وادي العش يصرخ من الظلم : سلبونا الأرض وحرمونا من الأمل
عمان جو – شادي سمحان
في زاوية منسية من هذه الأرض، حيث يمتزج التراب بتاريخ طويل من الجهد والكفاح، يروي سكان وادي العش قصة لا يتصورها عقل ولا يقبلها قلب. أرض لم تكن فقط مكانًا للعيش، بل كانت حلمًا وذكرى، كانت موطنًا لأشخاص زرعوا فيها شجرة من أمل، وسقوا ترابها بدموع الفقر. لكن مع مرور الزمن، تحولت هذه الأرض إلى رمز للظلم الذي يتساقط على رؤوسهم بلا رحمة. هي "وادي العش"، المكان الذي كان يشهد الهمسات الأولى لحياة أفضل، لكن الآن أصبح مكانًا للخراب والدموع.
"أرضنا التي بيعت ونحن نغفل"
في قلب الحوض (7) بوادي العش، كانت الأراضي التي يعيش عليها هؤلاء الناس تُعد ملكًا لهم. كانوا يعتقدون أن ما لديهم هو حق مكتسب، استقروا فيها على مر السنين، بنوا منازلهم، وزرعوا الأرض بأيدٍ طالما أثقلت بالكفاح. لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، اكتشفوا أن الأرض التي عاشوا عليها لأجيال ليست ملكًا لهم. بل كانت تُعد جزءًا من أملاك الدولة، تم بيعها أو تخصيصها بأوراقٍ رسمية تحايلت على الواقع.
بـ "حجج" مزعومة، بيعَت تلك الأراضي، فُقدت الحقوق، وطُويت صفحة من تاريخ الأجيال التي عاشت في وادي العش. "من المسؤول عن بيع أراضينا؟" يسأل أحدهم بحرقة، "من باعنا، وهل كانت لدينا فرصة للدفاع عن أنفسنا؟" يتساءل آخر بنبرة يملأها الاستفهام. غدرٌ يتساءل عن دماء المواطنين، وحكايات مملوءة بالغدر والخداع، جعلت هؤلاء الفقراء ضحايا مَن استغلوا ثقتهم أو جهلهم بالقوانين.
الظلم الذي لا يغتفر
الأمور لم تتوقف عند بيع الأرض. في الأيام الأخيرة، هُدم أكثر من 50 منزلًا في المنطقة، جرفت الجرافات الذكريات والتضحيات. انهارت الجدران التي طالما احتضنت الأسر، وتحطمت أسقف الأمل فوق رؤوس مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم عاشوا في أرض تُنتهك حقوقهم عليها. هؤلاء الذين ربطوا حياتهم بالأرض، وتربوا على ثراها، وجعلوها جزءًا من هويتهم، يجدون أنفسهم اليوم بلا مأوى، بلا أرض، بلا هوية. وفي تلك اللحظات القاسية، بين الركام والدموع، أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: "من سيعوضنا عن حلمنا الذي ضاع؟"
أين العدالة؟
الأهالي لا يطلبون أكثر من الاعتراف بحقهم في الأرض التي عاشوا عليها. يطالبون بإعادة حقوقهم المسلوبة، وبإيجاد حل يُنصفهم، ويعيد لهم ما فقدوه. ولكن في ظل هذا الوضع المعقد، يبدو أن صوتهم يُدفن في صمت، وأن مطالبهم تتبدد وسط الوعود المتكررة. بعد سنوات من الظلم، يحق لهم أن يسألوا: "هل من حل؟ هل هناك جهة يمكن أن تعيد لنا حقنا؟ أم أننا سنظل في انتظار العدالة التي تأخرت طويلاً؟"
الكل يعرف أنه لا يمكن لأي كلمة أو قرار أن يعيد سنوات من المعاناة، ولا يمكن لحل سطحي أن يعوضهم عن مشاعر الغبن التي يتجرعونها كل يوم. لكن مازال هناك الأمل. الأمل في أن تتفتح أبواب العدالة، وأن يُعاد لهم الحق الذي سلب منهم.
المستقبل بين أيديهم
اليوم، يتجمع أبناء وادي العش، يحدوهم الأمل في أن تكون هناك تسوية عادلة، تحترم حقهم في الحياة على أرضهم. ربما تكون هذه القصة نقطة تحوّل، وربما تكون صرخة أمل لمن سلبت منهم أحلامهم وأرضهم. ولكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سيكون هناك حل يرضي جميع الأطراف؟ وهل سيظل هذا الوادي رمزًا للظلم، أم سيصبح مثالًا للعدالة التي تحققت أخيرًا؟
ويبقى الأمل في أن يجد هؤلاء المواطنين ما يستحقونه: العدالة، بعد سنوات من الظلم الذي لا يغتفر.
عمان جو – شادي سمحان
في زاوية منسية من هذه الأرض، حيث يمتزج التراب بتاريخ طويل من الجهد والكفاح، يروي سكان وادي العش قصة لا يتصورها عقل ولا يقبلها قلب. أرض لم تكن فقط مكانًا للعيش، بل كانت حلمًا وذكرى، كانت موطنًا لأشخاص زرعوا فيها شجرة من أمل، وسقوا ترابها بدموع الفقر. لكن مع مرور الزمن، تحولت هذه الأرض إلى رمز للظلم الذي يتساقط على رؤوسهم بلا رحمة. هي "وادي العش"، المكان الذي كان يشهد الهمسات الأولى لحياة أفضل، لكن الآن أصبح مكانًا للخراب والدموع.
"أرضنا التي بيعت ونحن نغفل"
في قلب الحوض (7) بوادي العش، كانت الأراضي التي يعيش عليها هؤلاء الناس تُعد ملكًا لهم. كانوا يعتقدون أن ما لديهم هو حق مكتسب، استقروا فيها على مر السنين، بنوا منازلهم، وزرعوا الأرض بأيدٍ طالما أثقلت بالكفاح. لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، اكتشفوا أن الأرض التي عاشوا عليها لأجيال ليست ملكًا لهم. بل كانت تُعد جزءًا من أملاك الدولة، تم بيعها أو تخصيصها بأوراقٍ رسمية تحايلت على الواقع.
بـ "حجج" مزعومة، بيعَت تلك الأراضي، فُقدت الحقوق، وطُويت صفحة من تاريخ الأجيال التي عاشت في وادي العش. "من المسؤول عن بيع أراضينا؟" يسأل أحدهم بحرقة، "من باعنا، وهل كانت لدينا فرصة للدفاع عن أنفسنا؟" يتساءل آخر بنبرة يملأها الاستفهام. غدرٌ يتساءل عن دماء المواطنين، وحكايات مملوءة بالغدر والخداع، جعلت هؤلاء الفقراء ضحايا مَن استغلوا ثقتهم أو جهلهم بالقوانين.
الظلم الذي لا يغتفر
الأمور لم تتوقف عند بيع الأرض. في الأيام الأخيرة، هُدم أكثر من 50 منزلًا في المنطقة، جرفت الجرافات الذكريات والتضحيات. انهارت الجدران التي طالما احتضنت الأسر، وتحطمت أسقف الأمل فوق رؤوس مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم عاشوا في أرض تُنتهك حقوقهم عليها. هؤلاء الذين ربطوا حياتهم بالأرض، وتربوا على ثراها، وجعلوها جزءًا من هويتهم، يجدون أنفسهم اليوم بلا مأوى، بلا أرض، بلا هوية. وفي تلك اللحظات القاسية، بين الركام والدموع، أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: "من سيعوضنا عن حلمنا الذي ضاع؟"
أين العدالة؟
الأهالي لا يطلبون أكثر من الاعتراف بحقهم في الأرض التي عاشوا عليها. يطالبون بإعادة حقوقهم المسلوبة، وبإيجاد حل يُنصفهم، ويعيد لهم ما فقدوه. ولكن في ظل هذا الوضع المعقد، يبدو أن صوتهم يُدفن في صمت، وأن مطالبهم تتبدد وسط الوعود المتكررة. بعد سنوات من الظلم، يحق لهم أن يسألوا: "هل من حل؟ هل هناك جهة يمكن أن تعيد لنا حقنا؟ أم أننا سنظل في انتظار العدالة التي تأخرت طويلاً؟"
الكل يعرف أنه لا يمكن لأي كلمة أو قرار أن يعيد سنوات من المعاناة، ولا يمكن لحل سطحي أن يعوضهم عن مشاعر الغبن التي يتجرعونها كل يوم. لكن مازال هناك الأمل. الأمل في أن تتفتح أبواب العدالة، وأن يُعاد لهم الحق الذي سلب منهم.
المستقبل بين أيديهم
اليوم، يتجمع أبناء وادي العش، يحدوهم الأمل في أن تكون هناك تسوية عادلة، تحترم حقهم في الحياة على أرضهم. ربما تكون هذه القصة نقطة تحوّل، وربما تكون صرخة أمل لمن سلبت منهم أحلامهم وأرضهم. ولكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سيكون هناك حل يرضي جميع الأطراف؟ وهل سيظل هذا الوادي رمزًا للظلم، أم سيصبح مثالًا للعدالة التي تحققت أخيرًا؟
ويبقى الأمل في أن يجد هؤلاء المواطنين ما يستحقونه: العدالة، بعد سنوات من الظلم الذي لا يغتفر.