إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

من نابلس إلى القمة: مسيرة صبيح المصري في عالم الأعمال  


 

عمان جو – شادي سمحان

في زوايا الحياة التي تكتظ بالتحديات، يبرز اسم صبيح المصري كقصة تُروى للأجيال، تحمل في طياتها شغفًا لا ينضب وعزيمة لا تلين. وُلِد في نابلس، تلك المدينة التي تغفو بين الجبال، حيث ترعرع في كنف أسرة غرسَت فيه قيم العمل والاجتهاد. سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حنين الوطن كان يُناديه، يدفعه للعودة مُحملاً بأحلامٍ كبيرة وطموحات تتجاوز حدود المألوف.

من نابلس إلى القمة، تمثل مسيرة صبيح المصري رمزًا للأمل، ودرسًا يتعلمه الجميع: أن العمل الجاد، والإيمان بالقدرة على التغيير، يمكن أن يُحدثا فرقًا في حياة الفرد والمجتمع. إن خطاه تُحفر في ذاكرة الوطن، مُلهمةً أجيالًا جديدة لتتبع أثر النجاح، وتجعل من كل تحدٍ فرصةً جديدة تُعيد تشكيل المستقبل.

بعد تخرجه من جامعة تكساس بشهادة في الهندسة الكيميائية، قرر المصري أن يحلق بعيدًا، ليس فقط في عالم الأعمال، بل في سماء الأمل. أسس مجموعة أسترا في الستينيات، وكانت هذه الخطوة بمثابة ولادة جديدة لمستقبل مشرق. لم يكن بناء هذه الإمبراطورية مجرد استثمار؛ بل كان تجسيدًا لروح المثابرة والأمل، حيث تبلورت أحلامه في مشاريع تُعيد الأمل لمجتمعات بأسرها، وتحفز الشباب على السعي وراء طموحاتهم.

تولى رئاسة البنك العربي في لحظة حرجة، حيث كان البنك يواجه تحديات قانونية وصعوبات مالية تهدد بتفكيك إرثٍ تاريخي عريق. وفي تلك الأوقات الحالكة، برز صبيح المصري كقائد يتسم بالشجاعة والرؤية. كان يتنفس العمل، ويشعر بمسؤولية عميقة تجاه كل موظف وعائلة تعتمد على استقرار هذا البنك. استطاع من خلال استراتيجياته الحكيمة أن يبعث الروح في المؤسسة، ويعيد إليها مكانتها في الأسواق، مُستعيدًا الثقة التي تهاوت.

ومع إطلاق مشروعه الرائد، إيلا العقبة، نرى كيف تجسد رؤيته في واقعٍ ينبض بالحياة. هذا المشروع ليس مجرد منتجع سياحي، بل هو تجسيد لرؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في تحويل الأردن إلى وجهة سياحية عالمية. يمتد المشروع على مساحة شاسعة، يحتضن بحيرات اصطناعية وفنادق فاخرة، حيث يمتزج جمال الطبيعة مع الرفاهية. في كل ركن من أركان المشروع، تُنسج قصص جميلة من اللقاءات والتجارب، حيث يخلق السياح ذكريات لا تُنسى، ويشعر السكان المحليون بالفخر في رؤية بلدهم يزدهر.

إن كل استثمار يقوم به المصري ليس مجرد أرقام على ورق، بل هو دعوة للأمل والتفاؤل. يسعى من خلال هذه المشاريع إلى جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، مُعيدًا الحياة إلى شوارع العقبة، حيث يعبق هواء البحر برائحة النجاح والأمل. بفضل رؤية جلالة الملك، تعمل هذه المشاريع على تعزيز الاقتصاد الوطني، مما يُعزز من فرص العمل ويساهم في تحسين مستوى المعيشة.

هذا الرجل ليس مجرد رائد أعمال، بل هو أبٌ روحي، يُؤمن بأن التعليم والصحة هما أسس بناء مجتمع قوي. ولذلك، يواصل دعم المشاريع التعليمية والرعاية الصحية، مُعززًا بذلك فرص النجاح لكل طفل وشاب. إن إيمانه بأن كل شهادة تُمنح، وكل حياة تُحسّن، هي بمثابة بذور تُزرع في أرض خصبة، ليخرج منها غدٍ أفضل.

في ختام هذه الرحلة، تُعتبر مسيرة صبيح المصري تجسيدًا لرؤية جلالة الملك في تعزيز الاقتصاد الأردني وتطوير السياحة. 

من نابلس إلى القمة، تتلألأ قصته كنجمة في سماء الإنجازات، تُذكرنا بأن العمل الجماعي والتفاني يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في حياة الأفراد والمجتمعات. إنه مثال حي يُحفز الأجيال القادمة على السعي نحو تحقيق أحلامهم، ويُعزز من فكرة أن الإنسان قادر على إحداث التغيير، وتحقيق الازدهار للوطن الذي يُحب.

 

 

 

 

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :