الشيخ أبو العبد رحل وهو يكرر رسالتين: «اشتقنالكم» و«أمن واستقرار الأردن عقيدة»
عمان جو - بسام البدارين - كيف يمكن الرهان على شريك «يعربد» بالمعنى الحرفي، في المنطقة فيقصف هنا ويغتال هناك؟
لعل هذا هو السؤال الذي يقترحه رجل دولة وسياسة أردني خبير مثل الرئيس طاهر المصري، وهو ينعى في أول تعليق صباحي له القائد المجاهد الشيخ إسماعيل هنية.
المصري وفي الزاوية الأردنية من هذا التطور الحاد، أبلغ صحيفة جو 24 الإلكترونية في وقت مبكر صباح الأربعاء، بأن الخطر بات على الأعتاب والنار تقترب من ثوبنا. لذلك، لا يجوز أن ننظر للأمور ونتعاطى مع المجريات كما تفعل الدول العربية الأخرى.
ذلك تعليق سريع من شخصية سياسية أردنية وازنة كانت على تواصل إنساني بين الحين والآخر مع القائد الشهيد إسماعيل هنية.
يعرف المصري قبل وأكثر من غيره، تلك المعادلات التي طرحها معه ومع غيره من السياسيين الأردنيين القائد الشهيد أبو العبد، بعنوان «أمن واستقرار الأردن عقيدة».
أو بعنوان «كل ما تريده حماس التي تتفهم الاعتبارات والمصالح الأردنية، هو أن لا تشارك عمان بالتيار الناشئ عند بعض الدول العربية الذي يسعى لحرمان المقاومة الفلسطينية من مكاسب وعوائد معركة طوفان الأقصى».
طبعاً، سمعت «القدس العربي» مباشرة من الفقيد الراحل هذا الخطاب فيما يتعلق بالزاوية الأردنية. وسمعته أيضاً مباشرة منقولاً على لسان المصري الذي أعاد التجديد بحضور «القدس العربي» قبل 3 أيام فقط على اغتيال الشيخ هنية، لفكرته بخصوص استعداد الأردن لكل الاحتمالات السيئة، وفقاً لقناعة راسخة بأن إسرائيل اليمينية المتطرفة هي التي تعبث بأن واستقرار المنطقة، وأن الانخراط الأردني في المشروع الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة مغامرة ومجازفة ينبغي أن تحسب جيداً.
مجدداً وبعد عملية الاغتيال لقيادي في حزب الله في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية ثم استهداف الشهيد هنية في شمال طهران، يلح سؤالان على الأردنيين فوراً ويتجددان مرة تلو الأخرى.
سؤال يختص به الشارع الحائر: متى يأتي دور الأردن في الاستهداف الإسرائيلي ولو بمعنى الفرض والضغط والسيناريو السياسي؟
والسؤال الثاني برسم الدولة والنخب السياسية وأوساط القرار: إزاء اتجاه يمين تل أبيب الواضح للتأزيم والتصعيد العسكري، أين موطئ القدم الأردنية بصورة محددة؟
السؤال الثاني هو الأصعب، وما اقترحه خبراء استراتيجيون علناً مؤخراً هو ان إسرائيل وفي الهروب إلى الأمام، فتحت باب الاغتيالات السياسية مجدداً على مصراعيه.
الباحث الأكاديمي الأردني البارز جداً الدكتور وليد عبد الحي، سارع لنشر دراسة سريعة تحدث فيها عن أكثر من 160 عملية اغتيال نفذتها المنظومة الإسرائيلية الأمنية ضد قيادات في دول محور المقاومة، وسط استرخاء أمني ودون حماية حقيقية ودون الانتباه لضرورة الرد، وفقاً لعبد الهادي الذي اقترح ضمناً في ملخص دراسته بعد فؤاد شكر وإسماعيل هنية، ضرورة التوقف والتأمل.
تلك اغتيالات لا تعني الأردن والأردنيين سياسياً وأمنياً بطبيعة الحال، لكن الذاكرة الاجتماعية وعلى منصات التواصل، عادت للماضي عندما استعرضت كيف تصرف الملك الراحل الحسين بن طلال في مواجهة محاولة مؤكدة من الموساد لاغتيال القيادي خالد مشعل في أحد شوارع عمان.
آنذاك، أعلن الملك الراحل أن حياة مشعل في كفة وعملية السلام في كفة أخرى، واضطر الموساد لإرسال حقنة مضادة للسم الذي حاول اغتيال مشعل، ثم تم الإفراج عن الشهيد الراحل أيضاً الشيخ أحمد ياسين.
استجابات الأردنيين التواصلية أظهرت، فوراً بعد اغتيال هنية، هذا النمط من التساؤلات والحنين، فيما اضطرت وزارة الخارجية في بيانها التعليقي على صفحة الاغتيالات التي فتحها شريك السلام المزعوم إلى التحدث عن التوتر والفوضى في المنطقة التي تنتجها تصرفات الإسرائيليين، مع أن الشهيد هنية بقي محسوباً حتى أردنياً على الخط المعتدل جداً في حركة حماس، لا بل على الخط الخارجي المسيس الذي لا يمكنه السيطرة ميدانياً على كتائب المقاومة في قطاع غزة.
طبعاً، نعت الخارجية الأردنية القائد الشهيد وانتقدت بحدة عودة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، فيما التقط -سياسياً- الناشط النقابي البارز ميسرة ملص، ما هو جوهري مبكراً عندما ألمح إلى أن الرأي العام الأردني وبعد رحيل إسماعيل هنية والإعلان عن تشييع جثمانه ودفنه في دولة قطر، يراقب ما إذا كانت الحكومة الأردنية ستشارك في التشييع.
ضمناً، هنا ينبه ملص بخبرته العميقة، مسؤولي عمان الذين رفضوا نداء تلو الآخر من الشهيد هنية بزيارة العاصمة رسمياً، إلا أن الشارع الأردني يطالبهم بالمشاركة في تشييع جثمان القائد الشهيد في خطوة قد تتضح كيف تقرأها المجسات الأردنية لاحقاً، علماً بأن الشهيد هنية قابل مؤخراً عشرات الشخصيات الأردنية في كل من الدوحة وإسطنبول لعدة مرات، مكثفاً في رسالتيه قبل رحيله.
الرسالة الأولى، وسمعها «القدس العربي» مباشرة من الراحل، هي تلك التي تعاتب برقة بعد تقارير عن مشاركة موظفين ومستشارين أردنيين باجتماعات عربية أمريكية تحت عنوان «غزة مستقبلاً بلا حماس».
والرسالة الثانية هي تلك التي تقول بعدما وصلت حتى لمكتب رئيس الوزراء الحالي الدكتور بشر الخصاونة.. «نشتاق للأهل في الأردن الشقيق».
رحل الشيخ هنية عن الدنيا دون أن يتمكن حتى من زيارة صغيرة يستقبل فيها رسمياً وسياسياً في عمان مع كل مقتضيات ومتطلبات الحفاظ طول الوقت على عقيدته القاضية بأن أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية مساحة مشتركة بالتأكيد.
السؤال يصبح ملحاً بين الأردنيين: أيهما شريك مضمون وحقيقي.. شهيد رحل وهو يقول «أمن الأردن واستقراره عقيدة» أم جار يصفه الخبير البارز الفريق قاصد محمود وهو يتحدث لـ «القدس العربي» بأنه «ذلك الجار الذي لا يمانع من تحويل واستخدام الجغرافيا الأردنية في سياق مشروعه الطامع»؟
«القدس العربي»
لعل هذا هو السؤال الذي يقترحه رجل دولة وسياسة أردني خبير مثل الرئيس طاهر المصري، وهو ينعى في أول تعليق صباحي له القائد المجاهد الشيخ إسماعيل هنية.
المصري وفي الزاوية الأردنية من هذا التطور الحاد، أبلغ صحيفة جو 24 الإلكترونية في وقت مبكر صباح الأربعاء، بأن الخطر بات على الأعتاب والنار تقترب من ثوبنا. لذلك، لا يجوز أن ننظر للأمور ونتعاطى مع المجريات كما تفعل الدول العربية الأخرى.
ذلك تعليق سريع من شخصية سياسية أردنية وازنة كانت على تواصل إنساني بين الحين والآخر مع القائد الشهيد إسماعيل هنية.
يعرف المصري قبل وأكثر من غيره، تلك المعادلات التي طرحها معه ومع غيره من السياسيين الأردنيين القائد الشهيد أبو العبد، بعنوان «أمن واستقرار الأردن عقيدة».
أو بعنوان «كل ما تريده حماس التي تتفهم الاعتبارات والمصالح الأردنية، هو أن لا تشارك عمان بالتيار الناشئ عند بعض الدول العربية الذي يسعى لحرمان المقاومة الفلسطينية من مكاسب وعوائد معركة طوفان الأقصى».
طبعاً، سمعت «القدس العربي» مباشرة من الفقيد الراحل هذا الخطاب فيما يتعلق بالزاوية الأردنية. وسمعته أيضاً مباشرة منقولاً على لسان المصري الذي أعاد التجديد بحضور «القدس العربي» قبل 3 أيام فقط على اغتيال الشيخ هنية، لفكرته بخصوص استعداد الأردن لكل الاحتمالات السيئة، وفقاً لقناعة راسخة بأن إسرائيل اليمينية المتطرفة هي التي تعبث بأن واستقرار المنطقة، وأن الانخراط الأردني في المشروع الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة مغامرة ومجازفة ينبغي أن تحسب جيداً.
مجدداً وبعد عملية الاغتيال لقيادي في حزب الله في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية ثم استهداف الشهيد هنية في شمال طهران، يلح سؤالان على الأردنيين فوراً ويتجددان مرة تلو الأخرى.
سؤال يختص به الشارع الحائر: متى يأتي دور الأردن في الاستهداف الإسرائيلي ولو بمعنى الفرض والضغط والسيناريو السياسي؟
والسؤال الثاني برسم الدولة والنخب السياسية وأوساط القرار: إزاء اتجاه يمين تل أبيب الواضح للتأزيم والتصعيد العسكري، أين موطئ القدم الأردنية بصورة محددة؟
السؤال الثاني هو الأصعب، وما اقترحه خبراء استراتيجيون علناً مؤخراً هو ان إسرائيل وفي الهروب إلى الأمام، فتحت باب الاغتيالات السياسية مجدداً على مصراعيه.
الباحث الأكاديمي الأردني البارز جداً الدكتور وليد عبد الحي، سارع لنشر دراسة سريعة تحدث فيها عن أكثر من 160 عملية اغتيال نفذتها المنظومة الإسرائيلية الأمنية ضد قيادات في دول محور المقاومة، وسط استرخاء أمني ودون حماية حقيقية ودون الانتباه لضرورة الرد، وفقاً لعبد الهادي الذي اقترح ضمناً في ملخص دراسته بعد فؤاد شكر وإسماعيل هنية، ضرورة التوقف والتأمل.
تلك اغتيالات لا تعني الأردن والأردنيين سياسياً وأمنياً بطبيعة الحال، لكن الذاكرة الاجتماعية وعلى منصات التواصل، عادت للماضي عندما استعرضت كيف تصرف الملك الراحل الحسين بن طلال في مواجهة محاولة مؤكدة من الموساد لاغتيال القيادي خالد مشعل في أحد شوارع عمان.
آنذاك، أعلن الملك الراحل أن حياة مشعل في كفة وعملية السلام في كفة أخرى، واضطر الموساد لإرسال حقنة مضادة للسم الذي حاول اغتيال مشعل، ثم تم الإفراج عن الشهيد الراحل أيضاً الشيخ أحمد ياسين.
استجابات الأردنيين التواصلية أظهرت، فوراً بعد اغتيال هنية، هذا النمط من التساؤلات والحنين، فيما اضطرت وزارة الخارجية في بيانها التعليقي على صفحة الاغتيالات التي فتحها شريك السلام المزعوم إلى التحدث عن التوتر والفوضى في المنطقة التي تنتجها تصرفات الإسرائيليين، مع أن الشهيد هنية بقي محسوباً حتى أردنياً على الخط المعتدل جداً في حركة حماس، لا بل على الخط الخارجي المسيس الذي لا يمكنه السيطرة ميدانياً على كتائب المقاومة في قطاع غزة.
طبعاً، نعت الخارجية الأردنية القائد الشهيد وانتقدت بحدة عودة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، فيما التقط -سياسياً- الناشط النقابي البارز ميسرة ملص، ما هو جوهري مبكراً عندما ألمح إلى أن الرأي العام الأردني وبعد رحيل إسماعيل هنية والإعلان عن تشييع جثمانه ودفنه في دولة قطر، يراقب ما إذا كانت الحكومة الأردنية ستشارك في التشييع.
ضمناً، هنا ينبه ملص بخبرته العميقة، مسؤولي عمان الذين رفضوا نداء تلو الآخر من الشهيد هنية بزيارة العاصمة رسمياً، إلا أن الشارع الأردني يطالبهم بالمشاركة في تشييع جثمان القائد الشهيد في خطوة قد تتضح كيف تقرأها المجسات الأردنية لاحقاً، علماً بأن الشهيد هنية قابل مؤخراً عشرات الشخصيات الأردنية في كل من الدوحة وإسطنبول لعدة مرات، مكثفاً في رسالتيه قبل رحيله.
الرسالة الأولى، وسمعها «القدس العربي» مباشرة من الراحل، هي تلك التي تعاتب برقة بعد تقارير عن مشاركة موظفين ومستشارين أردنيين باجتماعات عربية أمريكية تحت عنوان «غزة مستقبلاً بلا حماس».
والرسالة الثانية هي تلك التي تقول بعدما وصلت حتى لمكتب رئيس الوزراء الحالي الدكتور بشر الخصاونة.. «نشتاق للأهل في الأردن الشقيق».
رحل الشيخ هنية عن الدنيا دون أن يتمكن حتى من زيارة صغيرة يستقبل فيها رسمياً وسياسياً في عمان مع كل مقتضيات ومتطلبات الحفاظ طول الوقت على عقيدته القاضية بأن أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية مساحة مشتركة بالتأكيد.
السؤال يصبح ملحاً بين الأردنيين: أيهما شريك مضمون وحقيقي.. شهيد رحل وهو يقول «أمن الأردن واستقراره عقيدة» أم جار يصفه الخبير البارز الفريق قاصد محمود وهو يتحدث لـ «القدس العربي» بأنه «ذلك الجار الذي لا يمانع من تحويل واستخدام الجغرافيا الأردنية في سياق مشروعه الطامع»؟
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات