هل يلجأ التيار الإسلامي الأردني إلى «خلطة» مرشحين «جاذبة جداً للأصوات»؟
عمان جو - بسام البدارين - قد لا يتعلق الأمر بكمون تكتيكي يفترضه خصوم الحركة الإسلامية الأردنية هذه الأيام بقدر ما يتعلق بالرغبة في تجهيز قوائم ترشيح انتخابية منتقاة بعناية وضمن موازين أعلنها مرتين على الأقل المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة، عندما تعهد بعدم السعي انتخابياً للمغالبة.
المقصود أن التيار الإسلامي الذي يتحرك ضمن فضاء تصويتي قد يصل إلى 20 ٪ على الأقل من الأصوات المنظمة الملتزمة، يعلن حسن نياته مسبقاً تجاه مخاوف السلطات وزهده السياسي في مواقع مقاعد البرلمان في الصف الأول. العضايلة ورفاقه ركزوا في بعض التفاصيل الانتخابية حتى الآن بصيغة توجه الرسائل الناعمة.
وفي الوقت الذي يؤسس خطاب الإخوان المسلمين فيه لمنهجية عدم السعي إلى المغالبة، بمعنى الزهد بالأغلبية في البرلمان مسبقاً، قد يكون المتربصون بنتائج الانتخابات المهمة القادمة في 10 أيلول المقبل معنيين ليس فقط بحرمان التيار الإسلامي من الأغلبية البرلمانية، بل بمنعه أيضاً من تشكيل كتلة صلبة ذات حضور قوي في سلطة التشريع وعلى اعتبار معرفة المراقبين جميعاً مسبقاً بأن القوة التشريعية والرقابية للنائب الإسلامي المنظم قد تبلغ 5 أضعاف قوة غيره، سواء من ممثلي الخدمات أو حتى بقية التيارات الوسطية الاجتماعية.
بكل حال، عنوان المواجهة التكتيكي مع الإسلاميين في الانتخابات المقبلة ليس منعهم عن الأغلبية، فهم لا يريدون أصلاً تحمل مسؤولياتها، بل سياق تكتيكي يكثف القوة لأحزاب الوسط؛ بمعنى أيضاً عزل تأثير كتلة صلبة للإسلاميين، ما يقلق المعنيين عموماً من جزئية الإقصاء بعد الانتخابات.
وسط توجه لرسائل ناعمة… «وجه جديد ومعلم ناشط»
في كل حال، كمون التيار الإسلامي وتأخره في إعلان قوائم مرشحيه العامة الأساسية، له موجبات قد تكون تكتيكية، لكن له أيضاً مسببات وخلفيات مرتبطة بتوازنات القوى داخل التيار ورغبة الكثير من الأطراف بالترشح للانتخابات، إضافة إلى مقتضيات تقنية تحسم فرصة مرشح دون آخر عند الإسلاميين، خلافاً طبعاً لأن هوية أسماء المرشحين وخصوصاً في القائمة العامة الحزبية، هي بحد ذاتها رسائل سياسية.
موجبات «تكتيكية»
أغلب التقدير، سياسياً، أن التيار الإسلامي الأردني في انتخابات أيلول المقبلة يخطط لكتلة صلبة ومتماسكة فقط في البرلمان المقبل لإظهار جديته في دعم مسارات التحديث السياسي وزهده الكبير بالأغلبية.
لكن في المقابل، حتى ذلك قد لا يسمح به، أو يفترض بعض الإسلاميين أنه غير مسموح لأن وجهتي نظر تتنازعان مسألة الانتخابات والإسلاميين خلف الستائر الرسمية هذه الأيام:
وجهتا نظر
وجهة النظر الأولى تعتبر أن وجود التيار الإسلامي مسألة قدرية سياسية، وينبغي للتركيز أن يحصل على دعم وإسناد التيارات الوسطية والإسلامية الأخرى.
لذا، المجازفة بوجود كتلة متماسكة للإسلاميين تحت قبة البرلمان وعدم الانشغال الآن بعدد مقاعدهم مادامت الأغلبية بكل حال مضمونة للتيارات الوسطية.
وجهة النظر الأخرى تقول بالحاجة لعدم المجازفة، وتأخذ بالاعتبار أن الأصوات منظمة في المجتمع للتيار الإسلامي، واحتمالات الزيادة والتوسع في ظل إيقاعات معركة طوفان الأقصى واردة.
وأصحاب هذا الرأي ـ مسؤولين وموظفين في الميدان ـ يريدون لفت نظر السياق العملياتي برمته، إلا أن بعض الأصوات غير المتوقعة عندما تقرر التصويت لغزة والمقاومة الفلسطينية في انتخابات محلية، ستكسب الإخوان المسلمين حصراً.
ثمة قرينة استعملت في المشاورات خلف الكواليس لإثبات أهمية وجهة النظر الثانية، وهي المفاجأة التي حصلت في انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعة الأردنية عندما صوت الطلبة تحت عناوين غزة وللطوفان بنسبة 50٪ لصالح الإسلاميين، وعندما حصل على المركز الأول في الأصوات شاب إسلامي كان معتقلاً في السجن أثناء الاقتراع والحملة الانتخابية للطلاب، مع أنه معتقل بسبب نشاطه في مناصرة وإسناد غزة.
رسائل إقصاء
في كل حال، مألوف جداً أن تتصدر المخاوف من الإسلاميين تحديداً عشية انتخابات. وطبيعي بالمقابل، أن يلجأ مطبخ الحركة الإسلامية إلى جملة صمت وكمون تكتيكية قدر الإمكان وسط تداول أسماء هنا وهناك لهوية المرشحين ووسط الأنباء والتسريبات التي تتوقع تفاضلاً عددياً لنشطاء حراك المعلمين تحديداً في خلطة للمرشحين قد يلجأ لها الإسلاميون، الأمر الذي يقرع طبعاً كل أجراس الإنذار عند خصومهم، سواء في الأحزاب السياسية الوسطية الحديثة أو خارجها.
اعتبر التيار الإسلامي أن رسائل إقصاء منهجية مبكرة قد وصلته باعتقال المرشح البارز عن مدينة العقبة للناشط السياسي الإسلامي الكبير خالد لجهني والذي عبر قبل احتجازه الأسبوع الماضي مباشرة لـ «القدس العربي» عن مخاوفه من مضايقات يتعرض لها بعدما أصبح من كبار اللاعبين الانتخابيين في محافظة العقبة جنوبي البلاد ضمن الوجوه الجديدة التي يرغب التيار بتقديمها.
الجهني أوقفته السلطات باتهامات غير محددة، لكن لها علاقة بالجرائم الإلكترونية، وبدا لافتاً للمطبخ الانتخابي في المطبخ الإسلامي أن ناشطاً كبيراً آخر تم توقيفه في اليوم التالي لقرار لجنة فرعية بتسميته مرشحاً في الانتخابات. ويرغب الإسلاميون بفهم خلفية هذه التوقيفات وقواعدهم تضغط في اتجاه خطاب تصعيدي.
لكن حسابات الملف الانتخابي تضغط بالتوازي بتجنب خلط الأوراق. وإذا ما تحققت نبوءة استقطاب معلمين بارزين ضمن لوائح الترشيح العامة والفرعية، فالحديث هنا عن خلطة جاذبة جداً لجمهور الناخبين لكنها مقلقة لكل من يحاول السعي لتبرير التدخلات في الانتخابات قبل الاقتراع على الأقل باعتبارها خطوات تنسجم مع المصالح الوطنية، مع أن لاعباً سياسياً خبيراً من وزن الدكتور ممدوح العبادي يعيد عبر «القدس العربي» تذكير الجميع بلغز القوة الكبيرة الكامن في المسألة الديمقراطية، وهو تقبل أي نتائج تفرزها صناديق الاقتراع بنزاهة وحرية.
«القدس العربي»
المقصود أن التيار الإسلامي الذي يتحرك ضمن فضاء تصويتي قد يصل إلى 20 ٪ على الأقل من الأصوات المنظمة الملتزمة، يعلن حسن نياته مسبقاً تجاه مخاوف السلطات وزهده السياسي في مواقع مقاعد البرلمان في الصف الأول. العضايلة ورفاقه ركزوا في بعض التفاصيل الانتخابية حتى الآن بصيغة توجه الرسائل الناعمة.
وفي الوقت الذي يؤسس خطاب الإخوان المسلمين فيه لمنهجية عدم السعي إلى المغالبة، بمعنى الزهد بالأغلبية في البرلمان مسبقاً، قد يكون المتربصون بنتائج الانتخابات المهمة القادمة في 10 أيلول المقبل معنيين ليس فقط بحرمان التيار الإسلامي من الأغلبية البرلمانية، بل بمنعه أيضاً من تشكيل كتلة صلبة ذات حضور قوي في سلطة التشريع وعلى اعتبار معرفة المراقبين جميعاً مسبقاً بأن القوة التشريعية والرقابية للنائب الإسلامي المنظم قد تبلغ 5 أضعاف قوة غيره، سواء من ممثلي الخدمات أو حتى بقية التيارات الوسطية الاجتماعية.
بكل حال، عنوان المواجهة التكتيكي مع الإسلاميين في الانتخابات المقبلة ليس منعهم عن الأغلبية، فهم لا يريدون أصلاً تحمل مسؤولياتها، بل سياق تكتيكي يكثف القوة لأحزاب الوسط؛ بمعنى أيضاً عزل تأثير كتلة صلبة للإسلاميين، ما يقلق المعنيين عموماً من جزئية الإقصاء بعد الانتخابات.
وسط توجه لرسائل ناعمة… «وجه جديد ومعلم ناشط»
في كل حال، كمون التيار الإسلامي وتأخره في إعلان قوائم مرشحيه العامة الأساسية، له موجبات قد تكون تكتيكية، لكن له أيضاً مسببات وخلفيات مرتبطة بتوازنات القوى داخل التيار ورغبة الكثير من الأطراف بالترشح للانتخابات، إضافة إلى مقتضيات تقنية تحسم فرصة مرشح دون آخر عند الإسلاميين، خلافاً طبعاً لأن هوية أسماء المرشحين وخصوصاً في القائمة العامة الحزبية، هي بحد ذاتها رسائل سياسية.
موجبات «تكتيكية»
أغلب التقدير، سياسياً، أن التيار الإسلامي الأردني في انتخابات أيلول المقبلة يخطط لكتلة صلبة ومتماسكة فقط في البرلمان المقبل لإظهار جديته في دعم مسارات التحديث السياسي وزهده الكبير بالأغلبية.
لكن في المقابل، حتى ذلك قد لا يسمح به، أو يفترض بعض الإسلاميين أنه غير مسموح لأن وجهتي نظر تتنازعان مسألة الانتخابات والإسلاميين خلف الستائر الرسمية هذه الأيام:
وجهتا نظر
وجهة النظر الأولى تعتبر أن وجود التيار الإسلامي مسألة قدرية سياسية، وينبغي للتركيز أن يحصل على دعم وإسناد التيارات الوسطية والإسلامية الأخرى.
لذا، المجازفة بوجود كتلة متماسكة للإسلاميين تحت قبة البرلمان وعدم الانشغال الآن بعدد مقاعدهم مادامت الأغلبية بكل حال مضمونة للتيارات الوسطية.
وجهة النظر الأخرى تقول بالحاجة لعدم المجازفة، وتأخذ بالاعتبار أن الأصوات منظمة في المجتمع للتيار الإسلامي، واحتمالات الزيادة والتوسع في ظل إيقاعات معركة طوفان الأقصى واردة.
وأصحاب هذا الرأي ـ مسؤولين وموظفين في الميدان ـ يريدون لفت نظر السياق العملياتي برمته، إلا أن بعض الأصوات غير المتوقعة عندما تقرر التصويت لغزة والمقاومة الفلسطينية في انتخابات محلية، ستكسب الإخوان المسلمين حصراً.
ثمة قرينة استعملت في المشاورات خلف الكواليس لإثبات أهمية وجهة النظر الثانية، وهي المفاجأة التي حصلت في انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعة الأردنية عندما صوت الطلبة تحت عناوين غزة وللطوفان بنسبة 50٪ لصالح الإسلاميين، وعندما حصل على المركز الأول في الأصوات شاب إسلامي كان معتقلاً في السجن أثناء الاقتراع والحملة الانتخابية للطلاب، مع أنه معتقل بسبب نشاطه في مناصرة وإسناد غزة.
رسائل إقصاء
في كل حال، مألوف جداً أن تتصدر المخاوف من الإسلاميين تحديداً عشية انتخابات. وطبيعي بالمقابل، أن يلجأ مطبخ الحركة الإسلامية إلى جملة صمت وكمون تكتيكية قدر الإمكان وسط تداول أسماء هنا وهناك لهوية المرشحين ووسط الأنباء والتسريبات التي تتوقع تفاضلاً عددياً لنشطاء حراك المعلمين تحديداً في خلطة للمرشحين قد يلجأ لها الإسلاميون، الأمر الذي يقرع طبعاً كل أجراس الإنذار عند خصومهم، سواء في الأحزاب السياسية الوسطية الحديثة أو خارجها.
اعتبر التيار الإسلامي أن رسائل إقصاء منهجية مبكرة قد وصلته باعتقال المرشح البارز عن مدينة العقبة للناشط السياسي الإسلامي الكبير خالد لجهني والذي عبر قبل احتجازه الأسبوع الماضي مباشرة لـ «القدس العربي» عن مخاوفه من مضايقات يتعرض لها بعدما أصبح من كبار اللاعبين الانتخابيين في محافظة العقبة جنوبي البلاد ضمن الوجوه الجديدة التي يرغب التيار بتقديمها.
الجهني أوقفته السلطات باتهامات غير محددة، لكن لها علاقة بالجرائم الإلكترونية، وبدا لافتاً للمطبخ الانتخابي في المطبخ الإسلامي أن ناشطاً كبيراً آخر تم توقيفه في اليوم التالي لقرار لجنة فرعية بتسميته مرشحاً في الانتخابات. ويرغب الإسلاميون بفهم خلفية هذه التوقيفات وقواعدهم تضغط في اتجاه خطاب تصعيدي.
لكن حسابات الملف الانتخابي تضغط بالتوازي بتجنب خلط الأوراق. وإذا ما تحققت نبوءة استقطاب معلمين بارزين ضمن لوائح الترشيح العامة والفرعية، فالحديث هنا عن خلطة جاذبة جداً لجمهور الناخبين لكنها مقلقة لكل من يحاول السعي لتبرير التدخلات في الانتخابات قبل الاقتراع على الأقل باعتبارها خطوات تنسجم مع المصالح الوطنية، مع أن لاعباً سياسياً خبيراً من وزن الدكتور ممدوح العبادي يعيد عبر «القدس العربي» تذكير الجميع بلغز القوة الكبيرة الكامن في المسألة الديمقراطية، وهو تقبل أي نتائج تفرزها صناديق الاقتراع بنزاهة وحرية.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات