جلالة الملكة رانيا العبدالله أعجب ممن لا يريد أن يتطور التعليم في الأردن
*** "علينا جميعاً أن نتشارك في تطوير التعليم في الأردن"
***"تطوير التعليم يعني أن نستبدل أساليب الأمس بما يتناسب مع متطلبات الغد"
****"تطوير التعليم يعني أولاً وأهم من كلّ شيء... تدريب المعلمين قبل وخلال المهنة"
*****"تطوير التعليم يعني أن نحافظ على المبادئ والهوية؛ ونطوّر العلوم والمعارف.
**** أن يكون الكتاب المدرسي شريك المعلم ومرجعيّته ولا يشكل عائقاً بأسلوبه وصياغته. من منا لا يريد ذلك؟"
****"أدعوكم أيها المعلمون الأفاضل أن تقودوا النهضة التعليمية من داخل صفوفكم، وأن تمدوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم، لتدعوهم للمشاركة بنهضة التعليم"
**"من بين تراكمات تلك التحديات، يشق نور المعلم طريقه.
***"أعجب ممن لا يعمل من أجل المعلم الذي نأتمنه على أبنائنا!
*** أعجب من معلم لا يسعى لتطوير أساليبه ..
***أعجب ممن لا يريد أن يتطور التعليم في الأردن"
***"مبارك للوطن معلموه المتميزون الموجودون في هذه القاعة وخارجها
***"لا شيء يضاهي كبرياءكم ونبل عملكم.. لا شكر ينصف صبركم وتفانيكم..
ولا فرحة تساوي فرحتي بالابتسامة التي أراها أمامي اليوم. سأتذكرها، وتبقى وقودي ودافعي للعمل من أجل المعلم"
عمان جو - شادي سمحان
جاء ذلك خلال تكريم جلالتها اليوم في قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب، المعلمين والمرشدين التربويين الفائزين بجائزتي الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميّز في دورتها الحادية عشر والمرشد التربوي المتميّز في دورتها الثانية.
واستعرضت جلالتها في كلمتها عدداً من التحديات التي تواجه المعلمين، مؤكدة على محورية دور المعلم وضرورة العمل من أجل تحسين مخرجات التعليم بنهضة تعليمية يقودها المعلمون داخل صفوفهم.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بحمد الله أبدأ وشكره على نعمه الكثيرة علينا، وأبتهل للمولى عز وجل أن يبارك احتفالنا هذا. وكل عام وأنتم بخير؛ فالأمس صادف ذكرى المولد النبوي الشريف، أعاده الله على أمتنا الإسلامية بسلام.
الحضور الكريم،
كل عام.. أنتظر يوم جائزة التميز التربوي. أنتظر؛ وفرحة المعلمات الفائزات بالجائزة العام الماضي لا تفارق ذهني، وصورة هامات المعلمين وهي مرفوعة بكبرياء العطاء تلح علي بالعمل من أجل المعلم الأردني، فما من أحد أحق علينا جميعا بالدعم!
أعجز عن وصف الأمل الذي أشعر به وأنا معكم. وما أشد حاجتنا للأمل… فلم يعد التعليم في الأردن منافسا كما كان، وآخر النتائج لاختباري - البيزا والتيمز الدوليين- أظهرت أن مستوى طلبة الأردن في العلوم والرياضيات متدن... بل وتراجع عن السنوات السابقة!
قبل شهرين تقريبا أطلقت اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية توصياتها بشأن تطوير التعليم في الأردن، وألقيت حينها خطابا قيل لي بعدها أنه جريء... وصريح! بالتأكيد كان صريحا لأن الأرقام والنسب لا مجاملة فيها. وأبناء الأردن ومستقبل هذا الوطن أكبر وأعظم من المجاملات.
واليوم سأكون صريحة معكم، ولن أجاملكم في أمرين.
أولهما: يجب علينا جميعا أن نتشارك في تطوير التعليم في الأردن.
والتطوير يعني أن نستبدل أساليب الأمس بما يتناسب مع متطلبات الغد.
تطوير التعليم يعني أولا وأهم من كل شيء... تدريب المعلمين قبل وخلال المهنة…
تطوير التعليم يعني أن نحافظ على المبادئ والهوية؛ ونطور العلوم والمعارف. أن يكون الكتاب المدرسي شريك المعلم ومرجعيته ولا يشكل عائقا بأسلوبه وصياغته. من منا لا يريد ذلك؟
ليس عندي شك بأننا جميعا نريد تعليما أفضل، لكننا كثيرا ما نقطع وعودا؛ ونضع خططا بحجم أحلامنا ... ثم ننجز منها فقط بقدر ما تسمح لنا مخاوفنا! لذا أدعوكم أيها المعلمون الأفاضل أن تقودوا النهضة التعليمية من داخل صفوفكم، وأن تمدوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم.. لتدعوهم للمشاركة بنهضة التعليم.
والأمر الثاني الذي سأحدثكم عنه بصراحة هو… أن المعلم في الأردن يعطينا أكثر بكثير مما نعطيه. وبأن المعلمة في الأردن تتحمل أكثر من طاقتها.
أعلم أنكم تواجهون -كل يوم- تحديات سواء لوجستية أو مادية أو اجتماعية، أن بعضكم يسري قبل الضوء ليصل إلى مدرسته. أعلم أن صفوفكم مزدحمة، أن أدواتكم قليلة، وأن الأدراج غير كافية. المنهاج طويل وجامد؛ ويصعب من مهمتكم. وبالكاد تكفي الحصة لإتمام الدرس... أعلم! عليكم جذب اهتمام جيل لا ينصاع لأساليب الأمس التربوية، جيل منغمس في عالمه الإلكتروني؛ وبين طموحه والمنهاج الذي بين يديكم عقدان على الأقل!
لكن - من بين تراكمات تلك التحديات - يشق نور المعلم طريقه. والموجودون معنا اليوم ابتكروا حلولا من رحم الحاجة ومن عمق التحدي. أثبتوا أن في الغرف المكتظة متسعا للحلول المبتكرة والأفكار الخلاقة.
لأجلهم أنا صريحة، ولهذا... للمعلمين عندي مكانة خاصة.
وأعجب ممن لا يعمل من أجل المعلم الذي نأتمنه على أبنائنا! أعجب من معلم لا يسعى لتطوير أساليبه. أعجب ممن لا يريد أن يتطور التعليم في الأردن. وأعجب ممن يخذلكم، فهو يخذل الأمل! ويزداد تقديري لكل معلم متميز وكل من يقف وراء المعلم ويدعمه.
لا تشكوا في يوم بمحورية دوركم. فإن شك المعلم بدوره، وأد أحلاما وطموحات؛ وإن آمن به، استطاع أن يغير مجرى التاريخ.
ولست أجاملكم حين أقول لكم... أنتم أبطال هذا الوطن كل يوم.
مبارك للوطن معلموه المتميزون الموجودون في هذه القاعة وخارجها، ومبارك للفائزين بالجائزة .. معلمين ومرشدين.
لا شيء يضاهي كبرياءكم ونبل عملكم.. لا شكر ينصف صبركم وتفانيكم.. ولا فرحة تساوي فرحتي بالابتسامة التي أراها أمامي اليوم. سأتذكرها، وتبقى وقودي ودافعي للعمل من أجل المعلم.
أتمنى من كل قلبي أن يفرحكم الله دائما؛ ويعطيكم على قد تعبكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
وحضر الحفل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، وأعضاء اللجنة العليا لجمعية الجائزة، وشخصيات تربوية وإعلامية، وشركاء وداعمي جمعية الجائزة من القطاعين العام والخاص. وأكثر من 1300 تربوي من جميع مديريات التربية والتعليم في المملكة، بالإضافة إلى لجان التقييم في جوائز الجمعية والمشرفين التربويين ومنسقي الجوائز.
وقال الدكتور محمد الذنيبات في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال إذا كنا قد شهدنا تراجعاً في سنين طويلة خلت فإن الطريق أمامنا مهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى لتجاوز هذا التراجع وتحويل التحديات إلى فرص نجاح بدعمكم ومتابعتكم وتوجيهاتكم الكريمة وإن المهارات المهنية التي تم تطويرها وقصص النجاح والدروس المتعلمة من التجارب التي مر بها القطاع التربوي إضافة إلى حصيلة الثروة المعرفية التراكمية لدى مؤسسات التعليم والمعاهد التربوية والمراكز التدريبية المتخصصة بمختلف انماطها ومستوياتها التعليمية تشكل نقاط قوة ورافداً لتطوير العملية التربوية وتحسين أداء التعليم.
واضاف بدأنا بوضع التصور الأولى لاستثمار إمكانات المدرسة وطاقاتها باعتبارها الوحدة الأساسية الأولى للتطوير التربوي والحاضنة له، بحيث يصبح التطوير ممارسة مدرسية حقيقية تنبع من المدرسة وتستجيب لاحتياجاتها كوحدة واحدة متكاملة ولحاجات العاملين والمتعلمين فيها.
واشار الى أن توظيف المعرفة الجديدة في مجال التكنولوجيا والافادة من تطبيقاتها الذكية في الغرفة الصفية، وتعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وفق إطار يحقق المنفعة للطرفين ويضمن شراكة فاعلة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية في المجال التربوي عوامل تتطلب زيادة تفعيلها لما لها من أثر إيجابي فعال في هذا القطاع.
وألقت المديرة التنفيذية لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي لبنى طوقان كلمة قالت فيها: "إن المنجزات التي حققتها جمعية الجائزة خلال السنوات الماضية تفرض الحاجة لتعميم هذه التجارب الإبداعية، واستنساخها، ومأسسة العمل بهذه المخرجات الغنية مع وزارة التربية والتعليم وشركاء الجمعية، لتصاغ على شكل سياسات ولوائح عمل، نتبعها لننتقل من مرحلة نشر ثقافة التميز، ونتعداها إلى تبني هذا التميّز وتطبيقه كطقس دائم الحضور في القطاع التعليمي، لا كضيف."
وأعلنت طوقان خلال كلمتها تقديم متحف الأطفال رعايته لمبادرة حديقة الرياضيات، التي أطلقتها المعلمة سوسن المجالي، لحلّ معضلة الرياضيات التي تواجه طالباتها، وهي مبادرة تستفيد منها اليوم 50 مدرسة مجاورة، وطلبة جامعة مؤتة، وحظيت بـ 42000 مشاهدة لرابطها على الإنترنت.
كما قدمت طوقان خلال الاحتفال، الذي أقيم برعاية شركة زين للعام الخامس على التوالي، الشكر لكل شركاء وداعمي وأصدقاء الجمعية على مساهمتهم في دعم رسالتها، وأكدت على أهمية اجتماع جهود كافة الأطراف المعنية للارتقاء بالقطاع التعليمي في الأردن، مؤكدة على أن الإبداع يتمّ تعليمه وتنميته في الطلبة من خلال غرسه في نفوسهم وتهيئتهم للنظر لكل ما هو مألوف بطريقة غير مألوفة، مشيرة إلى أن الإبداع اليوم لم يعد رفاهية، بل حاجة ومتطلباً رئيسياً للأمم كي تتقدم وتزدهر.
وقد تم تكريم مديريتين من مديريات التربية تقديراً لمساهماتهما في جائزة المعلم المتميز لعام 2016 ضمن المعايير التي وضعتها الجمعية.
وفي هذا الإطار، كُرمت مديرية الشونة الجنوبية على مساهمتهما في نشر ثقافةِ التميّز لعام 2016، وذلك بحصولها على أعلى نسبة متقدمين من المؤهلين لجائزة المعلم المتميز لهذا العام. كما تم تقدير نفس المديرية بحصولها أعلى نسبة من المدارس المُشارِكَة في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميِّـز للعام 2016. أما تقدير مديرية لواء ماركا فجاء نتيجة حصولها على أكبر عدد من المعلمين الواصلين لمرحلة التقييم الميداني في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميّز للعام 2016.
أما قصص النجاح التي تضمنها الاحتفال، فكانت للتربويات المتميزيات المعلمة سلام العطي التي فازت بالجائزة عام 2010 من مديرية الرصيفة وتدرس مادة الحاسوب، والمعلمة سوسن المجالي التي فازت بالجائزة عام 2014 من مديرية الكرك وتدرس مادة الرياضيات، والمديرة اعتدال الخوالدة من مديرية بصيرا الفائزة بالجائزة عام 2015. وقد شاركت هؤلاء التربويات الحضورتجاربهن في تخطّي بعض التحديات المختلفة التي واجهنها في في عملهن ووظفن من خلالها الابتكار والإبداع. ووزعت جمعية جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي كتيبات ألقت الضوء على العديد من قصص نجاح المتميزين.
وكرمت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعلمين والمرشدين التربويين المتميزين .
*** "علينا جميعاً أن نتشارك في تطوير التعليم في الأردن"
***"تطوير التعليم يعني أن نستبدل أساليب الأمس بما يتناسب مع متطلبات الغد"
****"تطوير التعليم يعني أولاً وأهم من كلّ شيء... تدريب المعلمين قبل وخلال المهنة"
*****"تطوير التعليم يعني أن نحافظ على المبادئ والهوية؛ ونطوّر العلوم والمعارف.
**** أن يكون الكتاب المدرسي شريك المعلم ومرجعيّته ولا يشكل عائقاً بأسلوبه وصياغته. من منا لا يريد ذلك؟"
****"أدعوكم أيها المعلمون الأفاضل أن تقودوا النهضة التعليمية من داخل صفوفكم، وأن تمدوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم، لتدعوهم للمشاركة بنهضة التعليم"
**"من بين تراكمات تلك التحديات، يشق نور المعلم طريقه.
***"أعجب ممن لا يعمل من أجل المعلم الذي نأتمنه على أبنائنا!
*** أعجب من معلم لا يسعى لتطوير أساليبه ..
***أعجب ممن لا يريد أن يتطور التعليم في الأردن"
***"مبارك للوطن معلموه المتميزون الموجودون في هذه القاعة وخارجها
***"لا شيء يضاهي كبرياءكم ونبل عملكم.. لا شكر ينصف صبركم وتفانيكم..
ولا فرحة تساوي فرحتي بالابتسامة التي أراها أمامي اليوم. سأتذكرها، وتبقى وقودي ودافعي للعمل من أجل المعلم"
عمان جو - شادي سمحان
جاء ذلك خلال تكريم جلالتها اليوم في قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب، المعلمين والمرشدين التربويين الفائزين بجائزتي الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميّز في دورتها الحادية عشر والمرشد التربوي المتميّز في دورتها الثانية.
واستعرضت جلالتها في كلمتها عدداً من التحديات التي تواجه المعلمين، مؤكدة على محورية دور المعلم وضرورة العمل من أجل تحسين مخرجات التعليم بنهضة تعليمية يقودها المعلمون داخل صفوفهم.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بحمد الله أبدأ وشكره على نعمه الكثيرة علينا، وأبتهل للمولى عز وجل أن يبارك احتفالنا هذا. وكل عام وأنتم بخير؛ فالأمس صادف ذكرى المولد النبوي الشريف، أعاده الله على أمتنا الإسلامية بسلام.
الحضور الكريم،
كل عام.. أنتظر يوم جائزة التميز التربوي. أنتظر؛ وفرحة المعلمات الفائزات بالجائزة العام الماضي لا تفارق ذهني، وصورة هامات المعلمين وهي مرفوعة بكبرياء العطاء تلح علي بالعمل من أجل المعلم الأردني، فما من أحد أحق علينا جميعا بالدعم!
أعجز عن وصف الأمل الذي أشعر به وأنا معكم. وما أشد حاجتنا للأمل… فلم يعد التعليم في الأردن منافسا كما كان، وآخر النتائج لاختباري - البيزا والتيمز الدوليين- أظهرت أن مستوى طلبة الأردن في العلوم والرياضيات متدن... بل وتراجع عن السنوات السابقة!
قبل شهرين تقريبا أطلقت اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية توصياتها بشأن تطوير التعليم في الأردن، وألقيت حينها خطابا قيل لي بعدها أنه جريء... وصريح! بالتأكيد كان صريحا لأن الأرقام والنسب لا مجاملة فيها. وأبناء الأردن ومستقبل هذا الوطن أكبر وأعظم من المجاملات.
واليوم سأكون صريحة معكم، ولن أجاملكم في أمرين.
أولهما: يجب علينا جميعا أن نتشارك في تطوير التعليم في الأردن.
والتطوير يعني أن نستبدل أساليب الأمس بما يتناسب مع متطلبات الغد.
تطوير التعليم يعني أولا وأهم من كل شيء... تدريب المعلمين قبل وخلال المهنة…
تطوير التعليم يعني أن نحافظ على المبادئ والهوية؛ ونطور العلوم والمعارف. أن يكون الكتاب المدرسي شريك المعلم ومرجعيته ولا يشكل عائقا بأسلوبه وصياغته. من منا لا يريد ذلك؟
ليس عندي شك بأننا جميعا نريد تعليما أفضل، لكننا كثيرا ما نقطع وعودا؛ ونضع خططا بحجم أحلامنا ... ثم ننجز منها فقط بقدر ما تسمح لنا مخاوفنا! لذا أدعوكم أيها المعلمون الأفاضل أن تقودوا النهضة التعليمية من داخل صفوفكم، وأن تمدوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم.. لتدعوهم للمشاركة بنهضة التعليم.
والأمر الثاني الذي سأحدثكم عنه بصراحة هو… أن المعلم في الأردن يعطينا أكثر بكثير مما نعطيه. وبأن المعلمة في الأردن تتحمل أكثر من طاقتها.
أعلم أنكم تواجهون -كل يوم- تحديات سواء لوجستية أو مادية أو اجتماعية، أن بعضكم يسري قبل الضوء ليصل إلى مدرسته. أعلم أن صفوفكم مزدحمة، أن أدواتكم قليلة، وأن الأدراج غير كافية. المنهاج طويل وجامد؛ ويصعب من مهمتكم. وبالكاد تكفي الحصة لإتمام الدرس... أعلم! عليكم جذب اهتمام جيل لا ينصاع لأساليب الأمس التربوية، جيل منغمس في عالمه الإلكتروني؛ وبين طموحه والمنهاج الذي بين يديكم عقدان على الأقل!
لكن - من بين تراكمات تلك التحديات - يشق نور المعلم طريقه. والموجودون معنا اليوم ابتكروا حلولا من رحم الحاجة ومن عمق التحدي. أثبتوا أن في الغرف المكتظة متسعا للحلول المبتكرة والأفكار الخلاقة.
لأجلهم أنا صريحة، ولهذا... للمعلمين عندي مكانة خاصة.
وأعجب ممن لا يعمل من أجل المعلم الذي نأتمنه على أبنائنا! أعجب من معلم لا يسعى لتطوير أساليبه. أعجب ممن لا يريد أن يتطور التعليم في الأردن. وأعجب ممن يخذلكم، فهو يخذل الأمل! ويزداد تقديري لكل معلم متميز وكل من يقف وراء المعلم ويدعمه.
لا تشكوا في يوم بمحورية دوركم. فإن شك المعلم بدوره، وأد أحلاما وطموحات؛ وإن آمن به، استطاع أن يغير مجرى التاريخ.
ولست أجاملكم حين أقول لكم... أنتم أبطال هذا الوطن كل يوم.
مبارك للوطن معلموه المتميزون الموجودون في هذه القاعة وخارجها، ومبارك للفائزين بالجائزة .. معلمين ومرشدين.
لا شيء يضاهي كبرياءكم ونبل عملكم.. لا شكر ينصف صبركم وتفانيكم.. ولا فرحة تساوي فرحتي بالابتسامة التي أراها أمامي اليوم. سأتذكرها، وتبقى وقودي ودافعي للعمل من أجل المعلم.
أتمنى من كل قلبي أن يفرحكم الله دائما؛ ويعطيكم على قد تعبكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
وحضر الحفل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، وأعضاء اللجنة العليا لجمعية الجائزة، وشخصيات تربوية وإعلامية، وشركاء وداعمي جمعية الجائزة من القطاعين العام والخاص. وأكثر من 1300 تربوي من جميع مديريات التربية والتعليم في المملكة، بالإضافة إلى لجان التقييم في جوائز الجمعية والمشرفين التربويين ومنسقي الجوائز.
وقال الدكتور محمد الذنيبات في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال إذا كنا قد شهدنا تراجعاً في سنين طويلة خلت فإن الطريق أمامنا مهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى لتجاوز هذا التراجع وتحويل التحديات إلى فرص نجاح بدعمكم ومتابعتكم وتوجيهاتكم الكريمة وإن المهارات المهنية التي تم تطويرها وقصص النجاح والدروس المتعلمة من التجارب التي مر بها القطاع التربوي إضافة إلى حصيلة الثروة المعرفية التراكمية لدى مؤسسات التعليم والمعاهد التربوية والمراكز التدريبية المتخصصة بمختلف انماطها ومستوياتها التعليمية تشكل نقاط قوة ورافداً لتطوير العملية التربوية وتحسين أداء التعليم.
واضاف بدأنا بوضع التصور الأولى لاستثمار إمكانات المدرسة وطاقاتها باعتبارها الوحدة الأساسية الأولى للتطوير التربوي والحاضنة له، بحيث يصبح التطوير ممارسة مدرسية حقيقية تنبع من المدرسة وتستجيب لاحتياجاتها كوحدة واحدة متكاملة ولحاجات العاملين والمتعلمين فيها.
واشار الى أن توظيف المعرفة الجديدة في مجال التكنولوجيا والافادة من تطبيقاتها الذكية في الغرفة الصفية، وتعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وفق إطار يحقق المنفعة للطرفين ويضمن شراكة فاعلة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية في المجال التربوي عوامل تتطلب زيادة تفعيلها لما لها من أثر إيجابي فعال في هذا القطاع.
وألقت المديرة التنفيذية لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي لبنى طوقان كلمة قالت فيها: "إن المنجزات التي حققتها جمعية الجائزة خلال السنوات الماضية تفرض الحاجة لتعميم هذه التجارب الإبداعية، واستنساخها، ومأسسة العمل بهذه المخرجات الغنية مع وزارة التربية والتعليم وشركاء الجمعية، لتصاغ على شكل سياسات ولوائح عمل، نتبعها لننتقل من مرحلة نشر ثقافة التميز، ونتعداها إلى تبني هذا التميّز وتطبيقه كطقس دائم الحضور في القطاع التعليمي، لا كضيف."
وأعلنت طوقان خلال كلمتها تقديم متحف الأطفال رعايته لمبادرة حديقة الرياضيات، التي أطلقتها المعلمة سوسن المجالي، لحلّ معضلة الرياضيات التي تواجه طالباتها، وهي مبادرة تستفيد منها اليوم 50 مدرسة مجاورة، وطلبة جامعة مؤتة، وحظيت بـ 42000 مشاهدة لرابطها على الإنترنت.
كما قدمت طوقان خلال الاحتفال، الذي أقيم برعاية شركة زين للعام الخامس على التوالي، الشكر لكل شركاء وداعمي وأصدقاء الجمعية على مساهمتهم في دعم رسالتها، وأكدت على أهمية اجتماع جهود كافة الأطراف المعنية للارتقاء بالقطاع التعليمي في الأردن، مؤكدة على أن الإبداع يتمّ تعليمه وتنميته في الطلبة من خلال غرسه في نفوسهم وتهيئتهم للنظر لكل ما هو مألوف بطريقة غير مألوفة، مشيرة إلى أن الإبداع اليوم لم يعد رفاهية، بل حاجة ومتطلباً رئيسياً للأمم كي تتقدم وتزدهر.
وقد تم تكريم مديريتين من مديريات التربية تقديراً لمساهماتهما في جائزة المعلم المتميز لعام 2016 ضمن المعايير التي وضعتها الجمعية.
وفي هذا الإطار، كُرمت مديرية الشونة الجنوبية على مساهمتهما في نشر ثقافةِ التميّز لعام 2016، وذلك بحصولها على أعلى نسبة متقدمين من المؤهلين لجائزة المعلم المتميز لهذا العام. كما تم تقدير نفس المديرية بحصولها أعلى نسبة من المدارس المُشارِكَة في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميِّـز للعام 2016. أما تقدير مديرية لواء ماركا فجاء نتيجة حصولها على أكبر عدد من المعلمين الواصلين لمرحلة التقييم الميداني في جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميّز للعام 2016.
أما قصص النجاح التي تضمنها الاحتفال، فكانت للتربويات المتميزيات المعلمة سلام العطي التي فازت بالجائزة عام 2010 من مديرية الرصيفة وتدرس مادة الحاسوب، والمعلمة سوسن المجالي التي فازت بالجائزة عام 2014 من مديرية الكرك وتدرس مادة الرياضيات، والمديرة اعتدال الخوالدة من مديرية بصيرا الفائزة بالجائزة عام 2015. وقد شاركت هؤلاء التربويات الحضورتجاربهن في تخطّي بعض التحديات المختلفة التي واجهنها في في عملهن ووظفن من خلالها الابتكار والإبداع. ووزعت جمعية جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي كتيبات ألقت الضوء على العديد من قصص نجاح المتميزين.
وكرمت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعلمين والمرشدين التربويين المتميزين .