إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

2025 نقطة و سطر جديد


عمان جو - د محمد العزة

على أعتاب ولادة اولى دقات عام 2025 ، نودع عام 2024 مع عد انفاس الرمق الاخير لدقائق الساعة فيه ، ذلك العام المارق الغارق بفوضى السياسة و بعثرت القطاعات و تباين الخطوط ما بين صعود و هبوط في المنحنيات المرسومة على أوراق رسم البيانات ، هذه الخطوط التي يستدل بها الخبراء و يراقبها العرافين و علماء التخطيط الاستراتيجي ، و يبنوا عليها التوقعات و المؤشرات و الآراء لشرح حصاد ما جرى في عام مضى و واقع حاضر اليوم و توقع مستقبل ما يمكن أن نرى .
الماضي القريب و الحاضر ما زال يكتبه دماء الشهداء ، دماء كالامواج صنعتها ضوضاء آلة القصف للثكنة العسكرية الاسرائيلية على غزة و شمالها وحي الزيتون ، محاولة اقتلاع جذوره من أرضه ، و ما استطاعوا الا إسقاط أوراقه ، اوراق مكتوب عليها أسماء الاطفال و الشيوخ و النساء و الأطباء الذين قضوا و صمدوا في وجه هذا القصف الوحشي .
قصف اشتد عاصفة من الانواء هبت على شواطيء العروبة لتمزقها و تدمر سفن وحدتها واحلامها و تغرقها في وحل القتل و التدمير والإبادة و التهجير ، قصف من عدو ابتلينا به بلا ضمير و لا نملك عليه نصير الا دعواتنا و دعاؤنا و صرخات آلامنا و صوت نقرات أقلامنا من فوق سطح صفحاتنا ، عاجزة عن الكلام وهي تتألم و رؤوسها ثملت و تخدرت و أثقلت بأحرف ينتابها القلق تارة والامل تارة أخرى ، تصرخ متى القرار نحو الاستقرار و يكون لنا الخيار بجرعة من الراحة وقسط من الاستراحة وسط كل هذه الفوضى التي يعبث و يلهو بها الهواة و يشعل من تحتها الطهاة نارا ، يأكل الطغاة بعدها من ارواحنا و اجسادنا التي صارت جدارية يرسم عليها الغزاة خرائط حصصهم من ارضنا و ثرواتنا و احلام اطفالنا و دمعات امهاتنا فوق اكفاننا التي نفذت ولم نعد نملك منها ما نواريهم بها الثرى .
ختاما وداعا 2024 ، وداعا لكل ما فقدناه و خسرناه و حصدناه من احزان ، لكن عزاؤنا بأيماننا بأننا قادرين على أن نورث أبنائنا تراب اوطاننا و أن رحلت اجسادنا فهي اوراق تسقط لكن أرواحنا هي جذورنا ، جذور الزيتون في ارض الوطن الذي نريد له أن يكون واحة للسلام و الوئام ، نحميه من شر اللئام الراقصين على عاطفة وعينا و شرائع ديننا و تسخيره كسكين اللحام يقتطع من لحمنا و دمنا و يحرمنا من حقنا في الكلام بأننا أمة و دولة نريد أن نبنيها بسواعدنا بأمانة و اخلاص و نحميها بالمهج و المقل.
متى نستيقظ و ننزع فكر الجهلاء و غشاوة الدهماء و نرد كيد الاعداء و الدخلاء و نعلن أنه آن أوان فرحنا و اعراسنا و نهدم بيوت العزاء .
متى ؟
كل عام وانتم و الاردن اقوى و حالة الأمة العربية افضل في 2025 وأقل تشاؤما ، عام نحصد فيه تفاؤلا و نماء لوطن و عدناه و عاهدناه بأن يظل عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.
و على أمل تحرير الأرض والانسان والنهضة والتنمية والأمان.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :