إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

خاسر الود وإن عاد نادمًا لا ودَّ له


عمان جو - بقلم: ولاء فخري العطابي


استوقفتني كثيرًا هذه العبارة وصابني فضول كبير كي أبحث في تفاصيلها وبين ثناياها، وجدت أنَّ الودَّ طِيبٌ وكرمُ جود في العطاء وجدت الودَّ محبَةٌ مُتأصلةٌ في مآخذ الروح لتأتي بالخير والرضا وترسم مكانة في صميم القلب لتحمل الشخص في ضلوع الفؤاد بشدَّة.

هكذا طريق الود فهو يصل بنا إلى عشرة لا تُهان ولا تُضام وإنما تُقدر بثمن، ولكن هذا الطريق سُرعان ما يشق مساره نحو حائط مهزوز مُبتلي لا قيمة له، سوى أنك تُعطي أحدًا أكبر من حجمه، وتُعطيه حجمًا فيتمرد عليك فيجيب ظنُكَ وتكون أنت المُسببَ لذلك كونك أعطيته مكانةً لا يستحقُها أبدًا في صميم القلب وأوردته المُتشبعة بصفاء النيّة وجميل الود.

وكما قال إخوانُنا المصريين لما تشتري في حياتك شيء مُعين نقيّه، ولما تعادي شخص إسْتَنْظف مين تعادي، ولما تناسب اختار الأنسب، وما تعكر مزاجك عشان أي شخص أو تحرق نفسيتك بغصة، لأنه الشمس حرقت نفسها والناس بتحب الجميلة وفي المصلحة معاك وبقوة، وفي الشدِّة والزلات روح وأنا أستناك.

حَدْث ولا حرج عن ذلك فكم من خاسرٍ عاد مُكبلاً بقيود العشرة والأيام الجميلة، عاد نادمًا لودٍّ مُتأصلٍ في الروح دون أن يرى في بداية الطريق أن الودَّ إذا خرج من الروح لا يعود ثانيةً كما كان بل يتأطر بعلاقة بعيدة يغزوها المصالح ويشوبها الظن، ويا له من شعورٍ سيء ومؤلم عندما يظنون فيكم الظنون.

ولكني مؤمنةٌ بأن الودَّ موجودٌ ومتأصلٌ في القلوب الطيبة -ولو مع نفسي- ويا له من شعور جميل عندما يمتزج مع السعادة وصفاء النيّة والثقة بعيدًا عن الخذلان، وبالتأكيد دون الإجماع بأن الكثير يحملون هذه الصفات، وكما ذكر الكاتب أنطوني ديميلو في كتابه الوعي أن نستنير ونفتح آفاق التفكير بنا نحو قصصًا ومفاهيم لم تعد كما كانت نقيّة الفؤاد ضحوكة المبسم وشابها الندم بعد خسارة الود.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :