إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

بين كتابة التاريخ ومطالب الاعتزال .. متلازمة ميسي تطارد الدوسري


عمان جو - يمتلك سالم الدوسري قائد الهلال والمنتخب السعودي سجلًا مميزًا سواء مع فريقه أو بقميص الأخضر، على مدار مشواره في مختلف البطولات التي لعبها محليًا ودوليًا.
لكن سالم لم يسلم من الانتقادات في آخر السنوات، بسبب ما يراه الكثير من أنصار الأخضر من تباين ما بين أدائه مع فريقه ومنتخب بلاده، حيث يعيش الدوسري على وقع أزمة عاشها عدد من نجوم العالم الذين وقعوا تحت وطأة المقارنات ما بين مستواهم محليًا ودوليًا.

لعل المثال الأبرز لما يعيشه الدوسري هو ما عاشه الأرجنتيني ليونيل ميسي لسنوات طويلة، وتحديدا حتى عام 2021، حيث ظلت تُهمة تفضيل ناديه على منتخب بلاده تلاحقه ووصل الأمر إلى حد تحطيم تمثال كان قد تم وضعه للاعب في مسقط رأسه ببوينس آيريس.


ميسي ظل حبيسًا بين جدران تلك المتلازمة لاسيما أنه وفريقه برشلونة عاشا سنوات من التألق وصل إلى حد المثالية في الأداء، وهي أفضل مرحلة في مسيرة البرغوث الأرجنتيني، بيد أن ذلك لم ينعكس على الأداء مع راقصي التانجو.

لم تلتمس الجماهير الأرجنتينية أعذارا لميسي سواء بسبب طريقة لعب مدربي المنتخب، أو لافتقاد العناصر التي تصنع الفارق، مثل تشافي وإنييستا وبوسكيتس وغيرهم في البارسا.

أيضا لم تقبل جماهير التانجو مبررات قد يسوقها البعض للدفاع عن خفوت مسيرة ميسي مع الألقاب الدولية، مثل إهدار جهوده لسنوات على يد بالاسيوس وهيجواين وغيرهم من اللاعبين الذين فشلوا في صنع الفارق مع المنتخب، ولعل مونديال 2014 خير دليل.

إحباطات ميسي الدولية توالت، ببطولة تلو الأخرى يخسرها النجم الأرجنتيني رفقة منتخب بلاده، ومعها تزايدات حدة الانتقادات الجماهيرية التي ترى أن "ليو" لا يعبأ بفكرة النجاح مع "بلاد الفضة".

سالم الهلالي

ربما تكون جماهير الكرة السعودية أقل حدة في تعاملها مع لاعبيها، من حيث الانتقادات رغم الشغف الكبير تجاه منتخبها، والذي يجمع كل الألوان تحت رايته، لكن السنوات القليلة الماضية كانت شاهدة على تباين تدريجي في الأداء ما بين الهلال والأخضر بالنسبة لسالم الدوسري.

خلف هذا التباين حالة من عدم الرضا عما يقدمه سالم عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ألوان المنتخب السعودي، لاسيما أنه في نفس الفترة الزمنية اتخذ منحنى أداء اللاعب اتجاه الصعود مع الهلال تأثرا بالحالة العامة للزعيم والذي توج بأكثر من لقب محلي وقاري على مدار آخر 5 سنوات ووصل لنهائي كأس العالم للأندية.

بقميص الهلال سجل سالم الدوسري 114 هدفا في 411 مشاركة كما صنع 83 أخرى، أي أن مساهماته التهديفية تصل إلى نحو 200 هدفًا، بنسبة نصف هدف في كل مباراة، وهو معدل جيد للغاية بالنسبة للاعب في مركز الجناح.

أما دولياً فالأمر يبدو أكثر اختلافا حيث سجل 22 هدفاً في 83 مباراة، وهو في المركز الـ11 بقائمة الهدافين التاريخيين للمنتخب السعودي بفارق هدفين فقط عن سعيد العويران وإبراهيم سويد صاحبي المركزين التاسع والعاشر.

فرص لا تعوض

منتقدو سالم الدوسري، يصوبون سهام النقاد بناء على مشاهد تظل عالقة في أذهان جماهير الكرة السعودية ككل، والتي كان من الممكن أن تغير تاريخ الأخضر في لحظات فارقة.

فمنها ركلة جزاء ضد بولندا أهدرها سالم، وأضاع معها فرصة الاستفادة من صحوة الفوز التاريخي على الأرجنتين بمونديال 2022 بقطر.

تعامل نجم الهلال مع تلك اللقطة ربما أصاب كثيرين بالإحباط خاصة أن تلك الركلة المُهدرة كانت نقطة تحول في مسيرة الأخضر المونديالية.

تكرر الأمر في النسخة الحالية من التصفيات المونديالية وتعالت معها نبرة الانتقادات، فأن يهدر اللاعب ركلة ضد إندونيسيا المنتخب غير المرشح للمنافسة على التأهل، وأخرى ضد البحرين وفي المباراتين تعادل الأخضر وفشل في الفوز، فهذا يكفي لأن يكون سالم في مرمى النقد بشكل كبير.

الانتقادات وصلت إلى حد مطالبة اللاعب بالاعتزال، لاسيما أن صاحب الـ33 عامًا، لم ينجح في صنع الفارق، أو على الأقل استنساخ أدائه المتميز مع الهلال عندما يرتدي قميص المنتخب السعودي.

وربما يتناسى المنتقدون أنه مثلما امتلك ميسي كتيبة من النجوم المميزين الذين ساعدوا النجم الأرجنتيني على التوهج مع برشلونة، فإن سالم الذي يلعب إلى جوار مالكوم وميتروفيتش ونيفيز وكانسيلو وماركوس ليوناردو وحتى نيمار يمكنه أن يتحول إلى "التورنيدو" الذي يعصف بشباك منافسيه، وبلا شك يزداد أداؤه قوة أمام الخصوم ويتفوق على أفضل المدافعين.

ردة فعل

ما أن أنهى سالم العطلة الدولية الأخيرة، بإحباط التعادل مع البحرين بعد الخسارة من اليابان، حتى عاد قائد الزعيم للدفاع عن ألوان فريقه وكانت فرصة مواتية ليس فقط لأن يواصل التفوق والتألق، بل أيضا للرد على منتقديه.

واحتفل الدوسري بهدفه في شباك الفيحاء ضمن الفوز "3-0"، بأن أظهر واقي الساق الذي يحمل صورته متوجا بجائزة أفضل لاعب في آسيا والتي حصل عليها عن عام 2022.

وواصل اللاعب الرد العملي بتسجيل ثلاثية "هاتريك" في فوز عريض لفريقه على العين الإماراتي "5-4" بدوري أبطال آسيا للنخبة.

لكن الرد العملي الذي يحتاجه نجم الهلال هو قيادة سفينة الأخضر نحو مونديال 2026 بنجاح، ومساعدة زملائه على تقديم الأداء الذي ينتظره منه الجميع بعيدا عن الفردية التي تؤخذ عليه وشعوره بأنه النجم الأبرز دوما في كتيبة المدرب مانشيني.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :