إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • “نهاية رجل شُجاع” .. “أذكار نبوية ومسبحة” فعلى ماذا تدل مُقتنيات السنوار في معركته الأخيرة؟  

“نهاية رجل شُجاع” .. “أذكار نبوية ومسبحة” فعلى ماذا تدل مُقتنيات السنوار في معركته الأخيرة؟  


عمان جو - خالد الجيوسي

مع إعلان حركة حماس رسميًّا استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، تشاء الأقدار أن يترك السنوار مشاهد بطولية عديدة لأبناء الشعب الفلسطيني بعد استشهاده، أوّلها وأبرزها يقول ويؤكد أن قادة الشعب الفلسطيني يتواجدون في الميدان وفي قلب المعركة، ويُقاتلون حتى آخر رمق، كما فعل السنوار تمامًا، وذلك مشهد وثّقه جيش الاحتلال بيديه، ودون أن يقصد.

جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشر صُورًا تُظهر المُقتنيات التي كان يحملها السنوار، وهي مُقتنيات بسيطة، تليق بقائد وطني مُتديّن، كان جُل اهتمامه تحرير فلسطين، وختام حياته بالشهادة، وكان من بين تلك المُقتنيات مطوية “أذكار نبوية يومية”، ومسبحة، وساعد يد، وحلوى، وشريط لاصق، ومبلغ مالي بسيط.

وفي الصورة الثانية، ظهر سلاح السنوار “كلاشنكوف”، بالإضافة إلى مخزني رصاص، وجعبة عسكرية، وأدوات عسكرية أخرى، حيث أراد القتال حتى النهاية، وظهر مُقبل غير مُدبر.

 

هذا المشهد البطولي للسنوار، لا يرسخ فقط في الأذهان الفلسطينية، والعربية، بل دفع محرر الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11 العبرية، إيليور ليفي إلى التعليق حول المقطع المصور الذي نشره جيش الاحتـلال والذي قال إنه توثيق للحظات الأخيرة قبل استشـهاد يحيى السنوار قائلًا: “التوثيق الذي ترونه ليس ما يراه أهل حمـاس أو غـزة أو حـزب الله، فهم يرون رجلاً حارب حتى اللحظة الأخيرة، حتى عندما كان مُصاباً، لقد أصبح السـنـوار أسطورة بالفعل”.

نائب رئيس حركة حمـاس خليل الحية في إعلانه شهادة السـنوار قال: استشـهد السنوار حاملاً سـلاحه في مقدمة الصفوف صامداً ومدافعاً عن أرض غـزة وواصل عطاءه بعد الخروج من المعتقل حتى اكتحلت عيناه بالطوفان العظيم.

من جهتها قالت إيران إن “روح المقاومة” ستُصبح “أقوى” بعد استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار على يد القوات الإسرائيلية في غزة، وكتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على حسابها في منصة إكس ليل الخميس أن مقتل السنوار في قطاع غزة “سيعزز روح المقاومة” بهدف “تحرير” الأراضي المحتلة.

ولم تُعلّق حكومات دول عربية عديدة على استشهاد السنوار، فيما نعت هيئة علماء المسلمين في العراق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار، الذي استشهد خلال معركة مع جيش الاحتلال في رفح جنوب القطاع.

وفي تركيا قال رئيس حزب “الرفاه من جديد” فاتح أربكان، في تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”، “لقد علمنا بحُزنٍ عميق استشهاد زعيم حماس يحيى السنوار”، ولم يصدر تعليق من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استشهاد السنوار حتى كتابة هذه السطور.

ونعى الأزهر المصري في بيان “شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال” الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فسادا وإفسادا، فقتلت وخرَّبت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتبَ به”، وتجنّب الأزهر ذكر اسم السنوار في بيانه مباشرة.

وفي الأردن الشعبي، خرجت تظاهرة أمام سفارة الاحتلال في الأردن؛ تنديدا بالعدوان، وتأييدا للمقاومة الفلسطينية، بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في معركة ضد الاحتلال برفح جنوب غزة، وردّد المتظاهرون هتافات من قبيل “حط السيف قبال السيف وحنا رجال يحيى السنوار” و”سجّل اسمي في الطوفان”.

ويبدو أن أمنية يحيى السنوار قد تحقّقت بالفعل، حيث قال قبل ثلاث سنوات تحديدًا: “أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي هي أن يغتالني وأن أقضي شهيدا على يده، أنا اليوم عمري 59 سنة، أنا الحقيقة أفضل أن أستشهد بالـ إف16 على أن أموت بكورونا أو بجلطة أو بحادث طريق أو بطريقة أخرى مما يموت به الناس”.

ومضى السنوار شارحًا هذه الأمنية بالقول: “في هذا السن اقتربت من الوعد الحق وأفضل أن أموت شهيدًا على أن أموت فطيسة”.

ورغم الاحتفالات وحالة النشوة التي أصابت الكيان بعد اغتيال السنوار، فلا يبدو أن ذلك الاغتيال قد تحقّق بمجهود استخباري، بل حدث ذلك بمحض الصدفة، حيث أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحفي مساء الخميس بذلك.

وقال هاغاري: “لم نكن نعرف أنه موجود هناك، في البداية تعرفنا عليه بوصفه مسلحا داخل أحد المباني، وشوهد وهو ملثم يلقي لوحا خشبيا نحو الدرون (الطائرة المسيرة) قبل ثوان من مقتله”.

ونجح السنوار في تحطيم رواية الاحتلال التي قامت على كونه يختبئ بين المدنيين، فظهر مُحاربًا حتى اللحظة الأخيرة، وعلى الأرض، لا تحتها وفي الأنفاق، وهي رواية كاذبة ردّدها مرارًا، وتكرارًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعاشت إسرائيل حالة تفاؤل بعد استشهاد السنوار، بقُدرتها على استعادة الأسرى، بوصف السنوار المُعطّل للصفقة بشروط صعبة، الأمر الذي أجاب عليه خليل الحية نائب رئيس حركة حماس قائلاً: أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان، وقال الحية إن أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات.

وذهبت تقارير أمريكية إلى طرح مخاوف حول حياة الأسرى، وقتلهم بدافع الانتقام من اغتيال السنوار، وأفادت شبكة سي إن إن أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين غير متأكدين مما إذا كان اغتياله سيُساعد أو يعقد الاتصالات الخاصة بصفقة الرهائن، وذلك لأن من يخلفه قد يؤثر على موقف حماس في تجديد الاتصالات للمفاوضات مع إسرائيل.

التساؤل المطروح حول من سيخلف يحيى السنوار في منصبه، حيث عبّرت تقارير إسرائيلية عن مخاوف وتساؤلات حول قبول محمد السنوار شقيق السنوار منصب شقيقه، حيث وصفته تلك التقارير بأنه مُتصلّب ويُشبه أخيه”، فيما يذهب الخيار الثاني نحو خليل الحية، والثالث نحو خالد مشعل رغم أنه خيار مُستبعد.

وتصدّر اسم يحيى السنوار منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه النشطاء بالبطل، والشجاع، وأنه أنهى حياته نهاية رجل شجاع، فيما انتقد مغردون طريقة تغطية بعض وسائل الإعلام لاستشهاد السنوار، والتشفّي باستشهاده، وبأن حماس باتت بلا رأس، وذكّر آخرون بأن تلك الأصوات ليست إلا جيوش ذباب إلكتروني.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :