إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

سوزان البخيت لـ “الباشا” : زرعت فينا حب الوطن


عمان جو - في أمسية تتوشح بالوفاء والإجلال، أحيت سوزان البخيت، ابنة الراحل دولة الباشا معروف البخيت، ذكرى والدها بكلمات عاطفية مؤثرة، مجسدةً فيها شخصية الباشا بأبعادها الإنسانية والوطنية.

جاء ذلك بحضور جمع من الشخصيات والأصدقاء، حيث استحضرت سوزان ذكريات الطفولة وتجارب الحياة التي تركت بصمة عميقة في قلبها وعقلها، موجهة كلماتها إلى والدها الذي نادته بلقب “الباشا”، كما اعتاد أن يُعرف به.

استذكار للأب قبل القائد
بدأت سوزان حديثها موجهة سلاماً لروح والدها قائلة: “سلامٌ على روحكَ التي ما غابت عنّا، سلامٌ على قلبكَ الذي ما زال يحرسنا”. وأشارت إلى الجوانب الإنسانية والدافئة التي تميز بها البخيت، موضحةً أنه كان أباً محباً وعطوفاً، يتسم بالعدل في توزيع محبته وعطفه على جميع أبنائه بالتساوي.

وأضافت “كان في قلبه من الحب والعطف والحنان ما يكفي لجميع أبنائه بالقدر نفسه، الأب الذي كان ككل الآباء يخص الصغير بالحب حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود”.


تذكرت سوزان لحظات الطفولة التي جمعتها بوالدها، خاصةً تلك التي كانوا يلعبون فيها ألعاب ضوء الليزر وشخصيات الرسوم المتحركة، مثل “جراندايزر”، التي زرعت فيهم حب العلم والاستكشاف. وتابعت قائلةً: “كنتُ أضع البوريه على رأسي كتاج عزّ وميثاق شرف، حالمةً أن أكون مثلك بكامل هيبتك وأخلاقك”.

إرث من القيم والمبادئ الوطنية
“الباشا” معروف البخيت لم يكن مجرد أب؛ بل كان أيضاً قدوةً ومثالاً يُحتذى به في حب الوطن والانتماء له

وأضافت سوزان: “زرعت فينا حب الوطن وترابه والانتماء له، وحب الهاشميين، وحب الجيش بوصفه عماد وعتاد هذه البلاد”. كما استحضرت الأسماء والقصص التي لطالما أثرت في طفولتهم، مثل قصص وصفي التل ومعارك الجيش العربي في فلسطين، حيث قالت: “تعلمنا منكَ واجبَ الوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين”.

كما أشارت سوزان إلى الأثر الذي تركه والدها في توجيه أبنائه، وتعليمهم ضرورة التوازن بين الأحلام والواقع، حيث كان يقول لهم: “كونوا واقعيين، حالمين، لكن أرجلكم راسخة في الأرض”. وأضافت: “أنتَ زرعت فينا الأمل والإصرار، المتابعة وعدم الاستسلام، النحت في الصخر، الصبر والاحتساب، الترفع عن صغائر الأمور، اختيار المعارك، العفو عند المقدرة”.

درسٌ في الحياة والتواضع
تطرقت سوزان إلى تجربة البخيت في التحدي والإصرار، مؤكدةً أنه لم يبخل عليهم يوماً بدرسٍ أو نصيحة. فقد عاش حياة مليئة بالتحديات، بدءاً من بائع صحف وعامل باطون إلى أن أصبح أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين في الأردن.

وأشارت إلى ذلك بقولها: “كنتَ أفضل مثال يجسّد الحلم، فمن بائع صحف وعامل باطون إلى أهم مفكر استراتيجي.”

لم يكن الباشا معروف البخيت رجلاً يهاب الحق أو يتردد في قول ما يراه صائباً، بل كان قدرياً يؤمن بأن لكل شيء سبباً وحكمة

وقالت سوزان: “كنتَ رجلاً قدرياً، تؤمن بالقضاء والقدر، صابراً محتسباً.” وأضافت أن والدها كان قدوة حتى في مرضه، حيث استمر في الكفاح، مشيرةً إلى أنه قضى أربع سنوات في مواجهة المرض دون أن يستسلم.

خاتمة تُعبر عن الاعتزاز والفخر
اختتمت سوزان كلمتها بتوجيه الشكر للحضور الكريم ولكل من وقف بجانبهم خلال فترة مرض البخيت وبعد وفاته. كما أعربت عن امتنانها للذين أسهموا في تنظيم هذه الأمسية واستذكار والدها بالحب والاحترام. وقالت: “لكل من حضرَ اليوم، كلّ باسمهِ ولقبه. حضوركم يعني لنا الكثير، فشكراً لهذا الحبّ الذي أحطتمونا به”.

وجهت سوزان شكرها الخاص للجنة المنظمة، ولشركة التاج الإعلامي التي تولت تنظيم الحفل بتفانٍ، ولأصدقاء والدها الذين لم يتوانوا عن السؤال والاطمئنان خلال فترة مرضه، معبرة عن امتنانها العميق لكل من أسهم في الحفاظ على إرث الباشا.

في هذه الأمسية التي توشحت بالوفاء، أعادت سوزان البخيت إحياء ذكرى والدها بإرث من القيم والمبادئ، مؤكدة أن روحه ستظل حية في قلوب محبيه، حيث اختتمت قائلة: “غادرتنا جسداً، ولكنَّ روحكَ باقية، فخورة بأنني ابنتكَ، فخورة بأنني أحمل اسمكَ ونظرتكَ ذاتها”.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :