إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

مطعم أم خليل


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في الاقتصاد ثمة رأسمال وطني. ويقابله رأسمال متوحش ورأسمال غرائزي، ورأسمال بلا هوية.

و في الاردن، اذا نظرت الى شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى. و دققت في تاريخها وكيف بدأت ووولدت، وكيف تطورت، تكتشف حقائق تستحق ان تكتب وتدون للتاريخ، والاجيال المعاصرة والمستقبل. مطعم ام خليل في عمان وجرش.. ومن لا يعرفه!

حكاية نجاح سياحية وطنية، وتستحق النشر، وتستحق ان يسلط عليها الضوء، وتستحق ان تقدم درسا في مجال الاعمال والريادة. مشروع سياحي صغير بدأ في جرش، وتحول الى اكبر وافخم مطعم سياحي في الاردن. و اليوم له فرعان في عمان وجرش. و يحظى بثقة الاردنيين والسياح وزوار المملكة.

و ما يميز مطعم ام خليل انه صمد عبر حقبات ومراحل صعبة مرت على الاقتصاد والسياحة الاردنية.

و» مطعم أم خليل « أول من دشن مفهوم الاستثمار في السياحة، ومن اوائل المطاعم في الاردن الذي تخصص في تقديم «مينو « شرقي، ولبناني وعربي. و في كل ما حصل من هزات وبائية وامنية واقتصادية في الاردن لم يفاوض على وجوده في الاردن، ولم يفاوض على الاستمرارية والديمومة والبقاء.

وانا اكتب عن «مطعم ام خليل».. اتحدث عن تاريخ السياحة في الاردن.. واتحدث عن عراقة واصالة في المشروع والفكرة. و مشروع سياحي ارتبط اسمه بالسياحة الاردنية، وارتبط اسمه في جرش، وعندما انتقل في فرعه الى جبل عمان، ارتبط جبل عمان بمطعم ام خليل.. يبدو انها علاقة قدرية مع السياحة والمكان الاردني. اليوم، اي رأسمال قادر على الاستثمار في السياحة وبناء مطاعم واستراحات وغيرها.

و لكن، ما استوقفني في تجربة مطعم ام خليل تاريخا وحاضرا. و انها، ارتبطت في البيئة المحلية، وفي جرش اسهم « مطعم ام خليل «ان يكون مشروعا مؤسسا للسياحة : اقتصادا وثقافة في مجتمع وبيئة ريفية محافظة.

و قدم خدمات جلية الى المجتمع المحلي.. وهذا ما يميز ويفرز مشروعا سياحيا او تجاريا او صناعيا عن اخر.

و كيف اقيس ارتداد وانعكاس المشروع على البئية والمجتمع المحلي ؟ و هذا باختصار ما يسمى في فقه الاقتصاد «التنمية». يصعب على أي مؤرخ وباحث في التاريخ الاردني، وان يقف امام السياحة الاردنية دون ان يعرج على « مطعم ام خليل». و في زيارتي الى مدن اوروبية واسيوية، واجهت سؤالا عن مطعم ام خليل.

و في اخر زيارة الى الصين. التقينا في دبلوماسيين صينيين عملوا في الشرق الاوسط.

و من بين الحضور، تفاجأت في سفير صيني سابق يسألني امام الحضور، ويقول : طمئني عن الاردن، وهل ما زال مطعم ام خليل شغال ؟ طبعا، السفير، وبعد اللقاء الرسمي روى لي ذكريات عن عمان ومطعم ام خليل.

و في زيارة جلالة الملك الاخيرة الى مدينة جرش، تم تكريم الرواد في جرش، ومن بين المكرمين كان مطعم ام خليل، ورجل الاعمال ميشيل البيطار.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :