الأردن: هل أدت «شيطنة» الحراك والمقاومة إلى نتائج عكسية؟
عمان جو- بسام البدارين- تقبل المحلل التلفزيوني العسكري الشهير اللواء فايز دويري، في منزله، درع جماعة الإخوان المسلمين الأردنية. تلك خطوة لها دلالات اجتماعية وأخرى سياسية. ووفقاً لصورة نشرها قياديون في الحركة الإسلامية الأردنية، زار وفد من جماعة الإخوان نجم محطة الجزيرة الشهير اللواء الدويري تكريماً لدوره في إظهار التقدير والاحترام للمقاومة الفلسطينية أثناء معركتها مع العدوان الإسرائيلي.
قيام المراقب العام للجماعة الشيخ عبد الحميد الذنيبات، الذي بقي على ولايته في موقعه التنظيمي أياماً قليلة حتى نهاية الشهر الجاري، بتسليم اللواء فايز الدويري درعاً تحت ستار صخب الجدل الذي رافق ليلة القصف الإيراني على إسرائيل أردنياً، هو رسالة سياسية من أهم مجموعات الشعبية في الأردن بامتياز.
عملياً، لا يحتاج الإخوان المسلمون إلى الجنرال المتقاعد صاحب الشخصية ونجم عبارة «حلل يا دويري» لأي سبب سياسي مباشر، وفي المقابل لا يحتاج اللواء نفسه لأي رافعة لها علاقة بالإخوان المسلمين إلا إذا كان بصدد مشروع شخصي ما للاشتباك بالخارطة السياسية الوطنية، خصوصاً بعدما أصبح العنوان الأعرض للشخصيات العسكرية المتقاعدة التي تتخذ موقفاً علنياً في المجتمع دعماً للمقاومة الفلسطينية.
زيارة الشيخ ذنيبات ورفاقه للواء الدويري، مشهد جزئي مرتبط سياسياً وإعلامياً أيضاً بتكتيك إخواني يرفع لافتة «فيتو» في وجه كل المحاولات البائسة التي برزت مؤخراً، كما يقدر المحلل السياسي مروان فاعوري في وجه فرية شيطنة الإخوان والحراك الشعبي في ضاحية الرابية. وأظهر الإخوان المسلمون في أزمة الشيطنة التي انحرفت بدورها قبل بروز ما حصل في ليلة العملية الإيرانية الجوية الكثيرة كاستحقاق، أهم جملة انضباط ملحوظة في إدارة الاشتباك.
حتى في مجلس الوزراء، اعتبر بعض الوزراء أن جماعة الإخوان المسلمين المتجذرة في المجتمع أظهرت قدراً من الحكمة والتعقل أكثر من بيانات ومقالات خصومها والمتحرشين بها على خلفية دورها بالحراك الشعبي، حيث اختفت الآن تماماً محاولات الشيطنة تلك، فيما قررت الحركة الإسلامية برمتها وليس الجماعة فقط، إعادة احتواء المشهد وتخفيض الزخم في الاعتصامات في منطقة الرابية، حتى تتكفل السلطات الحكومية بدورها بوقف الانجراف السلبي في حملات التشويه.
«حلل يا دويري» لكن مع «الإخوان المسلمين»
في كل حال، أهمية زيارة المجاملة مع اللواء الدويري واتصالات التضامن مع المراقب العام السابق للجماعة الشيخ سالم الفلاحات ومجموعته في قيادة حزب الإنقاذ والشراكة، تنضم إلى خطوات أخرى في الكمون التكتيكي للتيار الإسلامي عشية التحضير لجولة انطلاق الانتخابات النيابية إن عقدت أصلاً قبل نهاية العام 2024. في الأثناء، ثمة مشاورات توسعت قليلاً عند التيار بالتزامن مع سياسة خفض التوتر في الشارع مع شريحة أوسع من الشخصيات الوطنية، وبداية مبكرة في مطبخ القرار الإخواني للحديث عن مؤشرات واتجاهات المشاركة في الانتخابات المقبلة عندما تحصل عشية الاستعداد لانتخابات داخلية على مستوى جماعة الإخوان، يفترض أن تجري قبل نهاية الشهر الماضي تمهيداً لاختيار أو انتخاب مراقب عام جديد خلفاً للذنيبات، ومجلس شورى جديد أيضاً، وبعد ذلك مكتب تنفيذي.
لم يحدد الإسلاميون خطوتهم الإنتخابية بعد، لكن البقاء على اتصال مع شخصيات بارزة وطنياً في حراك المعلمين والقيمة التي يعكسها سياسياً تقديم درع الجماعة للجنرال الدويري، مؤشر على أن مؤسسات الحركة الإسلامية الأردنية لا تزال تمثل الحلقة الديناميكية الأكثر نشاطاً في إطار الحاضنة الاجتماعية الأردنية للمقاومة، مع ملاحظة عملياتية بيروقراطية قيلت في أحد الاجتماعات الرسمية عن نتائج عكسية لصالح الإخوان والمقاومة نتجت في الواقع إثر تمكين إسلاميين سابقين أو مطرودين من التيار الإخواني وحركة حماس من مهاجمة الجماعة والمقاومة معاً.
تلك الحملة حصرياً لم تحقق أي نجاح يذكر في الوقت الذي كان الهدف منها تقليص مساحة المناورة شعبياً أمام التيار الإخواني، وقادة المقاومة في الخارج زادت الحصيلة والذخيرة الشعبية للطرفين بعدما انجرف بعض المنشقين عن الإخوان إلى مساحات في النقد والتجريح تلعب بنيران الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
عملياً، كسب الإسلاميون الأردنيون جولة إضافية في المجتمع في الاتجاه المعاكس لما برمجته محاولة شيطنتهم، وطبعاً كسبت معهم المقاومة. ومن يبحث عن دليل يمكنه العثور عليه عندما تقرر شخصية فنية عسكرية مثل الدويري التواصل وقبول الدرع عشية انتخابات عامة أو حتى عندما تظهر الحركة الإخوانية متضامنة مع رمزها السابق والمنسحب منها الشيخ الفلاحات إثر صدور قرار قطعي قضائي بحل حزب الشراكة والإنقاذ، بعد سلسلة مواجهة بيروقراطية مع هذا الحزب المهم لن تفككك طلاسمها بعد.
يحصل ذلك الآن بوتيرة تثبت عبثية كل الاتجاهات التي حاولت شيطنة الحراك المناصر لغزة والإخوان، أو غيرهم من القوى الوطنية، فيما الجبهة الحزبية التي تخضع لتغذية وتسمين تحت ستار أنابيب الأحزاب الجديدة والتي يفترض أن ترتدي قميص التمثيل للإسلام السياسي الحزبي تبدو مفككة ومنشغلة في صراع بعض مراكز القوة داخلها.
«القدس العربي»
قيام المراقب العام للجماعة الشيخ عبد الحميد الذنيبات، الذي بقي على ولايته في موقعه التنظيمي أياماً قليلة حتى نهاية الشهر الجاري، بتسليم اللواء فايز الدويري درعاً تحت ستار صخب الجدل الذي رافق ليلة القصف الإيراني على إسرائيل أردنياً، هو رسالة سياسية من أهم مجموعات الشعبية في الأردن بامتياز.
عملياً، لا يحتاج الإخوان المسلمون إلى الجنرال المتقاعد صاحب الشخصية ونجم عبارة «حلل يا دويري» لأي سبب سياسي مباشر، وفي المقابل لا يحتاج اللواء نفسه لأي رافعة لها علاقة بالإخوان المسلمين إلا إذا كان بصدد مشروع شخصي ما للاشتباك بالخارطة السياسية الوطنية، خصوصاً بعدما أصبح العنوان الأعرض للشخصيات العسكرية المتقاعدة التي تتخذ موقفاً علنياً في المجتمع دعماً للمقاومة الفلسطينية.
زيارة الشيخ ذنيبات ورفاقه للواء الدويري، مشهد جزئي مرتبط سياسياً وإعلامياً أيضاً بتكتيك إخواني يرفع لافتة «فيتو» في وجه كل المحاولات البائسة التي برزت مؤخراً، كما يقدر المحلل السياسي مروان فاعوري في وجه فرية شيطنة الإخوان والحراك الشعبي في ضاحية الرابية. وأظهر الإخوان المسلمون في أزمة الشيطنة التي انحرفت بدورها قبل بروز ما حصل في ليلة العملية الإيرانية الجوية الكثيرة كاستحقاق، أهم جملة انضباط ملحوظة في إدارة الاشتباك.
حتى في مجلس الوزراء، اعتبر بعض الوزراء أن جماعة الإخوان المسلمين المتجذرة في المجتمع أظهرت قدراً من الحكمة والتعقل أكثر من بيانات ومقالات خصومها والمتحرشين بها على خلفية دورها بالحراك الشعبي، حيث اختفت الآن تماماً محاولات الشيطنة تلك، فيما قررت الحركة الإسلامية برمتها وليس الجماعة فقط، إعادة احتواء المشهد وتخفيض الزخم في الاعتصامات في منطقة الرابية، حتى تتكفل السلطات الحكومية بدورها بوقف الانجراف السلبي في حملات التشويه.
«حلل يا دويري» لكن مع «الإخوان المسلمين»
في كل حال، أهمية زيارة المجاملة مع اللواء الدويري واتصالات التضامن مع المراقب العام السابق للجماعة الشيخ سالم الفلاحات ومجموعته في قيادة حزب الإنقاذ والشراكة، تنضم إلى خطوات أخرى في الكمون التكتيكي للتيار الإسلامي عشية التحضير لجولة انطلاق الانتخابات النيابية إن عقدت أصلاً قبل نهاية العام 2024. في الأثناء، ثمة مشاورات توسعت قليلاً عند التيار بالتزامن مع سياسة خفض التوتر في الشارع مع شريحة أوسع من الشخصيات الوطنية، وبداية مبكرة في مطبخ القرار الإخواني للحديث عن مؤشرات واتجاهات المشاركة في الانتخابات المقبلة عندما تحصل عشية الاستعداد لانتخابات داخلية على مستوى جماعة الإخوان، يفترض أن تجري قبل نهاية الشهر الماضي تمهيداً لاختيار أو انتخاب مراقب عام جديد خلفاً للذنيبات، ومجلس شورى جديد أيضاً، وبعد ذلك مكتب تنفيذي.
لم يحدد الإسلاميون خطوتهم الإنتخابية بعد، لكن البقاء على اتصال مع شخصيات بارزة وطنياً في حراك المعلمين والقيمة التي يعكسها سياسياً تقديم درع الجماعة للجنرال الدويري، مؤشر على أن مؤسسات الحركة الإسلامية الأردنية لا تزال تمثل الحلقة الديناميكية الأكثر نشاطاً في إطار الحاضنة الاجتماعية الأردنية للمقاومة، مع ملاحظة عملياتية بيروقراطية قيلت في أحد الاجتماعات الرسمية عن نتائج عكسية لصالح الإخوان والمقاومة نتجت في الواقع إثر تمكين إسلاميين سابقين أو مطرودين من التيار الإخواني وحركة حماس من مهاجمة الجماعة والمقاومة معاً.
تلك الحملة حصرياً لم تحقق أي نجاح يذكر في الوقت الذي كان الهدف منها تقليص مساحة المناورة شعبياً أمام التيار الإخواني، وقادة المقاومة في الخارج زادت الحصيلة والذخيرة الشعبية للطرفين بعدما انجرف بعض المنشقين عن الإخوان إلى مساحات في النقد والتجريح تلعب بنيران الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
عملياً، كسب الإسلاميون الأردنيون جولة إضافية في المجتمع في الاتجاه المعاكس لما برمجته محاولة شيطنتهم، وطبعاً كسبت معهم المقاومة. ومن يبحث عن دليل يمكنه العثور عليه عندما تقرر شخصية فنية عسكرية مثل الدويري التواصل وقبول الدرع عشية انتخابات عامة أو حتى عندما تظهر الحركة الإخوانية متضامنة مع رمزها السابق والمنسحب منها الشيخ الفلاحات إثر صدور قرار قطعي قضائي بحل حزب الشراكة والإنقاذ، بعد سلسلة مواجهة بيروقراطية مع هذا الحزب المهم لن تفككك طلاسمها بعد.
يحصل ذلك الآن بوتيرة تثبت عبثية كل الاتجاهات التي حاولت شيطنة الحراك المناصر لغزة والإخوان، أو غيرهم من القوى الوطنية، فيما الجبهة الحزبية التي تخضع لتغذية وتسمين تحت ستار أنابيب الأحزاب الجديدة والتي يفترض أن ترتدي قميص التمثيل للإسلام السياسي الحزبي تبدو مفككة ومنشغلة في صراع بعض مراكز القوة داخلها.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات