ندوة في "شومان" لاستذكار المفكر الدكتور سحبان خليفات
عمان جو - عقدت في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس، ندوة بعنوان "في استذكار سحبان خليفات"، بحضور العديد من المفكرين والأكاديميين والمعنيين.
وشارك في الندوة الاستذكارية، رئيس جمعية الثقافة الفلسفية الدكتور أحمد ماضي، والأستاذ المساعد في قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور حامد الدبابسة، فيما قدمهم وادار الحوار مع الجمهور، رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتورة دعاء علي.
الدكتور ماضي، أشار إلى الكتاب الذي قام بتأليفه الراحل خليفات بعنوان " الديمقراطية في الأردن، سياقها الدولي وشروطها الموضوعية"، موضحا أنه صدرت طبعتان من هذا الكتاب، الطبعة الأولى في مطلع عام 1994 والثانية في كانون الثاني عام 1996.
وقال "إن الدكتور سحبان ميز بين الحديث عن الديمقراطية، وبين الحديث فيها، ذاهبا إلى أنه شتان بين الحديث عن الشيء والحديث فيه"، مشيرا إلى أنه لا مناص بنظر الدكتور سحبان من تحليل السياق التاريخي لظهور الديمقراطية في الأردن، حيث ان هذا السياق لا ينفصل عن الموقف الدولي العام الذي ولده، مبينا أن هناك ثمة صلة بين السياق الوطني المحلي والسياق العالمي.
وقال: " يذهب الدكتور سحبان إلى أن الديمقراطية وبخاصة في هذه المرحلة من أمتنا "ضرورة مطلقة"، ولا يذهب إلى أن الديمقراطية ليست هي هي في كل مكان، مؤكدا في ضوء ذلك أن الديمقراطية الغربية ليست الصيغة الوحيدة للديمقراطية".
وأضاف أن الدكتور سحبان "يرى أن تكون لنا ديمقراطيتنا المناسبة لأوضاعنا ومصالحنا وفي حدود المخاطر التي تواجهنا، لذلك يعتقد أن ثمة بعض الشروط التي يجب توافرها لقيام هذه الديمقراطية".
وأشار ماضي إلى أن العدالة المشترطة لقيام الديمقراطية برأي المفكر سحبان، هي عدالة شاملة، لأنها عدالة "قانونية واجتماعية واقتصادية وإدارية في آن واحد".
من جهته قال الدكتور الدبابسة، إنه عند استعراض الأعمال التي قام بتحقيقها الدكتور سحبان خليفات، نجدها بين القديم والحديث، ولكن جلها كان في الفكر الفلسفي الإسلامي ضمن عصر معين؛ وهو عصر الإنجاز الفكري المميز بين القرنين الرابع والخامس الهجريين، كما أهتم بنشر وتحقيق بعض المخطوطات في الثقافة والفكر والأدب الأردني المعاصر، ولشخصيات أردنية لم يتم نشر إبداعاتها في حياة أصحابها ككتاب رفعت الصليب وعبد المجيد سالم الحياري، ورأى الدكتور سحبان أن من حق هؤلاء أن يتم نشر كتاباتهم والحديث عن الظروف والسياقات التي عاشوها، باعتبار أنها إنجازات أردنية لا بد من العمل على تعريف الناس بها ضمن سياق الثقافة الأردنية المعاصرة.
وأضاف أن الدكتور سحبان كان ذا ثقافة مميزة في الحقول التي عمل فيها على تحقيق النصوص الفلسفية، فقد كانت معرفته رفيعة في جوانب فكرية متنوعة في الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام والمنطق والأخلاق واللغة العربية والفلسفة المعاصرة وعلاقتها بالجوانب الفلسفية العربية، وحتى اللغة العربية كلغة وما تضمنته من آداب متنوعة.
وأشار إلى أن الدكتور سحبان كان أحد أكثر المحققين الذين نشروا نصوصا فلسفية في الأردن، بلا منازع، مع أنه نشر نصوصا أخرى في فروع معرفية غير النصوص الفلسفية، وخاصة في المسائل والقضايا الأردنية، حول مذكرات أو أشعار لبعض المفكرين أو المبدعين الأردنيين الذين لم يتسن نشر كتاباتهم في حياتهم، فقام بالعمل عليها ونشرها لتكون جزءا من تيار الابداع الفكري والادبي في الأردن.
وأكد الدكتور الدبابسة، أن الدكتور سحبان خليفات، قدم كما من الأعمال المحققة من تراثنا العربي، ولكنه قدم أيضا منهجا جديدا جديرا بالاحترام، قام في الجوهر على سماته الشخصية.
ولد الدكتور سحبان خليفات، في مدينة السلط العام 1943، وفي العام 1966، تحصل خليفات على شهادة البكالوريوس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق، لكن ذلك لم يكن كافيا لروحه التواقة للعلم والمعرفة، فسرعان ما أتبعها بشهادة الماجستير في الدراسات الفلسفية والنفسية من جامعة القاهرة، ثم شهادة الدكتوراه في الفلسفة من الجامعة نفسها في العام 1978.
الجامعة الأردنية شكلت بيته الثاني الذي قضى فيه جل حياته، مستغرقا في تحصيل المعرفة ونقلها لطلبة أحبوه كثيرا، وشهدوا على إخلاصه في التعليم، وله العديد من المؤلفات في ميدان الفلسفة، وقد شكل مؤلفه "منهج التحليل اللغوي- المنطقي في الفكر العربي الإسلامي: النظرية والتطبيق"، علامة فارقة، ومرجعا مهما في هذا المجال، بينما لا يمكن إحصاء مؤلفاته كاملة، فقد ظل يؤلف حتى آخر لحظة في حياته.
وشارك في الندوة الاستذكارية، رئيس جمعية الثقافة الفلسفية الدكتور أحمد ماضي، والأستاذ المساعد في قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور حامد الدبابسة، فيما قدمهم وادار الحوار مع الجمهور، رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتورة دعاء علي.
الدكتور ماضي، أشار إلى الكتاب الذي قام بتأليفه الراحل خليفات بعنوان " الديمقراطية في الأردن، سياقها الدولي وشروطها الموضوعية"، موضحا أنه صدرت طبعتان من هذا الكتاب، الطبعة الأولى في مطلع عام 1994 والثانية في كانون الثاني عام 1996.
وقال "إن الدكتور سحبان ميز بين الحديث عن الديمقراطية، وبين الحديث فيها، ذاهبا إلى أنه شتان بين الحديث عن الشيء والحديث فيه"، مشيرا إلى أنه لا مناص بنظر الدكتور سحبان من تحليل السياق التاريخي لظهور الديمقراطية في الأردن، حيث ان هذا السياق لا ينفصل عن الموقف الدولي العام الذي ولده، مبينا أن هناك ثمة صلة بين السياق الوطني المحلي والسياق العالمي.
وقال: " يذهب الدكتور سحبان إلى أن الديمقراطية وبخاصة في هذه المرحلة من أمتنا "ضرورة مطلقة"، ولا يذهب إلى أن الديمقراطية ليست هي هي في كل مكان، مؤكدا في ضوء ذلك أن الديمقراطية الغربية ليست الصيغة الوحيدة للديمقراطية".
وأضاف أن الدكتور سحبان "يرى أن تكون لنا ديمقراطيتنا المناسبة لأوضاعنا ومصالحنا وفي حدود المخاطر التي تواجهنا، لذلك يعتقد أن ثمة بعض الشروط التي يجب توافرها لقيام هذه الديمقراطية".
وأشار ماضي إلى أن العدالة المشترطة لقيام الديمقراطية برأي المفكر سحبان، هي عدالة شاملة، لأنها عدالة "قانونية واجتماعية واقتصادية وإدارية في آن واحد".
من جهته قال الدكتور الدبابسة، إنه عند استعراض الأعمال التي قام بتحقيقها الدكتور سحبان خليفات، نجدها بين القديم والحديث، ولكن جلها كان في الفكر الفلسفي الإسلامي ضمن عصر معين؛ وهو عصر الإنجاز الفكري المميز بين القرنين الرابع والخامس الهجريين، كما أهتم بنشر وتحقيق بعض المخطوطات في الثقافة والفكر والأدب الأردني المعاصر، ولشخصيات أردنية لم يتم نشر إبداعاتها في حياة أصحابها ككتاب رفعت الصليب وعبد المجيد سالم الحياري، ورأى الدكتور سحبان أن من حق هؤلاء أن يتم نشر كتاباتهم والحديث عن الظروف والسياقات التي عاشوها، باعتبار أنها إنجازات أردنية لا بد من العمل على تعريف الناس بها ضمن سياق الثقافة الأردنية المعاصرة.
وأضاف أن الدكتور سحبان كان ذا ثقافة مميزة في الحقول التي عمل فيها على تحقيق النصوص الفلسفية، فقد كانت معرفته رفيعة في جوانب فكرية متنوعة في الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام والمنطق والأخلاق واللغة العربية والفلسفة المعاصرة وعلاقتها بالجوانب الفلسفية العربية، وحتى اللغة العربية كلغة وما تضمنته من آداب متنوعة.
وأشار إلى أن الدكتور سحبان كان أحد أكثر المحققين الذين نشروا نصوصا فلسفية في الأردن، بلا منازع، مع أنه نشر نصوصا أخرى في فروع معرفية غير النصوص الفلسفية، وخاصة في المسائل والقضايا الأردنية، حول مذكرات أو أشعار لبعض المفكرين أو المبدعين الأردنيين الذين لم يتسن نشر كتاباتهم في حياتهم، فقام بالعمل عليها ونشرها لتكون جزءا من تيار الابداع الفكري والادبي في الأردن.
وأكد الدكتور الدبابسة، أن الدكتور سحبان خليفات، قدم كما من الأعمال المحققة من تراثنا العربي، ولكنه قدم أيضا منهجا جديدا جديرا بالاحترام، قام في الجوهر على سماته الشخصية.
ولد الدكتور سحبان خليفات، في مدينة السلط العام 1943، وفي العام 1966، تحصل خليفات على شهادة البكالوريوس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق، لكن ذلك لم يكن كافيا لروحه التواقة للعلم والمعرفة، فسرعان ما أتبعها بشهادة الماجستير في الدراسات الفلسفية والنفسية من جامعة القاهرة، ثم شهادة الدكتوراه في الفلسفة من الجامعة نفسها في العام 1978.
الجامعة الأردنية شكلت بيته الثاني الذي قضى فيه جل حياته، مستغرقا في تحصيل المعرفة ونقلها لطلبة أحبوه كثيرا، وشهدوا على إخلاصه في التعليم، وله العديد من المؤلفات في ميدان الفلسفة، وقد شكل مؤلفه "منهج التحليل اللغوي- المنطقي في الفكر العربي الإسلامي: النظرية والتطبيق"، علامة فارقة، ومرجعا مهما في هذا المجال، بينما لا يمكن إحصاء مؤلفاته كاملة، فقد ظل يؤلف حتى آخر لحظة في حياته.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات