إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • منوعات

  • عقدة ستوكهولم: كيف تعزز الأنظمة القمعية تبعية الشعوب العربية

عقدة ستوكهولم: كيف تعزز الأنظمة القمعية تبعية الشعوب العربية


عمان جو - تُعتبر "عقدة ستوكهولم" ظاهرة نفسية معروفة، حيث يتعاطف الضحية مع المعتدي، ولكن يمكن استخدامها أيضًا مجازيًا لفهم العلاقة بين الشعوب العربية وأنظمتها القمعية. ورغم القمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تمارسه هذه الأنظمة، يبقى العديد من المواطنين متعاطفين أو حتى مدافعين عنها.

هذا التعاطف ينجم عن عدة عوامل، أبرزها الخوف من المجهول والفوضى المحتملة التي قد تلي سقوط النظام، فضلاً عن القناعة بأن القمع يضمن الاستقرار في غياب عقد اجتماعي واضح. التاريخ السياسي للشعوب العربية، الذي شهد فترات طويلة من الاستعمار والحكم الاستبدادي، ساهم في تعميق هذه العقدة. مثالاً على ذلك، عانت الجزائر من الاستعمار الفرنسي لأكثر من 132 عامًا، مما أدى إلى شعور بالعجز والخضوع.

تستخدم الأنظمة القمعية الإعلام كأداة للسيطرة على الوعي الجماعي، وتفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام، مما يعزز من مشاعر الخوف لدى الشعوب. هذا التوجيه الإعلامي يجعل المواطنين يرون في القمع ضرورة لضمان الاستقرار.

كما أن الأنظمة تحتكر الموارد الاقتصادية، مما يعزز الاعتماد المادي عليها، حيث يحصل المواطن على فرص العمل والامتيازات المالية فقط إذا كان مواليًا للنظام. وهذا الأمر يعمق من عقدة ستوكهولم، حيث يشعر المواطنون بالخوف من الفوضى والمجهول، مما يجعلهم يترددون في المطالبة بالتغيير.

تظهر هذه الظاهرة أيضًا في أنظمة قمعية أخرى حول العالم، مثل كوريا الشمالية، حيث يعيش المواطنون تحت السيطرة الكاملة للدولة، ويشعرون بالاعتماد عليها. كما أن النظام السوفياتي السابق يوضح كيف أن المواطن يرى في الدولة الحامي الوحيد من التهديدات الخارجية.

تتجلى تأثيرات عقدة ستوكهولم في المجتمعات العربية في مظاهر متعددة، منها التسليم للواقع القمعي وضعف التفكير النقدي. كما تؤدي هذه الظاهرة إلى تفكك اجتماعي وسياسي، حيث ينقسم المجتمع بين مؤيدين للنظام ومعارضين، مما يزيد من حدة الصراعات الداخلية.

رغم ذلك، كسر هذه العقدة ليس مستحيلاً. التعليم والتوعية هما المفتاح الأساسي لتحرير الأفراد، وتعزيز الفكر النقدي وحقوقهم المدنية. يجب أن تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا حيويًا في نشر الوعي والمطالبة بالتغيير.

في الختام، تُظهر عقدة ستوكهولم في السياق العربي كيف أن الأنظمة القمعية تستخدم الخوف والسيطرة لتعزيز تبعية الشعوب. ومع ذلك، فإن تعزيز الثقة في البدائل السياسية والاقتصادية يمكن أن يساعد في كسر هذه الحلقة المفرغة نحو التغيير الإيجابي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :