كلام جارح لا بد من قوله
عمان جو - دول العالم المتطورة تمكنت من تحويل النفايات إلى طاقة، فهذا زمن الطاقة الخضراء، وفي العالم العربي تحولت النفايات الى حفنة شهيرين وشهيرات، يجمعون المال بلا اي معيار.
هذا كلام جارح، لكنه يقترب من الحقيقة جدا، والذي يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي يكتشف ان اغلب المحتوى هابط جدا، فهو محتوى يقوم على الجنس والايحاء بالكلام والتعري والافساد وعلى اثارة الشقاق والنزاع والحروب الدينية والطائفية والمذهبية، او السحر والشعوذة، او على التحريض على الاستقرار، وبث الاتهامات، فوق الانماط الغربية على مستوى التصرفات واللباس، بما يجعلها تنتقل كعدوى فيروسية وسط هذه الاجيال.
لا تنطبق القصة على الكل، لكن اغلب المحتوى العربي هابط جدا بكل المعايير وتجد بالمقابل من يبثون المحتوى النظيف في مجالات مختلفة، اخلاقية وسياسية ودينية وثقافية، لكنهم استثناء وسط هذا السيل الجارف الذي يغزو العالم العربي والذي كشف للمفارقة استعداد كثيرين وكثيرات، لفعل اي شيء، من اجل جمع المال عبر حساباتهم، الى درجة ادخال ثقافة استهزاء الرجل بزميله في العمل مثلا من باب التندر، او سخرية الام من الاب، او سخرية الابن من شقيقه، او سخرية البنت من ابنة عمها، او الطالبة من مدرستها، والامثلة لدينا بالآلاف، ممن يمكن تصنيفهم بأخطر المؤثرين والمؤثرات الذي يحطمون يوميا ثقافة العيب، ويصنعون اعتيادا مزيفا للقواعد الاجتماعية الجديدة، في سياق اعادة انتاج المجتمعات.
الادهى والامر ما تكتشفه من استعداد العرب للتعليق ووضع اللايكات، حيث يدخل الآلاف الى كل بث مباشر، ويدعمون صاحب الحساب، وهكذا الكل يتشابه في الدور الا من رحم ربي.
المحتوى العربي على الانترنت لا بد من وضع معايير له، ومراجعته، على مستوى الدول، فلا يجوز ان يتفرج الجميع على هذا المستوى الهابط الذي يتسلل الى الشعوب، فيحطم كل المعايير الاخلاقية والدينية والوطنية، ويعيد انتاج الاجيال الجديدة واغلبها من صغار السن، الذين يتم حقنهم بهذه الجرعات يوميا من خلال اجهزة الموبايل، تمهيدا لبثهم بين الناس.
التدقيق على المحتوى لا يأتي بهدف قمع الحريات، لأننا كلما طالبنا بالتدقيق على هذا المحتوى خرج علينا انصار الحريات لاتهامنا بالرجعية والتحجر، ومحاولتنا التذرع بتنظيم المحتوى ومعاييره، الى هدف غير معلن، اي قمع الحريات السياسية، والقصة هنا لا تتعلق بالحريات السياسية ابدا، بل بالتخريب الاجتماعي الجاري يوميا في اغلب الدول العربية.
من المفارقة ان عمليات الابلاغ عن هذه الحسابات لا تتجاوب معها الشركات المشغلة بهذه السهولة، لأن الشركة المشغلة لديها معايير مختلفة عن هذه المنطقة، وما يثير حساسيتك لا يثير غضب احد في مجتمعات ثانية، والخلاصة هنا تقول اننا امام غزو ثقافي يراد عبره غسل عقول اهل هذه المنطقة، وخفض قيمة العيب، والتهوين من المحرمات.
وصفت الكلام بكونه جارحا لأن الكل سيخرج ويدافع عن سمعته ونفسه ويقول لك انك تعمم مثلا، او تقصد احدا بحد ذاته، وهذا غير صحيح، وهذه علل وامراض لا بد من معالجتها حتى لا نصحو على مجتمعات بلا هوية على كل المستويات، دون ان يعني صون الهوية، اي تحجر، او عدم قدرة على التعلم، او التعامل مع بقية الامم، والانفتاح على تجاربها، بما يجعلنا نجاهر بكوننا ننتمي الى "اليمين الاجتماعي المحافظ" بما يعنيه من تحذير عميق امام كل هذا التفريط، الذي ستتبدى كلفه الخطيرة على المدى المتوسط ثم البعيد.
وسائل التواصل الاجتماعي تحولت الى وسائل هدم بنيوية، وأدوات في يد مشاريع ثانية، فيما الكل يتفرج، ويعتقد ان ادامتها بهذه الطريقة تعبير عن حماية حقوق الانسان!.
هذا كلام جارح، لكنه يقترب من الحقيقة جدا، والذي يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي يكتشف ان اغلب المحتوى هابط جدا، فهو محتوى يقوم على الجنس والايحاء بالكلام والتعري والافساد وعلى اثارة الشقاق والنزاع والحروب الدينية والطائفية والمذهبية، او السحر والشعوذة، او على التحريض على الاستقرار، وبث الاتهامات، فوق الانماط الغربية على مستوى التصرفات واللباس، بما يجعلها تنتقل كعدوى فيروسية وسط هذه الاجيال.
لا تنطبق القصة على الكل، لكن اغلب المحتوى العربي هابط جدا بكل المعايير وتجد بالمقابل من يبثون المحتوى النظيف في مجالات مختلفة، اخلاقية وسياسية ودينية وثقافية، لكنهم استثناء وسط هذا السيل الجارف الذي يغزو العالم العربي والذي كشف للمفارقة استعداد كثيرين وكثيرات، لفعل اي شيء، من اجل جمع المال عبر حساباتهم، الى درجة ادخال ثقافة استهزاء الرجل بزميله في العمل مثلا من باب التندر، او سخرية الام من الاب، او سخرية الابن من شقيقه، او سخرية البنت من ابنة عمها، او الطالبة من مدرستها، والامثلة لدينا بالآلاف، ممن يمكن تصنيفهم بأخطر المؤثرين والمؤثرات الذي يحطمون يوميا ثقافة العيب، ويصنعون اعتيادا مزيفا للقواعد الاجتماعية الجديدة، في سياق اعادة انتاج المجتمعات.
الادهى والامر ما تكتشفه من استعداد العرب للتعليق ووضع اللايكات، حيث يدخل الآلاف الى كل بث مباشر، ويدعمون صاحب الحساب، وهكذا الكل يتشابه في الدور الا من رحم ربي.
المحتوى العربي على الانترنت لا بد من وضع معايير له، ومراجعته، على مستوى الدول، فلا يجوز ان يتفرج الجميع على هذا المستوى الهابط الذي يتسلل الى الشعوب، فيحطم كل المعايير الاخلاقية والدينية والوطنية، ويعيد انتاج الاجيال الجديدة واغلبها من صغار السن، الذين يتم حقنهم بهذه الجرعات يوميا من خلال اجهزة الموبايل، تمهيدا لبثهم بين الناس.
التدقيق على المحتوى لا يأتي بهدف قمع الحريات، لأننا كلما طالبنا بالتدقيق على هذا المحتوى خرج علينا انصار الحريات لاتهامنا بالرجعية والتحجر، ومحاولتنا التذرع بتنظيم المحتوى ومعاييره، الى هدف غير معلن، اي قمع الحريات السياسية، والقصة هنا لا تتعلق بالحريات السياسية ابدا، بل بالتخريب الاجتماعي الجاري يوميا في اغلب الدول العربية.
من المفارقة ان عمليات الابلاغ عن هذه الحسابات لا تتجاوب معها الشركات المشغلة بهذه السهولة، لأن الشركة المشغلة لديها معايير مختلفة عن هذه المنطقة، وما يثير حساسيتك لا يثير غضب احد في مجتمعات ثانية، والخلاصة هنا تقول اننا امام غزو ثقافي يراد عبره غسل عقول اهل هذه المنطقة، وخفض قيمة العيب، والتهوين من المحرمات.
وصفت الكلام بكونه جارحا لأن الكل سيخرج ويدافع عن سمعته ونفسه ويقول لك انك تعمم مثلا، او تقصد احدا بحد ذاته، وهذا غير صحيح، وهذه علل وامراض لا بد من معالجتها حتى لا نصحو على مجتمعات بلا هوية على كل المستويات، دون ان يعني صون الهوية، اي تحجر، او عدم قدرة على التعلم، او التعامل مع بقية الامم، والانفتاح على تجاربها، بما يجعلنا نجاهر بكوننا ننتمي الى "اليمين الاجتماعي المحافظ" بما يعنيه من تحذير عميق امام كل هذا التفريط، الذي ستتبدى كلفه الخطيرة على المدى المتوسط ثم البعيد.
وسائل التواصل الاجتماعي تحولت الى وسائل هدم بنيوية، وأدوات في يد مشاريع ثانية، فيما الكل يتفرج، ويعتقد ان ادامتها بهذه الطريقة تعبير عن حماية حقوق الانسان!.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات