إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ماذا بعد «طوفان الأقصى» ؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- الرئيس الامريكي بايدن قال : ان الحرب على غزة سوف تنتهي عندما تصبح حماس غير قادرة على قتل الاسرائيليين.
تل ابيب وواشنطن تنظران الى افق الحرب وما بعدها بنهاية حماس والانتصار على المقاومة. و مرارا كرر نتنياهو دفاعه عن سقف الحرب ومثلث الاهداف الاستراتيجية لاسرائيل : الابادة والتهجير، وتصفية حماس. ميدانيا، وبعد مرور 43 يوما على حرب غزة والعملية البرية دخلت اسبوعها الثالث، ماذا حققت اسرائيل على الارض ؟ اسرائيل لم تستطع ان تسيطر على نقطة واحدة للمقاومة وحركتي حماس والجهاد الاسلامي.
نعم، قامت اسرائيل بالتدمير المفتوح والابادة المطلقة، ودمرت البنى التحتية في شمال غزة، وفتحت حربا بريرية على مستشفيات ومدارس وكنائس ومساجد والمراكز المدنية لايواء النازحين في القطاع المحاصر. سؤال ما بعد الحرب، والسؤال عن اليوم التالي لوقف اطلاق النار او اعلان هدنة متفجر في حمولة سياسية واستراتيجية، وانسانية. قادة الحرب في تل ابيب يتفادون سؤال عما بعد الحرب. وما يلقون من تصريحات لمسؤولين عسكريين وسياسيين متطرفة وعنجهية، تربط وقف الحرب بانهاء حركة حماس واستعادة الرهائن دون شروط ومقابل.
و في مواضيع التفاوض في ملف الرهائن، فان قادة « تل ابيب» فشلوا في فرض خياراتهم على المقاومة، ولا المقاومة تراجعت ورضخت وغيرت من شروطها، وفشلت محاولات حلحلة ملف الرهائن، ورغم احاطتها في رعاية اقليمية ودولية ضاغطة. و ما يعني ان طول امد الحرب، وان نتنياهو وقادة الحرب يتفادون مواجهة الحقيقة والاعتراف بان المقاومة حققت نصرا في قلب موازين ومعادلة القوة والردع والاشتباك.
و هذه الحقائق الاستراتجية والعسكرية التي يتخوف نتنياهو من مواجهتها امام الرأي العام الاسرائيلي في اليوم الاول بعد اعلان وقف اطلاق النار. الجيش الاسرائيلي لن يحسم المعركة، وعسكريا «من سابع المستحيلات « هزيمة المقاومة وتصفية حركتي المقاومة والجهاد الاسلامي.
و ان الحرب سوف تتوقف قريبا او بعيدا، مسألة اجتثاث حماس ستكون بالعنوة خارج حسابات التقويم العسكري الامريكي والاسرائيلي الاخير والنهائي لحرب غزة. وما بعد حرب غزة، سوف ترسم خرائط جديدة في الجنوب الفلسطيني المحتل. ومن المستحيل بعد 7 اكتوبر ان يفكر مستوطنو غلاف غزة بالعودة، واذا ما بقيت حماس على قيد الحياة في غزة. وهو ما يبدو قلقا استراتيجيا ومصيريا يتحدى نتنياهو وقادة الحرب في تل ابيب، وسوف يؤدي الى توسع رقعة الحرب وتنوعها، وقوة السلاح والتدمير المطلق والمفتوح المستخدم اسرائيليا. و في غزة البيئة الحاضنة للمقاومة صادمة وصابرة. وذكرت دائرة الاحصاءات الفلسطينية ان حوالي 800 الاف فلسطيني في شمال غزة يرفضون التهجير القسري الى جنوب القطاع. ورغم ان اسرائيل تراهن على التنكيل والعقاب الجماعي والقتل والابادة المفتوحة، وذلك عقابا لاهل غزة لمواقفهم الداعمة والمساندة للمقاومة.
و في معادلة المواجهة في حرب غزة، فان اخر ما تبقى لدى اسرائيل هو القتل والابادة، والتدمير. حواضن المقاومة الاجتماعية والشعبية في غزة صامدة وثابتة ورغم محاولات لوسائل اعلام عربية قلب الصور، وحرف ثبات الغزيين عن مساراته، وكي وعي الناس وتحذيرهم من المقاومة وكلف الصمود.
وما بين الاسراع في اعلان وقف اطلاق النار ونهاية الحرب ام اطالتها. فان الفرضيات والسيناريوهات تتداخل وتتشابك، وكلما طال امد الحرب فان فرصة ولادة واشتعال حرب كبرى في الاقليم تكون عالية.
و هذا في صلب سياسة واشنطن بعد زيارة قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال مايكل اريك فانها تسعى الى احتواء الحرب بما تم انجازه.
و كما ان لاستمرار الحرب كلفة باهظة استراتيجية.. ورقعة التضامن مع غزة تكبر وتتوسع داخل اوروبا وامريكا، والعالم. و في دول الغرب ثمة حديث قلق على صعيد سياسي داخل المجتمعات الاوروبية والامريكية من كارثية وهول حرب غزة واستمرارها.
فلسطينيا..كل الاسئلة المرصودة والموجهة، تقول لماذا لا يعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن حل سلطة رام الله، ويعلن تجميد او الغاء اتفاقية أوسلو مع اسرائيل ؟! رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في مرات سابقة هدد ولوح الى هذا السيناريو، وعباس من اشد المؤمنين باتفاقية اوسلوا وخيار السلام، الا انه قد يكون مدركا الان ان اتفاقية أوسلو قد انتهت صلاحيتها رسميا.
عبثا وعدما القول ان اوضاع الضفة الغربية وغزة بعد 7 اكتوبر ستعود كما كانت سابقا.. ومحاولة واشنطن بالبحث عن دور للسلطة الوطنية في غزة ومرحلة ما بعد الحرب اظن انه ضرب من الهراء واستهلاك الوقت، وتشتت حسم السيناريوهات القادمة لما بعد حرب غزة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :