح أردني يتوجهون إلى تركيا سنوياً، فضلاً عن آلاف المقيمين هناك، مشيدة بالعلاقات الإيجابية والطيبة بين الشعبين الأردني والتركي.
وتؤكد السفارة التركية في عمان أن أبوابها مفتوحة وهي مستعدة لتلقي أي شكوى من قبل أي مواطن أردني للتحقيق فيها، مشيرة إلى وجود حال تضخيم لهذه الحوادث في بعض وسائل الإعلام، والتي تحصل أحياناً في الأماكن العامة والمطارات بسبب سوء الفهم والالتباس وتباين اللغة.
وتضيف السفارة أن من بين أسباب مغادرة بعض الأردنيين للأراضي التركية أخيراً مخالفة بعضهم لشروط الإقامة، بحيث يتم تجاوز المدة القانونية من دون تجديد، وهو ما يترتب عليه لاحقاً مغادرة البلاد ودفع غرامات مالية.
اندبندنت عربية
وتشير بيانات هيئة الإحصاءات التركية إلى وجود نحو 25 ألف أردني في مناطق ومدن تركية عدة، أبرزها أنقرة وإسطنبول وألانيا، ويحتل الأردنيون المرتبة الرابعة في قائمة الجنسيات الـ10 الأعلى شراءً للمنازل في تركيا بحسب إحصائيات تعود إلى عام 2020.
تعرض أردنيون مقيمون في تركيا إلى حوادث اعتداء نادرة، لكنها زادت منسوب قلقهم، ففي عام 2021 أكدت وزارة الخارجية الأردنية تعرض عدد من الطلبة الأردنيين لاعتداء من قبل شبان أتراك في مدينة إسطنبول. وفي عام 2017 قتل أردنيان في اعتداء إرهابي هز مدينة إسطنبول، كما شهدت مدينة مرسين التركية حادثة اعتداء بالضرب المبرح على طفل أردني يقيم مع ذويه.
تقول سيدة أردنية إنها تعرضت لموقف عنصري في أحد الأماكن العامة في زيارتها الأخيرة إلى إسطنبول لمجرد ارتدائها النقاب، بينما تعبر أخرى عن قلقها من تصاعد خطاب العنصرية والتيار اليميني ضد كل ما هو عربي. وتضيف أنها تقيم في الجزء الآسيوي من إسطنبول وتتجنب الحديث باللغة العربية في الأماكن العامة، وتشير إلى تعرض عدد من الأردنيين إلى الاحتيال بعد إيهامهم بالاستثمار وافتتاح مشاريع مجزية.
وتتحدث سيدة أردنية تقيم في تركيا منذ خمس سنوات عن قرار عائلتها حزم حقائبها والعودة التي الولايات المتحدة التي تحمل جنسيتها أيضاً، بعد عجز أطفالها عن التأقلم في المدارس التركية وتعرضهم للتنمر والعنصرية بسبب أصولهم العربية.
في المقابل يتحدث المواطن الأردني "عبدالله" عن تجربته الإيجابية بعد افتتاح مدرسة عربية في أنقرة، مشيراً إلى أجواء الترحيب والود التي قوبل بها من قبل مواطنين أتراك في الحي الذي يقطنه.
ومنذ سنوات يتوافد طلاب عرب وأتراك إلى هذه المدرسة التي تدرس المنهاج الأردني ومنهاجاً تركياً وتركز على تعليم اللغة العربية من دون تسجيل أي حوادث اعتداء أو تصرفات عنصرية تذكر.
وجهة مفضلة
تعد تركيا وجهة سياحية مفضلة لدى الأردنيين، وتقدر أعداد السائحين سنوياً بنحو 100 ألف سائح، إلا أن عاملين في مكاتب سياحة وسفر أردنية يؤكدون تراجع إقبال المواطنين الأردنيين على السفر إلى إسطنبول كوجهة سياحية، لحساب وجهات جديدة مثل كوسوفو والشمال التركي واليونان وجورجيا وأرمينيا، ويشكو سياح أردنيون من تصرفات بعض موظفي المطارات التركية، بينما يعلق آخرون على استغلال يتعرضون له من قبل بعض سائقي سيارات الأجرة.
يقول مدير أحد المكاتب السياحية إن عديداً من الأردنيين يفضلون اليوم التوجه إلى مدن مثل بورصة وطرابزون، حيث يندر تعرضهم للكراهية والعنصرية كسياح قياساً بمدينة إسطنبول.
في شأن متصل اختار عدد كبير من المتقاعدين الأردنيين التوجه إلى تركيا والاستقرار فيها، وبينما نجحت قلة منهم في العيش هناك، عاد كثر بخفي حنين، بخاصة بعد الأوضاع الاقتصادية الأخيرة التي شهدت انخفاضاً غير مسبوق لسعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي وارتفاع الأسعار، فضلاً عن مواجهة عديد من الإشكاليات والعوائق وعدم القدرة على الاندماج مع المجتمع.
المعلم المتقاعد "أبوإبراهيم" باع كل ما يملك في الأردن لشراء شقة في إحدى ضواحي إسطنبول المتوسطة، وقرر العيش في تركيا معتمداً على راتبه التقاعدي الجيد نسبياً، وعلى فرق العملة بين البلدين، حيث يقدر سعر صرف الدينار الأردني حالياً بنحو 26 ليرة تركية، لكنه منذ ذلك الوقت يعاني الأمرين بسبب بعض الجيران العنصريين على حد تعبيره ضد كل ما هو عربي.
يسعى "أبوإبراهيم" الآن إلى بيع منزله الذي اشتراه بهدف قضاء معظم أيام السنة فيه، بعيداً من بلده الأردن، لكنه اصطدم بواقع جديد فرضته الأوضاع الاقتصادية في تركيا ويتمثل بقلة الطلب، ما دفعه للتفكير بتأجيره.
المتعثرون مهددون
وثمة فئة أخرى وجدت في الأراضي التركية ضالتها، وهم المتعثرون الذين تراكمت عليهم الديون، وفضلوا الفرار إلى إسطنبول أو أنقرة على أمل العمل وسداد ديونهم وتجنب السجن.
وتقدر نسبة المتعثرين في الأردن بنحو 15 في المئة من مجمل الأردنيين، وفقاً للمستشار الاقتصادي السابق في الديوان الملكي الأردني محمد الرواشدة.
ولا تطلب السلطات التركية تأشيرة مرور مسبقة (فيزا) من الأردنيين بموجب نظام التأشيرة الحرة بين البلدين، والتي لا تستدعي وجود تأشيرة لدخول الأتراك إلى الأردن أو الأردنيين لتركيا، وهو ما يفسر توجه كثر إلى الأراضي التركية بسهولة، فضلاً عن منحهم إقامة سياحية لمدة عامين، لكن منذ عام 2021 تغير المزاج الرسمي التركي وقررت السلطات عدم تجديد الإقامة السياحية للأردنيين هناك لأكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي شكل إرباكاً وتهديداً لكثير من الأفراد والأسر الأردنية، ودفع بعضهم للبحث عن دولة ثالثة تستقبلهم.
السفارة التركية تعلق
من جهتها علقت السفارة التركية في عمان على شكاوى تعرض مواطنين أردنيين لمواقف عنصرية أو اعتداءات بالقول إن مثل هذه الحوادث فردية ولا تشكل ظاهرة، كما لا يمكن اعتبارها حالاً عامة نظراً إلى وجود نحو 450 ألف سائح أردني يتوجهون إلى تركيا سنوياً، فضلاً عن آلاف المقيمين هناك، مشيدة بالعلاقات الإيجابية والطيبة بين الشعبين الأردني والتركي.
وتؤكد السفارة التركية في عمان أن أبوابها مفتوحة وهي مستعدة لتلقي أي شكوى من قبل أي مواطن أردني للتحقيق فيها، مشيرة إلى وجود حال تضخيم لهذه الحوادث في بعض وسائل الإعلام، والتي تحصل أحياناً في الأماكن العامة والمطارات بسبب سوء الفهم والالتباس وتباين اللغة.
وتضيف السفارة أن من بين أسباب مغادرة بعض الأردنيين للأراضي التركية أخيراً مخالفة بعضهم لشروط الإقامة، بحيث يتم تجاوز المدة القانونية من دون تجديد، وهو ما يترتب عليه لاحقاً مغادرة البلاد ودفع غرامات مالية.
اندبندنت عربية
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات