إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

شمال غزة بين حرب الإبادة وحرب التجويع


عمان جو - بقلم: هبة الجوارنة - في 12 أكتوبر 2023، صرح وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن رفع الحصار عن غزة لن يتم إلا بعد عودة الأسرى الذين اخذتهم حركة حماس بأمان إلى وطنهم؛ وفي 21 أكتوبر 2023، تم السماح بدخول 20 شاحنة فقط من المساعدات طبية عبر معبر رفح دون السماح حتى اللحظة بدخول الوقود والماء للقطاع.


وإضافة إلى الوضع المأساوي في شمال القطاع أنهُ لا يتم تسليم المساعدات الإنسانية إلا بصعوبة، مما يغرق السكان وفقاً لأدلة موثوقة في حالة مجاعة، واشارت التقديرات إلى أن 70٪ من سكان هذه المنطقة يواجهون حالة مجاعة. فإسرائيل تمنع الوصول إلى شمال غزة بصورة كاملة، ويتم رفض العديد من المهام الإنسانية بصورة تعسفية، كما يتم أحياناً اعتقال عمال الإغاثة عند نقاط التفتيش العسكرية؛ وصرخات من أهالي الشمال للإغاثة من حرب التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المدنيين في شمال القطاع حيث أنّ الجوع اصبح يقتل الصغار والكبار.



ووثقت عدسات المصورين لتفاقم المجاعة في شمال قطاع غزة الذي يتعرض للحصار الخانق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أشهر، وبالتزامن مع انتشار الكثير من الصور القادمة من غزة على منصات التواصل الإجتماعي؛ أطلق جمهور منصات التواصل هاشتاغ "شمال غزة يموت جوعًا"، من أجل نقل معاناة الأهالي وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس.



وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع في الأيام الأخيرة، وذلك للتحذير من تداعيات مظاهر المجاعة التي يواجهها سكان هذا الجزء من قطاع غزة، الذين يقدّر عددهم بنحو 300000 من الفلسطينيين والفلسطينيات.



ونشر مراسل الجزيرة "أنس الشريف" صورة لطفل قد برزت عظامه وغارت عيناه وشحب وجهه وتجعد جلده وكأنه هيكل عظمي بسبب نفاذ الغذاء في شمال القطاع معلقاً على الصورة "الأطفال بتموت من الجوع، هذا الطفل بجسده الهزيل يشرح المعاناة بتفاصيلها الموجعة والمؤلمة!"



واشتكى الصحفي "أسامة العشي" حالة الجوع التي يعيشها مع أفراد أسرته بسبب الحصار الإسرائيلي وكتب "أنا الصحفي أسامة العشي من مدينة غزة، جعان كتير، وعندي جنين في بطن زوجتي كمان جعان كتير، وزوجتي كتير خايف عليها لانها جعانة كتير، أهلي وصحابي وجيراني جعانين كتير".



وحذرت منظمات الإغاثة الدولية منذ فترة من أن سكان قطاع غزة على حافة المجاعة بسبب عدم قدرتهم على استلام الإمدادات الإنسانية، وخصوصاً بعد أن احتلت إسرائيل معبر رفح وأغلقته، وهو نقطة الدخول الرئيسية لشاحنات المساعدات.


وبحسب مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا "جولييت توما" يحتاج سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى 500 شاحنة مساعدات على الأقل يومياً؛ ونظراً إلى عدم وصول هذا العدد من الشاحنات، فإن هذا يعني وفقاً لمنظمة ActionAid UK الخيرية، وهي إحدى المنظمات المستقلة العديدة التي تقدم المساعدات في قطاع غزة.


وبحسب التقارير يعاني جميع سكان القطاع؛ أي 2.3 مليون نسمة، اليوم من حالة انعدام الأمن الغذائي؛ ويعاني 346 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية؛ بالإضافة لمعاناة 50400 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وتحتاج 160,000 امرأة حامل ومرضعة إلى تغذية إضافية لتجنب سوء التغذية.



وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، نقلاً عن شركاء يعملون على الأرض، إن واحداً من كل ثلاثة أطفال في شمال غزة يعانون سوء التغذية الحاد أو الهزال؛ وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي للحكومة التي تديرها حركة «حماس» في غزة، إن السجلات تظهر أن 33 تُوفوا بسبب سوء التغذية في القطاع، لكنه أضاف أن العدد قد يكون أعلى.


وأضافت اليونيسيف "في قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي، مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم".


واعتبرت اليونيسيف هذه الحالة في غزة "دليلاً على التأثير المروع للصراع والقيود على قدرة الأسر الفلسطينية على تلبية احتياجات أطفالهم الغذائية" وفق الخطر الذي يواجهه الاطفال بتعرضهم لسوء التغذية المهدد لحياتهم.


وتزعمت قوات الاحتلال بأنها لا تفرض أي قيود على الإمدادات الإنسانية للمدنيين في القطاع وألقت باللوم على الأمن المتحدة في بطء توصيل المساعدات و وصفتها بان عملياتها غير فعالة.


لكن مع ظهور شبح المجاعة في المنطقة ووفاة 29 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف، أصبح يتوجب الضغط على اسرائيل في جميع المحافل العالمية لإنهاء حرب التجويع التي تمارسها ضد المدنيين العزل في القطاع في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ السابع من اكتوبر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :