المثل الشعبي في إدارة الحكومة
عمان جو - في مجالسة ليست قصيرة مع رئيس وزراء أسبق قال لي ان الشعب الاردني يتبنى المثل الذي يقول" لاقيني ولا تغديني" اي ان الناس بحاجة الى حسن معاملة، حتى لو لم نقدم لهم شيئا.
الرئيس الاسبق كان يعتقد ان استقبال الناس، او مجاملتهم، او التواصل معهم، كاف لتسكين الازمات والمشاكل، لان الانفتاح الشخصي على المستوى الشعبي هنا يخفف من الحدة، فيما اغلاق البوابات سيزيد الحدة بين اوساط الاردنيين، معتقدا ان لياقة التعامل والتواصل كافية، وستغطي على نقص الاستجابات، او تلبية احتياجات المناطق، او المدن، او القرى.
مع احترامي لشخص الرئيس الاسبق فلا يمكن إدارة الاردن اليوم عاطفيا بهكذا أمثال شعبية، وحتى صلاحية هكذا مثل شعبي انتهت منذ زمن بعيد، في ظرف مختلف تماما عما سبقه.
مناسبة الكلام ان الحكومة الحالية اشهرت نيتها منذ اليوم الاول بالتواصل مع كل الاردن، بشكل منظم، مع حض الوزراء على الزيارات الميدانية وهذا امر مقدر، لكن الاهم منه ان تكون لدى الحكومة قدرة على التجاوب الفعلي، وليس التحشيد العاطفي هنا، حيث لا فائدة من زيارة اي محافظة، او موقع للاستماع الى هموم الناس، دون ان تكون هناك قدرة على تحويل الملاحظات المكتوبة الى قرارات تستجيب لمطالب الناس، وهو امر يرتبط اساسا بالمال غير المتوفر اصلا، بما يجعلنا نسأل عن جدوى اي لقاءات وحالة التواصل ذاتها.
سبقت هذه الحكومة حكومات كثيرة حاولت تطبيق ذات النمط، اي التواصل مع الناس، واغلب الحكومات تحفظ مطالبات الناس حفظا، وتدركها، وليست سرا حتى نعيد استكشافه كل مرة، العقدة تكمن في خزينة مرهقة، وعجز يتزايد، وحاجتنا الى حلول مالية عميقة، تخفف من مشهد عام 2024 وتراكماته، وتأخذنا الى عام اقل صعوبة في 2025، وهو امر مستبعد حيث لا حلول متوفرة في الافق سوى الاستدانة، او اتخاذ قرارات غير شعبية لا يمكن احتمالها.
هذا ليس نقدا لنوايا الحكومة الحالية، بل مطالبة بتوصيف وظيفي جديد للجولات والزيارات الشعبية والميدانية، في ظل العجز والمديونية والبطالة والفقر وبقية المشاكل، وندرة المال لتلبية اي طلب لجهة ما في الاردن، ومن الافضل هنا ان نتحدث عن الجولات وعمليات التواصل من عدة ابواب اولها تلطيف حياة الاردنيين عبر تحسين الخدمات الحكومية، لتخفيف اعباء كثيرة والاستماع الى ملاحظاتهم حول تدني الخدمات في الدوائر الحكومية المحلية، وثانيها البحث عن ممولين وبرامج دولية داعمة لأي احتياجات او مشاريع في بعض المناطق، كون المال داخليا غير متوفر، وثالثها اطلاق مشاريع كبرى تنعكس بالمنفعة على كل الاردن او مناطق محددة من خلال الاستثمارات، الواجب اقناع الاردنيين المستثمرين في الخارج اولا بجدواها قبيل العرب والاجانب، او عبر شركات مساهمة كبرى تتأسس هنا، ورابعها ممارسة الشفافية كون الوضع الاقتصادي قد يفرض اجراءات صعبة، لن ينفع معها التسكين، او المجاملات الشعبية، وخامسها تحديد مستهدفات مهمة التواصل بشكل مسبق، وعدم جعلها مفتوحة دون سقف.
نريد عملا ميدانيا، ونريد التواصل مع الناس، لكننا لا نريده مجرد تواصل مشحون بالعواطف والتقارب الشكلي او بهدف الاستيعاب المبكر لأي مشاعر شعبية قد تظهر لاحقا في حال تم اتخاذ قرارات اقتصادية تصحيحية، بما يفرض اعادة صياغة لكل القصة، حتى لاتتورط الحكومة الجديدة بذات خطأ سابقاتها، فيتم لومها وهو امر افترض ان الرئيس يعرفه.
توظيف الامثال الشعبية في حياتنا، قد يكون مناسبا في بعض الحالات، لكن توظيفه في اعمال اي حكومة، ليس مناسبا، في ظل ظروف حساسة أنستنا كل الامثال الشعبية اصلا.
الرئيس الاسبق كان يعتقد ان استقبال الناس، او مجاملتهم، او التواصل معهم، كاف لتسكين الازمات والمشاكل، لان الانفتاح الشخصي على المستوى الشعبي هنا يخفف من الحدة، فيما اغلاق البوابات سيزيد الحدة بين اوساط الاردنيين، معتقدا ان لياقة التعامل والتواصل كافية، وستغطي على نقص الاستجابات، او تلبية احتياجات المناطق، او المدن، او القرى.
مع احترامي لشخص الرئيس الاسبق فلا يمكن إدارة الاردن اليوم عاطفيا بهكذا أمثال شعبية، وحتى صلاحية هكذا مثل شعبي انتهت منذ زمن بعيد، في ظرف مختلف تماما عما سبقه.
مناسبة الكلام ان الحكومة الحالية اشهرت نيتها منذ اليوم الاول بالتواصل مع كل الاردن، بشكل منظم، مع حض الوزراء على الزيارات الميدانية وهذا امر مقدر، لكن الاهم منه ان تكون لدى الحكومة قدرة على التجاوب الفعلي، وليس التحشيد العاطفي هنا، حيث لا فائدة من زيارة اي محافظة، او موقع للاستماع الى هموم الناس، دون ان تكون هناك قدرة على تحويل الملاحظات المكتوبة الى قرارات تستجيب لمطالب الناس، وهو امر يرتبط اساسا بالمال غير المتوفر اصلا، بما يجعلنا نسأل عن جدوى اي لقاءات وحالة التواصل ذاتها.
سبقت هذه الحكومة حكومات كثيرة حاولت تطبيق ذات النمط، اي التواصل مع الناس، واغلب الحكومات تحفظ مطالبات الناس حفظا، وتدركها، وليست سرا حتى نعيد استكشافه كل مرة، العقدة تكمن في خزينة مرهقة، وعجز يتزايد، وحاجتنا الى حلول مالية عميقة، تخفف من مشهد عام 2024 وتراكماته، وتأخذنا الى عام اقل صعوبة في 2025، وهو امر مستبعد حيث لا حلول متوفرة في الافق سوى الاستدانة، او اتخاذ قرارات غير شعبية لا يمكن احتمالها.
هذا ليس نقدا لنوايا الحكومة الحالية، بل مطالبة بتوصيف وظيفي جديد للجولات والزيارات الشعبية والميدانية، في ظل العجز والمديونية والبطالة والفقر وبقية المشاكل، وندرة المال لتلبية اي طلب لجهة ما في الاردن، ومن الافضل هنا ان نتحدث عن الجولات وعمليات التواصل من عدة ابواب اولها تلطيف حياة الاردنيين عبر تحسين الخدمات الحكومية، لتخفيف اعباء كثيرة والاستماع الى ملاحظاتهم حول تدني الخدمات في الدوائر الحكومية المحلية، وثانيها البحث عن ممولين وبرامج دولية داعمة لأي احتياجات او مشاريع في بعض المناطق، كون المال داخليا غير متوفر، وثالثها اطلاق مشاريع كبرى تنعكس بالمنفعة على كل الاردن او مناطق محددة من خلال الاستثمارات، الواجب اقناع الاردنيين المستثمرين في الخارج اولا بجدواها قبيل العرب والاجانب، او عبر شركات مساهمة كبرى تتأسس هنا، ورابعها ممارسة الشفافية كون الوضع الاقتصادي قد يفرض اجراءات صعبة، لن ينفع معها التسكين، او المجاملات الشعبية، وخامسها تحديد مستهدفات مهمة التواصل بشكل مسبق، وعدم جعلها مفتوحة دون سقف.
نريد عملا ميدانيا، ونريد التواصل مع الناس، لكننا لا نريده مجرد تواصل مشحون بالعواطف والتقارب الشكلي او بهدف الاستيعاب المبكر لأي مشاعر شعبية قد تظهر لاحقا في حال تم اتخاذ قرارات اقتصادية تصحيحية، بما يفرض اعادة صياغة لكل القصة، حتى لاتتورط الحكومة الجديدة بذات خطأ سابقاتها، فيتم لومها وهو امر افترض ان الرئيس يعرفه.
توظيف الامثال الشعبية في حياتنا، قد يكون مناسبا في بعض الحالات، لكن توظيفه في اعمال اي حكومة، ليس مناسبا، في ظل ظروف حساسة أنستنا كل الامثال الشعبية اصلا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات