هل تدفع «المخدرات السورية» الأردن لسيناريو «منطقة عازلة»؟
عمان جو - بسام البدارين - يؤسس تتابع الأحداث الأمنية الطابع على الحدود الأردنية – السورية مجدداً لزاوية سياسية ضيقة لا علاقة لها هذه المرة بالعلاقات الأردنية الرسمية مع النظام السوري، التي يمكن القول إنها منذ عام تقريباً في حال أفضل مما كانت عليه. لكن لها علاقة بتفعيل وتنشيط أمني قد يؤسس لمقاربة بضوء أخضر سياسي، أمنية الطابع على الحدود تنتهي بسيناريو مرتبط بتصور له علاقة بمنطقة عازلة ولأسباب أمنية.
لذلك، على الأرجح، تحدّث وزير الخارجية أيمن الصفدي ظهر الخميس عن “دحر مهربي المخدرات”. والانعكاس التقني أمنياً هنا لفكرة “دحرهم” ذلك الذي يؤشر على عدم انتظارهم فقط، بل “منعهم” من مشاريع وأفكار التسلل بمخدرات بصيغة تتطلب غرفة عمليات مختلفة.
قبل أيام أعلنت السلطات الأردنية العسكرية عن إسقاط طائره مسيرة هي السادسة تقريباً قادمة من سوريا. وقيل إن الطائرة تلك تحمل كمية من مادة الكريستال المخدرة التي تعدّ من أكثر أصناف المخدرات فتكاً وخطورة، لا بل من أغلاها سعراً، الأمر الذي يؤشر على أن الجهات أو المنظمات المسلحة المعنية بتهريب المخدرات إلى الأردن مصرة، وتظهر عناداً شديداً في إطار توجيه رسائل بأنها تحت إلحاح وضبط التسلل عبر الأراضي الأردنية.
وفي الوقت الذي خف فيه التعاطي مع عمليات عبر الحدود البرية بين الجانبين، يبدو أن من يهربون المخدرات في الجانب السوري يوجهون رسائل يوحون بها بأنهم قادرون على الاختراق جواً عبر تقنية الطائرات المسيرة.
وهو أمر تلتقطه مجسات الدولة الأردنية العميقة بكفاءة واقتدار. والحديث هنا عن ست طائرات مسيرة تم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية من قبل الطاقم الذي يشرف على الأمن في المنطقة.
لكن هذا الصداع أمني الطابع الآن على مستوى قواعد الاشتباك مع مهربي المخدرات الذين يبدو أنهم محترفون للغاية ومصرون على تحدي الحراسات الأردنية، في طريقه لمقاربة سياسية على الأرجح من المباشر القول إن عمان سياسياً تخاطب -دبلوماسياً- العديد من الحلفاء، لا بل المعنيين في المعادلة السورية لتطويرها على أساس أنها ذاهبة بالطريق نحو تطورين في غاية الأهمية، وفقاً للخبراء:
التطور الأول، هو الاستمرار في تجهيز غرفة عمليات وظيفتها ضرب مهربي المخدرات حتى لو تطلبت الحاجة تبديل السلطات لبعض قواعد الاشتباك في عمق مناطق التماس السورية.
وهي رسالة كان قد أبلغها وزير الخارجية أيمن الصفدي لنظيره السوري فيصل المقداد، كما قال الأول في جلسة لم تخصص للنشر حضرتها “القدس العربي”، معتبراً التحدي الأبرز والأول لبلاده أمنياً اليوم هو تلك الحرب التي تشنها منظمات إجرامية منحرفة وإرهابية على الأردن، تحت ستار تهريب المخدرات.
ليس سراً أن الصفدي عاد علناً وتحدث بنفس اللهجة وهو يستقبل نظيره الإيرلندي زائراً.
معركة إعداد واضحة الملامح تدور الآن في منطقه التماس الحدودي ما بين خاصرة شمال الحدود الأردنية ومحيط منطقة درعا في الجنوب، والبيانات العسكرية الأردنية تفصح بشفافية عن بعض العمليات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بلغة التحدي العسكرية بأن قوات حرس الحدود الأردنية لن تتساهل وستضرب بيد من حديد أي محاولة لاختراق حدود المملكة والتسلل عبرها، بصرف النظر عن هويتها وتوقيتها.
وفي ضوء التطورات الأمنية شبه اليومية، وفي ضوء الرسائل المتبادلة، لاحظ المراقبون أن جهات تهريب المخدرات أرسلت كمية من مادة الكريستال على متن طائرة مسيرة صغيرة تم إسقاطها، وهي السادسة في غضون عدة أشهر قليلة. وذلك رداً فيما يبدو على عملية أمنية أردنية داخل الأراضي السورية لم يتم الإعلان عنها، وتحدثت عنها بعض التقارير، وكان قوامها ضرب ورشتي عمل تصنعان المخدرات.
في المقابل، الأهم أن التحدي الأمني يوحي بتوتر أكبر وشيك في حرب الأردن على من يصفهم بتجار الموت من الجانب السوري وسط حالة من الألغام السياسية ووسط صمت عمان عن ذكر الطرف الخصم مباشرة على مستوى الدول المؤثرة في المسار السوري.
ومن الواضح أن الأردن في حربه على المخدرات السورية في مناطقه الحدودية، على صلة بعواصم القرار الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، لا بل يضع موسكو أيضاً في صورة التطورات.
لكن المؤسسة الأردنية حريصة في بياناتها على الالتزام بالجانب الفني الأمني، ولم تتطرق إلى أي اتهامات إلا لمجموعات مسلحة أو عصابات تمولها مجموعات إرهابية، كما تقول البيانات الرسمية. ولم يوجه أردنياً، لا في المستوى الأمني ولا في المستوى السياسي، أي اتهام للدولة السورية ولا حتى لأطراف أخرى يقال إنها لبنانية وعراقية وإيرانية، تساهم في تمويل نشاطات تهريب المخدرات.
الجبهة المعنية بتهريب المخدرات تظهر عناداً واستفزازاً بصفة يومية. والرد الأردني أيضاً شمولي وأفقي. لكن هذا التأزيم الأمني تحت عنوان المخدرات وتهريب الأسلحة والذخائر، بدأ يتجه نحو الزاوية السياسية ضمن مقاربة يبدو أنها على شكل مشروع، حتى الآن ليس لتعزيز قدرات الأردن على استخدام الطائرات المسيرة وحصراً التركية فقط، بل البحث أيضاً في مقترحات مستجدة على صعيد إجراء مشاورات قد تنتهي بسيناريو المنطقة الأمنية العازلة. وهو سيناريو كان الأردن منذ عام 2011 يتجاهله تماماً، لكن تحديات المخدرات الأمنية دفعت عمان بهذا الاتجاه.
«القدس العربي»
لذلك، على الأرجح، تحدّث وزير الخارجية أيمن الصفدي ظهر الخميس عن “دحر مهربي المخدرات”. والانعكاس التقني أمنياً هنا لفكرة “دحرهم” ذلك الذي يؤشر على عدم انتظارهم فقط، بل “منعهم” من مشاريع وأفكار التسلل بمخدرات بصيغة تتطلب غرفة عمليات مختلفة.
قبل أيام أعلنت السلطات الأردنية العسكرية عن إسقاط طائره مسيرة هي السادسة تقريباً قادمة من سوريا. وقيل إن الطائرة تلك تحمل كمية من مادة الكريستال المخدرة التي تعدّ من أكثر أصناف المخدرات فتكاً وخطورة، لا بل من أغلاها سعراً، الأمر الذي يؤشر على أن الجهات أو المنظمات المسلحة المعنية بتهريب المخدرات إلى الأردن مصرة، وتظهر عناداً شديداً في إطار توجيه رسائل بأنها تحت إلحاح وضبط التسلل عبر الأراضي الأردنية.
وفي الوقت الذي خف فيه التعاطي مع عمليات عبر الحدود البرية بين الجانبين، يبدو أن من يهربون المخدرات في الجانب السوري يوجهون رسائل يوحون بها بأنهم قادرون على الاختراق جواً عبر تقنية الطائرات المسيرة.
وهو أمر تلتقطه مجسات الدولة الأردنية العميقة بكفاءة واقتدار. والحديث هنا عن ست طائرات مسيرة تم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية من قبل الطاقم الذي يشرف على الأمن في المنطقة.
لكن هذا الصداع أمني الطابع الآن على مستوى قواعد الاشتباك مع مهربي المخدرات الذين يبدو أنهم محترفون للغاية ومصرون على تحدي الحراسات الأردنية، في طريقه لمقاربة سياسية على الأرجح من المباشر القول إن عمان سياسياً تخاطب -دبلوماسياً- العديد من الحلفاء، لا بل المعنيين في المعادلة السورية لتطويرها على أساس أنها ذاهبة بالطريق نحو تطورين في غاية الأهمية، وفقاً للخبراء:
التطور الأول، هو الاستمرار في تجهيز غرفة عمليات وظيفتها ضرب مهربي المخدرات حتى لو تطلبت الحاجة تبديل السلطات لبعض قواعد الاشتباك في عمق مناطق التماس السورية.
وهي رسالة كان قد أبلغها وزير الخارجية أيمن الصفدي لنظيره السوري فيصل المقداد، كما قال الأول في جلسة لم تخصص للنشر حضرتها “القدس العربي”، معتبراً التحدي الأبرز والأول لبلاده أمنياً اليوم هو تلك الحرب التي تشنها منظمات إجرامية منحرفة وإرهابية على الأردن، تحت ستار تهريب المخدرات.
ليس سراً أن الصفدي عاد علناً وتحدث بنفس اللهجة وهو يستقبل نظيره الإيرلندي زائراً.
معركة إعداد واضحة الملامح تدور الآن في منطقه التماس الحدودي ما بين خاصرة شمال الحدود الأردنية ومحيط منطقة درعا في الجنوب، والبيانات العسكرية الأردنية تفصح بشفافية عن بعض العمليات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بلغة التحدي العسكرية بأن قوات حرس الحدود الأردنية لن تتساهل وستضرب بيد من حديد أي محاولة لاختراق حدود المملكة والتسلل عبرها، بصرف النظر عن هويتها وتوقيتها.
وفي ضوء التطورات الأمنية شبه اليومية، وفي ضوء الرسائل المتبادلة، لاحظ المراقبون أن جهات تهريب المخدرات أرسلت كمية من مادة الكريستال على متن طائرة مسيرة صغيرة تم إسقاطها، وهي السادسة في غضون عدة أشهر قليلة. وذلك رداً فيما يبدو على عملية أمنية أردنية داخل الأراضي السورية لم يتم الإعلان عنها، وتحدثت عنها بعض التقارير، وكان قوامها ضرب ورشتي عمل تصنعان المخدرات.
في المقابل، الأهم أن التحدي الأمني يوحي بتوتر أكبر وشيك في حرب الأردن على من يصفهم بتجار الموت من الجانب السوري وسط حالة من الألغام السياسية ووسط صمت عمان عن ذكر الطرف الخصم مباشرة على مستوى الدول المؤثرة في المسار السوري.
ومن الواضح أن الأردن في حربه على المخدرات السورية في مناطقه الحدودية، على صلة بعواصم القرار الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، لا بل يضع موسكو أيضاً في صورة التطورات.
لكن المؤسسة الأردنية حريصة في بياناتها على الالتزام بالجانب الفني الأمني، ولم تتطرق إلى أي اتهامات إلا لمجموعات مسلحة أو عصابات تمولها مجموعات إرهابية، كما تقول البيانات الرسمية. ولم يوجه أردنياً، لا في المستوى الأمني ولا في المستوى السياسي، أي اتهام للدولة السورية ولا حتى لأطراف أخرى يقال إنها لبنانية وعراقية وإيرانية، تساهم في تمويل نشاطات تهريب المخدرات.
الجبهة المعنية بتهريب المخدرات تظهر عناداً واستفزازاً بصفة يومية. والرد الأردني أيضاً شمولي وأفقي. لكن هذا التأزيم الأمني تحت عنوان المخدرات وتهريب الأسلحة والذخائر، بدأ يتجه نحو الزاوية السياسية ضمن مقاربة يبدو أنها على شكل مشروع، حتى الآن ليس لتعزيز قدرات الأردن على استخدام الطائرات المسيرة وحصراً التركية فقط، بل البحث أيضاً في مقترحات مستجدة على صعيد إجراء مشاورات قد تنتهي بسيناريو المنطقة الأمنية العازلة. وهو سيناريو كان الأردن منذ عام 2011 يتجاهله تماماً، لكن تحديات المخدرات الأمنية دفعت عمان بهذا الاتجاه.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات