إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هتافات “مُتسرّعة” لشباب الإخوان في الأردن تُحرج الجميع ولا مُبرّر لها ..


عمان جو - واضح تماما أن حمّى الانفعال والاحتفال والابتهاج بالفوز عند أنصار الحركة الإسلامية في الشارع الأردني تسبّبت بموقف محرج من خلال إطلاق هتافات علنية وبصوت جماعي تؤيد القائد يحيى السنوار وتعتبره قائدا أردنيا بامتياز.

وهو أمرٌ بطبيعة الحال يرى سياسيون ومراقبون أنه ينطوي على تسرّع كبير لا بل جهل سياسي بمقتضيات المرحلة والأمور من جهة الجمهور التابع للحركة الإسلامية خصوصا وأن لحظة الانفعال ابتهاجا بنتائج الانتخابات النيابية تضمّنت إطلاق هتافات جارحة ومحرجة تكرس القائد الحمساوي يحيى السنوار وكأنه أو باعتباره قائد للشعب الأردني.

وهي مسألة التقطها كثيرون في التيارات الوسطية الموالية للدولة الأردنية باعتبارها جزءا من نتائج الخطأ الذي حصل بحسب رأي هؤلاء بعنوان الانتخابات النزيهة وجزء من الأجندة الغامضة للإخوان المسلمين.

وما بدا عليه الأمر حسب قراءات داخل الحركة الإسلامية الأردنية الوطنية بأن ضبط انفعال الهتافات للجمهور المبتهج من أنصار التيار الإسلامي مسألة تحتاج إلى وقفة تأمل.

 ويؤيد بعض رموز الحركة الإسلامية أن الانضباطية المعروفة في فعاليات ومسيرات واعتصامات التيار الإسلامي غابت قليلا عن بعض التظاهرات التي كانت انفعالية وفيها هتافات لا تظهر مرونة أو رغبة  بالتعاون مع الدولة بقدر ما تخدم في الواقع التيار المتشدد داخل الدولة وفي المشهد السياسي والذي يحترف إنتاج الارتياب بالتيار الإسلامي وبنتائج الانتخابات النيابية.

 بكل حال مصادر داخل جبهة العمل الإسلامي تقول ل”رأي اليوم” إنها تنظر باعتدال لهذه المسألة وتتفحصها وتعد بأن يتم التواصل مع الجمهور الذي يحترف التواجد بالشارع تحت عنوان ترشيد الهتافات في المرحلة اللاحقة على الأقل من باب إظهار المرونة أو الرد على التحية المتمثلة في انتخابات نظيفة بتحية تليق بها كما اقترح علنا الكاتب الصحفي المعروف ياسر أبو هلالة.

 الأردن عموما في مرحلة انتظار وترقب وإعلان فوز الإسلاميين في 31 مقعدا في البرلمان انتهى بابتهاجات فيها قدر من الانفعال لا بل بتجاوز بعض الخطوط في إطلاق الهتافات فيما السلطات الأردنية ترحب بنتائج الانتخابات باعتبارها مؤشر على قوى وطنية وداخلية لكن الهتاف باسم السنوار أو غيره من قادة حماس والمقاومة الفلسطينية مقبول في سياقات أخرى.

 وقد لا يصبح مقبولا جدا في سياقات مشهد انتخابي داخلي أو في سياق استعارة أهازيج وهتافات وطنية أردنية لصالح قيادة المقاومة حيث أن الدولة الأردنية تضع بيضاتها في سلة ما تسميه بالشرعية الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية وحيث ان معادلة وجود الحركة الإسلامية في البرلمان وبقوة يفترض أن لا تؤدي إلى إحراجات أو توترات وتأزيمات لها علاقة  بكيفية صياغة الدولة الأردنية لاعتباراتها ومصالحها وتوازناتها سواء في ملف المقاومة الفلسطينية وفصائلها أو في ملف ما يسمى بمحور المقاومة.

 نصح كثيرون التيار الإسلامي في المرحلة المقبلة بترشيد خطابه والسيطرة على انفعالات أنصاره.

وبالحرص على إطلاق أدبيات تظهر حرصا على الشراكة ولم يعرف بعد ما إذا كانت الهتافات التي اصطادها بعض خصوم الإخوان بكثافة خلال اليومين الماضيين مسالة يمكن أن تقود إلى تأزيم مشهد مع برلمان لم يبدأ العمل بعد.

وبالتالي يرى سياسيون كبار أن المطلوب من قادة الحركة الإسلامية الأردنية في المرحلة اللاحقة إظهار قدرة على السيطرة أكثر على الهتافات والتصريحات مع تذكير الجميع بأن تصريح واحد أثناء الربيع العربي لعضو البرلمان الإسلامي آنذاك بعنوان السيطرة والتحكم هو الذي أنتج حالة عكسية من المشاعر والاتجاهات والمسارات ضد الإسلاميين بالأردن في وقتٍ سابق.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :