إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حرب أهلية في أمريكا


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ترامب ان لم يفز بالانتخابات الرئاسية هدد بالعنف واقتحام البيت الابيض « الكابيتول «، وقال ان امريكا تواجه خطر حرب اهلية. و في الجولة الانتخابية الرئاسية قبل الاخيرة ما بين بايدن وترامب، هدد الاخير بانه سيكون اخر رئيس لامريكا. و اشباح الحرب الاهلية تحوم حول امريكا. وانتخابات الرئاسة تقرع طبول حرب اهلية، وحيث يقف انصار ومؤديو ترامب في خندق مناوئ وخارج سياقات اللعبة الديمقراطية، ويهددون باقصاء ترامب او التلاعب في النتائج والتزوير الانتخابي.
و صرنا نسمع اخبارا عن انتخابات امريكا « ام الديمقراطية « والليبرالية الغربية. وفي لحظة تخال ان الاخبار عن ديمقراطية في بلد من العالم الثالث، وديمقراطية حديثة النشأة والولادة.
فماذا يعني قول ترامب ان انصاره لن يقفوا مكتوفي الايدي، وانهم سوف يدافعون عن اصواتهم في صناديق الاقتراع وخيار ترشيحه بالقوة، وقوة السلاح والدم ؟!
ترامب، مسكون في عقيدة وايدولوجيا المسيح المخلص، ونهاية التاريخ والكون. وانا اكتب عن «حرب اهلية في امريكا» يداي ترتجفان، و»الكيبورد « مرعوب، والكلمات تقطعت، ولا اصدق ما اكتب، وهل هو من وحي السماء والحتمية القدرية والتاريخية ام انها زلة وعبث في تفكير صحفي يلعن امريكا صباحا ومساء.
امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا. رحم الله الشاعر محمود درويش. اه اه اه.. فكم ان امريكا انتجت حروبا اهلية، وكم دعمت ومولت وساندت وصنعت فتنا وفوضى وتطرفا وارهابا وحروبا اهلية في بلادنا العربية. امريكا في الشرق الاوسط رسمت خرائط جديدة. والسياسة الامريكية انقلبت على سايكس بيكو، واعادة رسم خرائط المنطقة، وتجزئة ما هو مجزأ، واعادة فك وتركيب هويات شعوب ودول المنطقة.
و اشعال حروب طائفية، وفتن اهلية، وتحالفات امريكية « استعمارية « مع هويات طائفية فرعية، وبرمجة المنطقة : دولا وشعوبا على حدود طوائف وهويات دينية، ومذاهب واعراق، ورسمها بالدم والحروب الاهلية.
و في المبارازة الاخيرة بين المرشحين ترامب كمرشح للحزب الجمهوري وبايدن كمرشح للحزب الديمقراطي. وبدا بايدن متلعثما، وحديثه اقرب الى الكلمات المتقاطعة والتأتأة، وغير مفهوم، والرجل شارد الذهن واقرب الى البلاهة، ورجل مشحون ب»بطارية كهرباء»، وقد نفذ شحنه. المناظرة وضعت مصير ترشح بايدن للانتخابات محط مراجعة وسؤال.. واثارة غضب وانزعاج الديمقراطيين وانصار بايدن.. وتسللت اخبار عن بحث الديمقراطيين عن مرشح رئاسي بديل لبايدن.
فهل هو قدر الامريكان، فخيارهم بين سيئ وأسوأ.. وهل معقول ان خيارات الحزبين الديمقراطي والجمهوري تنحصر في مرشحين على شاكلة ترامب وبايدن ؟
ثمة ما يدفع الى السؤال بقلق عن ديمقراطية امريكا وملامح غروبها. وهل الديمقراطية الامريكية تحولت من اداء سلمي في صناعة التغيير والتنوع السياسي والطريق الى السلطة الى مولد لحرب اهلية ؟
من عقود عبر مفكرون وسياسيون أمريكيون عن ازمة ومحنة الديمقراطية الامريكية. وكيف ان المال والحملات الدعائية والتلاعب في مؤثرات الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي كفيلة لصناعة مرشح رئاسي من المجهول والعدم واللاشيء. و هو ما حصل مع ترامب، وحصل ايضا في فرنسا مع ماكرون القادم من المجهول الى عالم السياسة الفرنسية. وبلادنا في سنوات ما يسمى الربيع العربي، وعشرية الدم والفتن استطاعت ان تكشف عن زيف وكذبة الديمقراطية على الطريقة الغربية.. وحملات وشعارات الشعب يريد اسقاط النظام، كانت نتاج الى تحالف بين السوشل ميديا وقنوات فضائية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :