شكري .. رفيق الفرح والحزن في درب الحياة
عمان جو - شادي سمحان
اسمحوا لي اليوم أن أكتب عن شقيقي شكري نصف روحي في عيد ميلاده عن الذي شاركني حزني قبل فرحي الذي كان معي في معترك الحياة منذ طفولتنا أذكر جيدًا كيف كنا في المدرسة الابتدائية نتوجه مع أبناء عمومتي إلى المدرسة بكل براءة وحب كنا نتشارك رغيف خبز الطابون وفلافل نعيم من خارج أسوار المدرسة في الفسحة المدرسية كان كل منا يتفق مع الآخر على من سيركض سريعًا لإحضار الطابون والفلافل لنا وكأن الحياة كانت أبسط وأجمل في تلك اللحظات وبعد الدوام كنا نذهب مع أبناء عمومتي لجمع النحاس من هنا وهناك كل منا يسلك طريقًا لجمع ما نستطيع من النحاس وبعدها كان شكري يذهب للعمل في معمل الأحذية برفقة أبناء عمومتي الأكبر منا سنًا استمرينا على هذا الحال نعيش سويا في تحديات الحياة البسيطة ننتقل من مرحلة إلى أخرى حتى وصلنا إلى مرحلة الإعدادية أتذكر جيدًا أنه لم تكن هناك مهنة إلا ومررنا بها من عمال الأحذية إلى السفرجية ومن جمع الخردة إلى بيع السحبة والترمس والكريزة والعديد من المهن كنت أشعر أن الحياة مهما كانت قاسية كانت لنا دائمًا فرصة للاستمرار والضحك أتذكر كيف كنا نجلس حول تنكة مليئة بخشب ولهيب النار يشتعل منها نتدفأ من البرد القارص في سوق العبدلي "الباله" وقلوبنا مليئة بالدفء كانت ضحكتنا لا تفارقنا وكأن العالم كله لا يعني شيئًا طالما كنا معًا لا أستطيع أن أتذكر أننا ابتعدنا عن بعضنا يومًا فقد كنا دائمًا معًا في كل لحظة من لحظات الحياة الصعبة والمفرحة كانت صداقتنا هي ما تعطينا القوة للاستمرار وكأننا خُلقنا لنبقى معًا نواجه الحياة بكل تحدياتها ولا أستطيع أن أنسى فرحة أبي رحمه الله ودموع أمي عندما نجح شكري في الثانوية العامة كان نجاحه أول فرحتنا وأكبر انتصار لنا كانت تلك اللحظات مليئة بالعواطف فقد كان شكري أكبرنا وحلمنا معه كان أكبر في تلك الأيام لم تكن النتائج تتسرب أو تُنشر على مواقع الإنترنت كما يحدث اليوم كنا ننتظر بفارغ الصبر نشرها في الصحف الورقية أو نذهب إلى باب المدرسة لنتفقد النتائج المعلقة على الأبواب وكأن العالم كله يتوقف في تلك اللحظات التي تسبق معرفة المصير كانت تلك الفرحة بالنسبة لنا أكبر من مجرد درجات كانت بداية طريق جديد وعلامة فارقة في حياتنا مررنا بأيام عصيبة لكنها كانت أيامًا لا تُنسى أيام شاركناها بكل ما فيها من حلو ومر كانت تلك اللحظات مليئة بالتحديات لكننا واجهناها معًا يدًا بيد نشدّ من أزر بعضنا البعض كانت الأيام الصعبة تزداد ثقلاً لكن مع كل صعوبة كنا نجد القوة في وجودنا سويا نتقاسم الألم كما نتقاسم الفرح وفي كل مرة كانت تلك اللحظات تصبح ذكرى تزيدنا قوة وترابطًا تعلمنا من خلالها أن الحياة مهما كانت قاسية فإننا نتمسك ببعضنا البعض اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاده أعود بالذاكرة إلى كل تلك اللحظات التي جمعتنا وأشعر أنني لا أستطيع إلا أن أقول له شكراً لكونك جزءًا من حياتي شكراً لأنك كنت دائماً هناك شريكًا في الفرح والحزن رفيقًا في درب الحياة الطويل.
اخوك المحب دوما
شادي سمحان
عمان جو - شادي سمحان
اسمحوا لي اليوم أن أكتب عن شقيقي شكري نصف روحي في عيد ميلاده عن الذي شاركني حزني قبل فرحي الذي كان معي في معترك الحياة منذ طفولتنا أذكر جيدًا كيف كنا في المدرسة الابتدائية نتوجه مع أبناء عمومتي إلى المدرسة بكل براءة وحب كنا نتشارك رغيف خبز الطابون وفلافل نعيم من خارج أسوار المدرسة في الفسحة المدرسية كان كل منا يتفق مع الآخر على من سيركض سريعًا لإحضار الطابون والفلافل لنا وكأن الحياة كانت أبسط وأجمل في تلك اللحظات وبعد الدوام كنا نذهب مع أبناء عمومتي لجمع النحاس من هنا وهناك كل منا يسلك طريقًا لجمع ما نستطيع من النحاس وبعدها كان شكري يذهب للعمل في معمل الأحذية برفقة أبناء عمومتي الأكبر منا سنًا استمرينا على هذا الحال نعيش سويا في تحديات الحياة البسيطة ننتقل من مرحلة إلى أخرى حتى وصلنا إلى مرحلة الإعدادية أتذكر جيدًا أنه لم تكن هناك مهنة إلا ومررنا بها من عمال الأحذية إلى السفرجية ومن جمع الخردة إلى بيع السحبة والترمس والكريزة والعديد من المهن كنت أشعر أن الحياة مهما كانت قاسية كانت لنا دائمًا فرصة للاستمرار والضحك أتذكر كيف كنا نجلس حول تنكة مليئة بخشب ولهيب النار يشتعل منها نتدفأ من البرد القارص في سوق العبدلي "الباله" وقلوبنا مليئة بالدفء كانت ضحكتنا لا تفارقنا وكأن العالم كله لا يعني شيئًا طالما كنا معًا لا أستطيع أن أتذكر أننا ابتعدنا عن بعضنا يومًا فقد كنا دائمًا معًا في كل لحظة من لحظات الحياة الصعبة والمفرحة كانت صداقتنا هي ما تعطينا القوة للاستمرار وكأننا خُلقنا لنبقى معًا نواجه الحياة بكل تحدياتها ولا أستطيع أن أنسى فرحة أبي رحمه الله ودموع أمي عندما نجح شكري في الثانوية العامة كان نجاحه أول فرحتنا وأكبر انتصار لنا كانت تلك اللحظات مليئة بالعواطف فقد كان شكري أكبرنا وحلمنا معه كان أكبر في تلك الأيام لم تكن النتائج تتسرب أو تُنشر على مواقع الإنترنت كما يحدث اليوم كنا ننتظر بفارغ الصبر نشرها في الصحف الورقية أو نذهب إلى باب المدرسة لنتفقد النتائج المعلقة على الأبواب وكأن العالم كله يتوقف في تلك اللحظات التي تسبق معرفة المصير كانت تلك الفرحة بالنسبة لنا أكبر من مجرد درجات كانت بداية طريق جديد وعلامة فارقة في حياتنا مررنا بأيام عصيبة لكنها كانت أيامًا لا تُنسى أيام شاركناها بكل ما فيها من حلو ومر كانت تلك اللحظات مليئة بالتحديات لكننا واجهناها معًا يدًا بيد نشدّ من أزر بعضنا البعض كانت الأيام الصعبة تزداد ثقلاً لكن مع كل صعوبة كنا نجد القوة في وجودنا سويا نتقاسم الألم كما نتقاسم الفرح وفي كل مرة كانت تلك اللحظات تصبح ذكرى تزيدنا قوة وترابطًا تعلمنا من خلالها أن الحياة مهما كانت قاسية فإننا نتمسك ببعضنا البعض اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاده أعود بالذاكرة إلى كل تلك اللحظات التي جمعتنا وأشعر أنني لا أستطيع إلا أن أقول له شكراً لكونك جزءًا من حياتي شكراً لأنك كنت دائماً هناك شريكًا في الفرح والحزن رفيقًا في درب الحياة الطويل.
اخوك المحب دوما
شادي سمحان