زنزانة خانقة
عمان جو - هذا هو الوصف الدقيق الذي قالته الملكة رانيا بحق قطاع غزة الذي تحول –وفق وصفها- من سجن مفتوح إلى زنزانة خانقة:
«بعد 17 عاماً من الحصار العسكري و12 شهراً من الحصار شبه الكامل، نفذت مواردهم وقدرتهم على التحمل، نفذت خياراتهم، كل ما تبقى لهم هو خيارات مستحيلة ومشينة:
هل يلجأون إلى مدن من خيام مكتظة غير آمنة، أم يبقون في منازلهم ويخاطرون بأرواحهم؟ هل يسمحون لأطفالهم العطشى بشرب مياه ملوثة، أم يحرموهم حتى من ذلك الفرج المؤقت؟ هل يخاطرون بحياتهم لاستعادة جثث أحبائهم من تحت الأنقاض، أم يتركوها لتتحلل حيث سقطت؟؟»
وتتابع الملكة الرصينة الحازمة دافئة القلب في تعبيرها عن معاناة الشعب الفلسطيني بقولها:
«عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة، إما موتا سريعا بقنابل ورصاص، أو موتا بطيئا من الجوع والمرض، لا يوجد احتمالات، بل حتميات فقط» .
بهذا الوصف الإنساني الذي يحمل وجع الألم لشعب يتعرض للظلم والاحتلال، ووجع من يتعاطف معه، فتنقله الملكة الهاشمية بحس إنساني أمام مؤتمر دولي شبابي في كندا، حاملة رسالة الأردنيين، رسالة من يتابع بدقة، حاملة الهم الفلسطيني إلى المجتمع الدولي الذي تُحمله مسؤولية ما يجري في فلسطين.
وتقول الملكة النبيلة:
«في غزة، العقاب الجماعي هو الهدف، فالحصار هو الحرمان المتعمد: حرمان كل رجل وامرأة وطفل من كل ما هو ضروري لاستدامة الحياة، على أمل أن تؤدي المجاعة والمرض والإحباط إلى الهزيمة، وهذه الاستراتيجية هي بقايا إرث من حروب الماضي، مُضاعفة بأسلحة العصر الحديث».
والصورة الأبلغ التي قدمتها الملكة الهاشمية أمام العالم:
«كالكثيرين حول العالم، صُدمت من مشاهد التدمير في غزة، في كانون الثاني، عندما أمرتْ محكمة العدل الدولية إسرائيل –المستعمرة- بعدم ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في غزة، كان ثلث المباني قد تضرر أو دُمر بالكامل.
ومنذ ذلك الحين، تضاعف ذلك الرقم.
اثنان من كل ثلاثة مبانٍ في غزة غير صالحة للسكن، تم استهداف البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية، تخيلوا ما يقارب مليوني شخص، أكثر من إجمالي عدد سكان مدينة مونتريال، يهربون للنجاة بحياتهم، وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها وأطفالهم المصدومين في أحضانهم، تخيلوا عائلات محصورة في مدن مكتظة من الخيام، مع وجود 24 ألف شخص في كل كيلومتر واحد، وأكثر من 4 آلاف شخص لكل مرحاض.
لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، اليوم أصبحت زنزانة خانقة، بدون مياه للشرب، ناهيك عن عدم توفر غسل اليدين، تنتشر الأمراض كالنار في الهشيم: التهاب الكبد، الجرب، وشلل الأطفال».
الملكة رانيا لم تُجامل أحداً وهي تخاطب شعوب كندا والولايات المتحدة وأوروبا بقولها عن الأسوأ، من كل ما يجري وهو:
« السماح بذلك، والاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل، مع أن محكمة العدل الدولية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدتا الحقيقة التي طالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل –المستعمرة- في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويجب أن ينتهي، ولذلك نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات».
رسالة الملكة رانيا للمجتمعين في مونتريال الكندية:
« أحثكم على قراءة تاريخ هذا الصراع –الفلسطيني الإسرائيلي- حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال، تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم، تمحصوا في الرواية السائدة، توصلوا إلى استنتاجات خاصة بكم، وأكثر دقة، وساهموا في دفع العالم نحو الاتجاه الصحيح، وعندها ستكون خياراتكم صعبة:
هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟ هل ستختارون النظر إلى الشعب الفلسطيني كما هو، كبشر، أم كأناس أقل شأناً، لا يستحقون حقوق الإنسان التي نتمتع بها».
جلالة الملكة رانيا قدمت رسالة الأردنيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، ولهذا لها التقدير على نُبل ما قدمت، ولا شك أن ما قدمته من وعي وإدراك في إجادة الوصف وتحديد صورة المشهد والمعاناة، تكون قد أكملت الموقف السياسي الذي يقوده رأس الدولة الأردنية، برسالة إنسانية لها الاعتبار والاستحقاق والرفعة.
جلالة الملكة رانيا: شكراً على ما فعلت وقدمت.
«بعد 17 عاماً من الحصار العسكري و12 شهراً من الحصار شبه الكامل، نفذت مواردهم وقدرتهم على التحمل، نفذت خياراتهم، كل ما تبقى لهم هو خيارات مستحيلة ومشينة:
هل يلجأون إلى مدن من خيام مكتظة غير آمنة، أم يبقون في منازلهم ويخاطرون بأرواحهم؟ هل يسمحون لأطفالهم العطشى بشرب مياه ملوثة، أم يحرموهم حتى من ذلك الفرج المؤقت؟ هل يخاطرون بحياتهم لاستعادة جثث أحبائهم من تحت الأنقاض، أم يتركوها لتتحلل حيث سقطت؟؟»
وتتابع الملكة الرصينة الحازمة دافئة القلب في تعبيرها عن معاناة الشعب الفلسطيني بقولها:
«عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة، إما موتا سريعا بقنابل ورصاص، أو موتا بطيئا من الجوع والمرض، لا يوجد احتمالات، بل حتميات فقط» .
بهذا الوصف الإنساني الذي يحمل وجع الألم لشعب يتعرض للظلم والاحتلال، ووجع من يتعاطف معه، فتنقله الملكة الهاشمية بحس إنساني أمام مؤتمر دولي شبابي في كندا، حاملة رسالة الأردنيين، رسالة من يتابع بدقة، حاملة الهم الفلسطيني إلى المجتمع الدولي الذي تُحمله مسؤولية ما يجري في فلسطين.
وتقول الملكة النبيلة:
«في غزة، العقاب الجماعي هو الهدف، فالحصار هو الحرمان المتعمد: حرمان كل رجل وامرأة وطفل من كل ما هو ضروري لاستدامة الحياة، على أمل أن تؤدي المجاعة والمرض والإحباط إلى الهزيمة، وهذه الاستراتيجية هي بقايا إرث من حروب الماضي، مُضاعفة بأسلحة العصر الحديث».
والصورة الأبلغ التي قدمتها الملكة الهاشمية أمام العالم:
«كالكثيرين حول العالم، صُدمت من مشاهد التدمير في غزة، في كانون الثاني، عندما أمرتْ محكمة العدل الدولية إسرائيل –المستعمرة- بعدم ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في غزة، كان ثلث المباني قد تضرر أو دُمر بالكامل.
ومنذ ذلك الحين، تضاعف ذلك الرقم.
اثنان من كل ثلاثة مبانٍ في غزة غير صالحة للسكن، تم استهداف البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية، تخيلوا ما يقارب مليوني شخص، أكثر من إجمالي عدد سكان مدينة مونتريال، يهربون للنجاة بحياتهم، وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها وأطفالهم المصدومين في أحضانهم، تخيلوا عائلات محصورة في مدن مكتظة من الخيام، مع وجود 24 ألف شخص في كل كيلومتر واحد، وأكثر من 4 آلاف شخص لكل مرحاض.
لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، اليوم أصبحت زنزانة خانقة، بدون مياه للشرب، ناهيك عن عدم توفر غسل اليدين، تنتشر الأمراض كالنار في الهشيم: التهاب الكبد، الجرب، وشلل الأطفال».
الملكة رانيا لم تُجامل أحداً وهي تخاطب شعوب كندا والولايات المتحدة وأوروبا بقولها عن الأسوأ، من كل ما يجري وهو:
« السماح بذلك، والاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل، مع أن محكمة العدل الدولية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدتا الحقيقة التي طالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل –المستعمرة- في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويجب أن ينتهي، ولذلك نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات».
رسالة الملكة رانيا للمجتمعين في مونتريال الكندية:
« أحثكم على قراءة تاريخ هذا الصراع –الفلسطيني الإسرائيلي- حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال، تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم، تمحصوا في الرواية السائدة، توصلوا إلى استنتاجات خاصة بكم، وأكثر دقة، وساهموا في دفع العالم نحو الاتجاه الصحيح، وعندها ستكون خياراتكم صعبة:
هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟ هل ستختارون النظر إلى الشعب الفلسطيني كما هو، كبشر، أم كأناس أقل شأناً، لا يستحقون حقوق الإنسان التي نتمتع بها».
جلالة الملكة رانيا قدمت رسالة الأردنيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، ولهذا لها التقدير على نُبل ما قدمت، ولا شك أن ما قدمته من وعي وإدراك في إجادة الوصف وتحديد صورة المشهد والمعاناة، تكون قد أكملت الموقف السياسي الذي يقوده رأس الدولة الأردنية، برسالة إنسانية لها الاعتبار والاستحقاق والرفعة.
جلالة الملكة رانيا: شكراً على ما فعلت وقدمت.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات