إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

باص المطار


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - اول من امس كنت في المطار، وقد عدت من رحلة سفر الى الصين.
و في المطار بعدما انهيت اجراءات ختم «جواز السفر «، واخذت حقيبة السفر، تجولت في السوق الحرة، وتفتيش رجال الجمارك، واستغربت من موظف الجمارك يسألني من اين قادم؟ ولا اعرف ماذا تعني اجابتي لموظف جمارك. ولو قلت له اني قادم من امريكا او الصين او الهند، فماذا يفرق مع موظف واجبه تتفيش حقائبك و التأكد من التزام في اللوائح الجمركية.
و في حرة المطار المسافرون القادمون الى الاردن محرومون من التسوق. والتسوق محصور في بضعة انواع من شوكولاته وعطور، والمسافر محروم من شراء السجائر والدخان والتوباكو والمشروبات الكحولية.
قرار عجيب وغريب.. وفي رحلتي الاخيرة جبت اكثر من عشرة مطارات محلية ودولية.. و»مطار عمان « الدولي الوحيد على الكرة الارضية
يحرم المسافر القادم من حقه في التسوق وشراء ما يحتاج من مستلزمات السفر والحياة. و في المطار موظفو ختم الجوازات، وهم رجال أمن.. يصنعون صورة مشرقة عن الاردن، وصورة باسمة عن الاردن باستقبال الزوار والضيوف والمغادرين. موظف المطار ومعابر الحدود في واجب مميز، وفي قمة الود والتحضر واللباقة في التعامل، ويعكسون صورة بلادهم الحضارية في التعامل والخدمة، والاسلوب. وهذا هو الاردني، وهذا الاردن.
و انا اقول دائما، اي بلد وشعب تعرفه من مطاره ومعابره الحدودية.
وفي خارج المطار بحثت عن « تكسي» لتوصيلي الى البيت. و خدمة التوصيل تحتكرها شركة واحدة، ويمنع على تكسي التطبيقات الدخول الى المطار، ويحصر تقديم الى الشركة واحدة، وبحثت عن اصولها في مراقبة الشركات ولم اعثر على اصل وفصل.
و يحتكرون السعر، وكلفة النقل، ويطلبون 35 دينارا لمشوار التوصيل من المطار الى شارع الجامعة الاردنية. و 50 دينارا لمشاوير التوصيل من المطار الى جبل عمان، وقد سمعت سائقا يتحدث مع سائح اجنبي. ترددت في الاختيار ما بين تكسي او استخدام باص المطار.
اسافر كثيرا، ولا اتذكر اني استخدمت «باص المطار «. ومن باب الفضول والتوفير المالي، فانا موظف، وراتبي محدود، قررت ان اركب الباص واخوض التجربة. ركبت بالباص، ودفعت ثمن الاجرة، ومكتوب على اللوحة 8 دنانير. والمبلغ ليس رخصيا لمشوار باص من المطار الى الدوار السابع، وكما ان الباص في مسار رحلته يصل الى مجمع الشمال.
و تحرك الباص بعد ربع ساعة.. وكان مقررا ان يتحرك على موعد محدد، وهو مطلع الساعة. ولكن السائق اختفى، وسمعت ركابا وزملاء للسائق يقولون :
انه ذهب الى الصلاة، ولا ادري.
و في الطريق، وبعد ان مر الباص من جسر المطار باتجاه الدوار السابع، توقف الباص على محطة ركاب غير نظامية، ووقف ينتظر ركابا، وبعد دقائق صعد 3 ركاب، ووقفوا على الباب، واحدهم جلس بالاضافة الى راكب اخر على «كرسي مفرد «. وبعدها تحرك الباص قليلا، واذ راكب يدق على الزجاج، وتوقف الباص فجأة، ونزل الراكب في وسط الشارع، والسيارات تمر مسرعة.
و تحرك وسار الباص، وعلى مسافة قريبة ايضا، توقف الباص فجأة الى عمال من جنسيات عربية، ومن هيئتهم ولبساهم من السهل التعرف على هويتهم، وصعدوا الباص، ويحملون معهم عدة «الورشة والشغل».
ووقف احدهم بالقرب من باب الباص، واما الثاني فقد افترش ارض الباص، ووضع عدة الشغل على الارض، وبدأوا يتحدثون عن الطراشة واسعار المتر، وانه الشغل خف عن زمان، والناس تبلش تعمل صيانة في الصيف، وانه لهم ديون في السوق، وحكوا بصوت عال كلاما مهما في قطاع البناء والتشييد في الاردن. و ما ان وصل الباص الى «كازية المناصير» على طريق المطار كان عدد ركابه اضعاف العدد المقرر قانونيا.
والغريب أن الباص يمر أمام دوريات عديدة على الطريق.
«باص المطار» لونه اصفر. و ليس مكتوب على «البودي « اي اشارة لاسم الشركة او مشغل النقل العمومي. و اسخدامي باص المطار، هي تجربة، ولن تكرر ابدا، ولو اني اعود من المطار مشيا على الاقدام..
و الباص وما شاهدت، وتابعت، ورأيت في عيني من معاملة وتكدس للركاب وعدم التزام في قانون السير نزع لذة وبريق رحلة الصين وشوقي الى الاردن.
و اتمنى لو ان وزيرة النقل، وهي ذاهبة او راجعة من المطار ان تستخدم وتستقل باص المطار، وتخوض التجربة. و لماذا يصرون على تشويه و تكسير صورة الاردن؟ وثمة ما مجهول وخفي سري في ملف باص المطار الاصفر، وملف النقل في مطار عمان. وهي ملاحظات عاجلة وخاطفة من مسافر اردني، وافردها امام الحكومة ووزيرة النقل، وامام ادارة السير، وامام الناس.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :