من السماء إلى الأرض: حرب الصواريخ بين حزب الله وإسرائيل وتداعياتها
عمان جو- رغد العدوان
مع تصاعد حدة الحرب في المنطقة، شهد لبنان عدوانًا إسرائيليًا عنيفًا أودى بحياة أكثر من 500 شهيدًا. تزداد خطورة التوترات مع تكثيف القصف الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ما يلقي بظلاله القاتمة على حياة المدنيين، بينما يتفاقم الصراع بين حزب الله وإسرائيل في ظل أزمات محلية وإقليمية متشابكة.
الجيش اللبناني ودوره المحدود في المواجهات الخارجية
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الجيش اللبناني يختلف في بنيته عن الجيوش التقليدية، حيث يركز على حفظ النظام الداخلي بدلاً من حماية الحدود اللبنانية. وأضاف أبو زيد أن حزب الله هو القوة المحورية في المقاومة تجاه إسرائيل نظرًا لقدرته على خوض الحروب غير التقليدية. مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يفتقر إلى المقومات الدفاعية الأساسية مثل الدروع، مما يجعل قدرته على مواجهة التهديدات الخارجية محدودة.
صواريخ حزب الله: تهديد استراتيجي يمتد لعشرات الكيلومترات
أكد أبو زيد أن حزب الله يتبع استراتيجيات عسكرية غير تقليدية في مواجهته لإسرائيل، حيث يعتمد على تكتيكات استنزافية تستهدف العمق الإسرائيلي بالصواريخ. وذكر أن مدى صواريخ حزب الله يصل إلى عكا والخضيرة، مع توسيع نطاق الهجمات ليصل إلى 70 كيلومترًا، مما يزيد من الضغط على منظومات الدفاع الإسرائيلية.
الدعم الإيراني: تعزيز قوة حزب الله
تحدث أبو زيد عن الدور الحاسم للدعم الإيراني في تعزيز قدرات حزب الله العسكرية. مشيرًا إلى أن إيران توفّر للحزب صواريخ متقدمة، إلى جانب أنظمة الاتصالات والطائرات، في إطار استمرارها في نهج حرب الوكلاء.
دفاعات إسرائيل الجوية تحت الضغط
أوضح أبو زيد أن إسرائيل تمتلك ثلاث منظومات دفاعية وهي "حيتس" للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، و"مقلاع داوود" للصواريخ المتوسطة، و"القبة الحديدية" للصواريخ القصيرة المدى. إلا أن تشغيل هذه المنظومات بشكل متزامن يزيد من إرهاق النظام الدفاعي. وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية زاد من الضغوط على منظومات الدفاع، ما أتاح لحزب الله توجيه المزيد من الصواريخ إلى الداخل الإسرائيلي.
الأيديولوجيا والتوجه السياسي لحزب الله
من جانبها، أوضحت الباحثة السياسية الدكتورة رولا القاسم أن حزب الله يتبنى أفكار الخميني وولاية الفقيه، حيث تأسس في عام 1982 كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وأشارت القاسم إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000 عزز من شعبية الحزب، الذي أضحى رمزًا للمقاومة والتحرير في نظر كثير من اللبنانيين.
التصعيد العسكري وتأثيراته على حزب الله
أكدت القاسم أن حزب الله، رغم الرد على الهجمات الإسرائيلية، لم يتمكن من مطابقة مستوى التنظيم والدقة التي أظهرتها إسرائيل في عملياتها. وأشارت إلى أن إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال ممنهجة ضد قيادات الحزب، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويثير التساؤلات حول استراتيجيات الحزب المستقبلية.
الأزمة الاقتصادية في لبنان: حرب تضاعف المعاناة
وفي إطار حديثه عن الأوضاع الاقتصادية، أوضح الخبير الاقتصادي منير أبو ديه أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، حيث فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وتدهورت القطاعات الحيوية مثل السياحة والزراعة. وأشار أبو ديه إلى أن الحرب الحالية زادت من الأعباء الاقتصادية على لبنان، حيث بلغت الخسائر الاقتصادية أكثر من 10 مليارات دولار حتى أبريل الماضي، مع تدهور كبير في البنية التحتية وانهيار القطاعات الاقتصادية المختلفة.
إسرائيل: تحديات اقتصادية متزايدة
أما على الجانب الإسرائيلي، فأوضح أبو ديه أن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة بسبب الحرب، مع تكاليف عسكرية تجاوزت 70 مليار دولار، وتراجع في تدفقات الاستثمار الأجنبي. كما أن مشاركة 350 ألف جندي احتياط في العمليات العسكرية أدت إلى نقص في العمالة، مما أثر سلبًا على القطاع الصناعي والتكنولوجي.
واختتم أبو ديه حديثه بالقول إن استمرار الحرب سيزيد من التحديات الاقتصادية لإسرائيل، خاصة مع احتمال استهداف حقول الغاز في البحر المتوسط، مما يهدد إيرادات الطاقة ويؤثر على الصادرات.
تشير التطورات في الصراع بين حزب الله وإسرائيل إلى تصاعد خطير، حيث يمتد تأثير الحرب إلى مختلف جوانب الحياة، بدءًا من الأزمات الاقتصادية ووصولاً إلى التحديات العسكرية. ومع استمرار القصف المتبادل والتصعيد العسكري، يظل مستقبل الصراع مفتوحًا على احتمالات غير مؤكدة، في ظل تداعيات محلية وإقليمية تزيد من تعقيد المشهد.
مع تصاعد حدة الحرب في المنطقة، شهد لبنان عدوانًا إسرائيليًا عنيفًا أودى بحياة أكثر من 500 شهيدًا. تزداد خطورة التوترات مع تكثيف القصف الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ما يلقي بظلاله القاتمة على حياة المدنيين، بينما يتفاقم الصراع بين حزب الله وإسرائيل في ظل أزمات محلية وإقليمية متشابكة.
الجيش اللبناني ودوره المحدود في المواجهات الخارجية
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الجيش اللبناني يختلف في بنيته عن الجيوش التقليدية، حيث يركز على حفظ النظام الداخلي بدلاً من حماية الحدود اللبنانية. وأضاف أبو زيد أن حزب الله هو القوة المحورية في المقاومة تجاه إسرائيل نظرًا لقدرته على خوض الحروب غير التقليدية. مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يفتقر إلى المقومات الدفاعية الأساسية مثل الدروع، مما يجعل قدرته على مواجهة التهديدات الخارجية محدودة.
صواريخ حزب الله: تهديد استراتيجي يمتد لعشرات الكيلومترات
أكد أبو زيد أن حزب الله يتبع استراتيجيات عسكرية غير تقليدية في مواجهته لإسرائيل، حيث يعتمد على تكتيكات استنزافية تستهدف العمق الإسرائيلي بالصواريخ. وذكر أن مدى صواريخ حزب الله يصل إلى عكا والخضيرة، مع توسيع نطاق الهجمات ليصل إلى 70 كيلومترًا، مما يزيد من الضغط على منظومات الدفاع الإسرائيلية.
الدعم الإيراني: تعزيز قوة حزب الله
تحدث أبو زيد عن الدور الحاسم للدعم الإيراني في تعزيز قدرات حزب الله العسكرية. مشيرًا إلى أن إيران توفّر للحزب صواريخ متقدمة، إلى جانب أنظمة الاتصالات والطائرات، في إطار استمرارها في نهج حرب الوكلاء.
دفاعات إسرائيل الجوية تحت الضغط
أوضح أبو زيد أن إسرائيل تمتلك ثلاث منظومات دفاعية وهي "حيتس" للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، و"مقلاع داوود" للصواريخ المتوسطة، و"القبة الحديدية" للصواريخ القصيرة المدى. إلا أن تشغيل هذه المنظومات بشكل متزامن يزيد من إرهاق النظام الدفاعي. وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية زاد من الضغوط على منظومات الدفاع، ما أتاح لحزب الله توجيه المزيد من الصواريخ إلى الداخل الإسرائيلي.
الأيديولوجيا والتوجه السياسي لحزب الله
من جانبها، أوضحت الباحثة السياسية الدكتورة رولا القاسم أن حزب الله يتبنى أفكار الخميني وولاية الفقيه، حيث تأسس في عام 1982 كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وأشارت القاسم إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000 عزز من شعبية الحزب، الذي أضحى رمزًا للمقاومة والتحرير في نظر كثير من اللبنانيين.
التصعيد العسكري وتأثيراته على حزب الله
أكدت القاسم أن حزب الله، رغم الرد على الهجمات الإسرائيلية، لم يتمكن من مطابقة مستوى التنظيم والدقة التي أظهرتها إسرائيل في عملياتها. وأشارت إلى أن إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال ممنهجة ضد قيادات الحزب، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويثير التساؤلات حول استراتيجيات الحزب المستقبلية.
الأزمة الاقتصادية في لبنان: حرب تضاعف المعاناة
وفي إطار حديثه عن الأوضاع الاقتصادية، أوضح الخبير الاقتصادي منير أبو ديه أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، حيث فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وتدهورت القطاعات الحيوية مثل السياحة والزراعة. وأشار أبو ديه إلى أن الحرب الحالية زادت من الأعباء الاقتصادية على لبنان، حيث بلغت الخسائر الاقتصادية أكثر من 10 مليارات دولار حتى أبريل الماضي، مع تدهور كبير في البنية التحتية وانهيار القطاعات الاقتصادية المختلفة.
إسرائيل: تحديات اقتصادية متزايدة
أما على الجانب الإسرائيلي، فأوضح أبو ديه أن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة بسبب الحرب، مع تكاليف عسكرية تجاوزت 70 مليار دولار، وتراجع في تدفقات الاستثمار الأجنبي. كما أن مشاركة 350 ألف جندي احتياط في العمليات العسكرية أدت إلى نقص في العمالة، مما أثر سلبًا على القطاع الصناعي والتكنولوجي.
واختتم أبو ديه حديثه بالقول إن استمرار الحرب سيزيد من التحديات الاقتصادية لإسرائيل، خاصة مع احتمال استهداف حقول الغاز في البحر المتوسط، مما يهدد إيرادات الطاقة ويؤثر على الصادرات.
تشير التطورات في الصراع بين حزب الله وإسرائيل إلى تصاعد خطير، حيث يمتد تأثير الحرب إلى مختلف جوانب الحياة، بدءًا من الأزمات الاقتصادية ووصولاً إلى التحديات العسكرية. ومع استمرار القصف المتبادل والتصعيد العسكري، يظل مستقبل الصراع مفتوحًا على احتمالات غير مؤكدة، في ظل تداعيات محلية وإقليمية تزيد من تعقيد المشهد.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات