تبون منع مقاضاتها له .. ترامب يقحم مجددا الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في حملته ضد هاريس
عمان جو - وجدت البطلة الأولمبية الجزائرية في الملاكمة إيمان خليف نفسها مجددًا في خضم الجدل، بعد استخدامها كأداة في حملة سياسية يقودها المترشح للرئاسيات الأمريكية دونالد ترامب، ضمن إعلاناته الانتخابية. ويصوّر الرئيس الأمريكي السابق، خليف، على أنها مثال لإشاعة التحول الجنسي في المجتمعات، على الرغم من أن البطلة الجزائرية غريبة تماما عن هذا الطرح.
وفي فيديو دعائي لحملة ترامب يحاول ضرب سياسات بايدن-هاريس، تم إظهار لقطات لإيمان خليف وهي ترفع يدها بعد فوزها في إحدى نزالات أولمبياد باريس. وجاء عرض صورة خليف، في سياق سرد أمثلة عن الانهيار الذي شهدته حقبة “بايدن-هاريس”. وقد أثار هذا الفيديو انتقادات كثيرة، خاصة مع تكرار التعليق الذي يقول فيه الراوي: “يمكن للرجال أن يهزموا النساء ويفوزوا بميداليات”، في تكريس للنظرة التي يحاول ترامب صناعتها حول إيمان خليف.
ولم يتوقف الرئيس الأمريكي السابق عند هذا الحد، فقد ظهر مؤخرًا في بودكاست المصارع “أندرتيكر”، متحدثا عدة مرات عن إيمان خليف باعتبارها “رجلًا”، مبرزا أن”حماية” الرياضات النسائية من الرياضيين المتحولين جنسياً كانت أولوية كبيرة بالنسبة له خلال الانتخابات المقبلة.
وفي هذا البودكاست، أحضر أندرتيكر صاحب البرنامج، ابنته إلى الاستوديو في محاولة لإظهار كيف تتأثر الشابات بمثل هذه القضايا. وكان هذا الأمر بمثابة تهيئة لترامب الذي استغل وجودها ليستل سهامه من جديد نحو خليف، قائلا: “أعتقد أن هذا مهين للغاية للنساء (…) إنها تريد ممارسة الرياضة وتريد اللعب ضد النساء. أنت لا تريد بالضرورة اللعب ضد الرجال. إنه أمر جيد ولكنك لا تريد القيام بذلك (…) هل رأيت مباراة الملاكمة تلك في الألعاب الأولمبية؟ هل رأيت تلك الفتاة الإيطالية الجميلة؟ من المفترض أن تكون ملاكمة جيدة. لقد تلقت ضربة يسارية فقط. الرجل يصدر صوتًا قويًا. مثل لكمة دفاعية”. وأضاف “لم أر شيئًا كهذا من قبل. لم تسقط، بل عادت إلى ركنها وقالت لقد تلقيت ضربة أقوى من أي ضربة تلقيتها من قبل”.
وفي قلب معركتها من أجل اللقب الأولمبي شهر أغسطس/آب الماضي، شنّ الرئيس الأمريكي السابق، هجوما ضاريا على الملاكمة إيمان خليف يحاول النيل من كرامتها كامرأة. وبدأ ذلك في المرة الأولى برسالة على منصته «تروث سوشيال» وعد فيها بأنه «سيستبعد الرجال من منافسات النساء» إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني الإيطالية. وكان هذا النزال قد استمر 46 ثانية فقط، حيث تعمدت منافسة خليف الانسحاب ورفضت المصافحة، وحاولت أن تظهر نفسها في صورة الضحية التي واجهت «لكمات رجل» ووجدت في ذلك مساندة من أكبر الشخصيات السياسية في بلادها والعالم.
وعاد ترامب ليهاجم من جديد الملاكمة الجزائرية في خطاب له أمام أنصاره في سياق الانتخابات الأمريكية، قائلا إن الملاكمة الإيطالية التي وصفها بالبطلة، “تعرضت لضربة قوية لدرجة أنها لم تكن تعلم ما الذي أصابها”. وأضاف ساخرا من الملاكمة الجزائرية: لقد كان (منافسها) شخصا عابرا جنسيا.. كان ملاكما رجلا جيدا”. وتابع: “لكنها (الإيطالية) لم تستسلم حتى ضربها ضربتين قويتين فقالت سأنسحب”.
واتخذ ترامب من قضية الملاكمة إيمان خليف، مطية لضرب منافسته في الانتخابات الرئاسية كاميلا هاريس، على اعتبار أن الحزب الديمقراطي يدعم مسائل التحول الجنسي ويروج للنظريات الجندرية التي يعتبرها المحافظون انحطاطا أخلاقيا. لكن الإشكال أن خليف كانت ضحية في صراع لا علاقة لها به، كون هذه القضايا المتعلقة بالعبور الجنسي وإزالة الفروق بين المرأة والرجل، هي نقاش غربي خالص، ليس موجودا على الإطلاق في الجزائر وباقي الدول الإسلامية، ما يجعل الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.
وبعد تحقيق خليف للقب الأولمبي، أكد محامون أن البطلة تعتزم مقاضاة كل من حاول النيل منها والتشكيك في هويتها الجنسية، مثل ترامب والملياردير إيلون ماسك والعديد من السياسيين الفرنسيين والإيطاليين. لكن المفاجأة، كانت في أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد تدخل شخصيا، لمنع رفع دعوى قضائية ترامب، لتجنب إقحام الجزائر كطرف في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجارية حاليا. هذه المعلومة كشف عنها مصطفى بيراف، رئيس رابطة اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، في حوار مع موقع “لاباتري نيوز” المحلي في الجزائر، حيث قال إن محاميا جزائريا كان يعتزم رفع دعوى أمام المحكمة الدولية ضد ترامب، لكن الرئيس تبون، حسبه “أصدر تعليمات واضحة بعدم المضي قدماً في هذا الإجراء”، حرصاً منه على “عدم التأثير سلبا على المناخ الانتخابي في الولايات المتحدة، التي تمر بمرحلة حساسة لها انعكاسات على الساحة العالمية”.
وعلى شاكلة ترامب، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتخذ من نقطة الانحطاط الأخلاقي مادة للمواجهة مع الغرب، بتصريحات مستفزة تشكك في أنوثة خليف، معتبرا فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، “غير عادل” و”هراء”. ورغم كل ما يثار حولها، أخذت خليف بشكل إيجابي هذه الضجة العالمية التي أكسبتها شهرة واسعة، حيث باتت اليوم تتصدر كبريات مجلات الموضة العالمية في وقت تتسابق شركات إنتاج عالمية، للظفر بحقوق إنتاج فيلم عن مسيرتها الملهمة من بائعة خبز على قارعة الطريق إلى بطلة أولمبية وحديث لأقوياء العالم.
وفي فيديو دعائي لحملة ترامب يحاول ضرب سياسات بايدن-هاريس، تم إظهار لقطات لإيمان خليف وهي ترفع يدها بعد فوزها في إحدى نزالات أولمبياد باريس. وجاء عرض صورة خليف، في سياق سرد أمثلة عن الانهيار الذي شهدته حقبة “بايدن-هاريس”. وقد أثار هذا الفيديو انتقادات كثيرة، خاصة مع تكرار التعليق الذي يقول فيه الراوي: “يمكن للرجال أن يهزموا النساء ويفوزوا بميداليات”، في تكريس للنظرة التي يحاول ترامب صناعتها حول إيمان خليف.
ولم يتوقف الرئيس الأمريكي السابق عند هذا الحد، فقد ظهر مؤخرًا في بودكاست المصارع “أندرتيكر”، متحدثا عدة مرات عن إيمان خليف باعتبارها “رجلًا”، مبرزا أن”حماية” الرياضات النسائية من الرياضيين المتحولين جنسياً كانت أولوية كبيرة بالنسبة له خلال الانتخابات المقبلة.
وفي هذا البودكاست، أحضر أندرتيكر صاحب البرنامج، ابنته إلى الاستوديو في محاولة لإظهار كيف تتأثر الشابات بمثل هذه القضايا. وكان هذا الأمر بمثابة تهيئة لترامب الذي استغل وجودها ليستل سهامه من جديد نحو خليف، قائلا: “أعتقد أن هذا مهين للغاية للنساء (…) إنها تريد ممارسة الرياضة وتريد اللعب ضد النساء. أنت لا تريد بالضرورة اللعب ضد الرجال. إنه أمر جيد ولكنك لا تريد القيام بذلك (…) هل رأيت مباراة الملاكمة تلك في الألعاب الأولمبية؟ هل رأيت تلك الفتاة الإيطالية الجميلة؟ من المفترض أن تكون ملاكمة جيدة. لقد تلقت ضربة يسارية فقط. الرجل يصدر صوتًا قويًا. مثل لكمة دفاعية”. وأضاف “لم أر شيئًا كهذا من قبل. لم تسقط، بل عادت إلى ركنها وقالت لقد تلقيت ضربة أقوى من أي ضربة تلقيتها من قبل”.
وفي قلب معركتها من أجل اللقب الأولمبي شهر أغسطس/آب الماضي، شنّ الرئيس الأمريكي السابق، هجوما ضاريا على الملاكمة إيمان خليف يحاول النيل من كرامتها كامرأة. وبدأ ذلك في المرة الأولى برسالة على منصته «تروث سوشيال» وعد فيها بأنه «سيستبعد الرجال من منافسات النساء» إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني الإيطالية. وكان هذا النزال قد استمر 46 ثانية فقط، حيث تعمدت منافسة خليف الانسحاب ورفضت المصافحة، وحاولت أن تظهر نفسها في صورة الضحية التي واجهت «لكمات رجل» ووجدت في ذلك مساندة من أكبر الشخصيات السياسية في بلادها والعالم.
وعاد ترامب ليهاجم من جديد الملاكمة الجزائرية في خطاب له أمام أنصاره في سياق الانتخابات الأمريكية، قائلا إن الملاكمة الإيطالية التي وصفها بالبطلة، “تعرضت لضربة قوية لدرجة أنها لم تكن تعلم ما الذي أصابها”. وأضاف ساخرا من الملاكمة الجزائرية: لقد كان (منافسها) شخصا عابرا جنسيا.. كان ملاكما رجلا جيدا”. وتابع: “لكنها (الإيطالية) لم تستسلم حتى ضربها ضربتين قويتين فقالت سأنسحب”.
واتخذ ترامب من قضية الملاكمة إيمان خليف، مطية لضرب منافسته في الانتخابات الرئاسية كاميلا هاريس، على اعتبار أن الحزب الديمقراطي يدعم مسائل التحول الجنسي ويروج للنظريات الجندرية التي يعتبرها المحافظون انحطاطا أخلاقيا. لكن الإشكال أن خليف كانت ضحية في صراع لا علاقة لها به، كون هذه القضايا المتعلقة بالعبور الجنسي وإزالة الفروق بين المرأة والرجل، هي نقاش غربي خالص، ليس موجودا على الإطلاق في الجزائر وباقي الدول الإسلامية، ما يجعل الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.
وبعد تحقيق خليف للقب الأولمبي، أكد محامون أن البطلة تعتزم مقاضاة كل من حاول النيل منها والتشكيك في هويتها الجنسية، مثل ترامب والملياردير إيلون ماسك والعديد من السياسيين الفرنسيين والإيطاليين. لكن المفاجأة، كانت في أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد تدخل شخصيا، لمنع رفع دعوى قضائية ترامب، لتجنب إقحام الجزائر كطرف في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجارية حاليا. هذه المعلومة كشف عنها مصطفى بيراف، رئيس رابطة اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، في حوار مع موقع “لاباتري نيوز” المحلي في الجزائر، حيث قال إن محاميا جزائريا كان يعتزم رفع دعوى أمام المحكمة الدولية ضد ترامب، لكن الرئيس تبون، حسبه “أصدر تعليمات واضحة بعدم المضي قدماً في هذا الإجراء”، حرصاً منه على “عدم التأثير سلبا على المناخ الانتخابي في الولايات المتحدة، التي تمر بمرحلة حساسة لها انعكاسات على الساحة العالمية”.
وعلى شاكلة ترامب، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتخذ من نقطة الانحطاط الأخلاقي مادة للمواجهة مع الغرب، بتصريحات مستفزة تشكك في أنوثة خليف، معتبرا فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، “غير عادل” و”هراء”. ورغم كل ما يثار حولها، أخذت خليف بشكل إيجابي هذه الضجة العالمية التي أكسبتها شهرة واسعة، حيث باتت اليوم تتصدر كبريات مجلات الموضة العالمية في وقت تتسابق شركات إنتاج عالمية، للظفر بحقوق إنتاج فيلم عن مسيرتها الملهمة من بائعة خبز على قارعة الطريق إلى بطلة أولمبية وحديث لأقوياء العالم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات