الملك يجري مباحثات مع الحاكم العام لنيوزيلاندا
عمان جو_عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، والحاكم العام لنيوزيلاندا باتسي ريدي، اليوم الاثنين مباحثات، في العاصمة ويلينغتون، ركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، فضلا عن مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
كما تناولت المباحثات، التي عقدت بمقر الحاكم العام، سبل توطيد التعاون بين الأردن ونيوزيلندا في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة والزراعة والتعليم والتدريب المهني والتقني وصناعة الافلام، إضافة الى تبادل الخبرات في مجال الدفاع المدني.
وركزت المباحثات على تبادل الزيارات بين القطاع الخاص لاستكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين، حيث جرى استعراض ما تتمتع بها المملكة من مميزات استثمارية على مستوى المنطقة، وإمكانية الاستفادة منها من قبل المستثمرين النيوزيلانديين في مختلف القطاعات.
وأكد جلالة الملك، خلال المباحثات، التي حضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين، تطلع الأردن إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع نيوزيلاندا حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما.
وتم خلال المباحثات، الإشادة بمستوى التنسيق بين البلدين خلال عضويتهما غير الدائمة في مجلس الأمن، حول القضايا الدولية، وفي مقدمتها الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
كما تناولت المباحثات، التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، والجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي لها، يضمن وقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى الأعباء المتزايدة التي تسببت بها الأزمة السورية على دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن، الذي يستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين.
وتطرقت المباحثات إلى مخاطر الإرهاب وعصاباته على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، حيث أكد جلالته أهمية التصدي لهذا الخطر، ضمن استراتيجية شمولية بأبعادها الأمنية والفكرية.
كما جرى بحث الجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا الى حل الدولتين.
وقدرت الحاكم العام لنيوزيلاندا، ما يبذله الأردن من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدة تطلع بلادها لتعزيز العلاقات مع الأردن في مختلف المجالات.
وأشادت بما حققه الأردن من الإنجازات، التي وصفتها "بالكبيرة"، خاصة ما يرتبط بإجراء الانتخابات النيابية في ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد.
ولفتت إلى أهمية الدور الأردني في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، مشددة على دعم المجتمع الدولي لهذا الدور المهم.
وأقامت الحاكم العام لنيوزيلاندا، مأدبة عشاء، تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق.
وفي كلمة لجلالة الملك، خلال مأدبة العشاء، أكد جلالته عمق العلاقات بين البلدين، والحرص على تطويرها في جميع المجالات.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك:
"بسم الله الرحمن الرحيم، فخامة السيدة الحاكم العام، الأصدقاء الأعزاء، نيابة عن نفسي وعن وفدنا، فإنه لمن دواعي سرورنا أن نكون هنا اليوم في بلدكم الرائع. ونيابة عنا جميعا، أود أن أستغل هذه الفرصة لأتقدم بالشكر للشعب النيوزيلاندي على حفاوة الترحيب، وعلى اللطف الذي أظهروه لنا منذ وصولنا هنا.
ونقدر عاليا هذا الترحيب، خصوصا أن بلدكم ما زال يتعامل مع آثار الزلازل التي ضربت بلدكم اخيرا. ونحن معجبون حقا بالطريقة التي يواجه شعبكم بها مثل هذه التحديات.
إن النيوزيلنديين قد وضعوا بلدهم في قلب العالم. فهذا البلد يعد نموذجا للمجتمعات متعددة الثقافات، كما كان لمشاركة نيوزيلندا في الشؤون الدولية إسهامات تاريخية في جميع أنحاء العالم.
ربما يعرف بعضكم أن الأردن في هذا العام يحيي الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى، التي مثلت مصدر إلهام للعرب في سعيهم نحو تقرير المصير، وفي تلك اللحظة التاريخية، وجد شعبنا شريكا في جنود جاؤوا من بعيد، من النصف الآخر للعالم تحديدا.
أصدقائي الأعزاء، إن شراكتنا لم تكن أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، كما أن بلدينا الآمنين والمستقرين ينعمان بالازدهار بفضل نظام عالمي يربطنا عبر قيم التعاون والاعتدال والتسامح. وفي الوقت ذاته، فإن عالمنا يواجه خطرا غاشما من المتطرفين الذين يسعون إلى تدمير القيم التي تربط الإنسانية.
داعش، الشباب، بوكوحرام، أبوسياف، أياً كانت أسماؤهم، فالتهديد هو نفسه. فهؤلاء الخوارج يسعون إلى عالم ممزق يسوده الصراع، ويكون فيه المسلمون وغير المسلمين على طرفي نقيض، تملؤهم مشاعر الريبة والخوف من بعضهم بعضا.
هذا هو التحدي الجوهري الذي يواجهنا، إنه تحد خطير وجدي، وقد أصبح تحديا عالميا وطويل الأمد.
وفي الحقيقة، فإن تحقيق السلام، والأمن والازدهار يتطلب النظر بأهمية لكل منطقة وإقليم في العالم، فلا يمكننا أن نتجاهل الأحداث في إفريقيا أو جنوب شرق أوروبا أو أي مكان آخر، لمجرد أن هذه المناطق تبدو بعيدة، فالنصر لن يتحقق إلا بالجهد الجماعي والشامل.
إننا نرى ذلك أيضا في الأزمة العالمية للاجئين. فمنذ عام 2011، عبر ما يقارب 5ر2مليون لاجئ سوري إلى الأردن، بقي نصفهم تقريبا في المملكة، وهؤلاء هم أحدث موجة من ملايين اللاجئين الذين قصدوا الأردن في العقود الأخيرة بحثا عن ملاذ آمن.
لذلك، فإن تحدياتنا مشتركة وكذلك هي الفرص أيضاً. ومن أجل اغتنام تلك الفرص يمكن، بل يجب أن نعمل معا، ليس في مجال تعزيز الأمن وتطبيق القانون فقط، ولكن من خلال الحلول الدبلوماسية الفعالة، وجهود حفظ السلام، والتنمية الشاملة، وغيرها الكثير من المجالات.
أصدقائي، لقد صدمتُ، خلال السنوات الأخيرة الماضية، من عدد قادة الرأي العام العالمي الذين ما زالوا لا يفهمون الإسلام، الدين الذي يؤمن به ويتبعه ما يقارب ملياري شخص من الرجال والنساء المسالمين والفاعلين في جميع أنحاء العالم.
لقد حان الوقت لإنهاء هذه الانطباعات الخاطئة. فالمسلمون، كما هم المسيحيون واليهود وغيرهم، تلزمهم دياناتهم بأهم القيم الدينية والأخلاقية: وهي حب الله وحب الجار.
إن ديننا يعلمنا أن كل البشر متساوون في الكرامة. هذه هي القيم التي أعلّمّها لأبنائي وهي القيم ذاتها التي تعلمتها، وهي القيم ذاتها التي يزرعها المسلمون في بيوتهم في الأردن وهنا في نيوزيلندا وفي جميع أرجاء العالم.
واليوم، فإن قيم وتضحيات شعبكم، التي يزخر بها تاريخكم المشرف، مشهود لها في جميع أنحاء العالم. وإنكم تجسدون المعنى الحقيقي للمواطنة العالمية الصالحة من خلال احترام الجميع، والتواصل الإنساني، والمشاركة الاقتصادية، والعمل من أجل السلام.
ونحن في الأردن نشارككم هذه المساعي، ويمكنكم الاعتماد على الأردنيين شركاء وأصدقاء حقيقيين. ودعونا نعمل معا لتحديد شكل المستقبل الذي يتوقعه ويستحقه شعبانا.
شكرا لكم".
واعربت الحاكم العام لنيوزيلاندا باتسي ريدي، في كلمتها الترحيبية، عن تقديرها لزيارة جلالة الملك إلى نيوزيلاندا، وأملها أن تسهم في توسيع مجالات التعاون المشترك.
وفيما يلي نص كلمة الحاكم العالم لنيوزيلاندا: "السلام عليكم، صاحب الجلالة، إنه ليشرفني أن أرحب بكم في نيوزيلندا في أول زيارة رسمية لكم، وأن أستضيفكم، هذه الليلة، هنا في مقر الحاكم العام. نحن في غاية السعادة لنرد حسن الضيافة التي منحتموها لسلفي الحاكم العام، الجنرال السير جيري ماتيباري، خلال زيارته إلى الأردن في العام 2013.
أتمنى لكم إقامة طيبة هنا، فهذه الزيارة تعد نقطة مضيئة في علاقاتنا الثنائية.
صاحب الجلالة، إن لهذه الزيارة أهمية خاصة لتعزيز علاقات الصداقة بين بلدينا. وهي فرصة طيبة لمناقشة القضايا التي تؤثر على بلدينا، حيث ان الكثير من هذه القضايا ذات أثر عالمي. وإن العالم يزداد ترابطا، ولكن لا شيء يمكن أن يكون أفضل من المناقشات وجها لوجه حول القضايا التي تهمنا. إن التعاون القوي وتبادل المعرفة هي المفتاح لتحقيق الازدهار والأمن، ولها أهمية بالغة في مجالات متنوعة من بناء العلاقات في مجال التجارة أو التعليم والاستجابة للتهديد الذي يشكله داعش.
صاحب الجلالة، إن نيوزيلندا جزيرة معزولة جغرافيا، مما يجعل من روابطنا الدولية أهمية كبيرة لنا، والزيارات مثل زيارتكم لنا هي موضع ترحيب. وكما هو الأردن، فإن نيوزيلندا ملتزمة بالتعاون المتعدد الأطراف، ولها تاريخ حافل من المشاركة في الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. وكدولتين صغيرتي الحجم، فإننا حريصون على النظام الدولي وملتزمون بالقيام بالأدوار المنتظرة منا.
إننا نقدر التزام الأردن الكبير في هذا الصدد – كما أظهر من خلال عضويته اخيرا في مجلس الأمن الدولي، ومساهمته في مهام حفظ السلام الدولية، ودوره المهم في محاربة داعش، وكذلك استجابته لأزمة اللاجئين السوريين.
لقد كان التعاون المتزايد بين بلدينا واضحا بشكل خاص في أثناء عملنا معا في مجلس الأمن الدولي عام 2015. ونحن نقدر تعاون الأردن القوي ودعمه في أثناء فترة عضويتنا. كما نقدر عاليا رؤاكم حيال القضايا الإقليمية.
وبما أن عضويتنا في مجلس الأمن تنتهي في شهر كانون الأول المقبل، فإننا لا نزال ملتزمين بتواصلنا مع الأردن. ونحن حريصون على مواصلة الحوار حول القضايا الاقليمية والثنائية، إضافة إلى التحديات العالمية.
ومن بين هذه التحديات محاربة الإرهاب، وخاصة داعش. فكل من نيوزيلندا والأردن أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة داعش. ولقد تأثر الأردن بإرهاب داعش، ونحن نعرب عن أصدق مشاعر التعزية للأردن، بالأبرياء الذين طالتهم يد الإرهاب.
لقد اسهمت نيوزيلندا في التحالف الدولي لمحاربة داعش من خلال مهمتنا التدريبية غير القتالية، التي تضم حوالي 143 من طواقمنا تم نشرها في العراق. وفي كانون الثاني أعلنت نيوزيلندا أنها ستمدد فترة المهمة إلى 18 شهرا اضافيا.
إن الصراع السوري هو تحدٍ عالمي آخر. ونحن نقدر السخاء والكرم الهائل الذي قدمه الأردن في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين. إن المساهمة الإنسانية النيوزيلندية في السنوات الأخيرة ركزت على مساعدة اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية، بما فيها الأردن. إننا ندرك أنه، وبالرغم من الدعم الدولي المقدم، فإن الضيافة التي قدمها الأردن وشعبه تضمنت تضحيات كبيرة.
لقد كان لنيوزيلندا والأردن دور قيادي في القضايا الإنسانية في سوريا في مجلس الأمن الدولي. إن نيوزيلندا تقدر الجهد المهم والكبير الذي قام به الأردن في مجلس الأمن من أجل تحسين الوضع الإنساني للسوريين سواء في أثناء فترة عضويته في المجلس أو خارج مظلة المجلس. وإننا نفخر بأننا عملنا مع الأردن بخصوص هذه القضية في عام 2015، وسعينا للبناء على جهود الأردن الجيدة بهذا الخصوص، خلال السنوات الأخيرة من عضويتنا في مجلس الأمن.
يسر نيوزيلندا أن تستضيف ثلاثة مستفيدين من الأردن من المنح الدراسية الجديدة ضمن برنامج نيوزيلندا للتنمية . وخمسة مبتعثين آخرين سيبدأون دراستهم في عام 2017. ونحن نشجع الطلبة الأردنيين على التقديم للحصول على هذه المنح.
إن المستفيدين سيتعلمون، مهارات جديدة وقيمة، بالإضافة إلى مساهمتهم في ترسيخ صلات متينة بين بلدينا.
كما أن لدينا صلات قوية بين حكومتينا. فلقد اختتم وزير الخارجية موراي ماكولي اخيرا زيارة إلى الأردن تناولت بحث عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية الأخرى. وهذه الزيارة من بين عدة زيارات رفيعة المستوى في السنوات القليلة الماضية.
إننا نتطلع قدما إلى استمرار التواصل. إن الصلات بين الشعوب مهمة جدا لأي علاقات ثنائية، ونحن في غاية السرور للعمل على تطوير علاقات قوية معكم على جميع المستويات، وكلي ثقة بأن هذه الزيارة سوف تؤدي إلى تعزيز التعاون بيننا في عديد من المجالات المتنوعة.
اسمحوا لي نيابة عن جلالة ملكة نيوزيلندا، وحكومة وشعب هذا البلد أن أرحب بكم ترحيبا حارا.
شكرا لكم.
وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني في نيوزيلاندا.
وكانت جرت لجلالة الملك مراسم استقبال رسمية، لدى وصوله إلى مقر الحاكم العام، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته، وحيته ثلة من حرس الشرف، وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني، والوطني النيوزيلاندي.
كما قدمت خلال مراسم الاستقبال عروض تمثل تقاليد شعب الماوري التاريخية في استقبال الضيوف.
من جهة أخرى، زار جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، موقع نصب الحرب التذكاري الوطني في العاصمة ويلينغتون، الذي شيد العام الماضي تقديرا لتضحيات الجنود النيوزيلانديين في الحرب العالمية الأولى.
ولدى وصول جلالته إلى الموقع، حيته ثلة من حرس الشرف، ووضع جلالته إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول.-(بترا)
كما تناولت المباحثات، التي عقدت بمقر الحاكم العام، سبل توطيد التعاون بين الأردن ونيوزيلندا في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة والزراعة والتعليم والتدريب المهني والتقني وصناعة الافلام، إضافة الى تبادل الخبرات في مجال الدفاع المدني.
وركزت المباحثات على تبادل الزيارات بين القطاع الخاص لاستكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين، حيث جرى استعراض ما تتمتع بها المملكة من مميزات استثمارية على مستوى المنطقة، وإمكانية الاستفادة منها من قبل المستثمرين النيوزيلانديين في مختلف القطاعات.
وأكد جلالة الملك، خلال المباحثات، التي حضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين، تطلع الأردن إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع نيوزيلاندا حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما.
وتم خلال المباحثات، الإشادة بمستوى التنسيق بين البلدين خلال عضويتهما غير الدائمة في مجلس الأمن، حول القضايا الدولية، وفي مقدمتها الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
كما تناولت المباحثات، التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، والجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي لها، يضمن وقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى الأعباء المتزايدة التي تسببت بها الأزمة السورية على دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن، الذي يستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين.
وتطرقت المباحثات إلى مخاطر الإرهاب وعصاباته على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، حيث أكد جلالته أهمية التصدي لهذا الخطر، ضمن استراتيجية شمولية بأبعادها الأمنية والفكرية.
كما جرى بحث الجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا الى حل الدولتين.
وقدرت الحاكم العام لنيوزيلاندا، ما يبذله الأردن من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدة تطلع بلادها لتعزيز العلاقات مع الأردن في مختلف المجالات.
وأشادت بما حققه الأردن من الإنجازات، التي وصفتها "بالكبيرة"، خاصة ما يرتبط بإجراء الانتخابات النيابية في ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد.
ولفتت إلى أهمية الدور الأردني في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، مشددة على دعم المجتمع الدولي لهذا الدور المهم.
وأقامت الحاكم العام لنيوزيلاندا، مأدبة عشاء، تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق.
وفي كلمة لجلالة الملك، خلال مأدبة العشاء، أكد جلالته عمق العلاقات بين البلدين، والحرص على تطويرها في جميع المجالات.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك:
"بسم الله الرحمن الرحيم، فخامة السيدة الحاكم العام، الأصدقاء الأعزاء، نيابة عن نفسي وعن وفدنا، فإنه لمن دواعي سرورنا أن نكون هنا اليوم في بلدكم الرائع. ونيابة عنا جميعا، أود أن أستغل هذه الفرصة لأتقدم بالشكر للشعب النيوزيلاندي على حفاوة الترحيب، وعلى اللطف الذي أظهروه لنا منذ وصولنا هنا.
ونقدر عاليا هذا الترحيب، خصوصا أن بلدكم ما زال يتعامل مع آثار الزلازل التي ضربت بلدكم اخيرا. ونحن معجبون حقا بالطريقة التي يواجه شعبكم بها مثل هذه التحديات.
إن النيوزيلنديين قد وضعوا بلدهم في قلب العالم. فهذا البلد يعد نموذجا للمجتمعات متعددة الثقافات، كما كان لمشاركة نيوزيلندا في الشؤون الدولية إسهامات تاريخية في جميع أنحاء العالم.
ربما يعرف بعضكم أن الأردن في هذا العام يحيي الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى، التي مثلت مصدر إلهام للعرب في سعيهم نحو تقرير المصير، وفي تلك اللحظة التاريخية، وجد شعبنا شريكا في جنود جاؤوا من بعيد، من النصف الآخر للعالم تحديدا.
أصدقائي الأعزاء، إن شراكتنا لم تكن أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، كما أن بلدينا الآمنين والمستقرين ينعمان بالازدهار بفضل نظام عالمي يربطنا عبر قيم التعاون والاعتدال والتسامح. وفي الوقت ذاته، فإن عالمنا يواجه خطرا غاشما من المتطرفين الذين يسعون إلى تدمير القيم التي تربط الإنسانية.
داعش، الشباب، بوكوحرام، أبوسياف، أياً كانت أسماؤهم، فالتهديد هو نفسه. فهؤلاء الخوارج يسعون إلى عالم ممزق يسوده الصراع، ويكون فيه المسلمون وغير المسلمين على طرفي نقيض، تملؤهم مشاعر الريبة والخوف من بعضهم بعضا.
هذا هو التحدي الجوهري الذي يواجهنا، إنه تحد خطير وجدي، وقد أصبح تحديا عالميا وطويل الأمد.
وفي الحقيقة، فإن تحقيق السلام، والأمن والازدهار يتطلب النظر بأهمية لكل منطقة وإقليم في العالم، فلا يمكننا أن نتجاهل الأحداث في إفريقيا أو جنوب شرق أوروبا أو أي مكان آخر، لمجرد أن هذه المناطق تبدو بعيدة، فالنصر لن يتحقق إلا بالجهد الجماعي والشامل.
إننا نرى ذلك أيضا في الأزمة العالمية للاجئين. فمنذ عام 2011، عبر ما يقارب 5ر2مليون لاجئ سوري إلى الأردن، بقي نصفهم تقريبا في المملكة، وهؤلاء هم أحدث موجة من ملايين اللاجئين الذين قصدوا الأردن في العقود الأخيرة بحثا عن ملاذ آمن.
لذلك، فإن تحدياتنا مشتركة وكذلك هي الفرص أيضاً. ومن أجل اغتنام تلك الفرص يمكن، بل يجب أن نعمل معا، ليس في مجال تعزيز الأمن وتطبيق القانون فقط، ولكن من خلال الحلول الدبلوماسية الفعالة، وجهود حفظ السلام، والتنمية الشاملة، وغيرها الكثير من المجالات.
أصدقائي، لقد صدمتُ، خلال السنوات الأخيرة الماضية، من عدد قادة الرأي العام العالمي الذين ما زالوا لا يفهمون الإسلام، الدين الذي يؤمن به ويتبعه ما يقارب ملياري شخص من الرجال والنساء المسالمين والفاعلين في جميع أنحاء العالم.
لقد حان الوقت لإنهاء هذه الانطباعات الخاطئة. فالمسلمون، كما هم المسيحيون واليهود وغيرهم، تلزمهم دياناتهم بأهم القيم الدينية والأخلاقية: وهي حب الله وحب الجار.
إن ديننا يعلمنا أن كل البشر متساوون في الكرامة. هذه هي القيم التي أعلّمّها لأبنائي وهي القيم ذاتها التي تعلمتها، وهي القيم ذاتها التي يزرعها المسلمون في بيوتهم في الأردن وهنا في نيوزيلندا وفي جميع أرجاء العالم.
واليوم، فإن قيم وتضحيات شعبكم، التي يزخر بها تاريخكم المشرف، مشهود لها في جميع أنحاء العالم. وإنكم تجسدون المعنى الحقيقي للمواطنة العالمية الصالحة من خلال احترام الجميع، والتواصل الإنساني، والمشاركة الاقتصادية، والعمل من أجل السلام.
ونحن في الأردن نشارككم هذه المساعي، ويمكنكم الاعتماد على الأردنيين شركاء وأصدقاء حقيقيين. ودعونا نعمل معا لتحديد شكل المستقبل الذي يتوقعه ويستحقه شعبانا.
شكرا لكم".
واعربت الحاكم العام لنيوزيلاندا باتسي ريدي، في كلمتها الترحيبية، عن تقديرها لزيارة جلالة الملك إلى نيوزيلاندا، وأملها أن تسهم في توسيع مجالات التعاون المشترك.
وفيما يلي نص كلمة الحاكم العالم لنيوزيلاندا: "السلام عليكم، صاحب الجلالة، إنه ليشرفني أن أرحب بكم في نيوزيلندا في أول زيارة رسمية لكم، وأن أستضيفكم، هذه الليلة، هنا في مقر الحاكم العام. نحن في غاية السعادة لنرد حسن الضيافة التي منحتموها لسلفي الحاكم العام، الجنرال السير جيري ماتيباري، خلال زيارته إلى الأردن في العام 2013.
أتمنى لكم إقامة طيبة هنا، فهذه الزيارة تعد نقطة مضيئة في علاقاتنا الثنائية.
صاحب الجلالة، إن لهذه الزيارة أهمية خاصة لتعزيز علاقات الصداقة بين بلدينا. وهي فرصة طيبة لمناقشة القضايا التي تؤثر على بلدينا، حيث ان الكثير من هذه القضايا ذات أثر عالمي. وإن العالم يزداد ترابطا، ولكن لا شيء يمكن أن يكون أفضل من المناقشات وجها لوجه حول القضايا التي تهمنا. إن التعاون القوي وتبادل المعرفة هي المفتاح لتحقيق الازدهار والأمن، ولها أهمية بالغة في مجالات متنوعة من بناء العلاقات في مجال التجارة أو التعليم والاستجابة للتهديد الذي يشكله داعش.
صاحب الجلالة، إن نيوزيلندا جزيرة معزولة جغرافيا، مما يجعل من روابطنا الدولية أهمية كبيرة لنا، والزيارات مثل زيارتكم لنا هي موضع ترحيب. وكما هو الأردن، فإن نيوزيلندا ملتزمة بالتعاون المتعدد الأطراف، ولها تاريخ حافل من المشاركة في الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. وكدولتين صغيرتي الحجم، فإننا حريصون على النظام الدولي وملتزمون بالقيام بالأدوار المنتظرة منا.
إننا نقدر التزام الأردن الكبير في هذا الصدد – كما أظهر من خلال عضويته اخيرا في مجلس الأمن الدولي، ومساهمته في مهام حفظ السلام الدولية، ودوره المهم في محاربة داعش، وكذلك استجابته لأزمة اللاجئين السوريين.
لقد كان التعاون المتزايد بين بلدينا واضحا بشكل خاص في أثناء عملنا معا في مجلس الأمن الدولي عام 2015. ونحن نقدر تعاون الأردن القوي ودعمه في أثناء فترة عضويتنا. كما نقدر عاليا رؤاكم حيال القضايا الإقليمية.
وبما أن عضويتنا في مجلس الأمن تنتهي في شهر كانون الأول المقبل، فإننا لا نزال ملتزمين بتواصلنا مع الأردن. ونحن حريصون على مواصلة الحوار حول القضايا الاقليمية والثنائية، إضافة إلى التحديات العالمية.
ومن بين هذه التحديات محاربة الإرهاب، وخاصة داعش. فكل من نيوزيلندا والأردن أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة داعش. ولقد تأثر الأردن بإرهاب داعش، ونحن نعرب عن أصدق مشاعر التعزية للأردن، بالأبرياء الذين طالتهم يد الإرهاب.
لقد اسهمت نيوزيلندا في التحالف الدولي لمحاربة داعش من خلال مهمتنا التدريبية غير القتالية، التي تضم حوالي 143 من طواقمنا تم نشرها في العراق. وفي كانون الثاني أعلنت نيوزيلندا أنها ستمدد فترة المهمة إلى 18 شهرا اضافيا.
إن الصراع السوري هو تحدٍ عالمي آخر. ونحن نقدر السخاء والكرم الهائل الذي قدمه الأردن في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين. إن المساهمة الإنسانية النيوزيلندية في السنوات الأخيرة ركزت على مساعدة اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية، بما فيها الأردن. إننا ندرك أنه، وبالرغم من الدعم الدولي المقدم، فإن الضيافة التي قدمها الأردن وشعبه تضمنت تضحيات كبيرة.
لقد كان لنيوزيلندا والأردن دور قيادي في القضايا الإنسانية في سوريا في مجلس الأمن الدولي. إن نيوزيلندا تقدر الجهد المهم والكبير الذي قام به الأردن في مجلس الأمن من أجل تحسين الوضع الإنساني للسوريين سواء في أثناء فترة عضويته في المجلس أو خارج مظلة المجلس. وإننا نفخر بأننا عملنا مع الأردن بخصوص هذه القضية في عام 2015، وسعينا للبناء على جهود الأردن الجيدة بهذا الخصوص، خلال السنوات الأخيرة من عضويتنا في مجلس الأمن.
يسر نيوزيلندا أن تستضيف ثلاثة مستفيدين من الأردن من المنح الدراسية الجديدة ضمن برنامج نيوزيلندا للتنمية . وخمسة مبتعثين آخرين سيبدأون دراستهم في عام 2017. ونحن نشجع الطلبة الأردنيين على التقديم للحصول على هذه المنح.
إن المستفيدين سيتعلمون، مهارات جديدة وقيمة، بالإضافة إلى مساهمتهم في ترسيخ صلات متينة بين بلدينا.
كما أن لدينا صلات قوية بين حكومتينا. فلقد اختتم وزير الخارجية موراي ماكولي اخيرا زيارة إلى الأردن تناولت بحث عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية الأخرى. وهذه الزيارة من بين عدة زيارات رفيعة المستوى في السنوات القليلة الماضية.
إننا نتطلع قدما إلى استمرار التواصل. إن الصلات بين الشعوب مهمة جدا لأي علاقات ثنائية، ونحن في غاية السرور للعمل على تطوير علاقات قوية معكم على جميع المستويات، وكلي ثقة بأن هذه الزيارة سوف تؤدي إلى تعزيز التعاون بيننا في عديد من المجالات المتنوعة.
اسمحوا لي نيابة عن جلالة ملكة نيوزيلندا، وحكومة وشعب هذا البلد أن أرحب بكم ترحيبا حارا.
شكرا لكم.
وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني في نيوزيلاندا.
وكانت جرت لجلالة الملك مراسم استقبال رسمية، لدى وصوله إلى مقر الحاكم العام، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته، وحيته ثلة من حرس الشرف، وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني، والوطني النيوزيلاندي.
كما قدمت خلال مراسم الاستقبال عروض تمثل تقاليد شعب الماوري التاريخية في استقبال الضيوف.
من جهة أخرى، زار جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، موقع نصب الحرب التذكاري الوطني في العاصمة ويلينغتون، الذي شيد العام الماضي تقديرا لتضحيات الجنود النيوزيلانديين في الحرب العالمية الأولى.
ولدى وصول جلالته إلى الموقع، حيته ثلة من حرس الشرف، ووضع جلالته إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول.-(بترا)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات