«الإسرائيلي يعسكر الأغوار»… وفي الأردن: جنرالات وليبراليون وقادة شارع ورجال دولة… «إنها لحظة الحقيقة»
عمان جو - بسام البدارين - مرة أخرى، يمارس الناشط السياسي والحقوقي “الليبرالي” في الأردن سائد كراجة، أكبر طاقة في الالتقاط الشجاع للحظة الراهنة وهو يعرض ما سماه بـ “لحظة الحقيقة الآن”.
كراجة، في مقال خاص نشرته له صحيفة الغد اليومية، شرح لحظة الحقيقة كما يراها.
والعنوان عملية السلام “وهم”، وقصة أطول حدود مع فلسطين المحتلة لا تغني الأردنيين عن أطماع المشروع اليميني الصهيوني.
لحظة الوهم ذاتها تصبح درامية أكثر في ميزان كراجة، عندما يلمح لها بالبنط العريض.. “إسرائيل والولايات المتحدة ليستا معنيتين بالأردن”. يساند ذلك التقدير عملياً فوضى “التوقعات” التي أثارت فضول الأردنيين وهم يسألون عن ألغاز وأسرار وخلفيات القرار الإسرائيلي الطازج والمريب بـ “إنشاء فرقة عسكرية” جديدة في منطقة الأغوار، بمعنى تجاوز بروتوكولات المعابر والجسور باتجاه “عسكرة المنطقة” الحدودية.
ما يقوله الإسرائيلي باختصار.. “سنبقى في الأغوار”. والفكرة ثمة مشروع يميني إسرائيلي يزحف ويتقدم في الواقع الموضوعي عنوانه كان قد حذر منه السياسي المخضرم طاهر المصري عبر “القدس العربي” منذ سنوات عندما تحدث عن تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، محذراً من مسلسل إنكار المخاطر.
المفارقة التي تطرح سؤالاً لا جواب عليه بعد في العمق الأردني، تتمثل في تلك الظرفية التي قفزت وتقفز بأبرز رموز إنكار المخاطر إلى واجهت الحكومة الجديدة المشكلة في البلاد، والتي اكتفى رئيسها الدكتور جعفر حسان بعد خمسة أسابيع من ولادتها بتعليق علني يتيم وواحد فقط يخص تطورات القضية الفلسطينية، كرر فيه كلاسيكيات معروفة في الثوابت الأردنية دون أن يضع بين يدي الرأي العام أي خطة لمواجهة تلك المخاطر التي لم يعد يتحدث عنها المعارضون الإسلاميون فقط.
ولكن رجال دولة أوفياء وخبراء، مثل طاهر المصري ومثقفين مستقلين وليبراليين مثل سائد كراجة، لا بل فوق الشريحتين خبراء عسكريون، هم الأبرز؛ مثل الفريق قاصد محمود، وغيره.
لم تعد فكرة أن القواعد العسكرية الأمريكية في الأردن هدفها حماية الدولة الأردنية من أطماع اليمين الإسرائيلي صامدة أو تحاكي الوقائع الموضوعية المتلاحقة بعدما همس بها في أذن “القدس العربي” باحث متابع من طراز الدكتور أنور الخفش، عاد ليقول الآن إن الرهان على الطرف الخاسر استراتيجياً للمواجهة الحالية أمر مكلف وفاتورته كبيرة.
ما هي العناصر التي تجمع جنرالات متقاعدين بساسة ليبراليين وقادة شارع معارضين عندما يتعلق الأمر بنمو الإحساس بمخاطر أطماع اليمين الإسرائيلي؟ سؤال من النوع المثير للقلق.
أغلب التقدير أن النخبة التي تدير الأمور الآن تقرأ الوقائع جيداً، وتفهم بأن الشعور بالمخاطر وطنياً عبر كل المكونات والأزقة، حتى وإن امتنعت الحكومة عن الإقرار به لسبب غامض.
كانت صراحة كراجة مؤخراً صادمة بحكم استقلاليته المهنية وابتعاده عن الشارع والميكروفون، والقول بأن العناية الأمريكية لم تعد تشمل مصالح الأردن الدولة، عنصر جديد وطارئ في النقاش النخبوي العام يضاف إلى ما كان يقوله الجميع منذ سنوات عن خطورة الإحساس بالنوم على فراش واحد مع اليمين الإسرائيلي.
يقر الجميع في عمان بأن إسرائيل انقلبت على السلام وعلى الأردن، وفقاً للتعبير الذي استخدمه خبير من وزن الدكتور دريد المحاسنة عندما ناقشته “القدس العربي”، فيما القناعة راسخة أكثر بأن إسرائيل لا تنقلب فقط على اتفاقية وادي عربة، لا بل دخلت إجرائياً بموجب التفويضات التي وقعها بنيامين نتنياهو لسموتريتش في إجراءات التآمر على الأردن، كما يلاحظ كراجة وغيره.
والتآمر على الأردن هنا لا يتحدث عن الشعب ولا عن مكوناته، بل شمل الدولة الأردنية ومصالحها وهويتها، الأمر الذي يدفع في التحليل الموضوعي محلل مثل المحامي كراجة إلى القول بالعبارة الصريحة الآن بتراكم مؤشرات وجود “قضية أردنية”، إضافة إلى القضية الفلسطينية؛ بمعنى أن الشعب الأردني قيادة ودولة وشعباً وحكماً وجمهوراً، مستهدف.
لذا، لا مناص من المنطق الذي يطرحه علناً المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة، وهو يقترح الشراكة للدفاع عن الوطن والنظام في الأردن؛ بمعنى أن أطياف الأردنيين ومكوناتهم موحدة ليس فقط خلف الهوية الوطنية الأردنية، ولكن حول المؤسسات والدولة بصرف النظر عن الخلافات الداخلية بين السلطة ومعارضيها أو حتى بينها وبين الملاحظين عليها.
ما يقترحه العضايلة يوفر أرضية لتوحيد المواقف، وإن الانطلاق للدفاع عن الأردن ومقاربته مع جماعة الإخوان المسلمين عملية في هذا السياق، لكن السلطات من جهتها مازالت تتمسك بتراث الارتياب بالإسلاميين.
وما يلاحظ عموماً بالتوازي مع زحف المخاطر إلى كل الأزقة والمفاصل، هو أن السلطات الرسمية تقرأ المخاطر بالتأكيد، لكنها لا تريد بعد مصارحة الشعب الأردني بخصوصها ولا الانتقال إلى حالة غير معتادة من المجابهة والممانعة والاشتباك.
قد تكون السلطة معذورة ولديها مبررات، لكن المصري قال قبل أيام قليلة إن الوقائع تغيرت وإن المراجعة وإعادة التقييم والتصرف أصبحت في سياق الواجب الوطني، حتى وإن كانت السلطات تؤجل الإقرار بمخاوفها ارتباطاً بما يبدو بتراثيات 30 عاماً من وهم السلام تكرست فيها عقيدة بيروقراطية وإدارية، فكرتها أن اتفاقية وادي عربة هي الضامن مع أنها لم تعد كذلك، برأي كل خبراء الملف الإسرائيلي، من كبار الساسة والمفاوضين الأردنيين، وعلى رأسهم المحاسنة والدكتور مروان المعشر.
لحظة الحقيقة تلك التي بدأ يعبر عنها حتى يساريون أردنيون، تتفاعل وستصل إلى نتائج محددة قريباً بالتأكيد.
لكن الدلالة الأبرز عليها تتمثل فيما قيل خلف الستائر المرجعية من أن الأردن يعمل الآن مع الدول الأوروبية وليس مع الولايات المتحدة، فيما الخبير الاقتصادي البارز الدكتور جواد العناني، يلقي من جهته قنبلته الدخانية، ويريد نقاشاً في الملف التفصيلي التالي بعنوان مخاطر ارتباط الدينار بالدولار الأمريكي.
«القدس العربي»
كراجة، في مقال خاص نشرته له صحيفة الغد اليومية، شرح لحظة الحقيقة كما يراها.
والعنوان عملية السلام “وهم”، وقصة أطول حدود مع فلسطين المحتلة لا تغني الأردنيين عن أطماع المشروع اليميني الصهيوني.
لحظة الوهم ذاتها تصبح درامية أكثر في ميزان كراجة، عندما يلمح لها بالبنط العريض.. “إسرائيل والولايات المتحدة ليستا معنيتين بالأردن”. يساند ذلك التقدير عملياً فوضى “التوقعات” التي أثارت فضول الأردنيين وهم يسألون عن ألغاز وأسرار وخلفيات القرار الإسرائيلي الطازج والمريب بـ “إنشاء فرقة عسكرية” جديدة في منطقة الأغوار، بمعنى تجاوز بروتوكولات المعابر والجسور باتجاه “عسكرة المنطقة” الحدودية.
ما يقوله الإسرائيلي باختصار.. “سنبقى في الأغوار”. والفكرة ثمة مشروع يميني إسرائيلي يزحف ويتقدم في الواقع الموضوعي عنوانه كان قد حذر منه السياسي المخضرم طاهر المصري عبر “القدس العربي” منذ سنوات عندما تحدث عن تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، محذراً من مسلسل إنكار المخاطر.
المفارقة التي تطرح سؤالاً لا جواب عليه بعد في العمق الأردني، تتمثل في تلك الظرفية التي قفزت وتقفز بأبرز رموز إنكار المخاطر إلى واجهت الحكومة الجديدة المشكلة في البلاد، والتي اكتفى رئيسها الدكتور جعفر حسان بعد خمسة أسابيع من ولادتها بتعليق علني يتيم وواحد فقط يخص تطورات القضية الفلسطينية، كرر فيه كلاسيكيات معروفة في الثوابت الأردنية دون أن يضع بين يدي الرأي العام أي خطة لمواجهة تلك المخاطر التي لم يعد يتحدث عنها المعارضون الإسلاميون فقط.
ولكن رجال دولة أوفياء وخبراء، مثل طاهر المصري ومثقفين مستقلين وليبراليين مثل سائد كراجة، لا بل فوق الشريحتين خبراء عسكريون، هم الأبرز؛ مثل الفريق قاصد محمود، وغيره.
لم تعد فكرة أن القواعد العسكرية الأمريكية في الأردن هدفها حماية الدولة الأردنية من أطماع اليمين الإسرائيلي صامدة أو تحاكي الوقائع الموضوعية المتلاحقة بعدما همس بها في أذن “القدس العربي” باحث متابع من طراز الدكتور أنور الخفش، عاد ليقول الآن إن الرهان على الطرف الخاسر استراتيجياً للمواجهة الحالية أمر مكلف وفاتورته كبيرة.
ما هي العناصر التي تجمع جنرالات متقاعدين بساسة ليبراليين وقادة شارع معارضين عندما يتعلق الأمر بنمو الإحساس بمخاطر أطماع اليمين الإسرائيلي؟ سؤال من النوع المثير للقلق.
أغلب التقدير أن النخبة التي تدير الأمور الآن تقرأ الوقائع جيداً، وتفهم بأن الشعور بالمخاطر وطنياً عبر كل المكونات والأزقة، حتى وإن امتنعت الحكومة عن الإقرار به لسبب غامض.
كانت صراحة كراجة مؤخراً صادمة بحكم استقلاليته المهنية وابتعاده عن الشارع والميكروفون، والقول بأن العناية الأمريكية لم تعد تشمل مصالح الأردن الدولة، عنصر جديد وطارئ في النقاش النخبوي العام يضاف إلى ما كان يقوله الجميع منذ سنوات عن خطورة الإحساس بالنوم على فراش واحد مع اليمين الإسرائيلي.
يقر الجميع في عمان بأن إسرائيل انقلبت على السلام وعلى الأردن، وفقاً للتعبير الذي استخدمه خبير من وزن الدكتور دريد المحاسنة عندما ناقشته “القدس العربي”، فيما القناعة راسخة أكثر بأن إسرائيل لا تنقلب فقط على اتفاقية وادي عربة، لا بل دخلت إجرائياً بموجب التفويضات التي وقعها بنيامين نتنياهو لسموتريتش في إجراءات التآمر على الأردن، كما يلاحظ كراجة وغيره.
والتآمر على الأردن هنا لا يتحدث عن الشعب ولا عن مكوناته، بل شمل الدولة الأردنية ومصالحها وهويتها، الأمر الذي يدفع في التحليل الموضوعي محلل مثل المحامي كراجة إلى القول بالعبارة الصريحة الآن بتراكم مؤشرات وجود “قضية أردنية”، إضافة إلى القضية الفلسطينية؛ بمعنى أن الشعب الأردني قيادة ودولة وشعباً وحكماً وجمهوراً، مستهدف.
لذا، لا مناص من المنطق الذي يطرحه علناً المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة، وهو يقترح الشراكة للدفاع عن الوطن والنظام في الأردن؛ بمعنى أن أطياف الأردنيين ومكوناتهم موحدة ليس فقط خلف الهوية الوطنية الأردنية، ولكن حول المؤسسات والدولة بصرف النظر عن الخلافات الداخلية بين السلطة ومعارضيها أو حتى بينها وبين الملاحظين عليها.
ما يقترحه العضايلة يوفر أرضية لتوحيد المواقف، وإن الانطلاق للدفاع عن الأردن ومقاربته مع جماعة الإخوان المسلمين عملية في هذا السياق، لكن السلطات من جهتها مازالت تتمسك بتراث الارتياب بالإسلاميين.
وما يلاحظ عموماً بالتوازي مع زحف المخاطر إلى كل الأزقة والمفاصل، هو أن السلطات الرسمية تقرأ المخاطر بالتأكيد، لكنها لا تريد بعد مصارحة الشعب الأردني بخصوصها ولا الانتقال إلى حالة غير معتادة من المجابهة والممانعة والاشتباك.
قد تكون السلطة معذورة ولديها مبررات، لكن المصري قال قبل أيام قليلة إن الوقائع تغيرت وإن المراجعة وإعادة التقييم والتصرف أصبحت في سياق الواجب الوطني، حتى وإن كانت السلطات تؤجل الإقرار بمخاوفها ارتباطاً بما يبدو بتراثيات 30 عاماً من وهم السلام تكرست فيها عقيدة بيروقراطية وإدارية، فكرتها أن اتفاقية وادي عربة هي الضامن مع أنها لم تعد كذلك، برأي كل خبراء الملف الإسرائيلي، من كبار الساسة والمفاوضين الأردنيين، وعلى رأسهم المحاسنة والدكتور مروان المعشر.
لحظة الحقيقة تلك التي بدأ يعبر عنها حتى يساريون أردنيون، تتفاعل وستصل إلى نتائج محددة قريباً بالتأكيد.
لكن الدلالة الأبرز عليها تتمثل فيما قيل خلف الستائر المرجعية من أن الأردن يعمل الآن مع الدول الأوروبية وليس مع الولايات المتحدة، فيما الخبير الاقتصادي البارز الدكتور جواد العناني، يلقي من جهته قنبلته الدخانية، ويريد نقاشاً في الملف التفصيلي التالي بعنوان مخاطر ارتباط الدينار بالدولار الأمريكي.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات