بهذا السن .. يبدأ طفلك بمعرفة نواياك
عمان جو- كشفت دراسة حديثة نشرها موقع PsyPost أن الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاث سنوات يمكنهم فهم نوايا أفعال الآخرين، بفضل آلية عصبية متطورة تشمل الخلايا العصبية المرآتية.
وتؤكد هذه الاكتشافات دور الخلايا العصبية المرآتية في تسهيل الإدراك الاجتماعي المبكر، مما يمكّن الأطفال الصغار من تقليد وتوقع السلوكيات، وبالتالي إرساء الأساس لفهم اجتماعي أكثر تعقيدًا في أثناء نموهم.
وتعد الخلايا العصبية المرآتية خلايا متخصصة تنشط كلما قام الفرد بأداء فعل ما، وأيضًا عندما يشاهد شخصًا آخر يقوم بالفعل نفسه. وأكدت الأبحاث السابقة وجود هذه الخلايا في البالغين والأطفال الأكبر سنًا، لكن بقيت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القدرة تظهر لدى الأطفال الصغار، ومتى.
ولإجراء هذه الدراسة، تم التركيز على مرحلة رياض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات؛ بهدف التحقيق في قدرتهم على التعرف على نوايا الآخرين، وتوقعها من خلال تنشيط الخلايا العصبية المرآة.
وقالت سينزيا دي ديو، الأستاذة المشاركة في وحدة الأبحاث لعلم النفس والروبوتات في عمر ما قبل المدرسة: "خلفيتي المتعددة التخصصات في علم الأعصاب وعلم النفس التنموي تشكل اهتمامي بكيفية فهم الأطفال للعالم منذ الولادة، خاصة من خلال التجارب الحركية مع بيئتهم ومقدمي الرعاية".
وشملت الدراسة 18 طفلاً من مرحلة رياض الأطفال من روضتين في إيطاليا، إذ قام الباحثون بقياس استجابات العضلات خلال سلسلة من المهام لتحديد كيفية استجابة الأطفال عند أداء ومشاهدة الأفعال. وركزوا بشكل خاص على العضلة المايلوهودية، التي تؤدي دورًا حيويًا في حركة الفم، وتُفعّل خلال أفعال مثل الأكل.
ونظرًا لتحديات قياس نشاط الخلايا العصبية المرآتية مباشرةً في الأطفال الصغار، اعتمدت الدراسة على أقطاب كهربائية سطحية لالتقاط استجابات العضلات، إذ ترتبط هذه الاستجابات ارتباطًا وثيقًا بالتخطيط الحركي والنوايا، التي يُعتقد أن الخلايا العصبية المرآتية تؤثر فيها.
وتم تصميم الدراسة حول حالتين رئيستين، تنفيذ الأفعال ومشاهدتها. في حالة تنفيذ الأفعال، شارك الأطفال في مهمتين هما التقاط الطعام لأكله، والتقاط ورقة لوضعها في حاوية. أما في حالة مشاهدة الأفعال، شاهد الأطفال شخصًا يقوم بالمهمتين نفسهما. وكانت استجابات العضلات تُسجل لمعرفة ما إذا كانت أدمغتهم "تعكس" الأفعال الملاحظة.
فهم النوايا وتطور القدرات الاجتماعية
وكشفت النتائج أن الأطفال أظهروا أنماطًا مميزة من تنشيط العضلات عندما قاموا بأداء أو مشاهدة المهام. كان هناك تنشيط أكبر في العضلة المايلوهودية خلال مهمة التقاط الطعام لأكله، مقارنة بمهمة التقاط الورقة لوضعها في الحاوية، مما يشير إلى أن أدمغتهم كانت تحاكي الأفعال الملاحظة، وهو ما يتماشى مع وظيفة الخلايا العصبية المرآة.
وقالت دي ديو: "تسلط نتائجنا الضوء على التطور التدريجي في القدرات الاجتماعية المعرفية التي تسمح لنا بأن نصبح كائنات اجتماعية قادرة". وأضافت: "تبدأ هذه العملية بالتجارب الحركية الأساسية وتتحول إلى وظائف عقلية أكثر تعقيدًا. من المهم تعزيز هذا التواصل الجسدي بشكل فعال من الولادة لمنع الانحرافات عن التطور الطبيعي، التي يمكن أن تؤدي إلى تحديات اجتماعية ونفسية طويلة الأمد".
وكشفت الدراسة أيضًا عن تنشيط عضلي استباقي يحدث حتى قبل أن يمسك الأطفال بالشيء، مما يشير إلى أن أدمغتهم كانت تستعد لعملية تناول الطعام قبل وقت طويل. وعلى الرغم من أن الاستجابات كانت متأخرة قليلاً مقارنةً بالأطفال الأكبر سنًا، تشير النتائج إلى أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يمتلكون القدرة الأساسية لفهم وتوقع النوايا، وإن كان ذلك بشكل أقل تطورًا من نظرائهم الأكبر سنًا.
وتشمل الاتجاهات البحثية المستقبلية دراسة نشاط الخلايا العصبية المرآتية في الأطفال المصابين بالتوحد، الذين غالبًا ما يواجهون تحديات في الإدراك الاجتماعي. قد يوفر فهم كيفية عمل هذا النظام في هؤلاء الأطفال رؤى حاسمة للتشخيص المبكر والتدخل.
وتؤكد هذه الاكتشافات دور الخلايا العصبية المرآتية في تسهيل الإدراك الاجتماعي المبكر، مما يمكّن الأطفال الصغار من تقليد وتوقع السلوكيات، وبالتالي إرساء الأساس لفهم اجتماعي أكثر تعقيدًا في أثناء نموهم.
وتعد الخلايا العصبية المرآتية خلايا متخصصة تنشط كلما قام الفرد بأداء فعل ما، وأيضًا عندما يشاهد شخصًا آخر يقوم بالفعل نفسه. وأكدت الأبحاث السابقة وجود هذه الخلايا في البالغين والأطفال الأكبر سنًا، لكن بقيت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القدرة تظهر لدى الأطفال الصغار، ومتى.
ولإجراء هذه الدراسة، تم التركيز على مرحلة رياض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات؛ بهدف التحقيق في قدرتهم على التعرف على نوايا الآخرين، وتوقعها من خلال تنشيط الخلايا العصبية المرآة.
وقالت سينزيا دي ديو، الأستاذة المشاركة في وحدة الأبحاث لعلم النفس والروبوتات في عمر ما قبل المدرسة: "خلفيتي المتعددة التخصصات في علم الأعصاب وعلم النفس التنموي تشكل اهتمامي بكيفية فهم الأطفال للعالم منذ الولادة، خاصة من خلال التجارب الحركية مع بيئتهم ومقدمي الرعاية".
وشملت الدراسة 18 طفلاً من مرحلة رياض الأطفال من روضتين في إيطاليا، إذ قام الباحثون بقياس استجابات العضلات خلال سلسلة من المهام لتحديد كيفية استجابة الأطفال عند أداء ومشاهدة الأفعال. وركزوا بشكل خاص على العضلة المايلوهودية، التي تؤدي دورًا حيويًا في حركة الفم، وتُفعّل خلال أفعال مثل الأكل.
ونظرًا لتحديات قياس نشاط الخلايا العصبية المرآتية مباشرةً في الأطفال الصغار، اعتمدت الدراسة على أقطاب كهربائية سطحية لالتقاط استجابات العضلات، إذ ترتبط هذه الاستجابات ارتباطًا وثيقًا بالتخطيط الحركي والنوايا، التي يُعتقد أن الخلايا العصبية المرآتية تؤثر فيها.
وتم تصميم الدراسة حول حالتين رئيستين، تنفيذ الأفعال ومشاهدتها. في حالة تنفيذ الأفعال، شارك الأطفال في مهمتين هما التقاط الطعام لأكله، والتقاط ورقة لوضعها في حاوية. أما في حالة مشاهدة الأفعال، شاهد الأطفال شخصًا يقوم بالمهمتين نفسهما. وكانت استجابات العضلات تُسجل لمعرفة ما إذا كانت أدمغتهم "تعكس" الأفعال الملاحظة.
فهم النوايا وتطور القدرات الاجتماعية
وكشفت النتائج أن الأطفال أظهروا أنماطًا مميزة من تنشيط العضلات عندما قاموا بأداء أو مشاهدة المهام. كان هناك تنشيط أكبر في العضلة المايلوهودية خلال مهمة التقاط الطعام لأكله، مقارنة بمهمة التقاط الورقة لوضعها في الحاوية، مما يشير إلى أن أدمغتهم كانت تحاكي الأفعال الملاحظة، وهو ما يتماشى مع وظيفة الخلايا العصبية المرآة.
وقالت دي ديو: "تسلط نتائجنا الضوء على التطور التدريجي في القدرات الاجتماعية المعرفية التي تسمح لنا بأن نصبح كائنات اجتماعية قادرة". وأضافت: "تبدأ هذه العملية بالتجارب الحركية الأساسية وتتحول إلى وظائف عقلية أكثر تعقيدًا. من المهم تعزيز هذا التواصل الجسدي بشكل فعال من الولادة لمنع الانحرافات عن التطور الطبيعي، التي يمكن أن تؤدي إلى تحديات اجتماعية ونفسية طويلة الأمد".
وكشفت الدراسة أيضًا عن تنشيط عضلي استباقي يحدث حتى قبل أن يمسك الأطفال بالشيء، مما يشير إلى أن أدمغتهم كانت تستعد لعملية تناول الطعام قبل وقت طويل. وعلى الرغم من أن الاستجابات كانت متأخرة قليلاً مقارنةً بالأطفال الأكبر سنًا، تشير النتائج إلى أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يمتلكون القدرة الأساسية لفهم وتوقع النوايا، وإن كان ذلك بشكل أقل تطورًا من نظرائهم الأكبر سنًا.
وتشمل الاتجاهات البحثية المستقبلية دراسة نشاط الخلايا العصبية المرآتية في الأطفال المصابين بالتوحد، الذين غالبًا ما يواجهون تحديات في الإدراك الاجتماعي. قد يوفر فهم كيفية عمل هذا النظام في هؤلاء الأطفال رؤى حاسمة للتشخيص المبكر والتدخل.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات