عبد الهادي المجالي .. ابني سهل تعلم درساً من والده ، وابتعد عن العمل السياسي
-الاردن مستهدف وفيه خلايا كامنة وليست نائمة
- تفاجئت بالبيان المشترك بين الامن العام والدرك وعدم وجود قائد للعملية كان احد الاخطاء- الدولة بكل أجهزتها لم تترجم أفكار جلالته في الأوراق النقاشية على ارض الواقع
- الفردية هي التي تسيطر على مجلس النواب وليست العشائرية، والدولة سعيدة بذلك
- ابني سهل تعلم درساً من والده ، وابتعد عن العمل السياسي.
- انا مع اللامركزية، لكنني معترض على القانون الذي لا يمت لها بصلة.
عمان جو - شادي سمحانعدسة محمد الشلبي
صاحب رؤية وطنية ثاقبة.. عسكري محنك من الطراز الرفيع.. ريختراً يرصد الصعوبات ما ظهر منها وما بطن.. فخلال الدورات التسعة التي انتخب فيها كرئيس لمجلس النواب .. كان كل مرة يؤكد باحترافية أن دوره وُجد لخدمة المجتمع الأردني .. وحماية المواطن من أي قرار من شأنه الإطاحة بآمال الشعب الأردني .. بإيجاد مجلس نواب ينصفهم ... لا يحبطهم...معالي عبدالهادي المجالي... من النواب القلائل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .. تماماً كما اعتاد في عمله كعسكري ، نذر نفسه للدفاع عن الوطن وحقوق المواطنين .. يكشف النقاب عن آرائه بكافة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .. وحتى الأمنية والعسكرية منها لايمانه المطلق بخطورتها على أمن الأردن وسكينته... وتالياً كان حوارنا مع معالي ابو سهل:-
فلنبدأ ، من حيث المواجهات المسلحة التي شهدتها عدد من المدن الاردنية بين الجماعات المسلحة والاجهزة الامنية في الكرك وقريفلا والشوبك مؤخراً ، كيف تقيّم هذه العمليات عسكرياً من جهة ، ومن جهة اخرى كيف تقيم الاداء الحكومي في التعامل معها؟؟
- بداية أود شكركم على هذا اللقاء ، وبصراحة لا يخفى على الكثيرين أن الأردن مستهدف منذ زمن ، وفيه أعداد كبيرة من التكفيريين ، قد يقدر عددهم بالآلاف، و اعتقد بأن منها خلايا كامنة وليست نائمة كما يدعي البعض، فالخلايا الكامنة هي الخلايا المستعدة للعمل فورا، و لا يوجد لديها ما هو مخفي وهذا نتاج تطور جديد في عمل الجهات الارهابية. فهذه الجماعات تطلب من الاردنيين التضامن معها في العمل تحت مسمى "الجهاد" او فيما يسمى بالدولة الاسلامية ، بأن يتم تجنيدهم والقتال ضمن صفوفهم، لكن مؤخراً قد تغيرت هذه السياسة، حيث اصبحت هناك صعوبة في السفر للقتال في العراق وسوريا وانما اصبح المطلوب هو اثارة الرعب في البلاد العربية ، ومن ينجح في تحقيق ذلك يصبح من اهل الدعوة في الدولة الاسلامية ، وضمن هذا التوجه والتغيير الجديد تفاعلت القواعد المتواجدة في الاردن، وبدأت تعمل في اربد والبقعة والكرك، لكنها اخطأت عندما اتخذت من الجنوب قاعدة تبدأ منها، والحديث عن عدم وجود ذخيرة في المركز الامني او ما شابه ذلك ليس من المنطق وانما يجب مجابهة ذلك لمواجهة السؤال الاهم ، وهو هل الدولة الاردنية تجهز نفسها لحرب ارهابية، فجلالة الملك يتحدث في كل تصريحاته داخل الاردن وخارجه عن الارهاب ، ويؤكد ان الاردن في مواجهة الارهاب واننا في حرب مع الاسف، لكني لا اعتقد ان اجهزة الدولة تعيش جو الحرب ضد الارهاب، بمعنى انهم يتعاملون مع الامر بأمور عادية واقل من عادية وهذا باعتقادي الذي غلب على الاحداث الاخيرة ، فقد اكتشفنا باننا لم نقم بتجهيز انفسنا لمواجهة تحديات الحرب على الارهاب طويلة الامد و الغير تقليدية والتي ممكن ان تأتي في اي مكان وفي اي وقت ، وهذا ما يحدث الان فهذا الجانب مهم جدا ويجب اعادة النظر في كثير من الامور ، ليتم تفادي الثغرات التي تمت في الماضي . وفي هذا الصدد أذكر انني كنت عسكريا في القوات المسلحة، واعلم جيداً ان القوات المسلحة تمتلك خططاً مختلفة ( أ,ب,ج,د ) لسيناريوهات مختلفة ، حتى غير المتوقعة منها، ففي الماضي كان كثيراً من الناس يستغرب فكرة وجود احتمال ان تقوم اسرائيل بمهاجمة الاردن من الجنوب ، لكن مجرد وجود احتمال ان يتم مهاجمة الاردن عبر الغور الصافي ومنها الى الكرك، كان لا بد من خطط عسكرية لمواجهة ذلك الخطر، واكبر دليل على ذلك السد الترابي الموجود على طريق القطرانة- العقبة ، قبل منطقة سواقه بطول يتراوح بين (١٠-١٥) كيلو، حيث تم انشاء هذا السد في ذلك الوقت للدفاع عن عمان اذا ما هاجمت اسرائيل الاردن من الكرك، وهذا اكبر دليل على عمق التفكير للمستقبل . من هنا كان لا بد للمسؤولين ان يفكروا انه ربما يتعرضون لأي حدث من الكرك، وهذه السياسة كنت اتبعها خلال تقلدي لمنصب مدير الامن العام ، حيث اضع الخطط لمثل هذه الحوادث المحتملة تماماً كما في القوات المسلحة، حيث أقمت المراكز الأمنية، والتي من المفترض ان تكون مهيئة بالامكانيات العسكرية ، كما يجب ان تكون على دراية بكل شخص متواجد في منطقة الاختصاص، بل ويتم بحث شامل عنه، بمعنى ان يقوم صاحب العمل على سبيل المثال والذي يأوي شخصا اجنبيا بالابلاغ عنه وارسال جواز سفره واوراقه للمركز الامني للتاكد من هويته والتاكد منه ومتابعته ومراقبته ، فالشعب الاردني جاهز للعمل والتعاون، ذلك ان الجهاز الامني دون الشعب لا يحقق هدفه بالكامل، لذا فالامن والشعب قوة واحدة ، خاصة وان الامن هو البنية الاولى التي تقابل المواطن في الشارع والسوق والسيارة ، فرجل الامن هو الباروميتر الحقيقي للدولة الاردنية ولذلك يجب ان يكون مهيأ ويجب ان تكون لديه التعليمات والمعلومات عن كل شيء ويجب ان تكون الية عمله مكتوبة ومعروفه ماذا عليه ان يعمل . وبمعنى ادق ، الان يوجد لدينا ثلاث ملايين سوري ، فضلا عن العراقيين والليبيين واليمنيين واخيرا تبين اننا نستضيف جزائريين، لذا على الاجهزة الامنية في منطقة الاختصاص ان تعرف عدد سكان المنطقة والمتواجدين فيها وتحركاتهم واماكن عملهم، ليس بقصد التجسس وانما بما تقتضيه المصلحة الامنية .
***هل شعرت ومن خلال خبرتك العسكرية والأمنية والسياسية ان أحداث الكرك أظهرت بعض الصراعات بين القيادات والاخفاقات لدى الحكومة المركزية (الوزارات) في التعاطي مع الأحداث؟ - انا عسكري واعلم جيداً بأنه اذا حدثت اي عملية عسكرية فيجب ان يعين قائدا للعملية كما هو الحال في جميع الدول، وقد يكون هذا القائد من اي جهاز امني سواء من المخابرات او الامن او الدرك او من الجيش، و هذا يعني ان الدولة تقرر "س" من الناس قائدا لهذه العملية من مختلف الوحدات التي تشارك بالواجب وتتبع لاوامر هذا القائد ، لكن مع الاسف نحن لم نجد قائدا لهذه العملية بل انتشرت معلومات بأن كل الاجهزة الامنية شاركت في هذه العملية ولم نسمع بان هنالك قائد لهذه العملية، فكل قائد كان تابع له وحدته ، وهذه من الاخطاء التي يجب ان تعالج لأنها مشكلة تنظيمية، ذلك انه عند تعيين قائداً للعملية أو للمعركة -لاسمح الله- تصبح هناك اوامر ثابتة وواضحة تصدر عنه، ويتحمل المسؤولية وترسل له كل الامكانيات والامدادات اللازمة ، حتى انه اذا حدث عمليات تفاوضية يكون هناك شخص محدد للطرف الآخر ، لذلك اقول ان عدم وجود قائد للعملية كان من الاخطاء ، اضافة لأنني تفاجئت بالبيان المشترك بين الامن والدرك . ***الشارع يقول بأن الخطاب الرسمي لم يرتقي إلى مستوى عقل المواطن الأردني حتى أن تصريحات وزراء بالحكومة كانت مصدر سخرية للمواطنين؟ - هذا السؤال يتبع لما قبله، اولا لعدم وجود قائد محدد لهذه العملية فأصبح نقل المعلومة من مصادر مختلفة، الامر الذي جعل المعلومات لا تصل بطريقة سليمة للمسؤولين في عمان، وانما بدأت تصلهم معلومات كثيرة من مصادر كثيرة، الامر الذي خلق لبس عند المواطنين، فلو كان هناك شخص واحد مسؤول عن العملية، كانت ستنحصر التصريحات بما يصدر عنه ، واي معلومات لا تصدر عنه لا تعتبر تصريحات، وسيصرح الوزراء والمسؤولين بما يقوله قائد العملية، لكن ما حدث أن رئيس الوزراء يقول عشر اشخاص ووزير الداخلية يقول اربعه ، فالتبس الامر على المواطنين ، حيث اصبح الكثير منهم يؤكد انه شاهد العشرات من هذه الجماعات يطلق النار اضافة للحديث عن المدة الزمنية التي استغرقتها عمليات اطلاق النار ، وكل ذلك بسبب عدم وجود وحدة لنقل المعلومة حتى تكون المعلومة صحيحة وتصل الى المسؤول بدقة . ***هل نحن في ظل دخولنا بالحرب على الإرهاب وظهور أشخاص متأثرين بالفكر الإرهابي وما خلفته أحداث الكرك من استياء لدى الشارع بحاجة إلى حكومة ذات خلفية عسكرية؟ - يجب ان نؤكد بداية أننا في حالة حرب ، وقد أعلن ذلك جلالة الملك اكثر من مرة، فنحن نقاتل مع التحالف في سوريا والعراق ونقاتل مع السعودية في اليمن ضمن حلف ضد الارهاب ونقاتل ايضاً داخل بلدنا ، وكنت قد تحدثت حول وجود جماعات تكفيرية وعدم الاعتراف بهذا الكلام هو عمل غير صحيح ، حيث يوجد لدينا جماعات وافراد مستعدة ان تقاتل مع الارهابيين الذين غسلوا أدمغة هؤلاء الشباب ( ومنهم من هم معتقلون لدينا) حتى اصبحوا يعتقدون بأننا عبارة عن مجموعة مرتدة عن الاسلام، وغيرها من الافكار المغلوطة، وهنا أريد أن أؤكد بأن المعالجة لا تكون فقط بالحفاظ على الامن ، ذلك ان محاربة الارهاب ليس كمحاربة العدو، فمحاربة الارهاب تحتاج اولا الى معالجة الجذور التي ادت الى هذا الارهاب ، ومعالجة الكيفية التي وصل بها، فمثلا جميع الذين قتلوا مؤخرا من بلدة لواء القصر ، مما يعني بان لواء القصر يعاني من مشكلة ، وهي مشكلة الفقر والبطالة، لذا وجب على الدولة على نفس المستوى التي تحارب فيه الارهاب عسكريا وامنيا ان تحاربه فكريا واقتصاديا.ًواقتصاديا يعني ؛ مواطن لا يملك مالاً باع ارضه ليكمل تعليم ابنه حتى انهى المرحلة الجامعية، لكنه مازال منذ اربع سنوات عاطل عن العمل ، الامر الذي سيجعله ينحرف عن بيئته وتربيته ويتجه نحو الشخص الذي يدفع له سواء في مجال الارهاب او المخدرات او غير ذلك، بمعنى آن أي شخص يستطيع ان يستميله بسبب انعدام الامل عنده من ايجاد وظيفة، فديوان الخدمة المدنية الآن يتحدث عن وجود 300 الف طلب خدمة للجامعيين ، وبالصدفة كنت اتحدث بالأمس مع احد الشباب فسألته عن رقمه في ديوان الخدمة ، فقال (١٣٥) ، بمعنى ان هؤلاء الشباب فقدوا الأمل في العمل والانتاج وتكوين اسرة، الامر الذي يجعله يتجه نحو اي مكان ليحسن مستوى معيشته ، وهو الامر الذي يجب ان تتم معالجته، لانه اذا لم تتم هذه المعالجو فسوف تزداد الأمور سوءاً، واذا أحببت الاجابة عن السؤال حول لماذا تم استهداف الجنوب كالكرك وقريفلا والشوبك ، تكون الاجابة لأن الفقر مستفحل في هذه القرى، وفقد شبابها الأمل ، ذلك انهم حتى وان وجدوا عملاً في العاصمة عمان فإنه لن يعمل ، ذلك ان الراتب لن يكفيه اجور مواصلات ، عدا عن السكن وغيرها من الامور، لذا على الدولة ان تصرف تركيز الاستثمارات في الوسط عمان والزرقاء واربد ، لانه من منطقة القطرانه وحتى الداخل لا يوجد اي مشاريع استثمارية كبيرة تضمن العمل للشباب العاطلين عن العمل من جامعيين او غيره، ولا نغفل انه وعند الحديث عن هذه المتطلبات ، فان جلالة الملك يعي ذلك تماماً فهو عسكري وسياسي من الطراز الرفيع. حقيقة يوجد لدينا مشكلة ويجب معالجتها، لذا لا بد من تشكيل مجموعة متفهمة بعيداً عن وزراء التكنوقراط ، الذين يعين كل منهم خبراء ومستشارين عندهم لمساعدتهم ، وانما نريد مسؤولين سياسين يعوا هذه القضيه ويعالجوها كمجموعة كلا في اختصاصه، معالجات دقيقه وحقيقية ، لا ان يبقى الوزير يستند على آراء الخبير او المستشار وانما يقوم هو بعمله ميدانياً ليصبح خبيرا بشؤون المواطنين وينقلها بأمانة الى مجلس الوزراء صاحب الولاية، فحتى يتم معالجة الموضوع لا بد من تغيير حقيقي ، فالشعب كله فقد الثقه بمجلس الوزراء وبمجلس النواب وبمجلس الاعيان، وحصروا ثقتهم فقط بجلالة الملك الذي يتأملون منه بعد هذه المحنة - ولديه الخبرة المعلومة الحقيقية- ان يعيد تكوين الدولة بما يخدم المرحلة الصعبة القادمة. ***الأردن بلد له عمق عروبي وشرعية أسلامية لكن بذات الوقت هناك من يقول بأن الحكومات الأردنية تعاملت مع ملف اللجوء السوري بنمط غير منطقي وليس بلغة دولة تحفظ أمنها واستقرارها قبل الأقدام على اي خطوة من هذا النوع خاصة في ظل ظروف أمنية واقتصادية وسياسية وأيضا اجتماعية صعبة تعيشها الدولة الأردنية؟ - حقيقة لقد كنت ضد فتح الابواب بشكل كبير خلال وجودي في مجلس النواب، وفي بداية الاحداث ، عندما وصل عدد اللاجئين الى 600 الف لاجيء، ألقيت خطاباً تحت القبة وقلت بأن ذلك يكفي.. ذلك يكفي ، لكن الرد جاءني بأنه لا يجوز على الدول المجاورة ان تغلق ابوابها بوجه اللاجئين، فوجدت بأن الدولة الاردنية تستطيع ان تذهب الى الامم المتحدة ومجلس الامن وتقول ان اللجوء اكبر من حجمه، الامر الذي يشكل خطراً على الامن الاجتماعي والاقتصادي وبذلك يسمح للاردن ان يعفى من ذلك ومن فتح الابواب، ويعطى المساعدات لايجاد حلول تكون في المنطقه، لكن الحكومة لم تقم بذلك الإجراء، وأذكر أنه وبعد شهر واحد من إلقائي لهذا الخطاب، تقدمت الحكومة بطلب الى مجلس الأمن، حيث كان اللجوء قد زاد عن حده، لكن جاءنا الرد بأن الوقت غير مناسب، وهنا اعتقد انه قد تم استغلالنا عبر الضغط الانساني ، ذلك ان القيادة الهاشمية الانسانية العروبية والاسلامية لا تقبل ان تغلق ابوابها امام اللاجئين، كما ان جلالة الملك عبد الله حفظه الله و رعاه والملك حسين طيب الله ثراه، لم يتبعا يوماً سياسة اغلاق الابواب امام الاشقاء العرب، ومن جانب اخر، وبما أننا قمنا بفتح الابواب، كان يجب ان نستغل ذلك أمام العالم لمساعدتنا، لانها مشكلة دولية او مشكلة عربية اسلامية وليست مشكله أردنية، فانا لا اشاهد العرب مشاركين في هذا الهم. فالقضية ليست مسألة نقود، فعندما ننشأ مخيم يقطنه اكثر من 200 الف لاجيء، فإن ذلك سيخلق مشكلة، والسؤال هنا؛ لماذا لم توزع هذه المشكلة على العالم العربي؟ ولماذا لم تأخذ مصر جزءا منها، والخليج جزءا منها، ليبقى هذا قدر الأردنيين الذين يؤمنون بالتكافل الاجتماعي العربي والاسلامي منذ زمن وليس بجديد ، فنحن آوينا البنانيين عام 1975 خلال الحرب اللبنانية ، وآوينا العراقيين في حروبهم الكثيرة سواء كانت مع صدام حسين او ضد صدام حسين وآوينا السوريين والفلسطينين من قبل ، والآن واياهم نستقبل غيرهم من اليمنيين والليبيين ، لكن وفي نفس الوقت اعتقد ان هذه الرقعة الجعرافية التي تتمتع بالأمن تجذب الناس لحبهم للبلد وللنظام الذي يحميهم فلا يخافون على ارواحهم تحت قيادته، وهذه سمعة هائلة جدا ولا بد ان يكون لها ثمن ، اذا لم نقبضه اليوم سنقبضه مع الزمن ، واخيرا نحن نفتخر بأننا قادرين على ذلك، لكن يبقى ان نحسم مشكلة وجودهم على حساب أمننا، فلا بد من تدقيق اوراقهم وتدقيق امورهم ومن يظهر لديه نوايا سيئة منهم يجب ان نقوم بابعاده. **-كيف تنظر للحراك الحكومي النيابي وهل يرتقي إلى مستوى الظروف التي نعيشها وتطلعات الشعب ؟ -المجلس النيابي الحالي هو امتداد للمجلس النيابي السابق وامتداد لقانون انتخابي سيء، وكنت قد تحدثت لاكثر من مرة بأن قانون الانتخابات سيء والقانون السيء يفرز مجلس نواب على قدر هذا القانون ، ومن يتمعن بالأوراق النقاشية الخاصة بجلالة الملك يتفهم بأنه ينظر الى نهج جديد ، لكن مع الاسف فإن الدولة بكافة اجهزتها لم تترجم كلام الملك على ارض الواقع، فنحن دولة ديمقراطية مدنية تعددية يتوجب ان يكون فيها احزاب تتداول السلطه التنفيذية، لكن سياسات الدولة وقوانينها لا تنسجم مع هذا الكلام، وحتى يتحقق ذلك ستتغير وجهة نظر الاردن في المستقبل . ** ألا تعتقد بأن إلقاء اللوم على الحكومة فقط في معالجة المجتمع من التطرف والإرهاب دون مشاركة النقابات والأحزاب والقطاع الخاص بحيث نمنع الشباب من الانجرار وراء الجماعات الإرهابية؟ - هذه ليست مشكلة الحكومة وانما مشكلة الدولة ، الحكومة هم فقط 30 شخص اما الدولة فتضم الاجهزة والاحزاب والمنظمات ، وأنا بوجهة نظري ان كل انسان يجب ان يشارك ويساهم في توعية المواطنين حتى نمنع حدوث شرخ في المجتمع خاصة في هذا الوقت العصيب، ومهما كانت الخلافات سواء سياسية او اجتماعية او غيرها، لا بد من تنحية هذه الخلافات جانباً في الوقت الحاضر وأن نتحد جميعاً في محاربة الارهاب والتطرف، بل يجب ان نكون يداً واحدة مخلصين للوطن ونعمل من أجله. ** أعلنت قبل شهور بقرارك حول عدم الترشح للانتخابات ، ولم تتراجع عن قرارك رغم الضغط الشعبي الذي مارسته عليك قاعدتك الانتخابية، فهل لكم ان تشرح لنا الاسباب التي جعلتك اتخاذ هذا القرار؟ وحيثيات التمسك به؟؟ - هناك ثلاثة اسباب لاتخاذي قرار عدم الترشح للانتخابات النيابية السبب الاول؛ هو ايماني بأن لكل زمان وقت ويجب ان تعطي مجالاً للاخرين ، وبما أنني قضيت اكثر من خمسة وعشرون عاما في العمل كنائب ، فكان من المنطقي ان أفسح المجال للصف الثاني، ليخرج لدينا جيلاً من الشباب يقود المرحلة المقبلة . السبب الثاني: كان القانون السيء، فخلال عملي كرئيس حزب ، وجدت ان الحزب غير قادر على المشاركة في الانتخابات كحزب بسبب سوء القانون، وهذا سبب قوي جدا ، فالقانون يجبرك ان تتحالف ومن ثم ان تتنافس مع كتلتك والاشخاص الذين تحالفت معهم ، ولا يوجد حزب متزن قد يتبع هذه السياسة ، مما جعلنا نقرر في الحزب ان الترشح لكل شخص مستقل يرغب بذلك بعيدا عن الحزب ، فتم ذلك لكن الاغلب من الزملاء عزفوا عن خوض غمار الانتخابات .
** مارست العمل الحزبي منذ سنوات عديدة ، ورغم عدم تطور الحياة الحزبية في الاردن بشكل كبير و قوي، الا أنك ما زلت مؤمناً به، فلمن تحمل مسؤولية هذا الضعف؟؟ - أنا اعمل في الحياة الحزبية منذ عام 1991 يعني منذ اول قانون احزاب وانا منغمس بالعمل الحزبي، الذي لا يخفى على الكثيرين انه ضرورة ويؤكد على ذلك نهج جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال ونهج جلالة الملك عبد الله الثاني، ذلك ان قيام دولة اردنية مدنية ديمقراطية، يعني أن يكون هنالك احزاب ولذلك انا اؤمن بضرورة وجود الأحزاب ، لذلك انا متأكد من انه سياتي يوم ويكون هناك حياة حزبية في الأردن، لكن للاسف هنالك جهات تعطل ذلك، و تقنع صاحب القرار بأن الوقت ليس مناسبا لان نتبنى هذه السياسة (باجتهاد شخصي منها)، لكن برأيي انه كان علينا ان نبدأ الحياة الحزبية قبل 15 عاماً ، لاصبح وضعنا الآن افضل بكثير، لكني سأبقى أمارس العمل الحزبي حتى لا يفقد الشباب إيمانهم بالعمل الحزبي، وحتى تقتنع الدولة بأن المستقبل هو العمل الحزبي لأنه الأقوى للوطن من التفكك والفردية التي يعيشها المجتمع حالياً. ** هل ترى ان النظام السياسي والاقتصادي في الاردن على درجة عالية من التماسك لمواجهة التحديات الساخنة التي تحيط بحدوده من حروب واقتتالات؟؟ - في رأيي انه غير متماسك على الاطلاق، وكنت قد قرأت مقالاً لمروان المعشر وهو أحد اركان الاقتصاد خلال ال15 عاماً السابقه يقول فيه بأننا "فشلنا"، اي اننا حاولنا التغيير وعمل الاصلاح إلا أننا فشلنا ، وهذا رأي أحد أهم المختصين بالعمل الاقتصادي. وعلى صعيد متصل، لقد اعتدنا تشكيل لجان من الاشخاص الذين أفسدوا السياسة ، فماذا سيأتوا بجديد!! ، من وجهة نظري لتبد من الاستعانة بأشخاص ليس بالضرورة ان يكونوا خبراء، لكن يعملون على دراسة المشكلة وحلها، ولا بد هنا من الاشارة انه ليس من المفروض في شيء ان ننتقد رئيس الحكومة بأنه سيء، بل لا بد من تقديم حلول واقتراحات تساعد في تحسين الوضع. واتمنى في هذا المقام، ان تتاح لكم فرصة لقاءالأمين العام للحزب ليوضح لكم الحلول الحقيقية للاقتصاد كما وضعها الحزب، تماماً كما في حلول التعليم الذي اصپح يشهد اوضاعاّ متردية، فكافة الجامعات مديونة ومفلسة، ولا يوجد من يسعى للاصلاح، حيث يتم ايكال المهمة للاساتذة والدكاترة الذين هم جزءا من المشكلة ، الامر الذي يقودنا للفشل. كما يملك الحزب حلولاً لمشكلة الفقر والبطاله والزراعة والمياه والادارة ، هي حلول تم التوصل لها وطباعتها ، وموجودة في مقر الحزب لكن لايوجد من يقرأ، فالوضع الحالي للاقتصاد سيء والجميع يشتكي واولهم رئيس الحكومة الذي يدعو لشد الاحزمة ، ويتجه نحو زيادة الضرائب، فهل الضرائب الحل الوحيد للمشكلة ؟؟!! ، هذا القرار سهل جداً لكن المواطن لم يعد يحتمل ، لذا لا بد من خلق حلول وابداعات جديدة، دون ان نحمل المواطن تبعات جديدة ، علماً بأن الاردن غني والدليل على ذلك، انظر يوم الجمعه على المطاعم لا تجد كرسي واحد فارغ والبنوك كلها تربح من (٢٠-٣٠٪) ، والميزانيات ايضا تؤكد على تحقيق الارباح، لذا لا يوجد سوى المواطن الموظف صاحب الراتب المحدود هو الذي يتأثر، الى جانب ان الغلاء المعيشي يأتي على كل امكانيات الزيادة . ولا بد من التذكير انه بدون قاعدة الثواب والعقاب لن نحقق النجاح، على سبيل المثال، يتم اقالة مدير الامن العام او مدير الدرك او اي مسؤول وهناك اعتقاد عند الجميع بأنه قد أساء ولم يعمل بالشكل الصحيح، ثم يصدر قرار تعيينه في مجلس الاعيان، وهنا يتسأل المواطنون اين الثواب والعقاب، كيف تم عقابه باقالته من منصبه ومن ثم تكريمه بمنصب جديد، فيصبح حال لسان المواطن يقول : ما هذه الدولة.
** كيف ترى القرارات الحكومية التي تتعلق بارتفاع الاسعار تحديداً، وهل ظروف المواطن الاقتصادية تتحمل هذه القرارات في هذه المرحلة ؟؟ - لا يجوز رفع الاسعار مطلقً ، ذلك ان الظرف لا يسمح بأن نقوم برفع سعر اي مادة، بل يجب التفتيش على حلول اخرى والا سوف يصبح الوضع أسوأ مما نحن عليه الآن، وانا ضد رفع اية اسعار ، ونحن بالحزب اصدرنا بيانا وحذرنا الحكومة من رفع اي مادة لان الوضع الاقتصادي ووضع الناس والمزاج العام للشعب الاردني لا يتحمل مطلقا اي زيادات.
** هل ما زلت تحرص على التواصل مع المواطنين بصورة مباشرة ، بمعنى الالتقاء بهم وتلمس همومهم ، وما اهمية هذا التواصل الحي بالنسبة للسياسيين؟؟
-من المفروض ان اكون جالسا في منزلي في الوقت الراهن، لكن والحمد الله انا رجل لا أزال أستطيع أن أوظف علاقاتي لخدمة الناس، فتجدني يوميا في مكتبي المفتوح لكل المواطنين، ودفتري مليء بالاسماء (اكثر من الف اسم) الذين يبحثون عن عمل وعن خدمات اخرى،لذا كل ما أتيحت لي الفرصه اذهب الى الجنوب والتقي مع اقاربي وابناء بلدتي وسكان القرى ، ونتبادل الحديث ولا ازال اقوم باعطاء محاضرات ومداخلات في جميع انحاء المملكة لكن اقل من السابق، واود الاشارة هنا أن هذا مكتبي ولا املك شركات ولست مليونيراً، كما يتحدثون عني فانا اتحداهم ان يذهبوا الى وزارة الصناعة والتجارة ويتأكدوا ذا ما كنت املك شركات وكل الموظفين لدي هم فقط لخدمة المواطنين فنعمل هنا لخدمتهم وحل مشاكلهم. لذلك فأنا اعيش مشكلة المواطن والبطالة والفقر من كثرة المراجعين الذين استقبلهم، ودفتري مليء بطلبات المواطنين من جميع انحاء المملكة من ذكور واناث وكلهم يبحثون عن وظيفه ، وانا احب اخدم الناس وكل يوم اجري اتصالاتي لتوظيفهم، لانه لا سبيل لهم غير ذلك ، واحياناً آخذ لهم مواعيد من مسؤولين لكن عندما يذهبون اليهم يتم طردهم،و هناك مسؤولين ووزراء محترمين ، وهناك ايضاً مسؤولين اقوم بالاتصال بهم اربع ايام ولا يستجيبون لي ، فكيف هو حال المواطن معهم، لكنني في النهاية اشعر بالسعادة عندما انجح بتقديم خدمة لمواطن . ** كنت رئيساً لمجلس النواب لتسع دورات برلمانية، فهل مازالت العشائرية تسيطر على اداء وتوجهات مجلس النواب الاردني حتى اليوم ؟؟ - ليست العشائريه التي تسيطر على مجلس النواب ، بل الفردية، فالكتل التي تسمع بها جميعها مجرد تسميات فقط، والدولة سعيدة بهذه الفردية ، ومرد ذلك انها ان ارادت القيام بشيء يقوم اي شخص بالاتصال مع الافراد ، الذي ينجبر على الموافقة بسبب مصالحه في النهاية ، لانه اذا رفض سيتم رفض مصالحه ، ما عدا الاحزاب، لانه عندما يتم الاتصال مع عضو اي حزب يكون رده بمراجعة رئيس الحزب ، حتى مع اعضاء جماعة العمل الاسلامي ، لكن الفرد يستقبل الاتصال ويكون هو المسؤول، وغالبية البرلمانات السابقه 80% كانت فردية وغير حزبيين لذلك فإن الحزبية مهمة، على الاقل فالنائب يلتزم امام حزبه ولا يوجد شخص يستطيع ان يتفاعل معه يقرر على مصلحة الحزب والحزب لا يقرر شيء يضر بمصلة الوطن. **هل نجحت كتلة الاصلاح بالعمل الحزبي بمجلس النواب الحالي؟ - بكل صراحة لم تنجح كتلة الاصلاح التي بلغ عددها 15 من اصل ١٣٠، وهم اعضاء المجلس ، حيث يوجد أربعون نائب محترم لكن يفضلون عمل ما يمليه عليهم ضمائرهم ، لكن هؤلاء الاربعين لا يفعلون شيئا مع 130 نائبا في المجلس . ** تدرجت في الوظائف حتى اصبحت وزيراً للأشغال ورئيساً لهيئة الاركان ومديراً للأمن العام وسفيرا، ثم رئيساً لمجلس النواب ، ايهما كان يرضي طموحك اكثر من بين هذه المناصب ؟؟؟ -المنصب الذي كان مليء بالتحديات، كانت الفترة العسكرية وهي اطول فترة امضيتها بالقوات المسلحة، فنمط المعيشه مختلف، وتبني علاقات أخوه كبيرة بين الناس ، فضلا عن الشعور بالعمل والفسحه الكبيرة من دعم الزملاء. لكن اجمل منصب هو سفير الاردن في امريكا ، حيث تعيش باجواء دبلوماسية عالية المستوى تمكنك من عمل علاقات عالية جدا، لذا تبقى الاجمل هي رتبة السفير ، اما اكثر المناصب التي تعاملت بها مع الناس هو مديرا للامن العام، كما تحدثت بالسابق فرجل الامن هو البروميتر لانه يتعامل مع الناس مباشرة، وقد نجحت بسببه في العمل السياسي كوني اصبحت ذو معرفة كبيرة بالبلد ، لان العمل السياسي الحكومي كبير جدا ومتعب وصعب، وبنتائجه بقيت تسع سنوات رئيسا لمجلس النواب، والخلاصة انني عملت كثيرا وانا سعيد بعملي لكني لم استطيع احداث التغيير، ولا الانتقال للنهج الذي كان جلالة الملك.
** هل ما زلت متمسكا برأيك في معارضتك لقانون اللامركزية ؟؟ - انا مع اللامركزية ، ولكني معترض على القانون الذي تم تشريعه لانه لا علاقة له باللامركزية ، فالقانون لا يحقق الهدف الذي يريده جلالة الملك ، واذكر عندما كنت عضوا في اللجنة الملكية التي شكلها جلالته ، كان الطموح ان يتم اعطاء المواطن فرصه للمشاركة بتحمل المسؤولية ،لكن جاء القانون لا يلبي هذا الهدف ، وقد حاولت اصلاح ذلك لكن لم استطع فعل شيءلذلك كنت احاول اصلح اعمل لكن ما طلع بايدينا لذلك ، فخرج القانون خلافا للهدف الذي جاء لأجله. ** ما رأيك في ظاهرة توريث المناصب السياسية والوزارية التي اصبحت ظاهرة واضحة وملموسة في الاردن ؟؟ - لا يوجد شيء اسمه توريث، بل توجد كفاءة، وما يحدث هو ان الوزير او رئيس الوزراء يرسل ابنه للتعلم في الخارج وفي افضل الجامعات ، وعندما يعود يصبح اكثر كفاءة من اقرانه ، فيؤخذ لكفاءته وليس لانه ابن فلان، واذكر في هذا المقام انني رفضت ان يصبح سهل وزيرا عندما زارني دولة نادر الذهبي وطلب ذلك، واجبته ان سهل نقيبللا مهندسين مرتين بالانتخاب، ولا اريد ان يقولوا لانه ابن عبدالهادي ، فهو وقتئذٍ تم انتخابه من قبل النقابة لكفاءته ولشهادته ولعمله ولشركاته ، واخبرت دولة الذهبي انني على استعداد ان أزوده بعشر اسماء من اقاربي الأكفاء، لكنه اصر على اختيار سهل قائلاً بأنها رغبة جلالة الملك، فانسحبت انا ، وها هو دولة نادر الذهبي ما زال حي يرزق، لمن اراد سؤاله. *** هل الانسجام بين اي حكومة وبين الديوان الملكي سبباً في استمرارية الحكومة ؟؟ ام ان قوى الشد والجذب تنحصر بأجهزة حكومية اخرى ؟؟
- الملك هو صاحب الحق بتشكيل الحكومة ، والحكومة حسب الدستور لها صلاحيات العمل وعندما يشعر جلالة الملك بان الحكومة لاتعمل للهدف التي شُكلت لأجله يقوم بإقالتها، وقرار الاقالة يأتي بناء على تقارير من الاجهزة الامنية والمخابرات والديوان ، والمعيار هنا كم تحقق هذه التقارير من مصداقية، فجلالة الملك يستمع للجميع وبحسب المعلومات التي تصله يطول عمر الحكومة او يقصر.من جانب اخر فقد كان المغفور له باذن الله جلالة الملك حسين يتبع نهج تغيير الحكومات كثيرا ، وجلالة الملك عبد الله في بداية عهده كان يغير كثيرا لكن الان بدأ يطول عمر الحكومات ربما لاعطائها فرصة الوقت الكافي لتحقيق اهدافها. ** بعد كل هذه السنوات في العمل السياسي والبرلماني ، هل اصبحت على دراية بأعدائك ؟ وكيف تواجههم اذا لزم الامر ؟؟؟
- انا اعلم بأن هناك اعداء، لكن انا أطلق عليهم لقب "حساد " ، والحساد كثر لكني عادة لا اترك وقتاً كبيراً بيني و بين من اختلف معهم ، فاذهب اليهم وانهي الخلاف ، فمثلا في الانتخابات اختلفت مع الكثيرين لكن بعد الانتخابات ذهبت اليهم وانهيت الخلاف وفتحنا صفحة جديدة ، مع العلم بأنه قد تم الاساءه لي شخصيا ، لكني اقلب الصفحه وانهي الخلاف والجميع يعلم عني ذلك، فعادتي ان لا اترك في قلبي مكانا للزعل والغضب، فانا احترم الجميع والجميع يحترمني. ** ما الذي ينقص البيئة الاستثمارية في الاردن ؟ وما الذي يعرقل التوجيهات الملكية في التخلص من البيوقراطية الحكومية في هذا الاطار ؟؟ - اعتقد ان الخوف والجبن هما الهاجس الاول في عرقلة البيئة الاستثمارية، ذلك ان اطلاق الاتهامات على المسؤول بتعاطيه الرشوة او السرقة، فقط لانه يمتلك سيارة حديثة ، مما جعل المسؤول يخاف او يفكر الف مرة قبل ان يوافق ويوقع على اي قرار، وهذه المعضلة اصبحنا نشهدها خلال الخمس سنوات الاخيرة، كما ان هناك اموراً اثرت كثيرا على الاستثمار، كعدم اتمام التحقيق، بمعنى انه اذا تم اتهام احدهم ا بد من تقديم دليل، وهذه كانت سياستي خلال عملي كرئيس لمجلس النواب، فمن كان يقوم بشتم الحكومة او اتهام وزير كنت اطلب تقديم الدلائل ليتم رفع قضية على الفور.في المقابل ، هناك اشخاص يطمحون للثراء السريع ويتحملون المسؤولية ويتخذون القرارات، لكن هناك مستثمرين هربوا من البلد لعدم سماع وجهة نظرهم من المسؤولين، لان لديهم شكاوي حقيقيه ضد مؤسسات وأشخاص حاولوا استغلال مناصبهم لاعاقة العمل الاستثماري ، وجلالة الملك يعلم بذلك ، لذا اقترح تشكيل لجنة مستقلة يرأسها نائب رئيس الوزراء وهي محصنة، لكن لا بد من مراعاة امور اخرى لا تعتبر تعطيلا للاستثمار ، فمثلا اذا كان لك معاملة في وزارة الطاقه تحتاج لشهرين، وبعد اتصال من شخص ما حصلت عليها بوقت اقل، فذلك ليس تعطيل للاستثمار ، لكن وفي ذات الوقت فهناك شركات اغلقت ابوابها وهاجرت، وهنا كان من المفروض ان نسأل عن الاسباب ، لكن لا احد يسأل لانه لا احد يعتقد نفسه مسؤولا.
*** لماذا لم نرى سهل عبدالهادي المجالي على خطى والده في العمل السياسي؟ - اعتقد انه تعلم من والده درساً، واقتنع انه لا يرغب بالعمل السياسي، واذكر انه عندما دخل الوزارة ، كان كلما حصل على عطاء ، واجه سيلاً من الاتهامات بسبب والده والعمل السياسي، لذا فضّل بان يعمل في السعودية وقطر ودول الخليج والان يقيم في لندن وعائلته ، واموره جيدة. ** لديك من الأحفاد سبعة ، فهل تعيش ما فقدته في مرحلة طفولتك الآن مع احفادك ؟؟؟ وهل هذا الجيل مدلل ومرفه عما عاشته الاجيال السابقة ؟؟؟
- طبعا الاحفاد مختلفين عن الاولاد ، بالنسبة لي تزوجت عام 1960 واول ولد لي جاء في عام (٦١) والاخر عام (٦٢) والثالث عام (٦٨) ومن ذلك الوقت وحتى عام التسعين كنت خارج نطاق امكانية ان اراهم بسبب عملي العسكري ،لان العمل العسكري يبعدك عن اهلك وأولادك ،لذا فأمهم هي من قامت بتربيتهم اكثر مني ، وعندما اتى الاحفاد لم يكن لدينا عمل كثير ، الامر الذي جعلنا نمنحهم اهتماما كثيرا وكبيرا، وعوضنا مرحله الاولاد بمرحلة الاحفاد ،والحمد الله الان جميعهم انهو دراساتهم الا أبناء سهل فما زال لديه اطفال. *** هل اصبحت على دراية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ؟؟ وهل تراها ايجابية لمنح الافراد فرصة في حرية التعبير ؟؟؟
-انا مؤمن بالتطوروالتكنولوجيا وانا من مؤسسي شركة فاست لينك التي اصبحت زين، لكني ضعيف بالتكنولوجيا ، فانا من الاشخاص الذين يستطيعون استقبال رساله وارسالها، لكني اعتمد على مديرة مكتبي لاني اصل المكتب وتكون قامت بسحب الاخبار عن المواقع ووضعها على مكتبي ،ولا املك حسابات على الفيسبوك وتويتر.
-الاردن مستهدف وفيه خلايا كامنة وليست نائمة
- تفاجئت بالبيان المشترك بين الامن العام والدرك وعدم وجود قائد للعملية كان احد الاخطاء
- الدولة بكل أجهزتها لم تترجم أفكار جلالته في الأوراق النقاشية على ارض الواقع
- الفردية هي التي تسيطر على مجلس النواب وليست العشائرية، والدولة سعيدة بذلك
- ابني سهل تعلم درساً من والده ، وابتعد عن العمل السياسي.
- انا مع اللامركزية، لكنني معترض على القانون الذي لا يمت لها بصلة.
عمان جو - شادي سمحان
عدسة محمد الشلبي
صاحب رؤية وطنية ثاقبة.. عسكري محنك من الطراز الرفيع.. ريختراً يرصد الصعوبات ما ظهر منها وما بطن.. فخلال الدورات التسعة التي انتخب فيها كرئيس لمجلس النواب .. كان كل مرة يؤكد باحترافية أن دوره وُجد لخدمة المجتمع الأردني .. وحماية المواطن من أي قرار من شأنه الإطاحة بآمال الشعب الأردني .. بإيجاد مجلس نواب ينصفهم ... لا يحبطهم...
معالي عبدالهادي المجالي... من النواب القلائل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .. تماماً كما اعتاد في عمله كعسكري ، نذر نفسه للدفاع عن الوطن وحقوق المواطنين .. يكشف النقاب عن آرائه بكافة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .. وحتى الأمنية والعسكرية منها لايمانه المطلق بخطورتها على أمن الأردن وسكينته... وتالياً كان حوارنا مع معالي ابو سهل:-
فلنبدأ ، من حيث المواجهات المسلحة التي شهدتها عدد من المدن الاردنية بين الجماعات المسلحة والاجهزة الامنية في الكرك وقريفلا والشوبك مؤخراً ، كيف تقيّم هذه العمليات عسكرياً من جهة ، ومن جهة اخرى كيف تقيم الاداء الحكومي في التعامل معها؟؟
- بداية أود شكركم على هذا اللقاء ، وبصراحة لا يخفى على الكثيرين أن الأردن مستهدف منذ زمن ، وفيه أعداد كبيرة من التكفيريين ، قد يقدر عددهم بالآلاف، و اعتقد بأن منها خلايا كامنة وليست نائمة كما يدعي البعض، فالخلايا الكامنة هي الخلايا المستعدة للعمل فورا، و لا يوجد لديها ما هو مخفي وهذا نتاج تطور جديد في عمل الجهات الارهابية.
فهذه الجماعات تطلب من الاردنيين التضامن معها في العمل تحت مسمى "الجهاد" او فيما يسمى بالدولة الاسلامية ، بأن يتم تجنيدهم والقتال ضمن صفوفهم، لكن مؤخراً قد تغيرت هذه السياسة، حيث اصبحت هناك صعوبة في السفر للقتال في العراق وسوريا وانما اصبح المطلوب هو اثارة الرعب في البلاد العربية ، ومن ينجح في تحقيق ذلك يصبح من اهل الدعوة في الدولة الاسلامية ، وضمن هذا التوجه والتغيير الجديد تفاعلت القواعد المتواجدة في الاردن، وبدأت تعمل في اربد والبقعة والكرك، لكنها اخطأت عندما اتخذت من الجنوب قاعدة تبدأ منها، والحديث عن عدم وجود ذخيرة في المركز الامني او ما شابه ذلك ليس من المنطق وانما يجب مجابهة ذلك لمواجهة السؤال الاهم ، وهو هل الدولة الاردنية تجهز نفسها لحرب ارهابية، فجلالة الملك يتحدث في كل تصريحاته داخل الاردن وخارجه عن الارهاب ، ويؤكد ان الاردن في مواجهة الارهاب واننا في حرب مع الاسف، لكني لا اعتقد ان اجهزة الدولة تعيش جو الحرب ضد الارهاب، بمعنى انهم يتعاملون مع الامر بأمور عادية واقل من عادية وهذا باعتقادي الذي غلب على الاحداث الاخيرة ، فقد اكتشفنا باننا لم نقم بتجهيز انفسنا لمواجهة تحديات الحرب على الارهاب طويلة الامد و الغير تقليدية والتي ممكن ان تأتي في اي مكان وفي اي وقت ، وهذا ما يحدث الان فهذا الجانب مهم جدا ويجب اعادة النظر في كثير من الامور ، ليتم تفادي الثغرات التي تمت في الماضي .
وفي هذا الصدد أذكر انني كنت عسكريا في القوات المسلحة، واعلم جيداً ان القوات المسلحة تمتلك خططاً مختلفة ( أ,ب,ج,د ) لسيناريوهات مختلفة ، حتى غير المتوقعة منها، ففي الماضي كان كثيراً من الناس يستغرب فكرة وجود احتمال ان تقوم اسرائيل بمهاجمة الاردن من الجنوب ، لكن مجرد وجود احتمال ان يتم مهاجمة الاردن عبر الغور الصافي ومنها الى الكرك، كان لا بد من خطط عسكرية لمواجهة ذلك الخطر، واكبر دليل على ذلك السد الترابي الموجود على طريق القطرانة- العقبة ، قبل منطقة سواقه بطول يتراوح بين (١٠-١٥) كيلو، حيث تم انشاء هذا السد في ذلك الوقت للدفاع عن عمان اذا ما هاجمت اسرائيل الاردن من الكرك، وهذا اكبر دليل على عمق التفكير للمستقبل .
من هنا كان لا بد للمسؤولين ان يفكروا انه ربما يتعرضون لأي حدث من الكرك، وهذه السياسة كنت اتبعها خلال تقلدي لمنصب مدير الامن العام ، حيث اضع الخطط لمثل هذه الحوادث المحتملة تماماً كما في القوات المسلحة، حيث أقمت المراكز الأمنية، والتي من المفترض ان تكون مهيئة بالامكانيات العسكرية ، كما يجب ان تكون على دراية بكل شخص متواجد في منطقة الاختصاص، بل ويتم بحث شامل عنه، بمعنى ان يقوم صاحب العمل على سبيل المثال والذي يأوي شخصا اجنبيا بالابلاغ عنه وارسال جواز سفره واوراقه للمركز الامني للتاكد من هويته والتاكد منه ومتابعته ومراقبته ، فالشعب الاردني جاهز للعمل والتعاون، ذلك ان الجهاز الامني دون الشعب لا يحقق هدفه بالكامل، لذا فالامن والشعب قوة واحدة ، خاصة وان الامن هو البنية الاولى التي تقابل المواطن في الشارع والسوق والسيارة ، فرجل الامن هو الباروميتر الحقيقي للدولة الاردنية ولذلك يجب ان يكون مهيأ ويجب ان تكون لديه التعليمات والمعلومات عن كل شيء ويجب ان تكون الية عمله مكتوبة ومعروفه ماذا عليه ان يعمل .
وبمعنى ادق ، الان يوجد لدينا ثلاث ملايين سوري ، فضلا عن العراقيين والليبيين واليمنيين واخيرا تبين اننا نستضيف جزائريين، لذا على الاجهزة الامنية في منطقة الاختصاص ان تعرف عدد سكان المنطقة والمتواجدين فيها وتحركاتهم واماكن عملهم، ليس بقصد التجسس وانما بما تقتضيه المصلحة الامنية .
***هل شعرت ومن خلال خبرتك العسكرية والأمنية والسياسية ان أحداث الكرك أظهرت بعض الصراعات بين القيادات والاخفاقات لدى الحكومة المركزية (الوزارات) في التعاطي مع الأحداث؟
- انا عسكري واعلم جيداً بأنه اذا حدثت اي عملية عسكرية فيجب ان يعين قائدا للعملية كما هو الحال في جميع الدول، وقد يكون هذا القائد من اي جهاز امني سواء من المخابرات او الامن او الدرك او من الجيش، و هذا يعني ان الدولة تقرر "س" من الناس قائدا لهذه العملية من مختلف الوحدات التي تشارك بالواجب وتتبع لاوامر هذا القائد ، لكن مع الاسف نحن لم نجد قائدا لهذه العملية بل انتشرت معلومات بأن كل الاجهزة الامنية شاركت في هذه العملية ولم نسمع بان هنالك قائد لهذه العملية، فكل قائد كان تابع له وحدته ، وهذه من الاخطاء التي يجب ان تعالج لأنها مشكلة تنظيمية، ذلك انه عند تعيين قائداً للعملية أو للمعركة -لاسمح الله- تصبح هناك اوامر ثابتة وواضحة تصدر عنه، ويتحمل المسؤولية وترسل له كل الامكانيات والامدادات اللازمة ، حتى انه اذا حدث عمليات تفاوضية يكون هناك شخص محدد للطرف الآخر ، لذلك اقول ان عدم وجود قائد للعملية كان من الاخطاء ، اضافة لأنني تفاجئت بالبيان المشترك بين الامن والدرك .
***الشارع يقول بأن الخطاب الرسمي لم يرتقي إلى مستوى عقل المواطن الأردني حتى أن تصريحات وزراء بالحكومة كانت مصدر سخرية للمواطنين؟
- هذا السؤال يتبع لما قبله، اولا لعدم وجود قائد محدد لهذه العملية فأصبح نقل المعلومة من مصادر مختلفة، الامر الذي جعل المعلومات لا تصل بطريقة سليمة للمسؤولين في عمان، وانما بدأت تصلهم معلومات كثيرة من مصادر كثيرة، الامر الذي خلق لبس عند المواطنين، فلو كان هناك شخص واحد مسؤول عن العملية، كانت ستنحصر التصريحات بما يصدر عنه ، واي معلومات لا تصدر عنه لا تعتبر تصريحات، وسيصرح الوزراء والمسؤولين بما يقوله قائد العملية، لكن ما حدث أن رئيس الوزراء يقول عشر اشخاص ووزير الداخلية يقول اربعه ، فالتبس الامر على المواطنين ، حيث اصبح الكثير منهم يؤكد انه شاهد العشرات من هذه الجماعات يطلق النار اضافة للحديث عن المدة الزمنية التي استغرقتها عمليات اطلاق النار ، وكل ذلك بسبب عدم وجود وحدة لنقل المعلومة حتى تكون المعلومة صحيحة وتصل الى المسؤول بدقة .
***هل نحن في ظل دخولنا بالحرب على الإرهاب وظهور أشخاص متأثرين بالفكر الإرهابي وما خلفته أحداث الكرك من استياء لدى الشارع بحاجة إلى حكومة ذات خلفية عسكرية؟
- يجب ان نؤكد بداية أننا في حالة حرب ، وقد أعلن ذلك جلالة الملك اكثر من مرة، فنحن نقاتل مع التحالف في سوريا والعراق ونقاتل مع السعودية في اليمن ضمن حلف ضد الارهاب ونقاتل ايضاً داخل بلدنا ، وكنت قد تحدثت حول وجود جماعات تكفيرية وعدم الاعتراف بهذا الكلام هو عمل غير صحيح ، حيث يوجد لدينا جماعات وافراد مستعدة ان تقاتل مع الارهابيين الذين غسلوا أدمغة هؤلاء الشباب ( ومنهم من هم معتقلون لدينا) حتى اصبحوا يعتقدون بأننا عبارة عن مجموعة مرتدة عن الاسلام، وغيرها من الافكار المغلوطة، وهنا أريد أن أؤكد بأن المعالجة لا تكون فقط بالحفاظ على الامن ، ذلك ان محاربة الارهاب ليس كمحاربة العدو، فمحاربة الارهاب تحتاج اولا الى معالجة الجذور التي ادت الى هذا الارهاب ، ومعالجة الكيفية التي وصل بها، فمثلا جميع الذين قتلوا مؤخرا من بلدة لواء القصر ، مما يعني بان لواء القصر يعاني من مشكلة ، وهي مشكلة الفقر والبطالة، لذا وجب على الدولة على نفس المستوى التي تحارب فيه الارهاب عسكريا وامنيا ان تحاربه فكريا واقتصاديا.ً
واقتصاديا يعني ؛ مواطن لا يملك مالاً باع ارضه ليكمل تعليم ابنه حتى انهى المرحلة الجامعية، لكنه مازال منذ اربع سنوات عاطل عن العمل ، الامر الذي سيجعله ينحرف عن بيئته وتربيته ويتجه نحو الشخص الذي يدفع له سواء في مجال الارهاب او المخدرات او غير ذلك، بمعنى آن أي شخص يستطيع ان يستميله بسبب انعدام الامل عنده من ايجاد وظيفة، فديوان الخدمة المدنية الآن يتحدث عن وجود 300 الف طلب خدمة للجامعيين ، وبالصدفة كنت اتحدث بالأمس مع احد الشباب فسألته عن رقمه في ديوان الخدمة ، فقال (١٣٥) ، بمعنى ان هؤلاء الشباب فقدوا الأمل في العمل والانتاج وتكوين اسرة، الامر الذي يجعله يتجه نحو اي مكان ليحسن مستوى معيشته ، وهو الامر الذي يجب ان تتم معالجته، لانه اذا لم تتم هذه المعالجو فسوف تزداد الأمور سوءاً، واذا أحببت الاجابة عن السؤال حول لماذا تم استهداف الجنوب كالكرك وقريفلا والشوبك ، تكون الاجابة لأن الفقر مستفحل في هذه القرى، وفقد شبابها الأمل ، ذلك انهم حتى وان وجدوا عملاً في العاصمة عمان فإنه لن يعمل ، ذلك ان الراتب لن يكفيه اجور مواصلات ، عدا عن السكن وغيرها من الامور، لذا على الدولة ان تصرف تركيز الاستثمارات في الوسط عمان والزرقاء واربد ، لانه من منطقة القطرانه وحتى الداخل لا يوجد اي مشاريع استثمارية كبيرة تضمن العمل للشباب العاطلين عن العمل من جامعيين او غيره، ولا نغفل انه وعند الحديث عن هذه المتطلبات ، فان جلالة الملك يعي ذلك تماماً فهو عسكري وسياسي من الطراز الرفيع.
حقيقة يوجد لدينا مشكلة ويجب معالجتها، لذا لا بد من تشكيل مجموعة متفهمة بعيداً عن وزراء التكنوقراط ، الذين يعين كل منهم خبراء ومستشارين عندهم لمساعدتهم ، وانما نريد مسؤولين سياسين يعوا هذه القضيه ويعالجوها كمجموعة كلا في اختصاصه، معالجات دقيقه وحقيقية ، لا ان يبقى الوزير يستند على آراء الخبير او المستشار وانما يقوم هو بعمله ميدانياً ليصبح خبيرا بشؤون المواطنين وينقلها بأمانة الى مجلس الوزراء صاحب الولاية، فحتى يتم معالجة الموضوع لا بد من تغيير حقيقي ، فالشعب كله فقد الثقه بمجلس الوزراء وبمجلس النواب وبمجلس الاعيان، وحصروا ثقتهم فقط بجلالة الملك الذي يتأملون منه بعد هذه المحنة - ولديه الخبرة المعلومة الحقيقية- ان يعيد تكوين الدولة بما يخدم المرحلة الصعبة القادمة.
***الأردن بلد له عمق عروبي وشرعية أسلامية لكن بذات الوقت هناك من يقول بأن الحكومات الأردنية تعاملت مع ملف اللجوء السوري بنمط غير منطقي وليس بلغة دولة تحفظ أمنها واستقرارها قبل الأقدام على اي خطوة من هذا النوع خاصة في ظل ظروف أمنية واقتصادية وسياسية وأيضا اجتماعية صعبة تعيشها الدولة الأردنية؟
- حقيقة لقد كنت ضد فتح الابواب بشكل كبير خلال وجودي في مجلس النواب، وفي بداية الاحداث ، عندما وصل عدد اللاجئين الى 600 الف لاجيء، ألقيت خطاباً تحت القبة وقلت بأن ذلك يكفي.. ذلك يكفي ، لكن الرد جاءني بأنه لا يجوز على الدول المجاورة ان تغلق ابوابها بوجه اللاجئين، فوجدت بأن الدولة الاردنية تستطيع ان تذهب الى الامم المتحدة ومجلس الامن وتقول ان اللجوء اكبر من حجمه، الامر الذي يشكل خطراً على الامن الاجتماعي والاقتصادي وبذلك يسمح للاردن ان يعفى من ذلك ومن فتح الابواب، ويعطى المساعدات لايجاد حلول تكون في المنطقه، لكن الحكومة لم تقم بذلك الإجراء،
وأذكر أنه وبعد شهر واحد من إلقائي لهذا الخطاب، تقدمت الحكومة بطلب الى مجلس الأمن، حيث كان اللجوء قد زاد عن حده، لكن جاءنا الرد بأن الوقت غير مناسب، وهنا اعتقد انه قد تم استغلالنا عبر الضغط الانساني ، ذلك ان القيادة الهاشمية الانسانية العروبية والاسلامية لا تقبل ان تغلق ابوابها امام اللاجئين، كما ان جلالة الملك عبد الله حفظه الله و رعاه والملك حسين طيب الله ثراه، لم يتبعا يوماً سياسة اغلاق الابواب امام الاشقاء العرب، ومن جانب اخر، وبما أننا قمنا بفتح الابواب، كان يجب ان نستغل ذلك أمام العالم لمساعدتنا، لانها مشكلة دولية او مشكلة عربية اسلامية وليست مشكله أردنية، فانا لا اشاهد العرب مشاركين في هذا الهم.
فالقضية ليست مسألة نقود، فعندما ننشأ مخيم يقطنه اكثر من 200 الف لاجيء، فإن ذلك سيخلق مشكلة، والسؤال هنا؛ لماذا لم توزع هذه المشكلة على العالم العربي؟ ولماذا لم تأخذ مصر جزءا منها، والخليج جزءا منها، ليبقى هذا قدر الأردنيين الذين يؤمنون بالتكافل الاجتماعي العربي والاسلامي منذ زمن وليس بجديد ، فنحن آوينا البنانيين عام 1975 خلال الحرب اللبنانية ، وآوينا العراقيين في حروبهم الكثيرة سواء كانت مع صدام حسين او ضد صدام حسين وآوينا السوريين والفلسطينين من قبل ، والآن واياهم نستقبل غيرهم من اليمنيين والليبيين ، لكن وفي نفس الوقت اعتقد ان هذه الرقعة الجعرافية التي تتمتع بالأمن تجذب الناس لحبهم للبلد وللنظام الذي يحميهم فلا يخافون على ارواحهم تحت قيادته، وهذه سمعة هائلة جدا ولا بد ان يكون لها ثمن ، اذا لم نقبضه اليوم سنقبضه مع الزمن ، واخيرا نحن نفتخر بأننا قادرين على ذلك، لكن يبقى ان نحسم مشكلة وجودهم على حساب أمننا، فلا بد من تدقيق اوراقهم وتدقيق امورهم ومن يظهر لديه نوايا سيئة منهم يجب ان نقوم بابعاده.
**-كيف تنظر للحراك الحكومي النيابي وهل يرتقي إلى مستوى الظروف التي نعيشها وتطلعات الشعب ؟
-المجلس النيابي الحالي هو امتداد للمجلس النيابي السابق وامتداد لقانون انتخابي سيء، وكنت قد تحدثت لاكثر من مرة بأن قانون الانتخابات سيء والقانون السيء يفرز مجلس نواب على قدر هذا القانون ، ومن يتمعن بالأوراق النقاشية الخاصة بجلالة الملك يتفهم بأنه ينظر الى نهج جديد ، لكن مع الاسف فإن الدولة بكافة اجهزتها لم تترجم كلام الملك على ارض الواقع، فنحن دولة ديمقراطية مدنية تعددية يتوجب ان يكون فيها احزاب تتداول السلطه التنفيذية، لكن سياسات الدولة وقوانينها لا تنسجم مع هذا الكلام، وحتى يتحقق ذلك ستتغير وجهة نظر الاردن في المستقبل .
** ألا تعتقد بأن إلقاء اللوم على الحكومة فقط في معالجة المجتمع من التطرف والإرهاب دون مشاركة النقابات والأحزاب والقطاع الخاص بحيث نمنع الشباب من الانجرار وراء الجماعات الإرهابية؟
- هذه ليست مشكلة الحكومة وانما مشكلة الدولة ، الحكومة هم فقط 30 شخص اما الدولة فتضم الاجهزة والاحزاب والمنظمات ، وأنا بوجهة نظري ان كل انسان يجب ان يشارك ويساهم في توعية المواطنين حتى نمنع حدوث شرخ في المجتمع خاصة في هذا الوقت العصيب، ومهما كانت الخلافات سواء سياسية او اجتماعية او غيرها، لا بد من تنحية هذه الخلافات جانباً في الوقت الحاضر وأن نتحد جميعاً في محاربة الارهاب والتطرف، بل يجب ان نكون يداً واحدة مخلصين للوطن ونعمل من أجله.
** أعلنت قبل شهور بقرارك حول عدم الترشح للانتخابات ، ولم تتراجع عن قرارك رغم الضغط الشعبي الذي مارسته عليك قاعدتك الانتخابية، فهل لكم ان تشرح لنا الاسباب التي جعلتك اتخاذ هذا القرار؟ وحيثيات التمسك به؟؟
- هناك ثلاثة اسباب لاتخاذي قرار عدم الترشح للانتخابات النيابية السبب الاول؛ هو ايماني بأن لكل زمان وقت ويجب ان تعطي مجالاً للاخرين ، وبما أنني قضيت اكثر من خمسة وعشرون عاما في العمل كنائب ، فكان من المنطقي ان أفسح المجال للصف الثاني، ليخرج لدينا جيلاً من الشباب يقود المرحلة المقبلة .
السبب الثاني: كان القانون السيء، فخلال عملي كرئيس حزب ، وجدت ان الحزب غير قادر على المشاركة في الانتخابات كحزب بسبب سوء القانون، وهذا سبب قوي جدا ، فالقانون يجبرك ان تتحالف ومن ثم ان تتنافس مع كتلتك والاشخاص الذين تحالفت معهم ، ولا يوجد حزب متزن قد يتبع هذه السياسة ، مما جعلنا نقرر في الحزب ان الترشح لكل شخص مستقل يرغب بذلك بعيدا عن الحزب ، فتم ذلك لكن الاغلب من الزملاء عزفوا عن خوض غمار الانتخابات .
** مارست العمل الحزبي منذ سنوات عديدة ، ورغم عدم تطور الحياة الحزبية في الاردن بشكل كبير و قوي، الا أنك ما زلت مؤمناً به، فلمن تحمل مسؤولية هذا الضعف؟؟
- أنا اعمل في الحياة الحزبية منذ عام 1991 يعني منذ اول قانون احزاب وانا منغمس بالعمل الحزبي، الذي لا يخفى على الكثيرين انه ضرورة ويؤكد على ذلك نهج جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال ونهج جلالة الملك عبد الله الثاني، ذلك ان قيام دولة اردنية مدنية ديمقراطية، يعني أن يكون هنالك احزاب ولذلك انا اؤمن بضرورة وجود الأحزاب ، لذلك انا متأكد من انه سياتي يوم ويكون هناك حياة حزبية في الأردن، لكن للاسف هنالك جهات تعطل ذلك، و تقنع صاحب القرار بأن الوقت ليس مناسبا لان نتبنى هذه السياسة (باجتهاد شخصي منها)، لكن برأيي انه كان علينا ان نبدأ الحياة الحزبية قبل 15 عاماً ، لاصبح وضعنا الآن افضل بكثير، لكني سأبقى أمارس العمل الحزبي حتى لا يفقد الشباب إيمانهم بالعمل الحزبي، وحتى تقتنع الدولة بأن المستقبل هو العمل الحزبي لأنه الأقوى للوطن من التفكك والفردية التي يعيشها المجتمع حالياً.
** هل ترى ان النظام السياسي والاقتصادي في الاردن على درجة عالية من التماسك لمواجهة التحديات الساخنة التي تحيط بحدوده من حروب واقتتالات؟؟
- في رأيي انه غير متماسك على الاطلاق، وكنت قد قرأت مقالاً لمروان المعشر وهو أحد اركان الاقتصاد خلال ال15 عاماً السابقه يقول فيه بأننا "فشلنا"، اي اننا حاولنا التغيير وعمل الاصلاح إلا أننا فشلنا ، وهذا رأي أحد أهم المختصين بالعمل الاقتصادي.
وعلى صعيد متصل، لقد اعتدنا تشكيل لجان من الاشخاص الذين أفسدوا السياسة ، فماذا سيأتوا بجديد!! ، من وجهة نظري لتبد من الاستعانة بأشخاص ليس بالضرورة ان يكونوا خبراء، لكن يعملون على دراسة المشكلة وحلها، ولا بد هنا من الاشارة انه ليس من المفروض في شيء ان ننتقد رئيس الحكومة بأنه سيء، بل لا بد من تقديم حلول واقتراحات تساعد في تحسين الوضع.
واتمنى في هذا المقام، ان تتاح لكم فرصة لقاءالأمين العام للحزب ليوضح لكم الحلول الحقيقية للاقتصاد كما وضعها الحزب، تماماً كما في حلول التعليم الذي اصپح يشهد اوضاعاّ متردية، فكافة الجامعات مديونة ومفلسة، ولا يوجد من يسعى للاصلاح، حيث يتم ايكال المهمة للاساتذة والدكاترة الذين هم جزءا من المشكلة ، الامر الذي يقودنا للفشل.
كما يملك الحزب حلولاً لمشكلة الفقر والبطاله والزراعة والمياه والادارة ، هي حلول تم التوصل لها وطباعتها ، وموجودة في مقر الحزب لكن لايوجد من يقرأ، فالوضع الحالي للاقتصاد سيء والجميع يشتكي واولهم رئيس الحكومة الذي يدعو لشد الاحزمة ، ويتجه نحو زيادة الضرائب، فهل الضرائب الحل الوحيد للمشكلة ؟؟!! ، هذا القرار سهل جداً لكن المواطن لم يعد يحتمل ، لذا لا بد من خلق حلول وابداعات جديدة، دون ان نحمل المواطن تبعات جديدة ، علماً بأن الاردن غني والدليل على ذلك، انظر يوم الجمعه على المطاعم لا تجد كرسي واحد فارغ والبنوك كلها تربح من (٢٠-٣٠٪) ، والميزانيات ايضا تؤكد على تحقيق الارباح، لذا لا يوجد سوى المواطن الموظف صاحب الراتب المحدود هو الذي يتأثر، الى جانب ان الغلاء المعيشي يأتي على كل امكانيات الزيادة .
ولا بد من التذكير انه بدون قاعدة الثواب والعقاب لن نحقق النجاح، على سبيل المثال، يتم اقالة مدير الامن العام او مدير الدرك او اي مسؤول وهناك اعتقاد عند الجميع بأنه قد أساء ولم يعمل بالشكل الصحيح، ثم يصدر قرار تعيينه في مجلس الاعيان، وهنا يتسأل المواطنون اين الثواب والعقاب، كيف تم عقابه باقالته من منصبه ومن ثم تكريمه بمنصب جديد، فيصبح حال لسان المواطن يقول : ما هذه الدولة.
** كيف ترى القرارات الحكومية التي تتعلق بارتفاع الاسعار تحديداً، وهل ظروف المواطن الاقتصادية تتحمل هذه القرارات في هذه المرحلة ؟؟
- لا يجوز رفع الاسعار مطلقً ، ذلك ان الظرف لا يسمح بأن نقوم برفع سعر اي مادة، بل يجب التفتيش على حلول اخرى والا سوف يصبح الوضع أسوأ مما نحن عليه الآن، وانا ضد رفع اية اسعار ، ونحن بالحزب اصدرنا بيانا وحذرنا الحكومة من رفع اي مادة لان الوضع الاقتصادي ووضع الناس والمزاج العام للشعب الاردني لا يتحمل مطلقا اي زيادات.
** هل ما زلت تحرص على التواصل مع المواطنين بصورة مباشرة ، بمعنى الالتقاء بهم وتلمس همومهم ، وما اهمية هذا التواصل الحي بالنسبة للسياسيين؟؟
-من المفروض ان اكون جالسا في منزلي في الوقت الراهن، لكن والحمد الله انا رجل لا أزال أستطيع أن أوظف علاقاتي لخدمة الناس، فتجدني يوميا في مكتبي المفتوح لكل المواطنين، ودفتري مليء بالاسماء (اكثر من الف اسم) الذين يبحثون عن عمل وعن خدمات اخرى،لذا كل ما أتيحت لي الفرصه اذهب الى الجنوب والتقي مع اقاربي وابناء بلدتي وسكان القرى ، ونتبادل الحديث ولا ازال اقوم باعطاء محاضرات ومداخلات في جميع انحاء المملكة لكن اقل من السابق، واود الاشارة هنا أن هذا مكتبي ولا املك شركات ولست مليونيراً، كما يتحدثون عني فانا اتحداهم ان يذهبوا الى وزارة الصناعة والتجارة ويتأكدوا ذا ما كنت املك شركات وكل الموظفين لدي هم فقط لخدمة المواطنين فنعمل هنا لخدمتهم وحل مشاكلهم.
لذلك فأنا اعيش مشكلة المواطن والبطالة والفقر من كثرة المراجعين الذين استقبلهم، ودفتري مليء بطلبات المواطنين من جميع انحاء المملكة من ذكور واناث وكلهم يبحثون عن وظيفه ، وانا احب اخدم الناس وكل يوم اجري اتصالاتي لتوظيفهم، لانه لا سبيل لهم غير ذلك ، واحياناً آخذ لهم مواعيد من مسؤولين لكن عندما يذهبون اليهم يتم طردهم،و هناك مسؤولين ووزراء محترمين ، وهناك ايضاً مسؤولين اقوم بالاتصال بهم اربع ايام ولا يستجيبون لي ، فكيف هو حال المواطن معهم، لكنني في النهاية اشعر بالسعادة عندما انجح بتقديم خدمة لمواطن .
** كنت رئيساً لمجلس النواب لتسع دورات برلمانية، فهل مازالت العشائرية تسيطر على اداء وتوجهات مجلس النواب الاردني حتى اليوم ؟؟
- ليست العشائريه التي تسيطر على مجلس النواب ، بل الفردية، فالكتل التي تسمع بها جميعها مجرد تسميات فقط، والدولة سعيدة بهذه الفردية ، ومرد ذلك انها ان ارادت القيام بشيء يقوم اي شخص بالاتصال مع الافراد ، الذي ينجبر على الموافقة بسبب مصالحه في النهاية ، لانه اذا رفض سيتم رفض مصالحه ، ما عدا الاحزاب، لانه عندما يتم الاتصال مع عضو اي حزب يكون رده بمراجعة رئيس الحزب ، حتى مع اعضاء جماعة العمل الاسلامي ، لكن الفرد يستقبل الاتصال ويكون هو المسؤول، وغالبية البرلمانات السابقه 80% كانت فردية وغير حزبيين لذلك فإن الحزبية مهمة، على الاقل فالنائب يلتزم امام حزبه ولا يوجد شخص يستطيع ان يتفاعل معه يقرر على مصلحة الحزب والحزب لا يقرر شيء يضر بمصلة الوطن.
**هل نجحت كتلة الاصلاح بالعمل الحزبي بمجلس النواب الحالي؟
- بكل صراحة لم تنجح كتلة الاصلاح التي بلغ عددها 15 من اصل ١٣٠، وهم اعضاء المجلس ، حيث يوجد أربعون نائب محترم لكن يفضلون عمل ما يمليه عليهم ضمائرهم ، لكن هؤلاء الاربعين لا يفعلون شيئا مع 130 نائبا في المجلس .
** تدرجت في الوظائف حتى اصبحت وزيراً للأشغال ورئيساً لهيئة الاركان ومديراً للأمن العام وسفيرا، ثم رئيساً لمجلس النواب ، ايهما كان يرضي طموحك اكثر من بين هذه المناصب ؟؟؟
-المنصب الذي كان مليء بالتحديات، كانت الفترة العسكرية وهي اطول فترة امضيتها بالقوات المسلحة، فنمط المعيشه مختلف، وتبني علاقات أخوه كبيرة بين الناس ، فضلا عن الشعور بالعمل والفسحه الكبيرة من دعم الزملاء.
لكن اجمل منصب هو سفير الاردن في امريكا ، حيث تعيش باجواء دبلوماسية عالية المستوى تمكنك من عمل علاقات عالية جدا، لذا تبقى الاجمل هي رتبة السفير ، اما اكثر المناصب التي تعاملت بها مع الناس هو مديرا للامن العام، كما تحدثت بالسابق فرجل الامن هو البروميتر لانه يتعامل مع الناس مباشرة، وقد نجحت بسببه في العمل السياسي كوني اصبحت ذو معرفة كبيرة بالبلد ، لان العمل السياسي الحكومي كبير جدا ومتعب وصعب، وبنتائجه بقيت تسع سنوات رئيسا لمجلس النواب، والخلاصة انني عملت كثيرا وانا سعيد بعملي لكني لم استطيع احداث التغيير، ولا الانتقال للنهج الذي كان جلالة الملك.
** هل ما زلت متمسكا برأيك في معارضتك لقانون اللامركزية ؟؟
- انا مع اللامركزية ، ولكني معترض على القانون الذي تم تشريعه لانه لا علاقة له باللامركزية ، فالقانون لا يحقق الهدف الذي يريده جلالة الملك ، واذكر عندما كنت عضوا في اللجنة الملكية التي شكلها جلالته ، كان الطموح ان يتم اعطاء المواطن فرصه للمشاركة بتحمل المسؤولية ،لكن جاء القانون لا يلبي هذا الهدف ، وقد حاولت اصلاح ذلك لكن لم استطع فعل شيءلذلك كنت احاول اصلح اعمل لكن ما طلع بايدينا لذلك ، فخرج القانون خلافا للهدف الذي جاء لأجله.
** ما رأيك في ظاهرة توريث المناصب السياسية والوزارية التي اصبحت ظاهرة واضحة وملموسة في الاردن ؟؟
- لا يوجد شيء اسمه توريث، بل توجد كفاءة، وما يحدث هو ان الوزير او رئيس الوزراء يرسل ابنه للتعلم في الخارج وفي افضل الجامعات ، وعندما يعود يصبح اكثر كفاءة من اقرانه ، فيؤخذ لكفاءته وليس لانه ابن فلان، واذكر في هذا المقام انني رفضت ان يصبح سهل وزيرا عندما زارني دولة نادر الذهبي وطلب ذلك، واجبته ان سهل نقيبللا مهندسين مرتين بالانتخاب، ولا اريد ان يقولوا لانه ابن عبدالهادي ، فهو وقتئذٍ تم انتخابه من قبل النقابة لكفاءته ولشهادته ولعمله ولشركاته ، واخبرت دولة الذهبي انني على استعداد ان أزوده بعشر اسماء من اقاربي الأكفاء، لكنه اصر على اختيار سهل قائلاً بأنها رغبة جلالة الملك، فانسحبت انا ، وها هو دولة نادر الذهبي ما زال حي يرزق، لمن اراد سؤاله.
*** هل الانسجام بين اي حكومة وبين الديوان الملكي سبباً في استمرارية الحكومة ؟؟ ام ان قوى الشد والجذب تنحصر بأجهزة حكومية اخرى ؟؟
- الملك هو صاحب الحق بتشكيل الحكومة ، والحكومة حسب الدستور لها صلاحيات العمل وعندما يشعر جلالة الملك بان الحكومة لاتعمل للهدف التي شُكلت لأجله يقوم بإقالتها، وقرار الاقالة يأتي بناء على تقارير من الاجهزة الامنية والمخابرات والديوان ، والمعيار هنا كم تحقق هذه التقارير من مصداقية، فجلالة الملك يستمع للجميع وبحسب المعلومات التي تصله يطول عمر الحكومة او يقصر.
من جانب اخر فقد كان المغفور له باذن الله جلالة الملك حسين يتبع نهج تغيير الحكومات كثيرا ، وجلالة الملك عبد الله في بداية عهده كان يغير كثيرا لكن الان بدأ يطول عمر الحكومات ربما لاعطائها فرصة الوقت الكافي لتحقيق اهدافها.
** بعد كل هذه السنوات في العمل السياسي والبرلماني ، هل اصبحت على دراية بأعدائك ؟ وكيف تواجههم اذا لزم الامر ؟؟؟
- انا اعلم بأن هناك اعداء، لكن انا أطلق عليهم لقب "حساد " ، والحساد كثر لكني عادة لا اترك وقتاً كبيراً بيني و بين من اختلف معهم ، فاذهب اليهم وانهي الخلاف ، فمثلا في الانتخابات اختلفت مع الكثيرين لكن بعد الانتخابات ذهبت اليهم وانهيت الخلاف وفتحنا صفحة جديدة ، مع العلم بأنه قد تم الاساءه لي شخصيا ، لكني اقلب الصفحه وانهي الخلاف والجميع يعلم عني ذلك، فعادتي ان لا اترك في قلبي مكانا للزعل والغضب، فانا احترم الجميع والجميع يحترمني.
** ما الذي ينقص البيئة الاستثمارية في الاردن ؟ وما الذي يعرقل التوجيهات الملكية في التخلص من البيوقراطية الحكومية في هذا الاطار ؟؟
- اعتقد ان الخوف والجبن هما الهاجس الاول في عرقلة البيئة الاستثمارية، ذلك ان اطلاق الاتهامات على المسؤول بتعاطيه الرشوة او السرقة، فقط لانه يمتلك سيارة حديثة ، مما جعل المسؤول يخاف او يفكر الف مرة قبل ان يوافق ويوقع على اي قرار، وهذه المعضلة اصبحنا نشهدها خلال الخمس سنوات الاخيرة، كما ان هناك اموراً اثرت كثيرا على الاستثمار، كعدم اتمام التحقيق، بمعنى انه اذا تم اتهام احدهم ا بد من تقديم دليل، وهذه كانت سياستي خلال عملي كرئيس لمجلس النواب، فمن كان يقوم بشتم الحكومة او اتهام وزير كنت اطلب تقديم الدلائل ليتم رفع قضية على الفور.
في المقابل ، هناك اشخاص يطمحون للثراء السريع ويتحملون المسؤولية ويتخذون القرارات، لكن هناك مستثمرين هربوا من البلد لعدم سماع وجهة نظرهم من المسؤولين، لان لديهم شكاوي حقيقيه ضد مؤسسات وأشخاص حاولوا استغلال مناصبهم لاعاقة العمل الاستثماري ، وجلالة الملك يعلم بذلك ، لذا اقترح تشكيل لجنة مستقلة يرأسها نائب رئيس الوزراء وهي محصنة، لكن لا بد من مراعاة امور اخرى لا تعتبر تعطيلا للاستثمار ، فمثلا اذا كان لك معاملة في وزارة الطاقه تحتاج لشهرين، وبعد اتصال من شخص ما حصلت عليها بوقت اقل، فذلك ليس تعطيل للاستثمار ، لكن وفي ذات الوقت فهناك شركات اغلقت ابوابها وهاجرت، وهنا كان من المفروض ان نسأل عن الاسباب ، لكن لا احد يسأل لانه لا احد يعتقد نفسه مسؤولا.
*** لماذا لم نرى سهل عبدالهادي المجالي على خطى والده في العمل السياسي؟
- اعتقد انه تعلم من والده درساً، واقتنع انه لا يرغب بالعمل السياسي، واذكر انه عندما دخل الوزارة ، كان كلما حصل على عطاء ، واجه سيلاً من الاتهامات بسبب والده والعمل السياسي، لذا فضّل بان يعمل في السعودية وقطر ودول الخليج والان يقيم في لندن وعائلته ، واموره جيدة.
** لديك من الأحفاد سبعة ، فهل تعيش ما فقدته في مرحلة طفولتك الآن مع احفادك ؟؟؟ وهل هذا الجيل مدلل ومرفه عما عاشته الاجيال السابقة ؟؟؟
- طبعا الاحفاد مختلفين عن الاولاد ، بالنسبة لي تزوجت عام 1960 واول ولد لي جاء في عام (٦١) والاخر عام (٦٢) والثالث عام (٦٨) ومن ذلك الوقت وحتى عام التسعين كنت خارج نطاق امكانية ان اراهم بسبب عملي العسكري ،لان العمل العسكري يبعدك عن اهلك وأولادك ،لذا فأمهم هي من قامت بتربيتهم اكثر مني ، وعندما اتى الاحفاد لم يكن لدينا عمل كثير ، الامر الذي جعلنا نمنحهم اهتماما كثيرا وكبيرا، وعوضنا مرحله الاولاد بمرحلة الاحفاد ،والحمد الله الان جميعهم انهو دراساتهم الا أبناء سهل فما زال لديه اطفال.
*** هل اصبحت على دراية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ؟؟ وهل تراها ايجابية لمنح الافراد فرصة في حرية التعبير ؟؟؟
-انا مؤمن بالتطوروالتكنولوجيا وانا من مؤسسي شركة فاست لينك التي اصبحت زين، لكني ضعيف بالتكنولوجيا ، فانا من الاشخاص الذين يستطيعون استقبال رساله وارسالها، لكني اعتمد على مديرة مكتبي لاني اصل المكتب وتكون قامت بسحب الاخبار عن المواقع ووضعها على مكتبي ،ولا املك حسابات على الفيسبوك وتويتر.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات