إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هذه أسباب الطلاق في الأردن


عمان جو – عدي أبو مرخية
أظهرت بيانات المجلس الأعلى للسكان في الأردن مؤخرًا أن نسبة الطلاق بين النساء تحت سن الثلاثين قد بلغت 54%، مما يسلط الضوء على ظاهرة متنامية تثير قلق المجتمع الأردني. هذا الرقم المخيف لا يعكس فقط تفشي الانفصال بين الأزواج، بل يكشف أيضًا عن تحديات كبيرة تواجه الأسر الشابة في زمن يتسم بتغيرات اقتصادية واجتماعية متسارعة.

تأثير التغيرات الاقتصادية

في حديث خاص مع الدكتور عاكف المعايطة، الباحث والمستشار في قضايا المرأة، أكد أن التغيرات الاقتصادية تلعب دورًا محوريًا في زيادة هذه الظاهرة. وأوضح أن "زيادة مستوى المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة أصبحت تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الأسرية، خصوصًا في ظل ضعف الدخل الفردي للغالبية العظمى من الأردنيين." وأشار المعايطة إلى أن الطموحات العالية للفتيات والشباب في سن مبكرة، مثل الرغبة في شراء سيارات أو السفر، تتجاوز إمكانياتهم المادية، مما يزيد من الضغوطات على الأزواج.

دور الأسرة وتأثير الأهل

كما تناول المعايطة دور الأسرة في هذه القضايا، مشيرًا إلى أن تدخل الأهل من الطرفين قد يزيد من التوترات. "غالبًا ما يسهم الأهل في تفاقم المشاكل بين الأزواج بدلاً من مساعدتهم على إيجاد حلول." وهذا يقود إلى نقطة أخرى، حيث أشار المعايطة إلى أن المحاكم الشرعية لم تعد تعتمد على الإصلاح العائلي كما كان في السابق، بل أصبحت تبحث عن حلول خارجية.

الأبعاد النفسية للطلاق

تتناول د. بتول أحمد، المعالجة النفسية، الأسباب النفسية وراء ارتفاع معدلات الطلاق، مشيرةً إلى أن الزواج يتطلب استقرارًا نفسيًا وعاطفيًا. وأوضحت أن المجتمع الرقمي يؤثر بشكل كبير على تشكيل توقعات الأفراد، حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في تعزيز معايير الجمال والنجاح، مما يرفع سقف توقعاتهم ويعمق شعورهم بعدم الرضا. "الزيادة في المثيرات الخارجية تساهم في انخفاض تقدير الفرد لما يمتلكه حاليًا، مما يؤدي إلى سهولة التنازل عن العلاقات."

أهمية اختيار الشريك المناسب

د. تغلب عازر، أخصائي الطب النفسي، يضيف بُعدًا آخر للأسباب، حيث يبرز أهمية اختيار الشريك المناسب وضرورة التروي في اتخاذ قرارات الزواج. ويشير إلى الضغوط المالية كعامل رئيسي، إذ تتوقع العديد من النساء مستوى معيشي معين، ولكن قلة من الأزواج يستطيعون تلبية هذه التوقعات، مما يؤدي إلى التوتر والمشاكل.

رؤية شاملة من منظور أسري

من جانبه، يلخص الخبير الأسري الدكتور محمد الحباشنة أبرز الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، مؤكدًا أن الاختلافات الثقافية وتفاوت المفاهيم تلعبان دورًا محوريًا في تفشي الطلاق. وأشار إلى أهمية القيم الدينية والتربية السليمة في بناء أسر مستقرة. "ما يُبنى على باطل لن يثمر، والطلاق المبكر قد يكون أفضل من المتأخر، خاصةً لأن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء."

دعوة للعودة إلى القيم الإسلامية

في ختام الحديث، دعا الحباشنة إلى ضرورة العودة للقيم الإسلامية الحقيقية، مؤكدًا أن حل النزاعات الأسرية يجب أن يكون بالاحتكام إلى الله ورسوله، وأن الحفاظ على الأسر يتطلب غرس القيم في نفوس الأبناء.

إن الواقع المؤلم لنسبة الطلاق المرتفعة يتطلب تضافر الجهود من كافة فئات المجتمع لإعادة بناء القيم الأسرية وتعزيز الحوار بين الأزواج، بما يضمن استقرار الأسرة والمجتمع الأردني




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :